مرصد الأزهر يسلط الضوء على النضال الفلسطيني أمام الاحتلال الصهيوني
أكد مرصد الازهر لمكافحة التطرف، أن وسائل الرباط والنضال المشروع من جانب الشعب الفلسطيني الأبيّ، حفاظًا على مقدسات الأمة في دولة فلسطين الحبيبة، ويأتي مشروع "قوافل الأقصى" في هذا الإطار محورًا من محاور عمل جمعية الأقصى لرعاية شئون الأوقاف والمقدسات الإسلامية، التي تعمل على متابعة قضايا الأوقاف والمقدسات العربية والإسلامية، والتعامل معها؛ وذلك من خلال تنفيذ مشاريع توعوية للأجيال من فلسطينيي الداخل كافة، وربطهم تاريخيًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا وروحيًّا بالمسجد الأقصى وسائر المقدسات.
ويهدف مشروع قوافل الأقصى إلى ربط المسلمين بالمسجد الأقصى وبإخوانهم المقدسيين،
ودعم أسواق المدينة المقدسة؛ وتحقيق أهداف عديدة وفق آليات عمل؛ منها:
• تشغيل حافلات من البلدات العربية في الداخل الفلسطيني – ومراكز السكان العرب إلى المسجد الأقصى.
• تنظيم رحلات مدرسية، ومن الجمعيات، وبيوت المسنين إلى المسجد الأقصى.
• إصدار نشرات وإعلانات لتذكير المسلمين المتواجدين في فلسطين بواجب زيارة المسجد الأقصى.
• تعزيز الوجود العربي والإسلامي في مدينة القدس ودعمه سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا وعدم ترك المدينة وأهلها لمواجهة الاحتلال الصهيوني بمفردهم.
وأشار إلى أن جمعية الأقصى قد أطلقت المشروع في أوائل عام 2001، من مدن وقرى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 من المثلث والنقب، والجليل، والمدن الساحلية: (يافا، عكا، حيفا، الرملة، اللد)؛ ويؤكد مؤسس جمعية الأقصى أن هذا المشروع يساهم في إنعاش الاقتصاد المقدسي بنحو 6 ملايين شيكل؛ لاسيما المحال التجارية في البلدة القديمة، التي تعاني من مضايقات صهيونية وممارسات تعسفية ضد أصحابها.
وتابع: وترى الجمعية أن التواجد داخل المسجد الأقصى هو أفضل سلاح للمسلمين لحمايته؛ لمواجهة اقتحامات المستوطنين "المتطرفين" عند دخول ساحات المسجد الأقصى والصلاة فيه. جدير بالذكر أن الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 48، يجددون دومًا حملات المناصرة لمدينة القدس وللمسجد الأقصى، من خلال إعادة تسيير قوافل الأقصى.
نشاطات وفعاليات قوافل الأقصى
تنظم جمعية الأقصى "لقاء الأقصى الشهري"، في قبة الصخرة كل شهر، يشارك فيه المئات من أهل الداخل الفلسطيني والقدس الشريف؛ حيث تتواصل الجمعية مع العديد من البلدات التي تشد الرحال للمسجد الأقصى المبارك في معظم الصلوات، بتسيير أكثر من خمسة عشر حافلة، تتوزع على المناطق حسب الأيام، بما يوفر زيارات يومية إلى المسجد في أوقات الصلاة المختلفة. كما فعّلت مشروع المبيت في القدس والاعتكاف في أروقة الأقصى وخاصة في الجمعة؛ بوصف ذلك أحد أشكال الوفاء له والدفاع عنه. جدير بالذكر أن جمعية الأقصى تنظم عدة برامج سنوية إرشادية وتثقيفية؛ لربط الفلسطينيين بالمسجد الأقصى المبارك، من بينها تنظيم يوم تعليمي وإرشادي لذوي الاحتياجات الخاصة في جمعية "كفر قاسم".
ومن فعاليات جمعية الأقصى المثمرة أيضًا الاحتفال باليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، وتنظيم يوم "فعاليات مقدسية" بالتعاون مع جمعية الإغاثة، وإعداد جولة إرشادية في المسجد ومدينة القدس -إيمانًا بأن هذه الفئة والفئات الأخرى كافة، هم جزء لا يتجزأ من أبناء الشعب الفلسطيني، ومن المهم تعزيز روح الانتماء، والتعرف على المسجد الأقصى.
محاربة الاحتلال لقوافل الأقصى
حاولت سلطات الاحتلال عدة مرات منع حافلات القوافل من بلوغ القدس والمسجد الأقصى، إما بوضع الحواجز داخل المدينة، أو على مداخل قرى ومدن الأراضي المحتلة؛ لمنع خروج الحافلات، وإعادة الفلسطينيين من حيث أتوا، إلا أن قوافل الأقصى تواصل التحدي أمام الاحتلال الجائر، حيث واصلت مجموعات من الفلسطينيين تسيير "قوافل الرباط" التي تنطلق من مدن مختلفة، نحو المسجد الأقصى للصلاة والرباط فيه، لمواجهة اقتحامات المستوطنين المتكررة.
كما قام الاحتلال بعد أن فرغ المسجد الأقصى من المرابطين، بالتوجّه إلى إبعاد الشخصيات المؤثرة بقرارات جائرة بالإبعاد الطويل، ومحاولات سحب صلاحيات الأوقاف في المسجد الأقصى، كما عيَّنت شرطة ومخابرات الاحتلال ما يسمّى "ضابط الهيكل" الذي يلاحق موظفي الأوقاف في الساحات ويمنعهم من ممارسة أعمالهم.
ولا شك أن دور قوافل الأقصى يأتي ليوضح حقيقة راسخة، ألا وهي أن صاحب الحق قوي فكريًّا وعمليًّا بابتكار الوسائل التي تجعله محافظًا على حقوقه ومدافعًا عنها، فالمسجد الأقصى ليس مجرد رمز ديني يسعى المسلمون لحمايته، وإنما جذوة يسعى الجميع لنيل قبسٍ منها، تهديهم في طريقهم للنضال، وتعينهم على طريق الرباط، في ظلِّ ما يتعرّض له المسجد من حملات اقتحام متزايدة من جانب الجماعات المتطرفة الصهيونية، إضافةً إلى دعم أهالي القدس اقتصاديًّا وتعزيز صمودهم وثباتهم في القدس الشريف.