الزمان
جريدة الزمان

مقالات الرأي مقال رئيس التحرير

يشهد على رمضان

يا من ضللتم.... عمر بريء منكم !! - بقلم الهام شرشر

الهام شرشر -

يجرى الزمان بنا.... تلتهم الأيام كل ما حولنا ومن حولنا.... تتبدل الأحداث ....ويتغير البشر.... تشيد أمم..... وتهوى ذمم.....

   ولا نكون إلا رصيدًا من الذكريات.... ولا نحاول إلا أن نكون صفحات من الحلو الذى فات.... أو الألم الذى نرجو أن يكون فى عداد الأموات....

ألم فقد أبوين.... أو فقد عزيز.... زوج كان أو أخ أو أخت

   تجرى الأيام.... ولا أدرى لا نشعر بالزمن... إلا وقد ذهب ضوءه.... تحول وتغير من حولنا....

     صار الشباب شيخوخًا.... وصار الأطفال رجالًا والنساء عُبوسًا.

وما بين ذلك وذاك.... يغلب الشيب على الزمن... يكسوه؟؟؟؟

يحاول أن يعيد بريقه الذى جار عليه البشر.... فسودوه مثلما سودوا الحجر الأسود بالكعبة المشرفة ببيت الله الحرام

سودوه بذنوبهم.... وخطاياهم....

تلك الخبرة التى تكون دومًا بريق وتاج الزمان.... فتعيد إليه حرمته والانصياع له ولأحكامه ودورته...

  لا أدرى عن قصد... إذن يأملون فى الشفاعة إذن يؤمنون بمحمد نبى الرسالة... رسالة السلام والأمان والرحمة والوئام

    أو أنه عن غير قصد.... إذن وجب عليهم أن يفيقوا لماهية وجودهم.... أن يعووا ويعملوا لآخرتهم....

      ولكن تستوقفنى كلمة كتبتها الآن وبتلقائيتى التى تحركنى فى تسطير كلماتى لكم ....

وهى القصد فى تصعيب الزمان وافتعال وعورة تدور فى فلكها الأيام.....

   لأنه إذا كان عن غير قصد... وهناك العشم فى شفاعة النبى العدنان صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم... إذن أستطيع أن أخاطب العقول والوجدان بأمان... لعلنى .... أهزم الشيطان.... فى دعوة إلى البنيان بإعلاء شأن البيان.... وهو القرآن.....

    ويستوقفنى بألمٍ كبير.... قول الحبيب الغالى صلى عليه مليك السماء وسلم:

"يأتى على أمتى زمن السنة فيها كالشهر والشهر كالأسبوع والأسبوع كاليوم واليوم كالساعة"

   صدقت يا رسول الله صلى الله عليك وسلم... أفقتنى يا حبيبى يا رسول الله حتى لا أكتب وأتحرك.... وبداخلى كل ذلك الألم....

     هدأتَ من روعى.... حتى لا أحزن على الذى فات... ولا أفرح بما هو آت....

     وإن كان بكل ألم أن ذلك الحديث يعنى نزع البركة من كل شيء حتى من الزمان.... لتؤكد بذلك علامات قرب الساعة

     ونحن لا نزال نقف فى أماكننا لا نتقدم خطوة... ويا ليتنا نقف إلا أننا نعود إلى الوراء... وذلك بسبب ضعف الإيمان لظهور الأمور المخالفة للشرع والنبى العدنان

    وإذا كنت أتعجل الآن.... لخير اللقاء والتمتع بنور وجه الله الكريم وبصحبتك يا حبيبى يا رسول الله...

إلا أنه ورغمًا عنى.... أتألم لسرعة مرور الزمن الذى يبدل كل شيء من حولنا....

     فأنا بشر... بشر ضعيف أمام الحكم الإلهية.... أعيش وفى قلبى رقة القرآن.... فلا يكون إلا بين ضلوعى سلام.... وفى روحى أمان... وأرجو أن أكون طائرًا يشدو بصوت الإسلام... أو حاديًا يغنى بمزامير الإيمان

 

    قرائى الأعزاء الغاليين.... أمة الإسلام فى كل مكان:

سلام من الله عليكم ورحمته وبركاته

    أكتب إليكم وأرجوا أن أكون ضيفًا خفيفًا لطيفًا بينكم... أرجوا ألا أزعجكم......

أكتب إليكم وأنا فى حالة روحية عالية جدًا.... ولكنى متعبة جدًا.... لا أدرى ذهنيًا أو مرهقة روحيًا... قد يكون لإنهاكى فى كتابة المقال الأول.... مقال القيام أمامكم... بالأمس إلا أنه "وبلا قد تفيد الشك" ليكون اليقين مضافًا إلى ذلك الجهد المضنى حتى أكون بينكم بهذا الزخم الكتابى... وأسألكم خالص الدعوات لثقل حملى من أجل.... حفاظى على تواصلى معكم....

    لأننى فى حالة روحانية عالية جدًا... وإن كانت الليلة جريحة فى آخر الزمان هكذا أنا دومًا فى كل رمضان.....

    أستقبله فرحة... وإن كانت تعتصرنى الذكريات والأشجان

     أكون متأثرة فى استقبال أغلى الأيام.... أيام رمضان... وكذا فى وداعه.... وكما لو كان عهدًا على أن أؤديه....لأنه يحمل ذكريات الغاليين الراحلين... لتكون أيامًا غالية لغاليين... أرى نفسى فيه الطفلة... من بعيد.... واليوم من قريب الأم.... وغدًا بعيد آخر الرحيل.... لأعيش بين الخوف والرجاء....

   أبتسم حين أتذكر أمى وأبى ولمة العائلة خاصة فى اليوم الأول من رمضان... أبكى حين أتخيل خلو مائدة الإفطار منهم...!!!!

أفيق أدعو لهم... لأمى وأبى بالرحمة.... ولأخوتى بالصحة وطول العمر....

ثم أعود إلى الأمل.... وأنا أنظر لابنى وحيدى... أفرح به... يعوضنى عن الغاليين الراحلين... والأخوة الذين تعيقهم الصحة عن لقائنا دومًا....

وقبل أن أتم فرحتى... أتخيلنى يومًا يأتى على الدور فى ذلك الرحيل.... وابنى وحده ...

هكذا علمنى أبى وأمى.... تلك المشاعر والأحاسيس فى كل وقت... فلا أكون إلا إنسانًا مستعدًا للقاء رب العباد الجميل الرءوف الرحيم خالق الدنيا وبارئ السموات والأرض... الجبار العزيز المقتدر... صاحب الجنة والنار.... الحنان المنان.... الذى لا يجب ولا يمكن أن أكون أمامه إلا إنسانًا ضعيفًا ذليلًا كسيرًا.... وإن كان قويًا بالقرآن العظيم ولكنه لا يعرف إلا السلام والحنان والحب والرقة... لا يتعدى قدره .... طمعًا فى رحمة الرحمن الرحيم.... وفزعًا من غضبه وشدة النيران... لأعيش على الأرض هكذا دمعة تسير بين العبرات.... منهمرة خاشعة... أناديها إلى أين المسير؟؟؟

دمعة خجلة من يوم المصير.... وفى الدنيا نفس تقية من الجليل... وهو يرقب رضاها ويشهد عملها.....

فلا يمكن إلا أن أكون هكذا... ليس فقط من رمضان إلى رمضان ولكن من الصلاة إلى الصلاة... قبل أن أفتح عيناى على الدنيا.... لأنى تذكرته وخشيته وتوقعت لقياه قبل أن أنام

 لم يكن تشاؤم... وإنما هو إغراق فى حب الله.... الدعوة وإخلاص فى النية أمامكم.. وفى عهد سابق مع الله... دائمًا مستبشرة... متصالحة مع النفس... آمنة مطمئنة والحمد لله... مهما كان من آلام الدنيا...

لم يفزعنى منها إلا خيرها وزينتها... كنت أخشى أن تخدعنى.... ولكن بفضل الله تفوقت عليها....

وحين كانت الشدة كان أحلى رداء... ارتديته وأنا أعيش أجمل لحظات حياتى مع حبيبى الأعظم المعظم سبحانه وتعالى... بحضور النبى الأكرم المكرم صلوات الله عليه وسلامه

لتكون الدمعة مصيرى وملاذى...

تتسابق دمعاتى على وجناتى....

ولا أجد سبيلًا ومن الليلة الأولى فى رمضان... إلا أن أكون رهينة عباداتى... أحاول أن أخلص فيها... لعلها تكون سببًا للرحمة بابنى ونجاتى.... وبرفاقه فلذاتى.... وبإخوتى وأبنائهم.... بأصدقائى وأولادهم... وبكم أحبتى بما لديكم عهود أصونها.....

أجدنى أدعو لوطنى الغالى... وأصعد بأحاسيسى.. لأخرج عن دائرة نفسى... وأدعو للإسلام وللمقدسات...

لأتضرع أكثر فأكثر.... بالحلم حين أعلو على أناتى.... وكأن الله سبحانه وتعالى... يضمد جراحاتى... ليشغلنى بالجنات... أغسل بها همومى.... وأخفف آهاتى..

لأعيش أحلى ليالى رمضان... أحيى أجمل القيام... لتكون أخلص دعواتى......

وكأننى كما تعلمت من أمى وأبى... رحمة الله عليهما... على أن أتخيل أنه قد يكون آخر رمضان... فعلى الالتزام به بكل الطاعات.......

أنهل منه.... أحاول فيه أن أرسل حبى وحمدى وشكرى إلى رب السموات من كل ذرة فى كيانى... وبذكرى له سبحانه وللحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فى كل سكناتى وحكاياتى.....

لأجدنى معكم... فى كل حرف من حروفى.... وفى كل كلمة من كلماتى.. أكاد أنطق بما يدور فى قلوبكم وأرواحكم وأنفسكم وكأنها ذكرياتكم قبل أن تكون ذكرياتى.....

لتختلط دموعكم بدمعاتى... لتنسج أجمل الألحان الخالدات... تنظم أعذب العبارات.... التى تكون بينى وبينكم رباطًا هو أقوى وأعظم من أى الصلات....

وعلى الفور أجد على الخروج من هذا الحديث الذى يثير أعظم أشجانى لعلى أخفف من ألم الذكريات....

وأيضًا أطمئنكم أنى الآن فى أحسن حالاتى...."الحمد لله"

لأنى تخيلتكم تشاركونى بمنتهى الصدق والحب لتكون أصدق المشاركات....

مما دفع بى الأمل فى إذا كنا نستودع أنفسنا وأهلنا وكل ما حولنا عند الله الذى لا تضيع عنده الودائع والأمانات....

أمواتًا..... فما بال الأحياء من فلذات الأكباد والأوطان.... مهجة القلب والفؤاد... من رب عادل حكيم رحيم سيد السادات...

يعلو عدله رغم كل الصغائر والذنوب حتى المقادير التى قدرها سبحانه.... يشملها بعظيم الرحمات

وحين أحب أن أقوى أعود إلى القرآن... أتغنى به بأجمل أصواتى لأتفوق على أى ضعف وإن لم يكن ضعفًا ولكنه رقة وعذوبة التلاوات.... والدعاءات والتوسلات ...والتذللات....

التى تخلق إنسانًا آخر... لا يعرف إلا الوداعة والإشفاقات

فما يكون إلا كتلة لكل من حوله.... عبيرًا للإيمان... دمعة تسير على الأرض .... وطريقًا طاهرًا لأجمل إشراقات... من عظيم نفحات رب العباد مالك الملك بارئ الأرض والسموات

  معًا نعود إلى ابن الخطاب... أمير المؤمنين الفاروق العادل... الذى دومًا يأتى فى موعده... فى الحديث مع النفس... والحديث عن أمان الأوطان الخالدات...

وكذلك وبالأحرى حين الحديث عن المقدسات

أثر إسلام عمر على الدعوة

أسلم عمر.... واجه عمر... أعلن عمر... تحدى عمر.... تصدى عمر.... فى وجه عتاة الكفر كان عمر

رفع صوته متحديًا صناديد الكفر... ليكون مرحلة من أهم مراحل الإسلام عند عمر.....

ليكون صوتًا قويًا..... سوطًا عتيًا.... شامخًا أبيَّا....سندًا جلِّيِّا لنبى الإسلام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

    ويحكى لنا عبد الله بن مسعود رضى الله عنه: "ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر، ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نطوف بالبيت ونصلى ...حتى أسلم عمر...فلما أسلم قاتل حتى تركونا، فصليِّنا وطفنا....."

   وقال أيضًا: "كان إسلام عمر فتحًا، وكانت هجرته نصرًا، وكانت إمارته رحمة... لقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلى ونطوف بالبيت حتى أسلم عمر.... فلما أسلم قاتلناهم حتى تركونا نصلى.

  وأضاف صهيب بن سنان: لمَّا أسلم عمر بن الخطاب، ظهر الإسلام، ودعا إليه علانية.... وجلسنا حول البيت حلقًا، وطفنا بالبيت، وانتصفنا ممن غلظ علينا ورددنا عليه....

آااااااااه عمر.......... آااااااااااه لو كنت معنا فى آخر الزمان

آااااااه نتحدى اللئام... آااااااااه نثأر من الأقزام......

آاااااه تؤدب أعداء الإسلام....

أناديك يا عمر.... بقلب موجوع .... برجاءٍ ودموع.... دموعى ودموع كل المسلمين فى كل الربوع ....

الإسلام يئن..... والمسلمون يستغيثون.... وأنا بدأت قواى تخور.... أشعر بتعبٍ عظيم ..... لا أدرى ماذا أنا فاعلة وأنا العاجزة لأجمع شتاتهم.... لأوحدهم.... ليكونوا على قلب رجلٍ آخر.... أراه عمر آخر.... مثلك يا عمر

  كنت أنت فى أول الزمان.... ويا ليته يعيد سيرتك ليكون عمر آخر الزمان.....

ليته يعيد هيبة الإسلام... ليته يثأر للمسلمين فى كل مكان.... ولن يكون إلا باستعادة ضمير الإنسان...

  نعم هو الضمير.... الذى خرج ولم يعد فى غفلة من الزمان

تاريخ إسلام عمر

أسلم عمر بن الخطاب رضى الله عنه فى ذى الحجة من السنة السادسة من النبوة وكان قد بلغ من العمر سبعة وعشرين عامًا... حيث كان إسلامه بعد إسلام حمزة بثلاثة أيام... وقد بلغ أعداد المسلمين آنذاك تسعة وثلاثين

حيث قال عمر رضى الله عنه: لقد رأيتنى وما أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تسعة وثلاثين رجلًا... فكملتهم أربعين....

وهكذا... أظهر الله سبحانه وتعالى دينه... وأعز الإسلام.. وكان هناك أيضًا من النساء إحدى عشرة امرأة...

إلا أن عمر لم يكن يعرفهم كلهم لأن أغلب من أسلم كان يخفى إسلامه خوفًا من المشركين ولاسيما عمر.... حيث كان شديدًا عليهم مثلما تحدثنا سابقًا

وحين يذكر عمر إسلام الأوائل من قبله... لم يحب أن يتعرض لذكر النساء... كان لا يحب ذكرهن والإعزاز بهن لضعفهن.

هجرة عمر

حتى فى هجرته كان متفردًا.... بطلًا... قويًا على قوته بقوة الإسلام.... عزيزًا على عزته بعزة الإسلام.....

   أبَى عمر إلا أن تكون هجرته علانية.....

حيث حكى لنا ابن عباس رضى الله عنهما... قال لى على بن أبى طالب رضى الله عنه: ما علمت أن أحدًا من المهاجرين هاجر إلا متخفيًا.... إلا عمر بن الخطاب فإنه لما هم بالهجرة تقلد سيفه، وتنكب قوسه، وانتضى فى يده أسهمًا، واختصر عترته (العترة هى العصا فى قدر نصف الرمح وهى أطول من العصا وأقوى من الرمح)... ومضى قبل الكعبة، والملأ من قريش بفنائها، فطاف بالبيت سبعًا متمكنا، ثم أتى المقام، فصلى متمكنا... (أيضًا بكامل راحته... مصرًا على التحدى... وكأنه يكيد من حوله ).... ثم وقف على الحلقة واحدة.... واحدة.... فقال لهم: شاهت الوجوه، لا يرغم الله إلا هذه المعاطس (أى الأنوف)... من أراد أن تثكله أمه، ويوتم ولده، أو يرمل زوجته فليلقنى وراء هذا الوادى.... قال على رضى الله عنه فما تبعه أحد إلا قوم من المستضعفين علمهم وأرشدهم ومضى لوجهه".

يااااااااااااااااااااااه............ يااااااااااااااااه

  أتعبتنى من الإشادة بك يا عمر بعزتك يا عمر... أرهقتنى من الثناء عليك بفخر ياعمر....!!!!!

ثم توجه عمر ورفقته إلى رفاعة بن عبد المنذر فى بنى عمرو بن عوف بقباء وأقاموا عنده

ويخبرنا البراء بن عازب رضى الله عنه: أول من قدم علينا مصعب بن عمير، وابن أم مكتوم، وكانا يقرآن الناس، فقدم بلال، وسعد، وعمار بن ياسر، ثم قدم عمر بن الخطاب فى عشرين نفرًا من أصحاب النبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ثم قدم النبى صلى الله عليه وسلم فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله صلى الله عليه وسلم ... أى أنهم فرحوا بقدوم عمر بفرحة تكاد تقترب من الفرحة بسيدنا النبى صلى الله عليه وسلم

   وهكذا عاش عمر بن الخطاب رضى الله.... فى خدمة دينه وعقيدته بالأٌقوال والأفعال، لايخشى فى الله لومة لائم....

   كان عمر رضى الله عنه سندًا وظهيرًا لمن أراد الهجرة من مسلمى مكة حتى خرج منها... وبرفقته الوفد الكبير من أقاربه وحلفائه

وساعد عمر رضى الله عنه غيره من أصحابه حيث خشى عليهم من بطش قريش وفتنتهم فى دينهم

قرائى الأعزاء الغاليين:

علمنا كيف هاجر عمر وقوته فى الحق وللحق... فهل هاجرنا من المعاصى بالحق وللحق؟؟؟ ليظهر بيننا المعدن النفيس من الخلق السامى والرفعة العالية والقدر النبوى فى حبه صلى الله عليه وسلم!!!!!!!

   لينعكس ذلك فى حياتنا... فى أبنائنا.... فى بلدنا.... فى بيوتنا... فى ولاة أمورنا... فى شوارعنا... فى أفعالنا... فى أقوالنا.... فى أوطاننا

لأن النبى قال: "عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى عضوا عليها بالنواجز"

ومن الخلفاء من نسير معه الآن فى سيرته.... الفاروق رضى الله عنه.

   فلنعتبر منه ونتعظ ونفتح صفحة جديدة لهجر الهوى... وملء القلب بالدعاء والنجوى لتحقيق الوصول والقربى.

     لنهجر ردة الفكر العقيم.... والخلق السقيم... لنحيا حياة العزة والكرامة... بضمير لا تلوثه مغريات الدنيا ولا يضيع عبر السنين... لعلها تكون تجارة رابحة مع الله لن تبور... ولأبد الآبدين

   لقد كان عمر متفردًا فى شخصيته... كان مهيبًا يتمتع بحضورعالٍ..... حتى فى حضرة النبى صل الله عليه وسلم

فقد روت السيدة عائشة رضى الله عنها أنها طبخت له... حريرة... ودعت سودت أن تأكل منها فأبت... فعرضت عليها لتأكله أو لتلطخن وجهها... فلم تأكل... فوضعت يدها فى الحريرة... ولطختها بها... وضحك النبى صلى الله عليه وسلم وهو يضع الحريرة بيد سودة.... ويقول لها لطخى أنت وجهها... ففعلت

  ومر عمر فناداه النبى: يا عبد الله... وقد ظن أنه سيدخل فقال لها قوما فأغسلا وجهيكما!!!

قالت السيدة عائشة... فما زلت أهاب عمر... لهيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه ...

إنه موقف... ولكن إلى أى مدى يوضح مهابة ذلك الرجل حتى فى؟؟؟ الرسول نفسه عليه الصلاة والسلام .... حيث كان يرعى تلك الهيبة رضى الله عنها..... ويشيد بها فرحًا فى نصرة الحق... وزهق الباطل.... وتأمين الخير والصدق... وهدم أهل الباطل والشر والبغى والبهتان والمفسدين فى الأرض.

هذا يؤكد أن هيبة عمر كانت نابعة من قوة نفسه... قبل أن يكون سببها قوة جسده

ولكن ورغم كل ما تقدم... وقدر كل القوة التى تحدثنا عنها وسردناها...

   كان سريع البكاء..... إذا رق قلبه بالقرآن فكان الخشوع والسكينة والوقار والافتقار.... إلى الواحد القهار... حتى أن الدموع كانت قد شقت على وجنتيه نهرين وتركت آثارًا... عبارة عن خطين أسودين على وجنتيه كأنهما شامة عمر....

   هذا المؤمن القوى المحب... الذى كان قد حكى فى إحدى خطبه: "كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت عبده وخادمه وجلوازه (أى الشرطى) وكان كما قال تعالى: "بالمؤمنين رءوف رحيم" وكنت بين يديه كالسيف المسلول، إلا أنه يغمدنى أو ينهانى عن أمر فأكف عنه، وإلا أقدمت على الناس لمكان أمره...

    كم كان محبًا طائعًا لله مسلمًا ولرسوله مٌسَلِمًا

   وهكذا كان قوى السيف.... قوى الكلمة.... قوى الإيمان.... شديد الرأى..... ليكون قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لم أر عبقريا يفرى فرية" ومعناه يأتى بالعجب مثل عمر

   ليكون هذا هو عمر بن الخطاب الذى حفر اسمه فى التاريخ بأحرف من الماس

وليد الدعوة المحمدية دون سواها... حيث إنها أكملت جوانب قوته وتميزه وتفرده...

رسالة عمر لمن يهجروا أوطانهم

قرائى الأعزاء:

  معى تعالوا نتأمل شخصية الفاروق عمر وهجرته من مكة إلى الله.... حين أسلم كان قد بلغ من العمر 27 عامًا... فما كان المنهج الذى تربى عليه وكل الصحابة بعد ذلك إلا القرآن الكريم... الذى صحح به الماضى القليل ورسم به نهاية عمره

  وهذا يعنى أن وجود القرآن الكريم وحده منهجًا وفكرًا مركزيًا يتربى عليه المسلم ... وكذلك الأسرة المسلمة... يعنى طهارة القلب.... وزكاء النفس... وعلو الهمة.... ورفعة القامة...التى تؤسس لروح التسامح والتسامى فى المعاملة....

  ليكون فى المنهج الرسالة التى تكون حيز الهداية لشباب الأمة الإسلامية الذين يهجرون أوطانهم... ليرتموا فى أحضان الغرب الحاقد... على المسلم ونبيه وأتباعه... فيكونوا معول هدم لا أساس بناء

  فرسخ عمر الفاروق رضى الله عنه بهجرته فهم الإسلام فهمًا صحيحًا سليمًا ثريِّا فى الفكر.... كبيرًا فى العطاء... عالى القدر....

  ورغم قوته وبأسه وشدته ما خاف المشركين أبدًا بل كان نصيره عقيدة ووكيله ومعينه هو الخالق جل وعلا...

 إنها العقيدة يا أبناءنا.... إنها العقيدة يارجالنا.... إنها العقيدة يابناتنا.... ويا نساءنا...

   إنها العقيدة يا أخوتى فى البشرية... إنها العقيدة يا أمة الإسلام

هكذا تشكلت شخصية الفاروق عمر لتكون نظرته وكلمته ثم قراره فى الحياة.... طريقه للنجاة.... من حياة زائفة وفهم لها قاصر... وعبادة من دون الله... بأخلاق تأباها النفوس وتنكرها الطباع.

  هذا هو الإسلام فى قلب عمر ووجدانه الذى حوله إلى شخصية يحار فيها العقول ويقف أمامها الأدباء احترامًا وإجلالًا فى التغير إلى النقيض الذى ظهر فى معاملته مع القضاء والقدر... فى صراعه مع أسوأ البشر الكفار بعدما هزم الشيطان كل ذلك كان مورده القرآن.

  لأنه منهج الله... المنزه عن النقائص.... الكامل كمال لاينتهى.... فيكون منهجه للبشرية لتسعد به دنيا وأخرى... أبد الآبدين للبشرية كلها.. ليس فقط للإسلام... وإنما خير دليل على ذلك اختراق قلب عمر فى جاهليته.... ليكون عزيز الإسلام فى معرفته بالله

 

  وإلى شبابنا أٌقول... إنها دعوة صادقة من قلب غيور على دينه وأرضه وعرضه وشبابه.

أن نتأمل ونحن مقبلين على شهر رمضان.... وأن نتصالح مع الله وأن نترك وساوس شياطين الإنس والجن الذين يخربون الأوطان والبلاد ويقضون على الأخضر واليابس.... فهذا لا يليق بالعقلاء....

  إنها الدعوة التى نقلت أمم من فكر إلى فكر.... ومن رأى إلى رأى... ومن حياة إلى حياة.... ومن عقيدة إلى عقيدة... ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام... ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة... ومن عبادة الشيطان والأوثان إلى عبادة الواحد الديان

"فبتتكلموا فى إيه بقى؟؟؟؟ أى إضافة ؟؟؟؟ أى سفسطة تقومون بها ؟؟؟؟ أى جهل تعلون شأنه؟؟؟؟"

أى مزايدة ترمون إليها؟؟؟؟!!!!!

أى مضيعة للوقت فى الدنيا فى الدين؟؟؟!!!!

  فهل نعتبر منه شبابنا ؟؟؟؟ّ!!!! لنتحول كما تحول ولنفهم كما فهم... ولنتعلم كما تعلم .... فقد كان عمير.... فأصبح بفضل الله عمرًا..... لقد كان ذليلًا فأصبح بفضل الله عزيزًا.... فالإسلام يرفع

قيمة المؤمن ويعلو بقدر الإنسان..... ويغير حياته... ويصفى قلبه... ويحول جوارحه إلى أشعة من نور يهتدى بها من ينظر إليها.... ويعلو فيها من يتمسك بها....

  هذه هى المقومات التى جعلت الفاروق قوة نشاط وأداة إصلاح... وطريق هداية

   فكما هاجر شاب فتى قوى عزيز مناصر مدافع... عن الحق.... عن الدين... لا يقبل فيهما هوادة...ولا يقبل الدنيا فى دينه....

   فهل يفهم شبابنا؟؟؟ ويتكاتفوا جميعًا فى فكر للتنوير مستنير... فيصبحوا قوة نشاط ونجوم تسطع فى سماء الحرية والرحمة والعدل... يهتدى بهم شباب الغرب... ليكونوا مثلهم

فيقرأون عن الإسلام فتصبح دعوة يأخذون منا الأجر... كما قال النبى صلى الله عليه وسلم: "لأن يهدى الله بك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس "وفى رواية أخرى "خير لك من حُمر النعم".

   فلننظر إلى ما وصلنا إليه من ضعف ومسميات وأحزاب وفرق وجماعات ينكر بعضها بعضًا... وذلك لا يكون إلا على حساب الأمة والأبرياء والضعفاء... ولا يكون إلا فى مصالح من يدبرون لنا ويخططون ولا يمكن أن تصب فى مصلحتهم شخصيًا مطلقًا.

  ليروا بيننا الصراعات... والاختلافات التى تقوض أركان الأمة وتشتت شملها... وتفرق جمعها... لأنهم يعلمون تمامًا أن الإسلام له قوة... وأنه الحق.

  فأشغلونا بأنفسنا بتلك المسميات لمختلف الجماعات

فرأينا منهم من يرفعون "لا إله إلا الله محمد رسول الله" وأعمدوا بالفهم الخاطئ والضلال المبين رصاصهم إلى صدور أبناء الأمة الإسلامية ظانين بأن هذا هو الجهاد فى سبيل الله....

أى جهاد أيها الظلمة الجهال القتلة؟؟ !!!!!!!!!!!

أيها العملاء الأجراء المردة !!!!!!!!!!!!

أيها الجبناء الفجرة !!!!!!!!!!!

حزنى على من يسيرون خلفهم ويهتدون نحوهم....؟؟؟؟؟ أن ذلك لشدة إفلاسهم.... من شدة جهلهم بالقرآن والسنة... والحديث الشريف...

وإن كنت فى ذلك لا ألتمس لهم الأعذار.... حين أعول على الاستعمار... الذى ضرب عرض الحائط وأطاح بدراسة المنهج القرآنى فى المدارس.... وبالتالى كانت إبادة له فى كل مكان

فانتزعت البركة.... فسقط الفكر والتنوير وأبسط العلوم الإنسانية...

لأنها لم تغلف بمعرفة الله وترسيخ أركان دينه على أرضه من أتباع أمة حبيبه صلى الله عليه وسلم...

 

  أو لو كان عمر موجودًا.... كنتم تتجرأون على رفع السلاح هكذا ؟؟؟؟؟!!!!!

رصاصًا أوسكينًا؟؟؟؟!!!! وعلى من ؟؟؟؟؟!!!!!

من يقولون "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ؟؟؟؟؟!!!!

والله ده كان أتى برءوسكم جميعًا فى ضربة سيف واحدة من رقبة تلو الأخرى !!!!!!!!!!!!

"مش كده برضه"

هذا إذا كنتم تابعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟؟؟!!!!!!!!

إذا كنتم تنتمون لفكر عمر ومدرسته؟؟؟؟؟؟ !!!!!!!!!!

  أما من هم يضللون ويكذبون ويدعون أنهم من أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم ...ولا ينتمون لفكر عمر

أقول لهم... إذا كنتم تنتهزون فرصة غياب عمر ثم قيادة إسلامية تخشون بأسها لا تزال تعد العدة... فلا تأمنوا مكر الله أيها الجبناء العملاء القتلة السفاكين السفاحين....

لأن عمرالفاروق العادل إذا غاب فإن رب عمر لا يغيب.... ولن يغيب... لا يغفل... ولا تأخذه سنة ولا نوم

أحذركم أنه سبحانه وتعالى.... سوف يعز الإسلام ويعد عمرًا آخر.... سوف يلقنكم الدرس لتكونوا العبرة....

وأنا لا أهذى وأنا أعلم ما أقول......

الأيام بيننا ..........

لأنى أحتكم إلى القرآن والسنة.... هذا ما لكم وما لنا.... كفارًا كنتم.... أو جهالًا بديننا ....

  وإلى شباب الأمة الواعى الجميل القوى الواعد.....:

     أكتب إليكم ....

  ادحضوا الفكر بالفكر.... أوإدوا الفتنة فى المهد..... واجهوا الخسة بالرجولة ... اهدموا المؤامرة بالعقيدة...

إليهم اخرجوا يا أخوال النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم... يا من أنتم أحفاد بنت بنت النبى السيدة زينب رضى الله عنها وأرضاها

  يا من تحيون الفجر فى المساجد... يا من تحرصون على صلاة التراويح رغم المهالك...

   يا من ليس فى صدوركم إلا الله الخالق.... ورسوله الحبيب المصطفى الناسك... أذكركم برسالة نبيكم يا أحباءه... يا من آمنتم به وبرسالته وصدقتموه وأتبعتم النور الذى أنزل عليه وكنتم من أتباعه

أدعوكم.... أرجوكم لا يكون دينكم قشرة صلاة وصوم رغم فرضيتها ورسول الله شفيعكم ينتظركم أن تحافظوا عليها

وعمر يحثكم ألا تنسوا شرف الدفاع عنها.

وأراهن أنهم لو كانوا قرأوا عن عمر... لما كانوا قد سقطوا سقطة العار هذه؟؟؟؟!!!!

 لما كانوا سقطوا فى مستنقع الظلام والجاهلية ذلك ؟؟؟؟!!!!

لما كانوا هووا فى تلك الهوة التى تلقى بهم فى دائرة الردة وهم لايدرون !!!!!!!!!!!!!

بل ولايزالون يغالطون أنفسهم أن الباطل الذى هم عليه من الإسلام، والإسلام ليس منه فى شيء ...الإسلام بريء منهم ومن منهجهم الشيطانى.... ليوم الدين !!!!!!

منهج الرصاص والسكين الذى كان لغة إنسان الغاب القديم !!

  ولايزال اللقاء بيننا وبين الفاروق العادل عمر بن الخطاب القوى الراشد القائد شرف الإسلام... رغم مرور الزمن لا يزيد إلا قوة وجسارة ليكون أغلى علامة... لأمة النبى صلى الله عليه وسلم لأنه كلما ضاقت علينا الأرض بما رحبت وبدأنا عودًا قهقريًا للجاهلية... ما أحوجنا أن نغيثها بالحديث عن عمر

خرج منها بنور الإسلام للإسلام...

   لتكون صرخة لنا فى آخر الزمان....