الزمان
جريدة الزمان

تقارير

انتعاشة »عنايات بير السلم» لاستغلال الأزمة

مصطفى شاهين -

الحديث عن عنايات بير السلم والتى تستقبل يوميًا عشرات وربما مئات المرضى ممن فشلوا فى توفير سرير داخل واحدة من المستشفيات الحكومية، ليس بجديد، فقد سبق وتم رصد انتشار تلك الوحدات فوق أسطح العمارات، لكن حالة الانتعاش التى تعيشها تلك الأماكن بالتزامن مع الموجة الثانية لوباء كورونا غير مسبوقة ففى الوقت الذى أعلنت دول العالم دخول الموجة الثانية وارتفاع حالات الإصابة مجددًا لتصبح بالآلاف مع غياب الشفافية حول عدد المصابين بحسب رواد مواقع التواصل الاجتماعى، بات البحث عن سرير عناية مركزة لحالة كورونا متأخرة هو طوق النجاة الوحيد، فى المقابل غياب الرقابة ساهم فى افتقار تلك الوحدات أدنى درجات العناية بما جعل الموت داخل تلك الوحدات الخاصة غير المقننة أقرب ما يكون بالمقارنة بوحدات الرعاية الحكومية والخاصة داخل مستشفيات مملوكة لرجال أعمال لكنها خاضعة لرقابة وزارة الصحة.

وفى هذا السياق، كشف الدكتور محمود عماد "استشارى أمراض الصدر": وحدات الرعاية الخاصة والتى تعمل بنظام بير السلم لم تختفِ حتى تعود ولكنها لم تشهد حالة الزخم التى تشهدها الآن، ففى الوقت الذى اكتظت فيه الوحدات التابعة للمستشفيات بحالات الكورونا وأصبح الجميع يبحثون عن سرير عناية مركزة لحالة متأخرة أصبح الدور الذى تقوم به تلك الوحدات أكبر وأهم بالنسبة للمواطن من النظر إلى كونها بير سلم وغير مقننة وتفتقر لخبرات أصحابها والذين هم فى الغالب عبارة عن أصحاب مهن حرة.

وتابع، انتعاشة وحدات العناية المركزة التى تعمل بنظام بير السلم من المتوقع أن تستمر لشهر يونيو من العام 2021 وذلك فى حال فاعلية اللقاح الصينى وفى حال لا قدر الله عدم فاعليته فمن يعلم لمتى تستمر، والحل من وجهة نظرى كطبيب تقنين وحدات الرعاية الخاصة غير المرخصة وإخضاعها لرقابة وزارة الصحة وذلك بعد التأكد من توافر الأطقم الطبية اللازمة لتشغيل تلك الوحدات.

معاناة مرضى كورونا

فى المقابل، رصدت "الزمان" معاناة واحدة من الحالات التى استقر بها الحال داخل واحدة من العنايات الخاصة التى تعمل بنظام بير السلم، حيث أوضح "م.ص" نجل مصاب بفيروس كورونا واستلزم معه الأمر الدخول للعناية المركزة لكن دون جدوى فلم يعثر لوالده على سرير بما اضطره للجوء إلى رعاية خاصة، قائلاً: فى منطقة المنيب بالجيزة هناك عدد ضخم من وحدات العناية المركزة الخاصة والليلة بـ2000 جنيه لحالات الكورونا ويتوجب على الحالة شراء الدواء على نفقته الخاصة وإجمالى تكلفة الليلة الواحدة حوالى 2500 جنيه بالعلاج دون الأشعة المقطعية والتى احتجنا للقيام بها أول الإصابة والمسحة قبل الخروج من العناية للتأكد من سلبية العينة وشفاء والدى.

وأضاف، الوضع صعب وهناك حالات تموت داخل البيوت جراء العزل المنزلى رغم أن الحالات يستلزم معها عناية مركزة لكن للأسف لا توجد ثمة عناية بمستشفى حكومى خاصة أن أماكن العزل محدودة للغاية.

ويلتقط "حسام.ج" طرف الحديث، قائلاً: العنايات الخاصة ربما تكون غير آمنة لكنها الحل الوحيد لإنقاذ والدتى والتى كادت تلفظ أنفاسها الأخيرة نتيجة غياب الرعاية المركزة داخل مستشفى العزل بالمنوفية، وهو أمر خارج عن إرادة المسئولين فلا يمكن إزاحة حالة وتمكين حالة أخرى من سرير عناية مركزة، والحل كان التوجه لعيادة طبيب قام بشراء خمسة أسرّة عناية مركزة ووضعها داخل شقة وتوفير طاقم تمريض للعناية بالمرضى مقابل 4 آلاف جنيه لليلة الواحدة وهو رقم أقل بكثير عن الرقم الذى سمعناه بمستشفى العربى الاستثمارى حيث وصل سعر الليلة الواحدة 10 آلاف جنيه إضافة إلى مبلغ تأمين قبل دخول المريض يصل إلى 150 ألف جنيه.

وأضاف، اضطررت للذهاب بوالدتى للعناية الخاصة ورغم علمى مسبقًا أنها بير سلم لكن ما الفائدة إذا كانت مرخصة وسعرها مرتفع.

على الطرف الآخر، حذر الدكتور باسم محمد "استشارى الجهاز الهضمى والكبد" من خطورة تلك الوحدات التى تعمل بنظام بير السلم، قائلاً: تؤدى إلى انتشار العدوى بين المرضى وبين الأطقم الطبية، مثلاً يمكن استقبال حالة كورونا ويجاورها حالة أخرى غير مصابة بالكورونا، ومع غياب الرقابة حدث ولا حرج، والحل النموذجى فى تلك الحالة هو تقنين وضع تلك الوحدات والرقابة عليها على الأقل خلال الفترة الراهنة ولاحقًا يتم البحث فى أمرها سواء بالغلق أو التقنين.