أيها الحاقدون .. الخائنون.. كفى!!!..
أعداء مصر وما أكثرهم ينصبون لها الشباك فى كل مكان.. وفى كل ميدان... للإيقاع بها.. وللإجهاز عليها.. لمحاولة افتراسها والنيل منها تاريخًا وشعبًا وقيادةً ورموزًا.. نسيجًا وفكرًا ... مبادئًا وقيمًا...
فمع إشراقة كل شمس.. أو حتى غروبها.. نسمع أنين أو ضجيج مشكلة.. أزمة.. قضية.. تسعى لتضعف من عزمها أوعزيمتها.. لتفتت من عظامها.. لتربك مشهدها.. لتمزق وحدتها.. لتقطع أواصرها.. بل لمحاولة الانقضاض عليها لزعزعة أمنها واستقرارها بل إسقاطها وإسكاتها..
ولكن هيهات هيهات... أن يحققوا أهدافهم الخبيثة.. وأملهم الخادع الكاذب المستحيل... فمصر رغم هذه المحن والإحن الشديدتين.. ماضية فى طريقها..
فقد قطعت العهد على النهوض بأعبائها.. لذلك فهى تخطو بخطوات حثيثة وثابة قافزة فوق الصعاب.. ممزقة الضباب.. مهما بلغ من قوته وكثافته وامتداده.. محلقة دائمًا فى السحاب..
وإذا كان قدر مصر أن تواجه سهام الأعداء.. وطعنات الغادرين بمفردها.. فإننا نقول لكل من تسول له نفسه المساس بها.... موتوا بغيظكم!!!...
فمــصر قادرة على مواجهة التحديات مهما بلغت.. وعلى تجاوز الأزمات مهما تشعبت وتشابكت...
أزمة عابرة تمر بها نتيجة لمواجهة فلول الإرهاب التى استوطنت أرض الفيروز لسنوات وسنوات.. فتتحول إلى قضية «اضطهاد ديني».. وتهجير وطرد استوجبت حملات وهجمات وطعنات ولكمات سددت فى وجه مصر...
مصر التى تحملت وحدها ضربية الحفاظ على أمنها واستقرارها ووحدتها وسلامة أراضيها بل وترابها... فدفعت وأنفقت من قوتها.. ومن عرقها.. بل من دمائها.. كل ذلك فى سبيل تطهير أراضيها.. ولا تزال تدفع أغلى فاتورة وأثمن ما تملك من أبنائها.. من خيرة شبابها .. من أفضل رجالها... لاقتلاع الإرهاب من جذوره... الذى امتد فى أرض سيناء شمالها ووسطها حتى أصبح سرطانًا أو كاد!!!... يستوجب الاستئصال!!... كل ذلك للحفاظ على كرامتها وسلامتها التى ترفض الخنوع والخضوع لأعدائها..
كلنا يعرف ما يحاك لمصر ويراد لها... كلنا يعرف حجم التضحيات التى بذلتها وتبذلها مصر من أجل الحفاظ على سيناء الحبيبة...
كلنا يعرف الطامعين والحاقدين والمتربصين بمصر.. وما يدبر ويحاك ويرشق لها فى طريقها من مؤامرات وعقبات... خاصة على أرض الديانات سيناء...
ورغم ذلك تتهم بأنها تطرد أبناءها وتهجرهم عنوة.. لأسباب خفية وبدوافع دينية!!.. مصر التى تعتز بأبنائها مسلمين وأقباط.. دون تفرقة بينهما!!... بل وتحرص عليهم جميعًا.. كما أنها تبذل الغالى والنفيس.. لتطهير سيناء من كل دنس علق بها.. أو نزل على أرضها..
مصــر حاضنة الرسالات وأرض الديانات ومبعث الحضارات.. أرض الكنانة.. هل يعقل أن تتهم بأنها تفرق بين أبنائها؟؟!!.. وتنال من شعبها!!!... وتسيء إلى نفسها!!...
كلنا رأينا الدولة بكل مؤسساتها ورموزها وقياداتها.. تتحرك وتنزل على رغبتهم!!.. رغبة النازحين من الأقباط والمسلمين.. بالابتعاد عن المناطق القريبة من العمليات.. حتى تحقق لهم أكثر درجات الأمان.. بل وتكرم رفادهم!!... وتتحمل مسئولياتها كاملة لاحتوائهم.. والنزول على رأيهم..
إن هذه الأسر التى نزحت من أرض سيناء واستقرت فى محافظات قريبة منها.. تحيطها عناية الدولة تكشف عن أمور عديدة.. ينبغى أن تستجلى للناظرين.. والتى منها:
أولًا: إن ما يحدث فى سيناء لا يرتبط بدين ولا يتعلق بشخص دون آخر.. وإنما هو محاولة لاحتواء وإنقاذ الأسر التى لا ذنب لها سواء مسلمين أو مسيحيين على حد سواء...
ثانيًا: إن موقف الدولة إنما هو موقف شريف معلن وصريح وواضح للجميع.. لا يحتمل ولا يمكن لأحد أن يزايد أو يشوش عليه .. وهى تواجه تلك المحاولة البائسة واليائسة من هذه الشرذمة المندسة.. التى تختفى وسط المواطنين الأبرياء لتواصل عملياتها النكراء تجاه العسكريين أو المواطنين العزل على حد سواء.. وقد أدركت أن نهايتها قريبة.. وأنها لا محالة مصيرها إلى الإجلاء.. أو الأصوات المنكرة العميلة المأجورة التى تنتهز الفرص لتجد منافذها لتحقيق أغراضها وأهدافها المعلومة للجميع باستغلال الظروف والمواقف مهما كانت...
وأعتقد أنها هى التى تقود هذه الحملة المضللة المضادة.. خاصة فى محاولة لاستمرار وجود هؤلاء الخونة المندسين لهم بعد التصدى لجرائمهم النكراء.. وقد شملتهم عمليات الإجلاء والنزوح.. لذلك فقد أرادت أن تلفت الأنظار إليها... إذ تقوم هكذا بالتشويش على الدولة بأكملها.. محاولة أن تضربها فى وحدتها.. وأن تسيء إلى سمعتها.. ولكن أنّا لهم أن يحققوا هدفهم الخبيث.. أو أن ينالوا من الوشائج القوية والعلاقات الأبدية بين نسيج الأمة المصرية... أنّا لهم أن يهزوا عرش مصر.. فمصر على ما تواجه من قضايا ومشكلات سياسية كانت أو اقتصادية.. اجتماعية كانت أو أخلاقية.. فإنها لا يمكن أن تتخلى مطلقًا عن دورها تجاه أبنائها.. مهما كانت الظروف التى تحيط بها أو المرحلة التى تعيش فيها...
ثالثًا: إن كل المحاولات الواهية البالية الخالية والخاوية من الحقائق والدقائق هوت مع انطلاق هذا المؤتمر الذى يعقد الآن على أرض مصر.. ويحمل عنوان «الحرية والمواطنة».. الذى كشف عن أوجه التعاون المثمر والبناء بين مؤسسة الإسلام العليا الأزهر الشريف وبين الكنيسة المصرية.. الذى يتجلى بشكل عملى وبصورة محققة تمس الواقع وتقف حجر عثرة فى مواجهة كل من يحاول أن يضرب على هذه الأوتار المتينة.. وأن يشوش على هذه السيمفونية العظيمة.. التى تعزف على أرض مصر.. بين المسلمين والأقباط.. ليعطوا النموذج للعالم فى التعايش السلمي.. والتسامح الخلقي.. وقبول الآخر.. لتصبح مصر عنوانًا يلفت أنظار الوجود إلى تلك الحقيقة التى لا يستطيع الإرهاب مهما بلغ.. ومهما كانت قوته أن يمس هذا الحبل المتين.. إن مصر على رغم تلك الظروف تقدم الدليل تلو الآخر على صدق نواياها وسلامة إجراءاتها.. وعزمها النافذ وإرادتها التى لا تلين.. وقدرتها التى لا تعرف اللين.. على اقتلاع الإرهاب من جذوره.. مهما كان الثمن فمصر التى بذلت دماءها من أجل سيناء... هى مصر التى تبذل كل ما لديها من إمكانات.. وطاقات.. وتضحيات.. من أجل الحفاظ على تراب أرضها.. ورفعة شعبها.. وتعمل للحفاظ على أمنها واستقرارها..
هذه هى مصر.. عقب الدهور ومختلف العصور..
أعتقد أن هذه هى الصورة التى أشعر ان الجميع يعرفها جيدًا الآن.. ولكن كان يجب علينا المزيد من تعريتها.. ولهم أقول: «كفى أيها الحاقدون .. الخائنون.. المتآمرون..».