بسم الله الرحمن الرحيم «إن ناشئة الليل هى أشد وطئاً وأقوم قيلاً»
«يا قومنا أجيبوا داعى الله» بقلم الهام شرشر
صرخة....... !!!!
كانت الدنيا...!!!
فكان الميلاد وكان الموت....!!! كان اللقاء وكان الفراق....!!!
كان الحب وكان الكره....!!!! كان الهناء وكان البلاء....!!!
كان الصفاء وكان الهم ....!!!
كانت لحظات سعادة سريعًا ما تمر.... وكانت سنوات ألم ثقيلة مثل المر.....!!!!
لأسباب من السماء.... وأسباب من القلوب ران عليها عمياء....
ألسنة ذاكرة ونفوس عصماء.... وشرور نفس صرعها النفاق والرياء.....
ملائكة يمشون على الأرض.... أو أعوان إبليس يهلكون الحرث ويهتكون العرض......
كرماء يبنون الحلم..... وآخرون شياطين يزرعون الشوك...
منهم يتوحدون على الخوف والرهبة من الخالق.... وغيرهم يجتمعون على الشر بسوادٍ حالك.....
يأتى الليل.... ليكون الخلق كله... قاب قوسين أو أدنى..... سويعات قليلة.... ولكنها تكشف ما غشيه ضوء النهار.... تفضحه مهما كان.....
ينام العابث..... ويصحو العابد...... ويعلو الزاهد.......
يغفل الشارد.... ويأنس العاشق....
سويعات ولكنها بالعمر كله.... أمام زمن يكاد لا يرى فيه حتى ظلُه.....
إنها الدنيا........
من فيها حكيم يعلم أنها رحلة وتمضى.... وشقيها يتصور أنها باقية لن تنقضى........
والعاقل الذى يدرك أنها ممر.. طريق.... مجرد طريق لغاية هى المنتهى..... وليست أبدًا طريقًا يكون فيه المبتغى......
ليكون ما تركه لنا.... قائد هذا الطريق وما قاله لنا ناقوسًا مدويًا فى نفوسنا لعلنا نفيق..... صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وهو يقول لأبى ذر:
"لو أردت سفرًا أعددت له عدة قال: نعم... قال: فكيف سفر طريق القيامة ألا أنبئك يا أبا ذر مما ينفعك ذلك اليوم..... قال: بلى بأبى أنت وأمى يا رسول الله..... قال صم يومًا شديد الحر ليوم النشور..... وصلى ركعتين فى ظلمة الليل لوحشة القبور.... وحج عمرة لعظائم الأمور..... وتصدق بصدقة على مسكين أو كلمة حق تقولها أو كلمة شر تسكت عنها.....
أمة الإسلام
رفاقى فى نزال الدنيا للإفلات من بين براثنها....
ها نحن ذا فى رحلة العمر الطويل.... نحاول أن نأخذ منها حلوها.... وندرك أنفسنا من شرها..... وأهوالها....
ونحن فى منتصف الطريق.... لا يسعنا إلا أن نتوقف ثوانى.... لنتأكد إذا كانت أفئدتنا تخفق..... إذا كانت قلوبنا لا تزال تدق.... إذا كان وجداننا لا يزال ينبض.....
نقف لنتأكد إذا كانت جوارحنا لا تزال حية بإحياء انعكاساتها وما تتركه من ومضات نور لنا ولمن حولنا ومن بعدنا ذكرى تكون ناقوسًا.... بعد أن ينسانا الخلق بعد رحيلنا.... لعلنا نحتاج لحظة يترحم أحد فيها علينا.......!!!!
ها أنا ذا أذكر نفسى وأذكركم... لعلى أسمع دقات قلبى ودقات قلوبكم.... يردد صدى حياة قلوبنا.... معنى واحدًا وهو الذكر......
الذكر هو سبب حياة القلب.... وهو لغز الخلود ونسيانه سبب موته...
هكذا لخص الحكاية..... نبينا وإمامنا ومولانا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: "مثل الذى يذكر ربه والذى لا يذكر ربه مثل الحى والميت"
وأتساءل.... من منا يمكن أن يفتح عيناه دون أن يتذكر الله ويذكره؟؟؟؟!!!!!
هل هناك أغلى منه... ليحادث حين نعود إلى الدنيا بعد الموتة الصغرى؟؟؟؟؟!!!!!
وأتساءل من منا يتحرك من فراشه بدون ألم.... دون أن يتذكر ويذكر الله.... ويحمده.....؟؟؟؟؟!!!!
أتساءل..... من منا مريض اختبر الألم بعد الصحة ويوم يمن عليه بها يظل يشكر لذهاب الأوجاع.... واسترداد عافيته....؟؟؟!!!
أتساءل....... من منا يخرج من بيته إلى الناس.... دون أن يستعين برب الناس..... ملك الناس...... أن يعافيه من شرور الناس.....؟؟؟؟؟!!!!!
أتساءل..... من يبتلى فى طريقه.... دون أن يتذكر قبل خروجه أن يستودع نفسه عند الله الذى لا تضيع عنده الودائع والأمانات......؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!
أتساءل..... حين يتسع الرزق بعد ضيقه..... من منا يشكر ويحن ويتذكر..... على الأقل للحفاظ على تلك المنحة.....؟؟؟؟؟!!!!!
وأتساءل..... من إذا ضاقت عليه الأرض بما رحبت مالًا..... وعزًا.... وعملًا.... أن تذكر الله.... احتمى به..... دون أن يلجأ لبشر.....؟؟؟؟!!!!
أتساءل..... من منا فقد غاليًا..... واعتبر فهل من مدكر؟؟؟!!!
وأتساءل... من منا يأمن الدنيا ويكذب بيوم مستطر؟؟؟؟!!!!
ومن منا لم يأمنها ويستعد لها بالذكر..... فهل من معتبر؟؟؟!!
ومن منا لم يتسابق ليصل إلى مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر؟؟؟
من منا ومع من يحلو له الابتسام... أو الفرح... أو يطيب له الكلام.... إلا بذكر الحبيب عليه الصلاة والسلام.
أى حديثٍ أعذب وأمتع ويبعث على النفس الطمأنينة والسكينة أكثر من ذلك ؟؟؟؟؟!!!!!
من منا.... تغيب روحه عن الدنيا.... وكأنه ليس فيها... لأنها معلقة بخالقها.... فيكون أعظم الخلق فينا......
ومن منا.... يٌغيب عقله ووجدانه وقلبه عن حقيقة تلك الدنيا ويتعلق ويتشبث بها... وينسى أنه زائر فيها ؟؟؟؟؟!!!!
لا تقتلوا قلوبكم.... لا تقتلوا قلوبنا.... ارحمونا..... رحمكم الله ورحمنا....
احيوا قلوبكم.... بالحزن على ما فاتكم من طاعاتكم.... والندم على زلاتكم ومعاصيكم...... لا تميتوا قلوبكم.....!!!!!
قال المحبون العارفون قبلنا..... وهم يتركون أجمل الذكرى لنا: القلوب تموت لثلاث: حب الدنيا.... والغفلة عن ذكر الله.... ودفع الجوارح فى معاصى الله
وعلى ذلك فإن إحياء القلوب عكس ما فات أيضًا ثلاث: الزهد فى الدنيا، والاشتغال بذكر الله، وصحبة أولياء الله.
ففى أسباب موت القلوب تكون الشقاوة لا تخدعوا أنفسكم ليست هى السعادة.... إنها هى الشقاوة نكون الأموات رغم وجودنا فى عداد الأحياء.....
والعكس... فى أسباب حياة القلوب.... بالطاعات... لأن ارتكاب المعصية إنما من علامات هذه الشقاوة......
وفى النهاية.... كم من الزمن مر؟؟؟؟ وكم من العمر باق؟؟؟
هذا لو قسناها بالعمر.... وتغافلنا وتجاهلنا.... أن ساعة العمر ليست مرتبطة بوقت.... خاصة بعدما داهمنا الموت فجأة من حولنا.... وطرق باب كل بيتٍ عندنا....
ليحيا المحبون العارفون هكذا..... بين خطى متصل واحد.... هما الخوف والرجاء.....
وها أنا ذا دومًا أرفع شعار الخوف.... كلما خشيته.... كلما تقربت منه.... وسعيت لطاعاته..... ورجوت رضاه.....
لأكون وأنا بين هذا وذاك.... أشعر بالسعادة فبعذابى لاتقاء غضبته.... فى محاولات قربى له.... وتأنيب نفسى أشعر بلذة ما بعدها.....
ليغدق على سبحانه برحماته.... وعطاءاته... وجوده....
متى؟؟؟؟؟؟؟؟
حين يرحمنى من عذاب نفسى ويساعدها على التوازن لأكون مليكة خاضعة طائعة بين يديه.... لا أملك إلا التسليم والاستسلام... لحبه وعفوه..... وكذا لقضائه وقدره......
وأهدهد نفسى بقوله تعالى: "قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم"
سورة الزمر الآية (53)
ويحضرنى.... قضية دومًا أتأملها.... قضية رجل قتل تسعًا وتسعين نفسًا ثم سأل راهبًا فقال له: هل لى من توبة؟ فقال له لا توبة لك... فكمل به المائة..... ثم أتى عالمًا فسأله..... فقال له: من يحول بينك وبينها ولكن اذهب إلى قرية كذا ففيها قوم يعبدون الله... فكن معهم حتى تموت..... فلما توسط الطريق أدركه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب.... فأوحى الله إليهم أن يقيسوا مسافة القرية التى خرج إليها ومسافة القرية التى خرج منها.... فإلى أيهما كان أقرب من أهلها.... فأوحى الله إلى القرية التى يريد.... أن تقاربى... وإلى القرية التى خرج منها أن تباعدى... فوجد إلى القرية التى يريد بشبر.... فأخذته ملائكة الرحمة.....
وهذا حديث صحيح فى البخارى ومسلم.....
ويجلجل الآن فى نفسى ونفسكم.... الشيخ أبو العباس المرسى رضى الله عنه وهو يقول: "العامة إذا خوفوا خافوا..... وإذا رجوا رجوا..... والخاصة متى خوفوا رجوا...... ومتى رجوا خافوا....."
الله ليس سواه.... الله لا أرجو إلاه..... الله ما عشقت إياه.
إنها أعلى مراتب الإخلاص الحرص على إخفاء الطاعة
.... كالحرص على إخفاء المعصية.... فأسعد الدنيا بعمله.... أشدهم إخلاصًا فيه.... لا يزيده شكر الناس ولا ينقصه ذمهم.... لأنه لم يفعل ذلك لأجلهم..... فعلامة أهل اليقين بخلوتهم بالخالق..... أكثر من أنهم بمخالطتهم بالمخلوق.
يا أمة الإسلام هذا هو الإيمان عندنا
يا أمة الإسلام هكذا يجب أن يكون الله فى قلوبنا
لأن هذا الكلام يعنى أن عامة الناس... يقفون ويلتقون ويؤيدون ظاهر الأمر... فإذا خوفوا خافوا..... أما أهل الله إذا خوفوا رجوا....
لأنهم يعلمون سر الله.... أنه لا ينبغى القنوط من رحمته.... أو اليأس من منته.....
لأنه من اعتز به فلن يذل.... ومن اهتدى به فلن يضل..... ومن استكثر به فلن يقل..... ومن استقوى به فلن يضعف..... ومن استغنى به فلن يفتقر.... ومن استنصر به فلن يهزم..... ومن استعان به فلن يٌغلب.... ومن توكل عليه فلن يخيب..... ومن جعله ملاذه فلن يضيع.... ومن اعتصم به فقد هدى إلى صراطٍ مستقيم.... فهو لنا الولى النصير والمعين.
فمحبة الناس رزق عظيم من الله وكنز ليس له ثمن حتى لو أنفق المرء عليه كنوز الدنيا.... كما فى قوله تعالى: "لو أنفقت ما فى الأرض جميعًا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم".
إنها الراحة التى تملأ النفوس والرضا الذى يغمر القلوب والعمل الذى يرضى رب العالمين... والسعادة التى تعلو الوجوه..... والنصر الذى يقهر العدو.... والذكر الذى يشغل الوقت.... والعفو الذى به يغفر الذنب.
إذن التوبة.... للمؤمن القوى الخائف لله.... الراجى إلى الله
إذن هؤلاء هم خاصة الأقوام.... الذين يعرفون الله.... وكلما عرفوه وخافوه.... كلما آمنهم من كل خوف....
هل نلجأ جميعًا إلى التوبة.... نرتمى فى أحضان المولى....
قال تعالى: "نبئ عبادى أنى أنا الغفور الرحيم" الحجر (49)
"وأن عذابى هو العذاب الأليم" الحجر(50)
وقد أوحى الله إلى داوود عليه السلام: يا داوود قل لعبادى الصديقين لا يغتروا فإنى إن أقم عليهم عدلى وقسطى أعذبهم غير ظالم لهم".
وقل لعبادى المذنبين: "لا يقنطوا فإنه لا يعظم على ذنب أغفره لهم"
أحبائى أمة الإسلام فى كل مكان.... وكذلك أخوتنا فى البشرية
علينا أن نستبدل المقولة المشهورة للجدران أذان.... بالمقولة الصحيحة للملائكة أقلام...... يسجلون... يكتبون عنا... ويوكلون فى الدنيا من يذكرنا ويقول لنا.
أحبتى هلا نتوضأ لنصلى ركعتين بالليل فنجد للوضوء متعة.... ومع المتعة حلاوة .... وفى الحلاوة جمال.... وخلال الجمال سمو ورفعة... لأننا فى موعد مع الله.... الدنيا وما فيها.
هكذا خلقنى خالقى الجميل سبحانه وتعالى.... فلا يكون فى نفسى إلا كل جميل....
قلبى يسع الجميع.... حبًا فى الله..... ورغبة فى رضاه
فحين أكتب عن الله وطاعاته والدعوة إلى رضاه سبحانه وتعالى... أشعر أن قلبى يسع الكون كله.... بكل مخلوقاته.....
أشعر أن الأمل يملأنى.... ويدفعنى... والثقة بالله تشحذنى وتقوينى أنى أستطيع أن أفعل شيئًا لله.... وإن كنت لست شيئًا ولن أكون.....
ولكن هكذا دومًا هو الإيمان الذى يصنع الكثير حين تكون نية صاحبه خالصة لوجه الله تعالى....
حيث أحادثكم أمة الإسلام... يحدونى الأمل وأرجوا أن تساعدونى لنضم معًا أيضًا إخوتنا فى البشرية...
"من يدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا"
استنادًا إلى قوله تعالى فى أحلك الظروف والمواقف.... وشدتها.... وعنفوانها....
"وإن أحد من المشركين استجارك فأجره.... ثم أبلغه مأمنه حتى يسمع كلام الله"... هذا وقت الشدة فما بال فى لحظات الصفاء... أفلا نكون أكثر حبًا وامتثالًا لتنفيذ أغلى طاعة لله سبحانه وتعالى.
إخوتى فى البشرية ليست الأمراض فى الأجساد بل فقط فى الأخلاق.... فإذا رأيت سيئ الخلق فادعو له بالشفاء وأحمد الله الذى عافاك مما ابتلاه... فنحن مخلوقون من نطفة.. وأصلنا من طين.... وأرقى ثيابنا من دودة.... وأشهى طعامنا من نحلة..... ومرقدنا تحت التراب حفرة.
فما بال وأنا أدعو أمتى أحاول الدعوة إلى الله قدر جهدى.... والجهاد فى سبيله بالكلمة والموعظة الحسنة.... قدر طاقتى....
إلا مع من يثير غضبى حين الخوض فى سيرة الله سبحانه وتعالى... بما لا يليق... أو محاولة المساس مجرد المساس بشخص النبى الشريف صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
حيث أشعر أنى أتحول.... وأعلم ذلك وأرى نفسى بنفسى...
لكن لا أشعر بها إلا بعد أن أصب غضبى على الورق..... بصرخات بينى وبين نفسى لأكون مؤيدة إن شاء الله تعالى من الله عز وجل......
كلمات ولكنها إن شاء الله تكون سهامًا.... ورماحًا..... وقنابل فى قلوب وعقول أى من المتطاولين على الذات العلية.... أو على نبى الأمة صلوات الله عليه وسلم....
وأنا أصرخ مع نفسى على الورق.... وأقول: "فيك يااااااااااا الله".
وإذا كنت أعود إلى صفحات الماضى... قبل أن يطمسها أصحاب المصالح لأنه بالنسبة لنا.... ليس ماضيًا.... ولكنه حاضر ومستقبل.... الحفاظ على كلام الله سبحانه وتعالى... والعمل به إلى يوم الدين
ولنعلم جميعًا أننا فى رحلة منذ أن ولدنا وإلى أن نلقى الله.... ويا لها من رحلة تبدأ من ظهر الأب إلى بطن الأم... ومن بطن الأم إلى ظهر الأرض... إلى بطن الأرض ... إلى يوم العرض.... وكل لحظة نرى العجب وفى النهاية نحط الرحال.... إما إلى الجنة وإما إلى النار
ولأمة الإسلام أقول وكلى ألم لما أخبر به
الله سبحانه وتعالى.... أنبياءه ورسله عن أمة محمد..... وما يدخره لهم سبحانه وتعالى.....
ونحن لا نزال لاهين.... غير عابئين.... مفرطين فى حقوق الله على أرضه.... رغم حسد الآخرين... وبغضهم وكرههم وعجزهم أن يصلوا إلى ما وصلنا إليه فلا يكونوا إلا متآمرين....
معى سوف تحزنون.... وأنتم تقلبون فى أصول رسالاته سبحانه وتعالى إلى الأنبياء والرسل.... وماذا يقول عنا..... عن أمة محمد.... ونحن لم نقدر تلك الأحاديث ولم نثمنها حق تثمينها؟؟؟؟!!!!
ولا أدرى ما الله فاعل بنا.... والله!!!!
بكل ألم وخجل أسرد لكم ما قال رب العزة لكليمه سيدنا موسى عليه السلام، حين قال له موسى: يا رب أجد فى الألواح أمة خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.... رب اجعلهم أمتى... قال: تلك أمة محمد.... قال: رب إنى أجد فى الألواح أمة هم الآخرون فى الخلق.... السابقون فى دخول الجنة... رب اجعلهم أمتى.... قال: تلك أمة أحمد.... قال: رب إنى أجد فى الألواح أمة أناجيلهم فى صدورهم يقرأونها وكان من قبلهم يقرأون كتابهم نظرًا... حتى إذا رفعوها لم يحفظوا شيئًا ولم يعرفوه.... وإن الله أعطاكم أيتها الأمة من الحفظ شيئًا لم يعطه أحدًا من الأمم قال: رب اجعلهم أمتى... قال: تلك أمة محمد... قال: رب إنى أجد فى الألواح أمة يؤمنون بالكتاب الأول وبالكتاب الآخر ويقاتلون فصول الضلالة حتى يقاتلوا الأعور الكذاب فاجعلهم أمتى... قال: تلك أمة محمد.... قال: رب أجد فى الألواح أمة صدقاتهم يأكلونها فى بطونهم ويؤجرون عليها.... وكان من قبلهم إذا تصدقوا بصدقة فقبلت منه بعث الله عليها نارًا فأكلتها.... وإن ردت عليه تركت تأكلها السباع والطير... وإن الله أخذ صدقاتكم من غنيكم لفقيركم.... قال: رب فاجعلهم أمتى قال تلك أمة محمد.... قال: رب إنى أجد فى الألواح أمة إذا هم أحدهم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة... فإن عملها كتبت له عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال: رب اجعلهم أمتى قال: تلك أمة أحمد.... قال: رب إنى أجد فى الألواح أمة هم المشفعون إلا مشفوع لهم فاجعلهم أمتى... قال: تلك أمة محمد...
فقال: موسى عليه السلام اللهم اجعلنى فردًا من أمة محمد......!!!!!!!! (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم)
ياااااااااااااااااااااااه........يااااااااااااااااااااااااااه
أفضلية موووجعة...... خيرية مؤلمة.... أمانة مطلقة..... فى وعد حى أزلى أبدى لأمة محمد!!!!! ونحن أين من كل ذلك؟؟؟؟!!!!!
ياااااااااااااااااااالخزى والعار..... ياااااااااااااااااللحزن والألم......
ونحن لا نرى كرم الله العظيم وجوده ونفرط فى مكانتنا عنده بكل هذه الذنوب والخطايا ونصر عليها!!!!!!!!
يا أمة محمد: هل تدبرنا كلام الكليم عليه السلام، حيث يطلب من ربه كأنه يتنازل عن رتبة النبوة والرسالة ليبقى فردًا فى الأمة.... أمة رسول الله....؟؟؟؟.يا أمة رسول الله...؟؟؟؟؟!!!!!!!!
ألا نتعلم ممن سأل الصالحين العابدين الزاهدين؟؟ حيث قال السائل صف لى الجنة قال:
"فيها رسول الله محمد"
لحظة خشوع طويلة أعيشها.... لحظة صمت وتأمل عظيمة... فأنا قليلة الحيلة
وأنا لا أجد وصفًا........................ لا أجد ما أقوله...........!!!!
هيا معًا يا إخوتى فى البشرية أن نكون مع خير البرية .....
ليست تلك الأفضلية فقط لكليم الله سيدنا موسى عليه السلام وحده.... وإنما أيضًا كانت لروح الله سيدنا عيسى عليه السلام..... وهو يحادث ربه سبحانه وتعالى.... ويقول له: اسقنى من "شجرة طوبى" ويسأله عنها.... فيقول له رب العزة: غرس شجرة أنا غرستها بيدى فهى للجنان كلها أصلها من رضوان وماؤها من تسنيم وبردها برد الكافور وطعمها طعم الزنجبيل وريحها ريح المسك من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدًا.....
قال عيسى عليه السلام: اسقنى منها.... قال سبحانه وتعالى: حرام على النبيين أن يشربوا منها حتى يشرب ذلك النبى.... وحرام على الأمم أن يشربوا منها حتى تشرب منها أمة ذلك النبى
قال: يا عيسى أرفعك إلىّ؟؟ قال: رب لم ترفعنى؟؟ قال: أرفعك ثم أهبطك فى آخر الزمان.... لترى من أمة ذلك النبى العجائب
ولتعينهم على قتال اللعين الدجال.... أهبطك فى وقت الصلاة... ثم لا تصلى بهم لأنها مرحومة ولا نبى بعد نبيهم....
قال عيسى عليه السلام: يا رب أنبئنى عن هذه الأمة المرحومة...؟؟؟ قال: أمة محمد هم علماء حكماء... كأنهم أنبياء.... يرضون منى بالقليل من العطاء.... وأرضى منهم باليسير من العمل... وأدخلهم الجنة بلا إله إلا الله.....
يا عيسى... هم أكثر سكان الجنة لأنه لم تذل ألسنة قوم قط بلا إله إلا الله... كما ذلت ألسنتهم... ولم تذل رقاب قط بالسجود كما ذلت رقابهم".
وأنا أبكى... وبأنفاس متقطعة بالبكاء... إن كنتم لم تسمعوا كلماتى... فيكفينى أن يسمعها رب السماء....
أشهده... على شهادتى... وكفى به شهيدًا سبحانه وتعالى
"أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله"
وأقول له سبحانه... ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا....
من لم يرضوا ويحمدوا.... نسوك ولم يتغنوا بلا إله إلا الله محمد رسول الله....
لوكوا ألسنتهم بالفتن والفحشاء... والنميمة وقول الزور
ولم يطهروها ولم يزينوها بالذكر الطيب.... وبالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر..... بدلوها
بالتفجير لا بالتكبير.... وبالعصبية لا بالتفكير
والأبواق المشوشة على التنوير بالجهل والتعكير...
فضلًا عن هدم تاريخ الأوطان بالإفلاس والحقد والتدمير ناهيكم عن الهزل والكيد فى إهانة رموز الأوطان وتجريحهم بالكذب والتضليل والتنفير...
دونما رادع من خلق أو حياء فأصبحوا قطعانًا وبعير.....!!!!
تشتتوا وخرجوا شيعًا وأحزابًا وفرقًا أدوات فى أيدى أعداء الدين.... يحاولون تشتيت أمة المليار و600 مليون نسمة.. باعتلاء الدنيا... ولهثهم وراء زينتها وبطولتها...
كذلك يا ربى إليك أشكو أمة المليار والـ600 مليون نفسها... لم يضيقوا الخناق على الرويبضة والدهماء... لزموا البيوت ولا يزالون يلازمونها... ولم يخمدوا ألسنة الفتن فى كل مكان..
وتجاهلوا أو جهلوا: أمران ينفعان كل مؤمن حسن الخلق وسماحة النفس وأمران يرفعان شأن المؤمن.. التواضع وقضاء حوائج الناس... وأمران يدفعان البلاء الصدقة وصلة الأرحام!!! فهل نفيق إلى من لا يغفل ولا ينام... هل نسجد؟؟ هل نركع؟؟ هل نصوم؟؟ هل نقوم ؟؟ هل نتق الله؟؟؟!!!
يارب أشكو أمة المليار وما يزيد... أدفعهم دفعًا لقول الحق... أحاول أن أستنفر قواهم... للتصدى للرويبضة والدهماء... الذين حذرنا منهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم الذين يخرجون فى آخر الزمان.... لتكون لهم الكلمة... ليعقبها الخراب والتمزق والشتات...
وهم يقيمون ويشيدون عالم الجاهلية الأولى والجهلاء... يعيدون تاريخ البشر وكنيتهم الذين كانوا يلتفون حول أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام، حيث كان الكفار يعدون له حفرة النار... وهم لم يرحموه... يجردونه من ملابسه.... يكشفون عورتهم .... ويلقونه بالحجارة... لم تأخذهم فيه شفقة أو رحمة...
أمة المليار و600 مليون نسمة... لم تتصد اليوم... أمام الرويبضة والدهماء فى خراب الأوطان فزعموا أنهم يدافعون عن الدنيا كذبًا... ادعو أنهم يدافعون عن الدين تضليلًا... ارتفعت أصواتهم يهدمون الدنيا والدين.... ليكونوا للشياطين إخوانًا.... يدعون إلى الفوضى والهدم والخراب منهجًا وشعارًا... يتشدقون بمعانى الحرية وهم يفتحون على الخلق نارًا وظلامًا.... يهدمون رموز الدول ويجرحونها ظلمًا وزورًا وبهتانًا.... يعتلون الأمواج والرياح العفنة ببطولات مريضة مزيفة يملأون الدنيا نشاذًا وعارًا... يقودهم رويبضة ودهماء الإعلام.... جاهلى الثقافة مخربى الأوطان وهم يخترقون الديار والقلوب والعقول فيمزقون عرى الدين والدنيا ينحدرون بالخلق عبيدًا وفجارًا... مدعوا الزعامة الباطلة وقد أضلوا واستكبروا استكبارًا.....
وأنا أعتلى مسرح الأيام... أخرج ومن فوقى مبنى الزمان... أقول لهم: أخرجوا يا أمة المليار وما يزيد عن 600 مليون نسمة.... "اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة"
وإليكم أعلى صوتى بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه.. فإذا فعلوا ذلك عذب الله الخاصة والعامة"
ذلك لأنه بعدم تجريم وتحريم منكر الخاصة وحصارها تكون هناك ألسنة الفتنة ونيرانها.... التى تنشأ لعدم الاحتواء... وتركها لتكون كالنار فى الهشيم.
فيا أمة المليار وما يزيد على 600 مليون نسمة إليكم حديثى: أن تضيقوا الخناق على الرويبضة والدهماء... أن تخرسوا ألسنة السفهاء وكأنهم يتلقون علمهم من السماء.... هؤلاء الأغبياء... ما تعلموا أدب العبادة والأخلاق من الأنبياء أو من الأصفياء.
لذلك واجهوا الدهماء... أزيلوا عنهم النقاب وارفعوا حجب الاختفاء.... لتروا فيهم كلمات النفق والرياء.....
وعلى السادة الحكام.... سد هذه الثغرات التى ينفذ منها هؤلاء الرويبضة والدهماء من ناحية...
ومن ناحية أخرى يقظة وإيجابية العامة فى عدم الالتفات إليهم وإلى صخبهم.... وإلى الفطنة حين اللعب على هذه الأوتار الحساسة لتخريب الأوطان....
لأن إسقاط الأنظمة والحكومات إنما هو خراب لتلك الأوطان.... وهذا يعنى... المساس بالجهاد فى سبيل الله... الذى يعنى الحفاظ على الأوطان.... الجهاد الأول بعد جهاد النفس فى الحفاظ على التماسك والوحدة وعدم الاستجابة لإراقة الدماء... وإحباط دعوات الإفساد فى الأرض... التى حذرنا منها القرآن الكريم
حيث ضرورة عدم تجاهل أصوات الباطل ومحاصرتها درءًا لشرر النار.
يا أمة الإسلام فى كل مكان:
أناشدكم اليقظة... وأرجوكم الوعى... لا تسمحوا لأى كان العبث بعقولكم.... لا تسمحوا لهم أن يضيعوا إيمانكم...
أكتب إليكم... ولا أدرى كم من الوقت يجمعنى بكم... وماذا يخبئ القدر لى ولكم.... ولأوطاننا... ولأبنائى وأبناءكم؟؟؟
لماذا لأننا لا نعلم ماذا تحمل لنا رياح الأيام من غدر نفقد معه كل الحلو الذى يجمع بينى وبينكم... فى وطنى ووطنكم
لاتجعلوهم.... يلوثوكم...
أرجوكم أن تصونوا عهدكم مع ربى وربكم وبينى وبينكم... ألا يشوهوا دنياكم... وجنتكم... وألا يشمتوا فيكم أعدائكم... أعداء الله وأعداء نبيكم
لا تخربوا أوطانكم... لا تقضوا على إسلامكم
أرجوكم... سدوا ثغرات أوطانكم بالعمل...
ليس نهاية العالم... الحل بأيديكم...
لا تستدعوا نار جحيم الآخرة فى دنياكم على أرضكم
الدنيا لا تستحق أن يكون العداء بينكم
الدين يلزمكم ألا تجتمعوا على فرقتكم... وأن تتشتتوا عن حقيقة قضيتكم
وهى نصرة الدين.... وحماية أوطانكم
هل وصلت رسالتى إليكم؟؟؟؟!!!!!
هل مست شغاف قلوبكم؟؟؟؟!!!!!
أكتب إليكم من حرصى عليكم وحبى لكم؟؟؟؟!!!!
لم يعد قلبى يحتمل أحزانًا لا عليكم ولا على أوطانكم؟؟؟!!!
لم تعد روحى تطيق آلامًا لا عليكم ولا على أولادكم من بعدكم؟؟؟!!!!
صدقونى.... الخراب... طعمه مر.... الشتات مذاقه علقم... لا تسمحوا لبذور الظلم أن تزرع بينكم بأيديكم.....
لا ترضوا أن يقام الباطل بينكم....
لا توافقوا على اقتحام الزور وشيوع الفاحشة فى نفوسكم...
لا تصفقوا لإعلاء شأن الظلام والجهل ليكون هذا هو دربكم.....
أرجوكم دافعوا عن ماهيتكم عن الحب والسلام والرحمة
أغيثوا أولادكم وأحفادكم من جهال آخر الزمان....
الذين نحَوا القرآن.... وجنبوا حديث سيد البشر عليه الصلاة والسلام....
ليصبحوا أصحاب الفتن والملاحم وهدم الإنسان...
بخراب الذمم... وإعلاء عالم الغاب... عالم وشريعة الكفر والعصيان....
استرحمكم الله يوم لا ظل إلا ظله أن يظلنى ويظلكم
أسألكم السلام... أسألكم الأمان... أسألكم أن تحافظوا على ضمير الإنسان مهما كنا فى آخر الزمان... لا تسمحوا باغتياله يا ورثة النبى العدنان....
أستودعكم الله الذى لاتضيع عنده الودائع والأمانات
نسأله أن يجمعنا على قول الحق وكل ما يقربنا لأعلى الجنان.... والبعد عن الزور والبهتان
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيد المرسلين