بقلم الكاتب والباحث الاستراتيجي حسين الصادر - نائب رئيس مركز البحر الاحمر للدراسات السياسية والامنية
بين المتغير والثابت حزب الله يتخلى عن شعار عمامة المرشد ويتضح علاقته الخفية باسرائيل
من الواضح ان الاجماع الوطني اللبناني على تثبيت خط الحدود مع اسرائيل هو متغير جديد وهو اعتراف بخريطة الكيان الإسرائيلي.
ويعتبر الى حد ما اتفاقية سلام غير معلن خاصة وان هذا الاتفاق يسمح للبلدين بالأستثمار في قطاع الطاقة ضمن السيادة البحرية للبلدين ولايمكن ان يتم ذلك دون ضمانات دولية كافية لتثبيت الاستقرار الدائم بين الطرفين وعلى الحدود.
حزب الله اللبناني الذي يمتلك نفوذ كبير في لبنان، هذا الحزب واحد من أهم الكيانات التابعة لعمامة الولي الفقيه في طهران وورد ذلك على لسان رئيسه حسن نصر الله الذي قال انه يفخر بهذه التبعية.
ان هذه الاتفاقية الجديدة بين لبنان واسرائيل والتي حظيت بدعم ومباركة نصر الله هي متغير جديد في ثوابت مايسمى محور المقاومة.
وأثبتت ان نصر الله دمية صغيرة فوق رقعة شطرنج الصراعات الملتهبة في المنطقة، وان معسكر الممانعة هو كذبة كبرى.
تخلي نصر الله عن شعارات العمامة الثورية في طهران مؤشر على افول العمامة الثورية للولي الفقيه، يتزامن ذلك مع انتفاضة شعبية اقل وصف لها انها وضعت النظام الأيراني في حرج كبير ووضعت علامة استفهام على مستقبله.
ان أهم المؤشرات التي يمكن فهمها من موقف نصر الله وحزبه، هو بداية نهاية الدور الوظيفي لتوابع طهران الذنبية وان قوى دولية تستطيع رسم تموضعها بدليل تقديم الضمانات الأمريكية للجانب الأسرائيلي.
ضمانات واشنطن المقدمة للجانب الإسرائيلي فيما يتعلق بحزب الله هو أفصاح عن هيمنة واشنطن على هذه الكيانات والتوابع الذنبية لطهران امام الملاء وبدون خجل، وعزز الرئيس بايدن نفسه هذه الهيمنة حيث وصف الاتفاقية انها من انجازات زيارته للمنطقة وهو يأمل من أعلانه كسب حشد اصوات ولوبيات معينة تهتم بأمن اسرائيل.
ومن الواضح ان الادوار الوظيفية للتوابع أوشكت على النهاية وقد تعطي مؤشر أكبر على نهاية ثورة الخرافة الأيرانية.
ان الحالة اللبنانية سوف يكون لها صدى في العراق واليمن سوف تظهر قريباً، وهي متغير قد تكون بداية نهاية مرحلة عبثية ومؤلمة لشعوب المنطقة.