الزمان
جريدة الزمان

مقالات الرأي مقال رئيس التحرير

البلطجة الفكرية أفتك أسلحة ” الجيل الرابع ” - بقلم الهام شرشر

الهام شرشر -


يعانى المجتمع المصرى من حالة فقدان توازن أدى إلى نتائج صادمة للغاية .
" ولعل من أهم أشكال المعاناة التي أفرزتها السنوات القليلة الماضية "
ما يمكن أن نسميها أو نطلق عليه " البلطجة الفكرية " السياسية " ومحاولة الصعود على الثوابت واختراق لقيم المجتمع ... بدعوى حرية التعبير عن حرية الرأي دون النظر أو الاعتبار لكل ما استقر في العقل الجمعى للأمة ...... من أعراف وأخلاق ... من دين وعقائد ... الأمر الذى أصاب المجتمع بإضطراب شديد وخلل مس شغاف المجتمع .... واستطاع هؤلاء أن يفرضواً لغتهم الجديدة على المجتمع بكل ما تحمل من " إسفاف ... وإبتذال ... وركاكة ... وتضارب.... واختلاف.... مع قيم المجتمع الثابتة وأخلاقه التي عرف بها قروناً طويلة .
 ومع هذا فقد نجح وللأسف هؤلاء في خلق " حالة .. وهالة ... إلتفت حولها الكثير من الناس ... تأثروا بها ... فتحدثوا عنها ... وتكلموا فيها . لقد استخدم هؤلاء البلطجة .. ولكن بالكلمات والحروف التي خرجت عن المألوف والمعروف عن شعبنا المصرى ... وإلا فما معنى .. أن يسب الــــــــــــــــــــــــد يــــــــــــــــــــــن؟؟؟؟!!!!!!!!!
 وما معنى أن تهدم أخلاقيات المجتمع بإستدعاء هذه الكلمات النابية .. على مائدة المناقشات .... والحوارات .... والمخاطبات ؟ ؟؟؟؟!!!!! لتصبح تلك اللغة هى عنوان لصنف كثير من الناس يتحدث باسم الفكر .. ويدعى الثقافة .. ويتقمص شخصية الأديب الأريب ... أو المفكر المستنير ... أي ثقافة .. أو حوار ... أو لغة ... أو فكر لهؤلاء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
 إن هذا لتعدى أدبى صارخ على ما استقر في وعى وضمير المصريين لقرون ...
 إن هذا إجهاز غير مشروع يفوق حرب إبادة لمجتمع بحضارته وتاريخه المعروفة للجميع وبقيمه ومبادئه وأخلاقياته .............!!!!!!!!!!!
 لأن التراث ماهو فى الحقيقة إلا مجموعة من الأخلاقيات والمبادئ الإنسانية والمعايير التي تشيد عليها الأمم .. الأمجاد والحضارات .. وفى الإطاحة بها ... إنما هو أعظم سلاح لإبادة تلك الأمم نعم والدليل على ذلك أن هذا هو عصب الرسالات السماوية ... هي رسالة الأنبياء .. رسالة خالق الخلق لكل الخلق .. لترسيخ معانى الإنسانية التي هي بعيدة كل البعد عن منطق الغاب والعودة إلى الجاهلية الأولى بالقضاء هكذا على المجتمعات الإنسانية المنظمة .... منظمة باى شيء بالاخلاقيات التي عيب وغلط وميصحش ... والتي تندرج تحت الحلال والحرام ... وللأسف لقد بدأ ذلك الانتقال .. إلى حالة الهمجية إلى الفوضى والبربرية .. تحت مسميات حضارية مغلوطة ... كلمات حق يراد بها باطل ... ثم ثورات مزعومة ... ولم تكن إلا نعرات موصومة ... حيث انتهتك الإنسانية ووصل الأمر إلى حد الاغتيال بإنتهاك الأعراض أولا ... وبقذف المحصنات ... وبشيوع الفواحش .. وتتبع العورات ... ناهيك عن الكذب والتشهير بالباطل ... والتدليس المشين ... الذى يعنى الإجهاز على شرف الأمة ... لأنه حين تعدى على رموز الأوطان بالباطل فهو ضرب الأمة بأسرها في مقتل .. ولزمن طويل .. ولأن ذلك يعنى أنها أصبحت سياسة عامة ... ثم بعد ذلك يصبح الطريق ممهداً للدعوة إلى إستباحة الدم ... فأغتيل شرف الإنسانية .. وتم إختراق الحدود الإيمانية ... وبكل أسف ... وألم عظيم ... بلغت ذروة الأزمة ... حين تم مناقشة وجود الذات الإلهية بكل جراة ... من تلك الشرذمة ... والذى بعث إلى " سب الدين " على مرأى.. ومسمع من الخلق ... دون رغبة... أو رادع من خلق... أوقانون .... أو عرف ... حيث شكل انتهاك صارخ للدين ودعوة أكثر صرامة .. بل تقنين ... وتقرير الردة عن الإسلام .. والخروج عن الملة ........؟؟؟؟؟
 بل تقريرها وإقرارها  بمؤسسة عريقة ... ماكان إلا لكونها رمانة الميزان في الحق والباطل ... لسان حال الشعب حين الإغارة عليها من أعداء الوطن والدين ... لكى يصل إلى حد ذلك الإنزلاق والسقوط ثم المصيبة الكبرى دفاع رموزها عن ذلك الباطل !!!!!!!
 هذا بالضرورة لا يحمل إلا معنى واحداً ......... وهوسقوط تلك المؤسسة بأسرها شكلاً وموضوعاً ... رموزاً ... وعاملين فيها ... وأذكركم بصوت عال ... أن نبى الأخلاق نبى رسالة الإسلام والسلام ... محمد بن عبدالله صل الله عليه وعلى أله وصحبه وسلم ... قام بنفسه بهدم مسجد ... حين خرج ما فيه عن إجماع الأمة .. وتأمرواً على جمع المسلمين ... فحرمة المكان يحددها القائمين عليها ...... ورافعى رايتها ... إما ان يصل إلى عنان السماء ... وإما أن يكون أسفل سافلين ... هذه البلطجة لايمكن أن نخضع لها او نستسلم ....!!!!!!!!!!!!
مهما امتلكت من أدوات " الصوت العالى .. البذاءة ... التبجح ... التلويح .. سب الدين .. وغيرها من صور التعبير التي يجيدونها " ولعل سائل يسأل متى ظهر هؤلاء ؟؟؟؟؟؟!!!!!! ولم ؟؟؟!!!!
والجواب الصحيح عندما توارى أهل الفكر الحقيقين بعيداً عن الأضواء بإرادتهم أو بدون !!!!
عندما ارتضى أهل الرأي واعمدة التنوير أن يتركوا الساحة لهؤلاء الدهماء والأوباش .. ظهر هؤلاء عندما فتحنا لهم الأبواب على الغارب ودون محاسبة عاجلة أو مؤاخذة فورية !!
عندما ..قبلت مسامعنا أن تصغى لهم ... وفتحنا لهم الشاشات .. وكل وسائل الإعلام المختلفة !!!!!! ظهر هؤلاء بفعل الميديا " سواء كانت مالتى ميديا أو سويشال ميديا ، أو بفعل شبكة الإنترنت " لأن هذه الوسائل وتلك الأدوات ينقصها عنصر المحاسبة والمراقبة والمتابعة .. وهى بعيدة عن القانون وسريعة الإنتشار ... وبخاصة بين الأجيال الجديدة فقد طفت وانتشرت وعمت بلواها المجتمع بأسره .... هذه الأجيال التي حرمت من التنشئة الاجتماعية الصحيحة ... والتربية القويمة .. والتواصل مع الأجيال الأخرى
 وفى ظل إنهيار مؤسسات الدولة المعنية بالتربية والتهذيب ... في الوقت نفسه ... كانت مصيبة الصحف والفضائيات الخاصة لتعلب هي دوراً خطير وتنفذ من هذه الثقوب ... وتقوم هي بتشكيل الوعى والفكر ... كلامه .. مصادره .. وأجنداته .... ونظراً لضعف منافذ الدولة وعدم قدرتها على ملاحقة الأحداث بالسرعة المطلوبة .. نفذت هذه الأشكال خطتها حتى قويت ... وأصبحت في مواجهة حقيقية للدولة ... لتكون قوى تسارع قوى الدولة .. وتتحداها .. وتكون رأى عام ضدها ...لخدمة مصالحهم ... فما كان ذلك إلا على حساب تاريخ الأمة وشعبها المغلوب على أمره .... فأفرزت هذا الجيل الذى غير دفة الحياة وقلب ما استقر في المجتمع من مبادئ وأخلاق وقيم وموازين .... آن لنا أن نتنبه إليه ... ونهتم به وبإعادة تثقيفه وتنشئته بما يتفق مع موروثنا الحضارى والثقافى ومعتقداتنا الدينية ............!!!!!!!!!
إن هذه البلطجة لطمة شديدة لا على وجه المجتمع فقط ... وإنما على عقله وقلبه ... إنها تصيبه في مقتل وترديه إلى المهالك .... إنها البلطجة الفكرية التي تفوق حتى البلطجة السياسية التي تعنى بقضية بعينها .. وحزب بعينه .. ونهدف لتحقيق هدف خاص .. قد يذوب مع قوة المجتمع وتماسكه ... بينما البلطجة الفكرية تثرى وتنخر في عظام المجتمع لتصيبه بالشلل التام الذى معه النهاية لا محالة ... إلهام شرشر