الطاقة الذرية تعقد ندوة عن «التغيرات المناخية وتأثيرها على الزراعة في مصر»
افتتح أمس الدكتور عمرو الحاج رئيس هيئة الطاقة الذرية الندوة العلمية التي نظمتها هيئة الطاقة الذرية ونادي أعضاء هيئة التدريس عن «التغيرات المناخية وتأثيرها على الزراعة».
وتم عرض أحدث أبحاث الطاقة الذرية باستخدام التقنيات النووية لخفض التأثيرات المناخية والتي استضافت الدكتور أيمن فريد أبو حديد وزير الزراعة الأسبق للحديث عن «التغيرات المناخية وتأثيرها على الزراعة في مصر»، بحضور كل من ؛ والدكتور هداية أحمد كامل نائب رئيس الهيئة للتدريب والتعاون ىالدولي والأستاذ الدكتور محمود عاشور رئيس نادي أعضاء هيئة تدريس بهيئة الطاقة الذرية.
واستعرض الدكتور عمرو الحاج رئيس هيئة الطاقة الذرية، أنشطة وبحوث الطاقة الذرية في مجالات الاستخدامات السلمية وخاصة في مجال الزراعة والتي اشتملت على أنشطة الهيئة، من استحداث الطفرات الزراعية خاصة في القمح والجاري اعتمادها من وزارة الزراعة، ومقاومة الآفات الزراعية بالإشعاع، إلى جانب تطوير الزراعة الذكية، ومقاومة انجراف التربة، تطوير المحاصيل لتحمل الملوحة، وأيضًا استخدام الطاقة الشمسية في نظم الري الحديثة.
كما أكد ترحيبه بالتعاون مع مركز البحوث الزراعية وأجهزة وزارة الزراعة لنقل وتبادل الخبرات العلمية والتطبيقية من الهيئة في مجال الزراعة. وأكد على أهمية الاستفادة من هذه البحوث التطبيقية لمواجهة تأثيرات وتحديات التغيرات المناخية التي تواجه الزراعة في مصر.
وبدأ وزير الزراعة الأسبق محاضرته بإستعراض نشأة الزراعة عند قدماء المصريين ومدى معرفتهم بجميع مراحل الزراعة من درس وحصاد واستخدام الترع في الري وتخزين للحبوب وأن هذه الانظمة كانت تستخدم منذ القرن الخامس عشر قبل الميلاد.
وأشار إلى أن هناك العديد من التحديات التى تواجه الزراعة والمحاصيل الزراعية فى مصر، من بينها الزيادة السكانية، شح المياه، التعدي بالبناء على الأراضى الزراعية، وتملح الأراضى. كما أوضح تاثير التغيرات المناخية على الزراعة والتي تظهر أثارها في ارتفاع درجات الحرارة، جفاف الأنهار مثل ماحدث في أوروبا خلال الشهر الماضي، ملوحة الأراضي، زيادة الآفات الزراعية وانتشارها على مدار العام، التصحر، حرائق الغابات.
وأوضح خلال محاضرته بأنه في ضوء التغيرات المناخية والظروف الإقليمية، وكذلك قلة مواردنا المائية علينا تنمية محاصيل تتحمل الحرارة والجفاف عن طريق الطفرات الزراعية، الحفاظ على الأراضي وصلاحيتها للزراعة كذلك ضرورة حوكمة إدارة المياه فنظم الرى التقليدية لا تتناسب مع التحديات الحالية وضرورة استخدام نظم الري الحديثة والمتقدمة وتغيير الري السطحي، مشددًا على ضرورة الحفاظ على الترع من التلوث الصناعي والصرف الصحي، لافتًا لأهمية الري المتطور، استحداث برامج للاستصلاح في الأرضي المرتفعة وليس الدلتا، كذلك أهمية استخدام العلوم الحديثة في الزراعة مثل نظم المعلومات الجغرافية، الاستشعار عن بعد، الهندسة الوراثية، استخدام برامج الحاسب الآلي والنانو تكنولوجي.
وشدد أيضًا على ضرورة تنويع زراعة المحاصيل خاصة مع ارتفاع اسعار القمح وغيره من المحاصيل عالمياً، وختاماً، مكافحة الآفات الزراعية بالطرق العلمية الحديثة، استخدام نظم الزراعة الحديثة مثل الهيدربونيك لانتاج الأعلاف.
وضمت الندوة محاضرة عن «استخدام التطبيقات الزراعية الحديثة في مجال المحاصيل البستانية»، والتي ألقاها الدكتور محمد عبدربه مدير معمل المناخ بوزارة الزراعة والذي تحدث أن استهلاك القطاع الزراعي حالياً يستهلك حوالي 85% من كمية المياه الكلية المتوفرة وهذا يمثل ضغطاً مع الزيادة السكانية المتوقعة تتناقص حصة الفرد من كمية المياه، و مع حدوث التغيرات المناخية سوف يزداد الضغط على الموارد المائية في مصر، مما يعني نقص في الامداد الغذائي خاصة مع الزيادة السكانية.
كما أوضح أن مشكلة تفتت الأرضي الزراعية يزيد من صعوبة الادارة الزراعية و الهشاشة لمساحة الأرضي الزراعية، لافتًا إلى أن الدراسات تتوقع انخفاض انتاجية الأراضى المستصلحة كنتيجة لنقص المياه المتوقع الناتج من التغيرات المناخية، كذلك ارتفاع الاحتياجات المائية الزراعية كنتيجة لارتفاع البخر، تناقص انتاجية محاصيل الحبوب الرئيسية كنتيجة لارتفاع درجات الحرارة المتوقع مما سيؤدى الى انخفاض كفاءة الاستخدام المائى لهذه المحاصيل، وختاماً، انخفاض انتاجية أراضى الدلتا نتيجة لتدهورها فى ظل التغيرات المناخية والإدارة الزراعية بالنظم التقليدية.
وتلى ذلك محاضرة عن « دور التكنولوجيا النووية في مجابهة انجراف التربة وتقييم استراتيجيات المحافظة عليها»، وألقاها الدكتور محمد كساب أستاذ مساعد الأراضي والمياه بمركز البحوث النووية، حيث أستعرض أنشطة شعبة الزراعة وبحوث الأراضي والدور المهم للتطبيقات السلمية للتكنولوجيا النووية في مجال الزراعة من خلال تطبيقات النظائر المشعة والمستقرة في قياس معدلات انجراف التربة وكذلك تقييم استراتيجيات المحافظة عليها.
وفي هذا الصدد فإن هيئة الطاقة الذرية تقوم بدراسات تطبيقية لمجابهة ظاهرة انجراف التربة وطرق قياسها، وتتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الأفرا الافريقية في مجال تحسين القدرات الاقليمية في قياس انجراف التربة وتقييم كفاءة استراتيجيات المحافظة عليها باستخدام النويدات المشعة المتساقطة.
وقامت الهيئة باختبار التقنية النووية في تقدير انجراف التربة بعدة مواقع في الساحل الشمالي الغربي ومنطقة الدلتا وأظهرت التقنية نتائج دقيقة وسرعة في انجاز القياسات باستخدام التقنيات النووية لما تتميز به من توفير للوقت والجهد والحصول علي بيانات دقيقة حول معدلات الانجراف على المدى القصير والمتوسط والطويل وتحديد التوزيع المكاني لعمليات الانجراف والتي أمكن من خلالها تقدير انجراف التربة ورسم خرائط طبوغرافية للتغيرات المكانية لعملية الانجراف والتي يسهل من خلاله اختيار طرق الحفاظ علي التربة .
واختتمت الندوة بمحاضرة عن «استخدام التقنيات النووية في مجال الزراعة الذكية المناخية»، ألقاها الدكتور أحمد حجازي أستاذ مساعد الزراعة والطاقة بمركز البحوث النووية، حيث تحدث عن أنشطة شعبة الأراضي والزراعة بمركز البحوث النووية والذي يشمل نخبة من العلماء في مجالات بحوث الأرضي والزراعة وانتاج الحيوان واستخدامات النظم الحديثة في انتاج الطفرات الزراعية خاصة القمح، مكافحة الآفات الزراعية بالتقنيات النووية، وختاما تحدث عن الزراعة المناخية الذكية وهي نهج متكامل لإدارة الزراعة وأراضي المحاصيل والثروة الحيوانية والتي تتصدى للتحديات المترابطة بالأمن الغذائي والتغيرات المناخية.
كما تحدث عن نظام استخدام الأشعة الكونية في قياس مستوى الرطوبة في الأرضي الزراعية وهو أحدى مشروعات التعاون بين هيئة الطاقة الذرية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وختاماً، استعرض بعض مشروعات الهيئة في مجالات استحداث الطفرات الزراعية، الزراعة المحمية ، انظمة الطاقة الشمسية في الري.
وصرح الدكتور شريف الجوهري المتحدث الرسمي للهيئة، أن هذه الندوة تأتي في إطار التعاون بين الهيئة ونادي أعضاء هيئة التدريس لفتح مجالات التعاون مع المراكز البحثية وكذلك عرض أنشطة الهيئة العلمية وأحدث أبحاثها في مجالات استخدام التقنيات النووية لمواجهة تغير المناخ خاصة في مجال الزراعة والتي تعتبر أحد المجالات الرئيسية التي تحتاج تضافر جميع أجهزة الدولة لمواجهة تأثير التغيرات المناخية عليها.
وأشار إلى حضور عدد كبير من العلماء منهم الدكتورة سحر اسماعيل رئيس مركز بحوث وتكنولوجيا الاشعاع، و الدكتورة نادية هلال – رئيس مركز بحوث الآمان النووي والاشعاعي، والدكتورة غادة إبراهيم عيسى رئيس مركز البحوث النووية السابقة، وكذلك الدكتور علي اسلام، الدكتور محمد القللي رؤساء الهيئة السابقين وكذلك نخبة من خبراء هيئة الطاقة الذرية والرعيل الأول لعلماء الهيئة في مجالات الابحاث الزراعية وغيرها.