أستاذ علاقات دولية يحلل وجود الصين في البحر المتوسط بين الدفاع والأعمال
كشف تحليل أندريا جيزيلي، أستاذ مساعد في كلية العلاقات الدولية والشؤون العامة بجامعة فودان ومدير مشروع "ChinaMed"، أن بكين تفضل القدرة على الاستمرار في الأعمال التجارية مع تجنب التورط في الأزمات والنزاعات الإقليمية.
ويقول الجنرالات الإيطاليون إن موقف الولايات المتحدة المتمثل في فك الاشتباك العسكري الجزئي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يعد لصالح وجود أكثر وضوحًا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ والتي لها أهمية استراتيجية وطنية كبيرة وخلقت فراغ استدعى منافسات قديمة وجديدة قد تؤثر على المصالح الوطنية والأمن.
وروسيا والصين مثلاً تتواجدان بشكل متزايد في حوض البحر الأبيض المتوسط.
وقالت وزارة الدفاع الإيطالية إن الصين تطمح لاختراق فعال في حوض المتوسط مثل ما حدث لسنوات في أفريقيا والشرق الأوسط.
وأشارت إلى أنه نهج يتضح خصوصاً في المجالين الاقتصادي والتجاري والقنوات حيث تطمح بكين إلى تحقيق أهدافها الاستراتيجية مع تداعيات متنامية في البعد العسكري.
وبحسب مشروع ChinaMed البحثي، هناك زيادة طفيفة في الاستثمارات الصينية في منطقة البحر الأبيض المتوسط الموسع على الرغم من أنها تركز بشكل أساسي على الشرق الأوسط أكثر من شمال إفريقيا أو جنوب أوروبا والبلقان.
ورجح جيزيلي أن يكون فيروس كورونا قد ساهم بشكل أكبر في إبطاء أو تقليل الوجود الاقتصادي الصيني في العامين الماضيين. واعتبر أن الصين ستظل لاعباً اقتصادياً ودبلوماسياً مهم جداً في المنطقة، موضحاً أن الشركات الصينية تعمل في العديد من الموانئ أو تسيطر عليها حول حوض البحر المتوسط والبحر الأحمر والخليج، وفقاً لموقع "ديكود 39" الإيطالي.
وتتحدث استراتيجية الدفاع والأمن الإيطالية بشكل علني عن "البعد العسكري المتنامي" للصين في البحر المتوسط،فيما لا يزال الوجود العسكري الصيني في البحر المتوسط والمناطق المجاورة محدود.
وقال جيزيلي إنه لم تكن هناك تغييرات جديرة بالملاحظة في السنوات الأخيرة، وكانت هناك قوات برية تشكل جزءًا من بعثات حفظ السلام المختلفة مثل لبنان ومالي وجنوب السودان وتقوم سفن البحرية الصينية بدوريات في خليج عدن بالتنسيق مع دول أخرى من بينها إيطاليا.
وذكر أن الصين تعمل على تأكيد نفسها كمنتج للأسلحة كما في حالة المدفعية للسفن المباعة للجزائر أو أنظمة الدفاع المضادة للطائرات إلى صربيا على الرغم من أنها بالتأكيد ليست على مستوى روسيا أو الولايات المتحدة.
وأشار إلى الحاجة في إيطاليا وأوروبا منذ فترة إلى نقاش أكثر جدية حول دور الصين في البحر المتوسط، موضحاً أن منطقة البحر المتوسط ليست منطقة ذات أهمية خاصة للدبلوماسية الصينية.
واعتبر جيزيلي أن بكين تفضل أن تكون قادرة على الاستمرار في ممارسة الأعمال التجارية، وتجنب التورط في الأزمات والنزاعات الإقليمية.