أيمن أبو العلا: 4 ملايين حصيلة الوفاة بسبب التدخين حول العالم.. وله تأثيرات سلبية على البيئة
أكد الدكتور أيمن أبو العلا، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، أن هناك قصور في شأن الوعي الصحي، لافتا إلى أن حملة "معا من أجل ثقافة صحية" تستهدف المشاركة في رفع درجات الوعي لدى المصريين للحفاظ على الصحة وترك بعض العادات الطبية غير الصحية.
جاء ذلك خلال الندوة العلمية للتوعية بمخاطر التدخين "تقليل المخاطر والطريق إلى الإقلاع" ضمن فعاليات حملة الدكتور أيمن أبو العلا، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، "معا من أجل ثقافة صحية".
أدار الندوة العلمية، الكاتب الصحفي محمد الباز، وبحضور الدكتور محمد العماري، وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب، الدكتور عمرو قنصوه، رئيس إحدى شركات الأدوية، والدكتور نور الدين مصطفى أستاذ جراحة الأسنان.
وقال أبو العلا: لا شك أن التدخين سبب موت نحو ٤ ملايين مواطن حول العالم، وهو ثالث مرض لأسباب الوفاة، لما يسببه من أمراض القلب والأورام، متابعا: وتأثيره ليس فقط على الأشخاص ولكن على البيئة أيضا.
وأشار إلى أن عدد المدخنين حول العالم نحو ٢ مليار شخص، موضحا أن نحو ٤ آلاف مادة تخرج من السيجارة الواحدة، وهو ما يتسبب في التأثير على كل أعضاء جسم الإنسان.
وأشار أبو العلا، إلى أن بدائل التدخين مثل "التبغ المسخن" أقل خطورة من التدخين التقليدي، مؤكدا أنه يتلافى نحو ٩٥% من مخاطر التدخين، وهو يعتبر خطوة جادة للإقلاع وفقا للعديد من الأبحاث حول العالم.
وأوضح عضو مجلس النواب، أن استبيان قام بإجراءه مؤخرا، كشف أن نسبة ٦٤،٤% وافقوا على تعميم التبغ المدخن، و٧٤،٦% وافقوا على التوسع في إنتاج التبغ المسخن بديلا عن السوائل الكيميائية المحترقة.
وأشار أيمن أبو العلا، إلى أن نتائج الدراسة كشفت أن نسبة كبيرة من المبحوثين أكدوا قدرتهم في الإقلاع عن التدخين عن طريق التخلي عن الطرق التقليدية والاتجاه للتبغ المسخن، قائلا: "لا أقول أنه آمن ولكن أقل خطورة".
ولفت إلى جهود منظمة الصحة العالمية في شأن مواجهة التدخين، بينها التوسع في المناطق الممنوع فيها التدخين، ومنع الإعلان عن المنتجات الخاصة به، بالإضافة إلى حملات التوعية للإقلاع عنه.
وعن المنع باستخدام القوانين، أكد أيمن أبو العلا، أن الأفضل قبل كذلك هو تحقيق الوعي المجتمعي، قائلا: الوعي هو الأساس للمساعدة في الإقلاع عن التدخين.
من جهته أكد الدكتور محمد العماري، وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب، أن التدخين هو القاتل الثالث على مستوى العالم، فضلا عن عدد ليس قليل من الأمراض المتهم الرئيسي فيها التدخين.
وقال: قولا واحدا التدخين إدمان، ونحن أمام مشكلة حقيقة تستوجب اتخاذ ما يلزم في شأن الحد من التدخين والإقلاع عنه.
وتابع العماري: الإقلاع عن التدخين يحتاج توعية، ثقافة عامة، وإرادة حقيقية لدى المدخن، مشيرا إلى أننا في حاجة لمزيد من الأبحاث والدراسات بشأن طرق الإقلاع بأي طريقة كانت.
ودعا الدكتور عمرو قنصوه، إلى أهمية وجود أبحاث تنصب على زيادة الوعي بين الأطفال والشباب، مشيرا إلى أن نسبة كبيرة من المدخنين جاءت نتيجة غياب الوعي.
وشدد قنصوه، على ضرورة عمل بروتوكولات للأطباء على مستوى الجمهورية في سبل التعامل مع المدخنين.
وقال: المنع ليس حلا في الإقلاع عن التدخين، لاسيما وأنه يرتبط باقتصاد كبير قائمة عليه بعض الشركات، مؤكدا أن تقليل المخاطر عن طريق بحث الشركات عن بدائل أقل ضررا.
من جانبه أكد الدكتور نور الدين مصطفى أستاذ جراحة الأسنان، أن التدخين له علاقة مباشرة على صحة الفم والأسنان، مشيرا إلى أنه يؤثر في الأنسجة الداعمة للأسنان، لأنها تساعد في زيادة بكتريا معينة تسبب التهابات الأسنان.
وقال: التدخين له تأثير حقيقي ومباشر على الأسنان، والإشكالية أن التأثير يكون على الأنسجة وهي الأهم من الأسنان نفسها، لأن هناك حالات تعاني مشكلات بسبب التدخين لا تستطيع القيام بعمليات تجميل الأسنان.
وأشار إلى أن التدخين من أقوى أنواع الإدمان، مؤكدا أن ٩٠% ممن ذهبوا للتدخين البديل فشلوا في الإقلاع عنه.
وأكد الكاتب الصحفي، محمد الباز، أهمية المبادرة المجتمعية "معا من أجل ثقافة صحية"، مشيرا إلى أن الندوة اليوم استهدفت ليس البحث عن بديل للتدخين، ولكن البحث عن سبل يساهم في الإقلاع عن التدخين.
وانتهت الندوة العلمية إلى عدد من التوصيات وتقديمها للجهات المختصة لاتخاذ ما يلزم في شأن مكافحة التدخين والبحث عن بدائل أقل ضررا.
وعرض الكاتب الصحفي محمد الباز، التوصيات والتي تضمنت أهمية الاستمرار في عمليات التوعية من مخاطر التدخين والسعي نحو الحد منه والإقلاع عنه.
وتضمنت التوصيات تبني حملة "معا من أجل ثقافة صحية"، كافة إرشادات منظمة الصحة العالمية لمنع التدخين، فضلا عن اعتماد تقارير الوكالات الصحية العالمية باعتبار أن التبغ المسخن هو الأقل ضررا
وجاء من بين التوصيات أيضا الدعوة لتطبيق استراتيجية الحد من التدخين بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني، مع مواصلة عمليات التوعية والتأكيدةعلى ضرورة الإقلاع عن التدخين، ونشر رؤية الحملة في كيفية المواجهة.
وتضمنت التوصيات كذلك أهمية التوسع في دراسات البدائل الواقعية للتقليل من آثار التدخين، وكذلك التواصل مع الجهات الدولية لنشر الأبحاث والنشرات العلمية في شأن مكافحة التدخين.
وجاء من بين التوصيات كذلك تشكيل فريق علمي لزيارة مصانع إنتاج التبغ المسخن للتعرف على حقيقة ما ورد في الدراسات بشأن آثاره الأقل ضررا عن التدخين التقليدي.
ودعا المشاركون في الندوة العلمية، إلى أهمية تنظيم مؤتمر طبي عالمي عن التدخين وسبل الإقلاع عنه، وتنسيق التعاون مع وزارة الصحة والسكان، ولجنة الصحة بمجلس النواب، لبحث سبل الإقلاع عن التدخين والحد من مخاطره.