إلهام شرشر تكتب: أيها السادة…. أدركوا الدولة من السقوط
هل يعقل أن تظل المؤامرة الصهيونية ضد الإسلام والأمة العربية تضرب بجذورها مستخدمة جميع أسلحتها المسمومة كانت أو الملوثة وعلى جميع الأصعدة… على الصعيد السياسي، والاقتصادي والاجتماعي بل والتاريخي والقيمي والأخلاقي، على هذا النحو المزري الذي لم تتشكل تجاهه حتى الآن جبهة هي حائط صد منيع، لابد من تشييده فورًا، وذلك لشدة رياح المؤامرة، التي لا يمكن بأي حال من الأحوال التي لا يزال يتردد صداها ..
تظل تتصدى لها فقط القيادة السياسية وحدها في مصر مستعينة في ذلك «بالقوات المسلحة المصرية» سواء في البناء والتعمير أو في المواجهات العسكرية؟؟؟!!!!
أيها السادة… أكتب ويعتصرني الحزن والألم من استمرار ذلك الأخطبوط الأسود، المتشعب داخل الأمة العربية والإسلامية على هذا النحو المؤلم .
ما يزيد من أسفي واستيائي ومراري… أن تستمر المؤامرة داخل مصر على هذا النحو المخزي.. ولا أدري ماذا أقول حين تتمكن من طمس معالم وأصالة الشعب المصري من دفن ومواراة كل ما يحمل من قيم وخلق وثوابت إيمانية تحت دعاوى، الفن وكذلك برامج «التوك شو»… حين تتضمن هذا السقوط في نفوس المصريين قبل إسقاط النظام ليكون ذلك السقوط في نفوس المصريين هو اللبنة لإسقاط النظام نفسه………. وهو المطلوب؟؟؟؟؟
من يقول؟؟؟ إن الدراما التي هي مرآة المجتمع… أحد وثائقه… أهم مستنداته…. أبلغ حججه… تشتمل على كل ذلك السقوط والضياع الذي يبرأ منه الشعب المصري براءة الذئب من دم «ابن يعقوب»؟؟؟؟؟!!!!
من يقول؟؟؟؟ إن الطبقة العليا في المجتمع تظهر على طول الخط في الدراما المصرية بهذا الانحلال… والعري.. والسهر… والخيانة… واحتساء الخمر.. واستباحة الزنا… تقنيع وتجميل وتزيين الرشاوى «الرشاوى المقنعة»؟؟؟!!!
من يقول؟؟؟ إن طبقة العامة البسطاء - المفروض إنها الكادحة- في المجتمع هي عبارة عن: بلطجة «فتونة»، ومخدرات، وسباب، دعارة؟؟؟!!!!!!
من يقول؟؟؟ إن الطبقة الوسطى، طبقة المثقفين الذين هم كفتا الميزان.. يحاولون تصحيح الأوضاع أو موازنتها أو العمل على اتزانها بالرجوع إلى «كتاب الله وسنته» أو إلى «عادات المجتمع وتقاليده وعرفه» أو إلى «أصحاب الفكر والرأي على الأقل بترديد الأمثلة والحكم» ورشيد الأقوال؟؟!!!
ألا يكون لها وجود أو مكان أو دور… داخل هذه الأعمال الدرامية المهترئة… الهزيلة… التي هي ركيزة أساسية لاستكمال المؤامرة ضد مصر؟؟؟!!!!
من يقول؟؟؟ أن يصل حد استخدام الدراما لهدم تاريخ المصريين سابقًا، وفي الوقت نفسه تعميق جذور الانهيار والسقوط للشعب المصري لاحقًا، بانتزاع كل مقوماته، التي كانت قد ضربت بجذورها في التاريخ لقرون سابقة طوال مضت.. ليكون هكذا تلك الدراما الساقطة والميديا المغرضة في برامجها المسفة في «التوك شو»، ليكون ذلك هو عنوان هذه الحقبة الزمنية التي تمر بها مصر؟؟؟؟!!!!
من يقول إن تشويه هذا المستند التاريخي؟؟؟؟!!!!
من يقول؟؟؟؟ إنه في غمار خوض مصر هذه المعركة الشرسة الصامتة وإن كانت الدامية الحامية المسِتنزفة، أن يكون لسان حالها والشاهد عليها مشاهد أخرى تمامًا غير التي يجب أن تكون مصاحبة لهذا العمل المضني، على نفس الجهد السياسي العظيم، وكذلك العسكري الباسل وأيضًا التعميري الشاق؟؟؟!!!
كيف يمكن تجاهل هذه الصور الحقيقية؟؟؟ من العمل الوطني البناء والحديث واستبداله بصور شاذة غريبة ضعيفة قليلة لا تمثل المجتمع المصري؟؟؟؟!!! لا يمكن أبدًا وبأي حال من الأحوال أن يكون ذلك هو تراث مصر في هذه الحقبة الزمنية…. حرام… والله حراااااااااااااااااااااااام !!!!!!!!!
إنما في تجسيدها دراميًا.. دعوة لاحتذائها.. فضلًا عن أنها هكذا صورة كاذبة ومضللة لحقيقة وكرامة سائر الشعب المصري العظيم؟؟؟؟!!!!
أين الأعمال الدرامية التي يجب أن تتغلغل في أعماق الحرب التي تخوضها مصر تحاول أن تنقلها وتترجمها كي تكون خير وثائق، تعبر وتحمل بين طياتها ما يمر به الوطن الغالي بالفعل من أحداث وآلام، وعطاء وإيثار، ليحيا الكل .
أي أنه على المستوى السياسي والاقتصادي.. وحتى التعليمي والصحي ملفات وغيرها تم فتحها لتضميد جراحها وتجفيف منابع الألم بداخلها للسيطرة على ما كان من آثار فوضى «يناير الأسود ٢٠١١»، وعلى التوازي تظل الدراما والميديا في عالم آخر؟؟؟!!!!!! لا تزال تنفذ أجندة الفوضى التي سوف تجهز على كافة الإصلاحات والتصحيحات والترميمات التي تتم على سائر الأصعدة؟؟؟!!!!!
من يقول؟؟؟ ألا يواكب الدراما والميديا بكافة صورها هذا الإصلاح والتصحيح والترميم؟؟؟؟!! أن تظل تسير في طريق الفوضى والهدم؟؟؟؟!!!!!
من يقول؟؟؟ غياب ذكر الله فيها……. إلا فقط في المسلسلات الخاصة بالإرهاب؟؟؟؟ ذكر الله من صلاة وصوم ووعظ وإرشاد؟؟؟!!!! فقط في المشاهد الإرهابية؟؟؟!!! من يقول ذلك؟؟؟؟!!!!!! كيف أن يسيطر هذا التوجه الفكري الخطير؟؟؟ كيف تتمكن المؤامرة إلى هذا الحد بهذا الإصرار للنيل من مصر.. فكرًا وأصالة وثوابت وبالتالي تأريخًا؟؟؟؟!!!!!
إلى متى يظل هذا الاختراق؟؟؟!! هل يستلتزم الأمر تدخلًا مباشرًا من السيد رئيس الجمهورية بالأمر المباشر لوقف هذه المهازل والتصدي بشخصه على اعتبار أن المياه الراكدة لا تتحرك في مصر على الإطلاق إلا بتدخل السيد «رئيس الجمهورية»…. للسيطرة على هذا الشكل المخزي ومضمون وخطورة ما تحمله هذه الرسائل الدرامية والإعلامية؟؟؟؟!!!!! وما تتركه من بصمات تجهض معها كل عطاء مبذول من جانب الدولة؟؟؟!!!
حتى السير الذاتية لعظماء الصدر الأول والخلفاء الأوائل وكذلك الأئمة والتابعين وتابعي التابعين…. أين الانتصارات الإسلامية؟؟؟!!! أين الأحداث الدرامية أين ترديد السيرة النبوية الشريفة مثلما كان يحدث من ذي قبل؟؟؟!!!!!! كل ذلك تم تجاهله؟؟؟ كيف ولماذا ولمصلحة من؟؟؟!!!!
أين الدراما؟؟!! التي تصور معاناة جنودنا البواسل في القوات المسلحة وكذلك أبنائنا من رجالات الشرطة لحماية مصر الآن على الحدود وفي الداخل مثلما كانت تصور الدراما زمان، وتقوم بدورها في الماضي الجميل… حين تصور المقاومة الشعبية إبان الاستعمار في جميع أنحاء مصر..؟؟؟!!!!!
أين مضمون عمليات البناء والتعمير التي تحمل في ثناياها الخلق؟؟؟؟!!!!
هل يعقل أن يكون رمضان شهر الروحانيات والعبادات وتلاوة القرآن والصوم عن الشهوات وعن جميع الزلات… أن يكون شهرًا يتم التكثيف فيه لإلهاء وإشغال وصرف المصريين - ذلك الشعب العربي المسلم- عن كل هذه العبادات بل وشحن نفوسهم وأرواحهم بإثارة الغرائز وتغذية العنف؟؟؟ بدلًا من الورع وتنقية النفوس والأراوح من شوائب الضغينة؟؟؟؟؟!!!!!.. لعله يكون شهرًا تتصالح فيه هذه النفوس وتتعانق الأرواح.. ابتغاء مرضات الله؟؟؟؟؟!!!!!!!!!! يكون إما الجنس والعري وتشجيع الدعارة في ليالي رمضان وكذلك المخدرات….. وإما تزكية روح العداء والدموية باستباحة الدماء وإهدراها؟؟؟!!!
قتل المشاعر الإنسانية والقيم الأخلاقية التي هي عماد الدين في كتاب الله وسنة رسول الله في شهر نزول القرآن؟؟؟!!!!! الذي وجب علينا ترديد الآيات الكريمة التي تحض على كل هذه القيم والمبادئ في شهر رمضان؟؟؟؟!!!! أي قرآن ذلك الذي ينطقه اللسان ولا يصدقه العمل؟؟؟؟!!!!!!.. بل وكيف وبأي روح يتلى به وسط هذه الأجواء التي تهدمه؟؟؟!!!!!!
أستغفر الله العظيم……… وإنا لله وإنا إليه راجعون.
أيشك أحد فى أننا نواجه حروبًا ضارية على ساحات مختلفة وبصور متباينة تسعى بكل ما أوتيت من قوة لاقتلاع جذورنا الثقافية وأصولنا الأدبية ومسخ هويتنا الإنسانية وطمس شخصيتنا البشرية والانقضاض علينا دون هوادة؟؟؟؟؟!!!!!
أيشك أحد فى أن من أشد هذه الحروب خطورة وقسوة ما كان من احتلال العقول واستعمار النفوس والسطو على القلوب؟؟؟؟؟!!!!!
أيشك أحد فى أننا مستهدفون من كل ناحية وأن محاولات غزونا فكريًا تسير وفق خطط مدروسة وبرامج طويلة وقصيرة المدى لها شعب متعددة تشبه الأخطبوط في تحركها؟؟؟؟؟!!!!!
أيشك أحد فى أن إغراق السوق بالمخدرات بأنواعها المختلفة وكمياتها المتدفقة من هنا وهناك ليس إلا لاستهداف شبابنا لضربهم في مقتل والإضرار البالغ بعقولهم وصحتهم بل ومجتمعهم؟؟؟؟؟!!!!!
أيشك أحد فى أن هذه الشلالات من الأعمال الدرامية الخالية من المضامين الإنسانية والاجتماعية التي (تأدبًا) نطلق عليها أعمالًا تافهة ترمى إلى إفساد الذوق العام وتشويه صورة المجتمع والاستخفاف بقيمنا ومبادئنا وأخلاقنا؟؟؟؟؟!!!!!
أيشك أحد فى أن هذه الأغاني التي تهاجمنا ليلًا ونهارًا في بيوتنا وشوارعنا وتحتوى على عبارات ومضامين يعاقب عليها القانون وإيماءات غير مسئولة أنها تدعو إلى الفجور والانحلال والانسلاخ من كل القيم والمبادئ ومنظومة الأخلاق؟؟؟؟؟!!!!!
أيشك أحد فى أن هذا الضجيج والصراخ والسباب والضغط على المجتمع بعرض أسوأ ما فيه من نماذج وكأن المجتمع المصري يخلو من النماذج المشرفة في الميادين المختلفة التي تأتي كل يوم في برامج (التوك شو) مسألة مجردة من الأهداف الخبيثة التي تعمل على طمس الجهود التي تبذل على كافة المستويات في الدولة لإصابة المجتمع بحالة من اليأس في الإصلاح وقطع الأمل في التغيير إلى الأفضل؟؟؟؟؟!!!!!
أيشك أحد فى أن هذه الحوارات حول القضايا الباهتة التي لا تعود على المجتمع بأي فائدة والمناقشات البعيدة كل البعد عن أدب الجدال والخروج عن النص الأخلاقي والاستعانة الدائمة بالنماذج الشاذة فكريًا وسلوكيًا أمر غير مقصود والذي يترتب عليه إضاعة الوقت والتشكيك في عقائد الناس وزعزعة الثقة في كل شيء؟؟؟؟؟!!!!!
أيشك أحد فى أن الفن الهابط أداة ووسيلة لضرب المُثل وضرب القيم وإهدار المبادئ وإهالة التراب على تقاليدنا وعاداتنا الطيبة التي ورثناها عن الآباء والأجداد.. ونشأنا عليها صغارًا.. وحفظناها كبارًا.. وراعيناها شيوخًا؟؟؟؟؟!!!!!
إنهـــــا الحرب التي تستهدف العقول بتغييبها.. والأواصر بتمزيقها.. والصلات بتقطيعها ……
إن الفن الهابط هو المعول الجديد الذي يستهدف منه هدم كياننا وإصابة صرح أمتنا في مقتل ……
إن ما يدور حولنا من إسفاف يمس قيمنا وعقائدنا ليس بالأمر الهيّن أو المقبول ……
أعلم أن جيوشًا تقف وراءه ودولًا ومنظمات، تسعى إلى هدف واحد لا ثاني له وهو إسقاط الدولة المصرية بانسلاخها من عوامل صمودها ومفردات بنائها ……
دعونا نتأمل في واقعنا المر الذي وصلنا إليه وبلغناه نتيجة أسباب وأحداث ودواعٍ لم تكن بالسهلة على أمتنا أو مجتمعنا.
ومما يحزن القلب والفؤاد أننا نشاهد حتى برامج «التوك شو» ليس فقط الأعمال الدرامية تكسوها مشاهد العنف والدعوة إلى الجريمة الجريمة والتآمر والخيانة وتشجيع التفكك الأسري بدعاوى الاعتماد على النفس والتعاطي والإدمان والبلطجة والعري والبذاءة والانحطاط، حين نمجد أبطال هذه الأعمال الدرامية المجرمة في حق المجتمع، في حق القانون وفي حق الدين.. حين يطلقون على القائمين عليها ألفاظًا عنترية كالأسطورة .
أضف إلى ذلك أن هذه الأعمال تخلو من أي قيمة دينية أو اجتماعية أو إنسانية بل ومن المؤسف أن يصبح الدين مادة للسخرية والإساءة لمظاهره ورموزه بدافع محاربة الإرهاب أو بدافع المساس بقيمة عالم الدين في المجتمع للتشويش على رسالته وإهدار دوره وقيمته.. فرق شاسع بين الدين والإرهاب .
إن هذه المواد التي تقدم وتسيء إلى علمائنا ليست بالمسألة العابرة لأنها تتناول الدين في شخصه وتمس قضايا ومشكلات يتم تناولها ومعالجتها بصورة سيئة وغير صحيحة بل ومشينة .
واسمحوا لي أن أخاطب كل صاحب رأي أو فكر أي عائد يعود على المجتمع من استضافة المنحرفين أخلاقيًا وفكريًا على شاشات القنوات التجارية.
وأي فائدة تعود على المجتمع باستضافة مرضى القلوب وأصحاب العاهات الفكرية وما أكثرهم على الشاشات...
ولقد توقفت كثيرًا في هذه الأيام عند هذه الكثرة الكثيرة من هذه الأعمال الفنية الرديئة للغاية والتي ابتذلت فيها الكلمة ونزلوا بها من عليائها وقدموها للناس في أسوأ صورها وجردوها من كل معانى الشرف وأسقطوها من عليائها حتى أصبحت مجرد إشارات فاضحة وعبارات وقحة .
أيصح أن يطلق على هذه النماذج أنها فن؟؟؟؟؟!!!!! من قال هذا!!!!!
هل الفن كلمة ترادف الإسفاف أو المجون؟؟؟؟؟!!!!! أو لا يكون إلا بالخروج عن آداب المجتمع وقيمه وعاداته ليس إلا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!
هناك من القضايا والموضوعات الكثيرة والمتعددة التي تستحق أن تعرض في الدراما المصرية… أكرر مما يؤسف أننا لا نكاد نسمع كلمات الثناء على الله عز وجل بما هو أهله إلا في (مسلسلات) غير مصرية رغم علمانيتها حتى الهندية لم يكن بها هذا الإسفاف!!!!!
ليس هذا بفن بل إنه ليمثل جرمًا وحربًا قذرة تسعى لتغيير الواقع إلى الأسوأ وخلق أجيال من (البلطجية) وانحدار بالغ بقيمة الفن ورسالته !!!!!!!!!!!!
إن الفن الحقيقي الذي ينبغي أن نسعى إليه هو الذي يهتم ويعتني بالذوق العام بل والحفاظ عليه والارتقاء به، إنه الذي يمس القلب ويغذيه.. والعقل وينميه.. والمجتمع ويحفظ عليه قيمه ومعانيه: هو الذي نبحث عنه وندعو دائمًا إلى الوصول إليه .
أعلم جيدًا أن ما وصلنا إليه كان لأسباب محددة منها بالضرورة النقلة النوعية للحياة المصرية إبان فترة الرئيس السادات عندما شجع على الانفتاح الاقتصادي ودعا إليه حيث صاحب هذه الدعوة….. وللأسف تغيير جذري في حياة المصريين فعرفت أفلام المقاولات وانتشرت الرشاوى والسرقات وما نتج عنه من تزلزل السلم القيمي في المجتمع..... كاد أن يسقط من شدة ما تعرض له…… حيث كانت هذه هي البذور الأولى للمؤامرة والناس نيام.. حين أفصحت عن نفسها وكشفت النقاب عن نواياها وبحدة بعد أحداث «يناير الأسود ٢٠١١»، ودون هوادة وحتى الآن، أي أنه بدلًا من أن نعود إلى الله بعد نكسة يناير نتمسك بعقائدنا وثوابتنا وعاداتنا وتقاليدنا ومنهاجنا… إلا أننا ذبنا وأصبنا بالضياع..... وسط أمواج المؤامرة المتلاطمة العاتية.
نعم إن الفن الهابط الذي ازدادت حدته إنما هو اختراق عظيم وعلينا أن نحاربه بفن آخر راقٍ هادف.... لعلنا نعتبره أحد الأسلحة للخروج من عنق الزجاجة بشحذ النفوس وتجديد الأمل.. وتقوية الروح... لمواجهة أي ضغوط... اجتماعية كانت أو غيرها لعلها تخرج بمضامين مؤثرة تساعد في عمليات الوعي وتنمية الفكر… بل ومن يدري!!! المشاركة في عمليات البناء عن طريق تلك المشاركات الفكرية نحو مجتمع أفضل بهذه الأزمات التي تعتركنا.
لعلنا في ذلك نقضي على قائمة أسباب أي من صور الضياع… فضلًا عن التصدي للعولمة التي جعلت العالم قرية صغيرة حيث تأثر كثيرًا بالفعل - وللأسف- بما يعرض من أعمال فنية كانت أو أدبية فحاولنا أن نحاكيها أو أن نكرر مشاهدها متناسين كم الفروق التي تفصل بيننا وبينهم .
والخطر الأكبر الذي نواجهه هو أن نقلد الغير دون وعي أو توجيه ليكون الخطر الأشد عنفًا أن نجعل من الفن سلعة تباع وتشترى تتحكم فيها العوامل الاقتصادية (العرض والطلب) دون النظر في أي معنى أدبي آخر.. أو أن تكون الدراما والفن بشكل عام... مدخل…. جواز مرور.. مشروع… لسقوط المواطن والمواطنة والدين… وثوابت الإيمان.. أسهل الطرق وأسرعها وأشد تأثيرًا لإسقاط الدولة .
إننا أمام أزمة حقيقية ينبغي أن ندق لها ناقوس الخطر وأن نشحذ لها الهمم وأن نتنبه إلى خطورتها البالغة وخاصة على أبنائنا وبناتنا.. على وطننا وعلى مستقبلنا، على وجودنا كله .
مما يتطلب مواجهة حاسمة لتخفيف حدة الأزمة ومعالجة أسبابها وسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون سقوط الدولة وضربها في مقتل بسقوط كل معنى جميل كنا نتمسك به وكل قيمة شريفة كنا نتمسك بها، وكل فن رفيع كنا نرتقي معه .