الزمان
جريدة الزمان

مقالات الرأي

إنه يوليو الذى أحبه

أحمد سليم -

يوليو الذى صنع التاريخ.. تاريخ محفور فى ذاكرة العالم وليس مصر فقط، خمسة وستون عاما سطر أبناء الجيش المصرى أول كتابات فى عهد جديد لمصر.. عهد تغير فيه نظام الحكم بالكامل.

وأيضًا شهد المجتمع تغيرًا كبيرًا من مجتمع الباشاوات إلى مجتمع جديد كان الكل يظن أنه مجتمع الخلاص، وإذا لم يكن قُدر له أن يكون عهدًا للخلاص من أشياء كثيرة فقد منحه القدر الفرصة ليكون عهدًا لبناء أشياء أكثر، أكثر من ستين عامًا مر على مصر فيها سبعة رؤساء.. كان كل منهم حريصًا على أن يقدم شيئا للوطن.

حاول نجيب وفشل فلم تمكنه ظروف الوقت ولا إمكانياته أن يحقق ما كان يحلم به، وكما خلع الملك وكان قائدًا للثورة.. تم خلعه هو الآخر ليختفى فى محبس بأحد القصور القديمة الذى كان يملكها من ثار عليهم نجيب ورفاقه.

سنوات طويلة ظل نجيب فى محبسه معزولا عن العالم ونسيت أسرته أنها كانت أسرة لأول رئيس لأول جمهورية فى مصر، وعمل حفيده سائقًا وتحول فى نظر البعض من أجيال لاحقة إلى خائن للثورة.. نسيته كتب التاريخ حتى أُفرج عنه ولم يعوضه الزمن كثيرًا فبعد خروجه تُوفى وكان تكريمه جنازة عسكرية سار فيها رئيس الدولة وكبار قادتها..  وبعد خمسة وستين عامًا يعود نجيب ليملأ وسائل الإعلام بعد أن أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسى اسمه على قاعدة عسكرية جديدة أضيفت إلى قواعد عسكرية عديدة وتختلف عنها فى أشياء كثيرة تحمل رسائل أكثر.

هذه القاعدة بدأت فى العمل وأضيفت إلى الجيش العاشر عالميًا والأول عربيا.. تُضاف إلى الجيش الذى نادى نجيب بإنشائه جيشًا وطنيًا ضمن ستة مبادئ لثورة قام بها، وشارك فيها وقادها لشهور وقريبًا من القاعدة الجديدة تطوف الميسترال المصرية أنور السادات لتحمى شواطئ مصر الشمالية، ولتعلن أن هذه المنطقة غير قابلة للاختراق وغير مسموح فيها بالاقتراب، فهنا تقف الميسترال المصرية حاملة الطائرات فى شموخ لتقول للعالم كله هناك جيش مصر.. وهناك على سواحل مصر من الناحية الجنوبية تقف الميسترال الشقيقة جمال عبد الناصر.. أسماء ثلاثة: قاعدة نجيب وميسترال عبد الناصر وميسترال السادات.. أسماء تعيد للأذهان ثورة يوليو.. هؤلاء القادة الثلاثة من قادة يوليو العظيمة تتردد أسماؤهم كل يوم فى نداءات القوات المسلحة المصرية وتمام قادتها.

عندما يبدأ طابور الصباح، فيأتى تمام القادة عبد الناصر تمام يا أفندم.. السادات تمام يا أفندم.. نجيب تمام يا أفندم.. بعد كل هذه السنوات يعطى القادة الثلاث التمام إلى القائد الجديد عبد الفتاح السيسى، الذى تسلم الراية والسيسى الذى وُلد مع بدايات الثورة.. وتعلم فى مدارسها الابتدائية وأنشد فى طابور الصباح أناشيد الثورة.. هو الذى حلم بأن يكون ضابطًا فى الجيش الذى دعت الثورة لإنشائه.. مرت الأيام وتحول الحلم إلى واقع.. فتحول الواقع إلى عمل، واليوم يؤكد الرئيس السيسى أن حلم إنشاء الجيش الوطنى الذى حلم به القادة الثلاثة وعملوا من أجله قد تحقق، وكما قال السادات اليوم أصبح للشعب درع وسيف.. اليوم أيضًا يؤكد الرئيس أن ثورة يوليو وأن الدرع والسيف هما حقيقة لا ريب فيها.. ومن يريد أن يجرب فليقترب..

وإذا كان الحلم بإنشاء جيش وطنى قد تحقق وأصبح الجيش المصرى هو العاشر عالميًا والأول عربيا، فإن الحلم يتسع ويكبر وسيتحول هذا الجيش إلى درع وسيف ليس لمصر فقط ولكن للعرب جميعا.. وكما كان حلم ثورة يوليو أن يعيش العالم العربى كله حلم التقدم والحرية.. سيأتى اليوم الذى يتحقق فيه هذا الحلم.

مصر اليوم قادرة بجيشها أن تحقق أحلامًا كثيرة وجيشنا قادر ليس على حماية أمننا القومى فقط ولكنه أيضا شريك فى التنمية التى بدأت ثورتها فى يوليو 2013 وأمامنا عام لنكمل مرحلة جديدة من التنمية.. عام وتكتمل أكبر شبكة طرق فى مصر.. عام وينتهى العمل فى أكبر مدينة سياحية على ضفاف البحر الأحمر.. عام وتنتهى مشروعات عديدة وساعتها سيشعر الشعب أن ثورته فى يوليو 52 والتى أكملها فى يوليو 2013 بدأت تؤتى ثمارها.. الأولى حررت البلاد والثانية أيضا حررت البلاد من قبضة احتلال إخوانى وشقت قناة جديدة وتبنى مشروعات تعادل السد العالى فى أهميته وأكملت حلم الجيش الوطنى.

وما بين يوليو ويوليو عشت حياة.. ولدت فيه.. وشهد أهم محطات حياتى على المستوى الشخصى والعملى.. وشهد أيضا أهم أحداث مصر.. إنه يوليو العظيم، أهم شهور العام.