”ملتقى فلسطين” يصدر بيانا بشأن التطورات حول أوضاع عرب 48
أصدر ملتقى فلسطين، بيانا، له مساء اليوم الإثنين، بشأن التطورات لدى فلسطينيي 48 والأزمة الوطنية الفلسطينية.
وقال البيان: "نحن مجموعة من أبناء الشعب الفلسطيني في فلسطين التاريخية وبلدان اللجوء والشتات نعتزّ بشعبنا الصامد المكافح في فلسطين 48، ونعبّر في هذا البيان عن قلقنا العميق، لما آلت إليه أحوال كياناته السياسية"، مستنكرا لبعض التحركات والتصريحات الصادرة عن بعض قيادييه، بخاصة التي أطلقها مؤخّراً منصور عباس – رئيس "القائمة العربية الموحدة" (الحركة الإسلامية الجنوبية)، والتي نمّت عن انزياح عن الانتماء لفلسطين الشعب والقضية والوطن، وعن دونية إزاء المستعمر الإسرائيلي.
وأكد البيان، أن "الغزل" الحاصل بين القائمة الموحدة ورئيسها منصور عباس، والتخفّف من الهوية الفلسطينية، إنما هو نتاج انتهاج سياسات ذيلية لـ "اليمين" أو لـ "اليسار الإسرائيلي"، نابعة من عقلية متأسرلة، وذهنية سياسية انتهازية، ومن أوهام لا صحة لها، سيما في ظل إجماع إسرائيلي على رفض الفلسطينيين، أينما كانوا، بخاصة على ضوء الزيادة المضطردة في قوة اليمين الفاشي، وسنّ قانون أساس يعترف أخيرا بأن إسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي، وينفي أي حق لشعب أخر ما بين النهر والبحر.
كما أكد البيان الصادر عن ملتقى فلسطين، أن هذه التصريحات مضرّة ومخيّبة لآمال راودت فلسطينيين كثر، منذ سنوات، بخاصة بعد أن أطلق الشعب في الداخل، بنخبه وقياداته السياسية، شعارات وبرامج تحدّت إسرائيل كدولة استعمارية وعنصرية، وتحدّت طابعها اليهودي، في مواقفه التي تبلورت، مثلاً، في وثائق "التصوّر المستقبلي"، وفي تشكيل "القائمة المشتركة"، كمحاولة لتأكيد هويته الوطنية، وتعزيز انتمائه لقضيته، والربط بين حقوقه المدنية والوطنية.
وتابع البيان: هناك ثمة عوامل عديدة سهلت على منصور عباس هذا النهج، أولها، أزمة الكيانات السياسية لفلسطينيي 48، وقصورها السياسي، سيما أن أطرافا منها تصرّ على التصرف كأنها جزء مستقل عن الشعب الفلسطيني وعن قضيته، وهو ما أدى إلى أخذ القائمة المشتركة (برئاسة أيمن عودة)، إلى دور مخالف ومعيق لمحاولات بلورة مشروع وطني جامع لفلسطينيي الداخل، توج في التوصية بغانتس (بعد الانتخابات السابقة). وثانيها، صمت مجمل أطراف القائمة المشتركة، بهذا القدر أو ذاك، عن هذا النهج، وتذيلهم في بعض المحطات للعبة التأثير والدوران في فلك ما يسمى اليسار الإسرائيلي أو يسار الوسط، بدعوى تحقيق بعض المكتسبات الانتخابية أو الحزبية. وثالثها، أزمة الحركة الوطنية الفلسطينية، بتحولها من حركة تحرر إلى سلطة تحت الاحتلال، وضياع مشروعها المتعلق بدولة في الضفة والقطاع، مع اعتبارها فلسطينيي 48 كمجرد رقم في المعادلات السياسية الإسرائيلية.
وجه الملتقى، نداءا إلى الشعب في الداخل، ونخبه المؤثرة، وقياداته الفاعلة، وحراكاته الشبابية، للعمل الفوري في الاتجاهات الآتية:
- حث الجهود لإيقاف التدهور الحاصل، وتصحيح المسار، وإعادة بناء كياناته السياسية، على قاعدة مؤسسية وديمقراطية وتمثيلية وانتخابية، والمصلحة العامة، والربط بين الحقوق الفردية والمدنية وبين الحقوق الجمعية والوطنية، وضمن ذلك إعادة بناء "لجنة المتابعة العليا"، على الأسس السابقة، بعيدا عن عقلية المحاصصة الحزبية.
- الإقدام على مراجعة شجاعة ونقدية للتجربة الخاصة لشعبنا في الـ 48 منذ قرار التقسيم والنكبة وإقامة إسرائيل، مع ما يتطلبه ذلك من الربط بين حقوقهم ومستقبلهم وحقوق ومستقبل عموم شعبنا، وبين كيانهم الجامع والكيان الوطني الجامع لشعبنا الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده.
- العمل وفق إدراك مفاده أن استنهاض وتصويب مسار حركتنا الوطنية في 48 سيساهم في إعادة بناء حركتنا الوطنية الفلسطينية، وكياناتها الجامعة، في فلسطين وبلدان اللجوء والشتات، انطلاقا من وحدانية الشعب والقضية والأرض والرواية التاريخية، ومناهضة الاستعمار والابارتهايد.
واختتم ملتقى فلسطين بيانه، بالقول: "نؤمن بأن تلك المنطلقات، هي المفتاح لكل الفلسطينيين، في الداخل والخارج، للتخلص من كل الأوهام، التي تأسست على تجزئة شعبنا، وتجزئة قضيته، وحقوقه.. شعب واحد، قضية واحدة، أرض واحدة، رواية تاريخية واحدة"، ووقع عدد من المثقفون والكتاب والشخصيات العامة والسياسية على البيان
ومنهم: "أريج صباغ الخوري، حنين زعبي، سعاد القطناني، عرين هواري، كارول دانييل ـ كسبري، فادية فضة، ليلي حبش، نادية نصر ـ نجاب، نادرة شلهوب ـ كيفوركيان، نور بدر، نورة منصور، همّت زعبي، راوية أبو ربيعة، رزان الشوامرة، رفيدة أبو حشيش، تغريد يحيى، إبراهيم فريحات، أسعد غانم، أنيس قاسم، أحمد برقاوي، أحمد العايدي، أميل صرصور، أحمد الشنطي، أشرف السهلي، باسم الزبيدي، بكر عواودة، بسام إبراهيم، بشير أبو منة، جابر سليمان، جميل هلال"
ويتميز "ملتقى فلسطين" بين المبادرات الفلسطينية المختلفة، باعتباره أولا يضم شخصيات فلسطينية من مختلف تجمعات الشعب الفلسطيني، في تأكيد منه على وحدة الشعب والقضية والأرض، وثانيا لأنه يركز على استقطاب قطاعات استُبعدت أو ابتعدت عن المشاركة في صياغة القرار الفلسطيني من كتاب ومثقفين وأكاديميين وفنانين ونشطاء سياسيين، بسبب هيمنة الفصائل، وثالثا لتأكيده على أهمية مراجعة التجربة الوطنية الفلسطينية بطريقة نقدية ومسؤولة بمالها وما عليها.