إلهام شرشر تكتب: سيادة الرئيس.. «توكل على الله وكفى بالله وكيلًا »
لم يعد بالأمر الغريب أن نسمع بل ونتلمس هذه
الحقيقة الدامغة .. وهى أن مصر تواجه حروبًا على
جبهات متعددة وكثيرة فى هذه المرحلة الدقيقة من
تاريخها ..
فهناك من يسعى بكل ما أوتى من قوة لا من أجل إضعافها وإرباكها
فقط .. وإنما للانقضاض عليها وخلخلة النظام بها .. لأسباب معلنة
.. ولأهداف ظاهرة .. تتلخص فى كلمة واحدة وهى لى ذراعها
وتقويض إرادتها ومحاولة النيل من كرامتها ومكانتها ..
وتتأبى مصر على كل هذه المحاولات الشرسة وتمضى فى طريقها
المرسوم مرفوعة القامة عظيمة الهامة واثقة من نفسها وقدراتها
على تجاوز الصعاب وتخطى العقبات مهما بلغت حدتها وقوتها ..
وها هى مصر تثبت للجميع أنها تمضى بخطوات ثابتة نحو البناء
والاستقرار والتقدم والنماء ..
أربع سنوات ذاقت فيها مصر طعم الأمن والاستقرار رغم
أنف الإرهاب الأسود .. الذى حاول أن ينال منها وهيهات
هيهات أن يصل إلى ما يريد ..
أربع سنوات عاشتها مصر وهى تواصل الليل بالنهار للخروج من
عنق الزجاجة الذى طال .. تكدح وتعمل .. تبنى وتعمر فى كل ميدان
ومجال ..
أربع سنوات عاشتها مصر وهى ثابتة على موقفها .. مطمئنة إلى
قراراتها .. لا تقبل أن يُلى عليها .. ولا ترضى أن تخضع غير
خالقها سبحانه وتعالى ..
أربع سنوات عاشتها مصر وهى تحرص على إقامة علاقات
متوازنة مع دول العالم أجمع لا تميل ولا تنقاد لأحد إلا لأمتها
ولصالح شعبها ..
أربع سنوات عاشتها مصر وهى تتطلع إلى مكانتها
الطبيعية بين صفوف الدول الكبار ..
وها هى الولاية الأولى للسيد الرئيس “السيسي”
تنقضى .. ليحصد فيها الشعب المصرى ثمرتها التى
بشرت بالخير ولاحت بوادرها فى كل مجال وميدان ..
وها نحن نستقبل الولاية الثانية وأعناقنا على آمالنا التى تحقق
منها الشيء الكثير ونأمل فى استكمالها ..
إنها فترة التمكين والاستقرار بل الازدهار الذى يتوافق مع شعب
بعظمة مصر وتاريخها ودورها وريادتها ..
وإذا كانت لحظة تنصيب رئيس الجمهورية لولاية ثانية لحظة
تاريخية بكل المقايس فلأنها لحظة انتصار للإرادة المصرية التى
استطاعت أن تواجه عقبات وأزمات وصعوبات متعددة ومتنوعة عبر
هذه السنوات .. فى حرب كانت حرب وجود ولا تزال ..
إنها لحظة تتويج لسنوات من الانجازات الحقيقية التى
رأيناها تسير على الأرض وتسرى فى ميادين مختلفة
.. حقًا لقد استطاعت أن تحقق جزءًا ظاهرًا من آمال
شعب مصر العظيم .. -والحمد لله- ..
إنها لحظة تستحق أن يكافأ صاحبها عليها بفترة جديدة لمزيد من
النجاحات والانجازات ..
إنها اللحظة التى عكست الثقة والاطمئنان من أبناء
شعب مصر إلى الرجل الذى أعطته رايتها وريادتها ..
وسلمته مفاتيح بلادها وهى واثقة من حسن اختيارها
..
إنها لحظة التحدى الذى قبل الرئيس أن يخوضها مهما بلغت
الصعاب .. فلقد أقسم على المضى قدمًا نحو البناء والنماء وقطع
الطريق على كل من يحاول المساس بتراب أرضه .. أو من ينال من
كرامة شعبه .. أو من يحاول حتى أن يسلب الحلم الجميل الذى
ظهرت بوادر تحقيقه ..
لذلك كانت الكلمات التى ألقاها مستفتحًا بها عهده
الجديد خير دليل عما يرجوه لمصر وأبنائها ..
ولقد استوقفت كثيرًا حول عبارة بناء “الإنسان المصري” الذى عزم
السيد الرئيس النية وصَدق الطوية فى الوصول به إلى ما يستحق
ويتمنى ..
تدار عليها مجال العناية والاهتمام .. فالإنسان هو المحرك وهو
الدافع وهو النافع لكل تغيير إيجابى وسلبى أيضًا ..
حيث تكمن هنا صعوبة قيادة الوطن واسمحوا أن أردد بلاغة
تعبيره الذى ينم عن درجة إحساسه بالمسؤولية وتلخيصها فى
عبارة واحدة كم هى حقًًا بليغة وهي: «قيادة الوطن أمر لو
تعلمون عظيم »
ومن هنا تصبح العناية ب”المواطن المصري” على
رأس أولوياته فى تلك المرحلة الدقيقة التى
تعيشها مصر .. ولكن لن تتأتى العناية بالإنسان
إلا إذا توفر لديه هذا المثلث الذى يشكل بعدًا
هامًا بالنسبة إليه .. وبالطبع يتكون من «التعليم
والصحة والثقافة .. »
لذلك ليس بالغريب ولا العجيب أن نسمع عن هذه الخطوات
الجريئة والجديدة التى تقوم بها الدولة فى سبيل الوصول
لتحقيق غايتها والتى يحرص الرئيس دائمًا عليها وينادى بها
.. “بناء الإنسان” .. فهو الأساس لكل بناء وهو الأساس لكل
استقرار .. وهو الأساس لكل نماء وهو بحق الحصن الحصين
الذى يحول بين الإنسان والوقوع فى مخالب الإرهاب .. أو
السقوط فى براثن الإدمان .. أو الانزلاق نحو الانحراف أو
الانجراف أو الإفساد ..
وما أعظم القيم التى يعتز بها الإنسان المصرى ..
فقد كانت وستظل هى خير معين للوصول إلى ما
يريد ..
وياليتنا نعى معنى هذه الكلمة وهى الإنسان .. أى
المواطن المصرى .. وحتى يتجاوب مع عطاء الدولة
لن يكون إلا باستعداده وفتح ذراعيه لاستقبال
رسالة الدولة ولن يكون إلا حين يكون على مستوى
المسؤولية .. لأنه ليس فقط مجرد عنصر بل هو
ركيزة القضية .. استنادًا لقوله تعالى «إن الله لا
يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. »
لذلك اسمحوا لى أن أركز أين المسؤولين عن إعادة صناعة
المواطن المصرى من جديد .. اسمحوا لى أن أنادى عن المنوط
بهم ترميم الجنوح والشطط أو الانحراف أو التيه الذى حل ب
“المواطن المصري” ..
أولً: أنادى على الأسرة أين أنتم «يا أيها الذين آمنوا قوا
أنفسكم وأهليكم نارا .. »
ثانيًا: دور التنشئة الاجتماعية .. أين المدرس فى المدرسة
؟؟؟!!! .. والأستاذ فى الجامعة ؟؟؟!!! .. والمدرب فى النادى
؟؟؟!!! .. ورئيس العمل فى جميع ميادين العمل ؟؟؟!!! ..
أين القدوة فى كل مكان ؟؟؟؟!!!! … أين الإعلام ؟؟؟؟!!!!!.. الذى
هو صوت الشعب .. الذى هو صوت الحقيقة .. الذى هو ضمير
الأمة .. الذى هو صمام أمان المواطن .. الذى يفتح آفاق الأمل ..
يشحذ القلب والروح بإشراقة الغد .. الذى يدفع ولا يقمع .. الذى
يرفع ولا يُسقِط .. فى عز أحداث مصيبة هزيمة “يونيو ٦٧ ” كان
البطل هو الإعلام .. الذى وقف يقول انتصرنا .. انتصرنا .. لا
يعتم ولا يضلل ولكنه يعيد الثقة فى النفوس .. يؤكد الأمل فى الله
.. وفى النفس للمضى قدمًا فى طريق حرب الوجود .. التى بدأت
ضد مصر .. بل وضد الإسلام منذ زمن بعيد ..
أين الإعلام ؟؟؟؟!!!!.. الذى كان وراء الرئيس السادات رغم
الثغرة .. الإعلام الذى تشبث بانتصار أكتوبر المجيد فتشبث الناس
به وبه استمسكوا .. فلم يهتز المواطن المصرى وهو يرى أن أمريكا
التى سوف تواجهه بفضل الله تعالى .. بمساندة الإعلام المخلص
آن ذاك ..
الإعلام المصرى الذى كان خير الظهير وراء الرئيس
السادات فى زيارة “كامب ديفيد” حين عارضته
وتوعدته كثير من الدول الشقيقة كان الإعلام
المصرى هو الظهير .. هو الحضن الكبير .. هو الزئير
والصفير فى قسوة هجير .. مواجهة المصريين للعالم
.. فلم تستطع “إسرائيل” أن تعبث فى صفحات
التاريخ حيث كانت تحاول قلب حقيقة الانتصار ..
حيث كانت تلعب على جميع الأوتار ..
أين الإعلام المصرى الآن ؟؟؟؟؟!!!!!!!!.. أى دور قام به فى يناير
الأسود وحتى الآن ؟؟؟؟!!!!!….. ومصر فى حالة حرب بلا رحمة
أو هوادة وهو لا يزال يغط فى حالة من فقدان الاتزان والتوهان ..
أين كتاب الله ؟؟؟؟!!!!!… بين أيديكم وفى قلوبكم «يا أيها الذين
آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء على الناس »
إن المرحلة القادمة -بإذن الله- ستشهد إنجازات جديدة فى
مختلف الميادين ما دمنا مؤمنين بأن الإنسان هو صانع المعجزات
وهو من شيد الحضارات وهو من بنى الأمجاد .. وهو من رفع
رايات الانتصارات …… ولكن متى ؟؟؟!!!. حين يفوق الإنسان
مدافعًا ليس عن كثير .. وإنما عن وجوده الذى فى وجود الوطن
أو أنه مدافعًا عن الوطن الذى يعنى الحفاظ على وجوده هو ..
فسِر سيادة الرئيس على بركة الله .. واعلم أن مصر
بكل فئاتها ملتفة حولك .. واضعة ثقتها فيك ..
سيادة الرئيس توكل على الله وكفى بالله وكيلًا