الشروق تصدر طبعة جديدة من كتاب «من هم اليهود» لـ عبدالوهاب المسيرى
بالتزامن مع ذكرى وفاته الرابعة عشرة، صدرت الطبعة الحادية عشرة، من كتاب "من هم اليهود؟ وما هي اليهودية؟.. أسئلة الهوية وأزمة الدولة اليهودية" للدكتور عبد الوهاب المسيري، عن دار الشروق للنشر والتوزيع.
وعبد الوهاب محمد المسيري (أكتوبر 1938- 3 يوليو 2008)، مفكر وعالم اجتماع مصري مسلم، وهو مؤلف موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية أحد أكبر الأعمال الموسوعية العربية في القرن العشرين. الذي استطاع من خلالها برأي البعض إعطاء نظرة جديدة موسوعية موضوعية علمية للظاهرة اليهودية بشكل خاص، وتجربة الحداثة الغربية بشكل عام، مستخدماً ما طوره أثناء حياته الأكاديمية من تطوير مفهوم النماذج التفسيرية، أما برأي البعض الآخر فقد كانت رؤيته في موسوعته متحيزة لليهود، ومتعاطفة إلى حد كبير مع مواقفهم تجاه غير اليهود، بل وصفها البعض بأنها تدافع عن اليهود.
من هم اليهود؟ وما هي اليهودية؟ سؤالان محوريان يرد عليهما من خلال هذا الكتاب الدكتور عبد الوهاب المسيري، المتخصص في الدراسات اليهودية والصهيونية، فيحيط بأبعاد الموضوع -الذي يبدو معقدًا للبعض- بأسلوبه التحليلي المنطقي السلس والممتع.
ويكشف د.المسيري أن قضية تعريف اليهودي ليست قضية دينية أو سياسية وحسب، بل قضية مصيرية تنصرف إلى رؤية العالم والذات، وإلى الأساس الذي يستند إليه تضامن المجتمع الصهيوني، وإلى مصادر شرعيته. ففكرة أن اليهود يشكلون شعبا بلا أرض، لا تقل في زيفها وكذبها عن فلسطين أرض بلا شعب. وإذا كان الشعب العربي الفلسطيني يقاوم هذه الأكذوبة ويثبت من خلال أشكال النضال كافة أن فلسطين أرض عربية مأهولة بسكانها العرب، فإن الواقع الإثني والعرقي للمستوطنين الصهاينة في فلسطين المحتلة، وللجماعات اليهودية خارجها، يتحدى الأطروحات الصهيونية ويبين طبيعتها الاختزالية الفاشية.
تنقسم الدراسة إلى ثلاثة أبواب يفكك في أولها مفهوم «الوحدة اليهودية العالمية» والهوية اليهودية، ثم يبين في الباب الثاني مدى تجانس الجماعات اليهودية فى العالم، ويحلل فى الباب الأخير «سؤال الهوية وأزمة المجتمع الصهيوني» والتناقضات الأساسية بين الرؤية الصهيونية لما يسمى «الهوية اليهودية» وواقع الجماعات اليهودية.
يدحض هذا الكتاب مسلمات كثيرة ويكشف زيف كثير من الادعاءات؛ فيشكل لبنة أساسية في تحليل الفكر اليهودي والصهيوني ويستشرف -مثل أي عمل غير مسبوق- مستقبل الدولة اليهودية.