الزمان
جريدة الزمان

مقال رئيس التحرير

إلهام شرشر تكتب: أيها المُحافظ..

الكاتبة الصحفية إلهام شرشر
إلهام شرشر -

طبيعة‭ ‬المرحلة‭ ‬التى‭ ‬تعيش‭ ‬فيها‭ ‬‮«‬مصر‮»‬‭ ‬تستلزم‭ ‬بالضرورة‭ ‬ضخ‭ ‬دماء‭ ‬جديدة‭ ‬فى‭ ‬مراكز‭ ‬القيادة‭ ‬المختلفة‭ .. ‬وخاصة‭ ‬فى‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمهام‭ ‬التى‭ ‬لها‭ ‬صلة‭ ‬مباشرة‭ ‬بالجماهير‭ .. ‬

هذه‭ ‬القيادة‭ ‬الجديدة‭ ‬يشترط‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬تمتلك‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬استيعاب‭ ‬متطلبات‭ ‬المرحلة‭.. ‬والمساهمة‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها‭ .. ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬تحديات‭ ‬عاتية‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المستويات‭ .. ‬لذا‭ ‬أناشد‭ ‬أصحاب‭ ‬القرار‭ ‬عدم‭ ‬الاستعجال‭ ‬فى‭ ‬اختيار‭ ‬العناصر‭ ‬التى‭ ‬ترى‭ ‬فيها‭ ‬أنها‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تشارك‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬‮«‬مصر‮»‬‭ ‬الحديثة‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬وجهتها‭ ‬الحضارية‭ ‬ومركزها‭ ‬الاقتصادى‭ ‬ومكانتها‭ ‬المرموقة‭ .. ‬

أدرك‭ ‬تمامًا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬كمًا‭ ‬هائلًا‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬الإدارية‭ ‬وغيرها‭ ‬فى‭ ‬مختلف‭ ‬المحافظات‭ ‬لم‭ ‬تأخذ‭ ‬حظها‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬أو‭ ‬وقتها‭ ‬المنشود‭ ‬فى‭ ‬معالجتها‭ ‬وحلها‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬السابقة‭ ‬نتيجة‭ ‬لظروف‭ ‬متشابكة‭ ‬ومعقدة‭.. ‬

آن‭ ‬الأوان‭ ‬أن‭ ‬يَعقد‭ ‬العزم‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬اختيارهم‭ ‬أن‭ ‬يقتحموا‭ ‬هذه‭ ‬المشكلات‭ .. ‬وأن‭ ‬يبحثوا‭ ‬لها‭ ‬عن‭ ‬حلول‭ ‬غير‭ ‬تقليدية‭ ‬أو‭ ‬كما‭ ‬يطلقون‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬خارج‭ ‬الصندوق‮»‬‭ .. ‬بحيث‭ ‬يصلوا‭ ‬لحلول‭ ‬جذرية‭ ‬لها‭ ‬فإن‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬ذلك‭ .. ‬فليس‭ ‬بأقل‭ ‬من‭ ‬تخفيف‭ ‬حدتها‭ ‬وتقليل‭ ‬أثرها‭ .. ‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬لكل‭ ‬محافظة‭ ‬الكثير‭ ‬مما‭ ‬تشتهر‭ ‬به‭ ‬وتُعرف‭ .. ‬فيجب‭ ‬أن‭ ‬ينصهر‭ ‬فى‭ ‬المساهمة‭ ‬فى‭ ‬معركة‭ ‬البناء‭ ‬والتعمير‭ ..‬

إن‭ ‬الشكوى‭ ‬مُرَّة‭ ‬من‭ ‬المحليات‭ ‬والممارسات‭ ‬التى‭ ‬تتم‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬مخالفات‭ ‬صارخة‭ ‬للقانون‭ .. ‬فهل‭ ‬آن‭ ‬الأوان‭ ‬أن‭ ‬نختار‭ ‬من‭ ‬السواعد‭ ‬الفتية‭ ‬التى‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تواجه‭ ‬هذا‭ ‬الكم‭ ‬الهائل‭ ‬من‭ ‬المخالفات‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أنها‭ ‬تضر‭ ‬بمصالح‭ ‬البلاد‭ ‬والعباد‭ ‬دون‭ ‬استثناء‭ ‬؟؟؟؟؟‭!!!!!!!‬

ولقد‭ ‬خَوَّل‭ ‬القانون‭ ‬للمحافظ‭ ‬من‭ ‬المهام‭ ‬والأعمال‭ ‬المتعددة‭ ‬والكثيرة‭ .. ‬حيث‭ ‬أنه‭ ‬يمثل‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬بالمحافظة‭ .. ‬ويُناط‭ ‬به‭ ‬تنفيذ‭ ‬السياسة‭ ‬العامة‭ ‬للدولة‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬حفظ‭ ‬مرافق‭ ‬الخدمات‭ ‬والإنتاج‭ ‬فى‭ ‬نطاق‭ ‬محافظته‭ .. ‬هذا‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬والأمن‭ ‬ولا‭ ‬يظن‭ ‬ظان‭ ‬أن‭ ‬عمل‭ ‬المحافظ‭ ‬بعيد‭ ‬عن‭ ‬الجانب‭ ‬الأخلاقى‭ ‬والقيمى‭ .. ‬فإن‭ ‬القانون‭ ‬يلزمه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬حارسًا‭ ‬أمينًا‭ ‬على‭ ‬الأخلاق‭ ‬والقيم‭ ‬وحماية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ .. ‬فضلًا‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬الكفيلة‭ ‬بحماية‭ ‬أملاك‭ ‬الدولة‭ ..‬

إنها‭ ‬لمهمة‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى‭ ‬تلك‭ ‬التى‭ ‬تنتظر‭ ‬هؤلاء‭ .. ‬وخاصة‭ ‬أنها‭ ‬تتصل‭ ‬بالجماهير‭ ‬وترتبط‭ ‬بمصالحها‭ .. ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬الدولة‭ ‬تسعى‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تملك‭ ‬إلى‭ ‬تحديث‭ ‬الإدارة‭ ‬بها‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬مدخلات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والاتصالات‭ .. ‬فإن‭ ‬من‭ ‬واجبه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مدركًا‭ ‬لهذا‭ ‬الهدف‭ ‬حريصًا‭ ‬عليه‭ ..‬

لأن‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬يحقق‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الفوائد‭ ‬التى‭ ‬تعود‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬بل‭ ‬وعلى‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬آن‭ ‬واحد‭ ..‬

ومما‭ ‬يحزن‭ ‬الإنسان‭ ‬حقًا‭ ‬أن‭ ‬مستوى‭ ‬النظافة‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬محافظاتنا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مراجعة‭ ‬شديدة‭ ‬وذلك‭ ‬لأنها‭ ‬فقدت‭ ‬كثيرًا‭ ‬مما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬فى‭ ‬السابق‭ ‬‭.. ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬نقترح‭ ‬بعمل‭ ‬مسابقة‭ ‬بين‭ ‬المحافظات‭ ‬فى‭ ‬أجمل‭ ‬محافظة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬‮«‬النظافة،‭ ‬ومستوى‭ ‬الأداء،‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬المشكلات،‭ ‬وتخفيف‭ ‬الأعباء‭ ‬عن‭ ‬كاهل‭ ‬المواطنين،‭ ‬إلى‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬مجالات‭ ‬تميز‭ ‬بها‭ ‬محافظة‭ ‬عن‭ ‬أخرى‮»‬‭ ..‬‭ ‬

آن‭ ‬الأوان‭ ‬أن‭ ‬نمنح‭ ‬هؤلاء‭ ‬ثقتنا‭ ‬شعبًا‭ ‬وحكومة‭ .. ‬ونعطيهم‭ ‬الفرصة‭ ‬فى‭ ‬التطوير‭ ‬والإبداع‭ ‬لمحافظاتهم‭ ‬فى‭ ‬ضوء‭ ‬سياسة‭ ‬الدولة‭ ‬التى‭ ‬تسعى‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تملك‭ ‬لتجويد‭ ‬حياة‭ ‬مواطنيها‭ ‬وتحقيق‭ ‬آمالهم‭ ‬التى‭ ‬طال‭ ‬انتظارها‭ ..‬

إن‭ ‬الظرف‭ ‬العام‭ ‬الذى‭ ‬تعيش‭ ‬فيه‭ ‬“مصر”‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬كفاءات‭ ‬تستنفذ‭ ‬طاقاتها‭ ‬وتعمل‭ ‬ذهنها‭ ‬وتبذل‭ ‬جهدها‭ ‬وتواصل‭ ‬ليلها‭ ‬بنهارها‭ .. ‬فى‭ ‬رفعة‭ ‬شأنها‭ ‬واستقرار‭ ‬أمرها‭ ‬وتقدم‭ ‬شعبها‭ ..‬

ولعل‭ ‬هذه‭ ‬تكون‭ ‬فرصة‭ ‬لتتيح‭ ‬لنا‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬حرص‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬وتوليها‭ ‬أرفع‭ ‬المناصب‭ ‬ثقةً‭ ‬فيها‭ ‬واطمئنانا‭ ‬لقدراتها‭ ‬وحرصًا‭ ‬على‭ ‬إثبات‭ ‬حقها‭ .. ‬ومن‭ ‬يمن‭ ‬الطالع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬هؤلاء‭ ‬المختارين‭ ‬شباب‭ ‬للدفع‭ ‬بهم‭ ‬لتولى‭ ‬هذه‭ ‬المهام‭ ‬الجسام‭ ‬إيمانًا‭ ‬بقدراتهم‭ ‬وتأكيدًا‭ ‬على‭ ‬دورهم‭ ‬ومشاركتهم‭ ‬فى‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ .. ‬

وليعلم‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬والنهوض‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الأعمال‭ ‬التى‭ ‬تعود‭ ‬على‭ ‬صاحبها‭ ‬وجميع‭ ‬من‭ ‬حوله‭ ‬بالخير‭ ‬والبركات‭ .. ‬وليكن‭ ‬حريصًا‭ ‬على‭ ‬رفع‭ ‬شعار‭ ‬التعاون‭ ‬التام‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬جميع‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬وخاصة‭ ‬الجامعية‭ ‬منها‭ ..‬

فمتى‭ ‬نرى‭ ‬التلاحم‭ ‬بين‭ ‬المراكز‭ ‬البحثية‭ ‬فى‭ ‬الجامعات‭ ‬والمحافظات‭ ‬فى‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬‮«‬الصناعية،‭ ‬والزراعية،‭ ‬الصحية،‭ ‬التعليمية،‭ ‬والتجارية،‭ ‬وغيرهما‭ ‬؟؟؟؟؟‭!!!!!!!‬

اسمحوا‭ ‬لى‭ ‬أن‭ ‬أقول‭: ‬

إن‭ ‬عمل‭ ‬المحافظ‭ ‬تكليف‭ ‬وليس‭ ‬تشريف‭ ‬لذا‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يحمل‭ ‬بين‭ ‬جنباته‭ ‬قلب‭ ‬المحارب‭ ‬الشجاع‭ .. ‬وجسارة‭ ‬البطل‭ ‬الهمام‭ .. ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬ترتعش‭ ‬يداه‭ ‬ويكون‭ ‬قادرًا‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬المناسب‭ ‬فى‭ ‬وقته‭ ‬بعد‭ ‬دراسة‭ ‬متأنية‭ ..‬

وإذا‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬قضايا‭ ‬كثُرُ‭ ‬تنتظر‭ ‬هؤلاء‭ ‬فإنى‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬بلا‭ ‬منازع‭ ‬ترشيد‭ ‬المياه‭ .. ‬التى‭ ‬نتعامل‭ ‬معها‭ ‬بكل‭ ‬استهتار‭ .. ‬وخاصة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬أزمة‭ ‬“سد‭ ‬النهضة”‭ ‬التى‭ ‬ستؤثر‭ ‬حتمًا‭ ‬علينا‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر‭ .. ‬ولتكن‭ ‬هذه‭ ‬هى‭ ‬المهمة‭ ‬الرئيسة‭ ‬مع‭ ‬العناية‭ ‬بالنظافة‭ ..‬

فلا‭ ‬يمكن‭ ‬بحال‭ ‬أن‭ ‬يرضى‭ ‬وطنى‭ ‬شريف‭ ‬ما‭ ‬نحن‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬إهمال‭ ‬جنينا‭ ‬من‭ ‬ورائه‭ ‬الخراب‭ ‬والهلاك‭ ..‬

كلمة‭ ‬أخيرة‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬للمحافظ‭ ‬من‭ ‬سمات‭ ‬فلتكن‭ ‬قدرة‭ ‬إدارية‭ ‬تعينه‭ ‬على‭ ‬حسن‭ ‬التخطيط‭ ‬ورسم‭ ‬خريطة‭ ‬ذهنية‭ ‬جديدة‭ ‬للمحافظة‭ .. ‬ووعى‭ ‬سياسى‭ ‬يحسن‭ ‬به‭ ‬قراءة‭ ‬الواقع‭ ‬ويعمل‭ ‬على‭ ‬النهوض‭ ‬به‭ .‬