الزمان
جريدة الزمان

أنا مصر

مقتطفات من مقالات كبار كتاب الصحف المصرية

-

اهتم كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم الجمعة بعدد من الموضوعات المختلفة من بينها حاجة الجامعة العربية إلى صياغة ورقة عمل تضع القادة والحكومات أمام مسئولياتهم الخطيرة في تلك المرحلة، والاعتراف بخطأ الحرب على العراق في 2003 والاعتذار عليه، والتنظيمات الإرهابية وعلاقة جماعة الإخوان بها والبلاء الإرهابي الذي أصبح عبئا على الإسلام وكل الدول العربية والإسلامية وعائقا أمام تقدمها وانطلاقها.

فمن جانبه، رأى الكاتب محمد عبد الهادي علام في مقاله بجريدة الأهرام أن الوضع الحالي في العالم العربي لا يمكن استمراره على حاله لأن الاحتفاظ بالحالة الراهنة يعني نهاية العرب ومستقبلهم سيكون مرهونا بغيرهم لأن السكوت على الحالة القائمة يعني السير بقوة نحو التفكك والتمزيق.

وأوضح الكاتب أن النظام العربي الحالي القائم على المسكنات أو التسكين للمشكلات والقضايا الكبرى لم يعد مجديا. فهناك رغبة في إصلاح الأوضاع الداخلية وهى ضرورة حتمية بلاشك، وهناك رغبة شعبية في معظم المجتمعات العربية لمواجهة حاسمة مع الفساد وهو ما لا يمكن الجدل بشأنه. فلابد من التفكير في نظام عربي جديد يجمع ما بين القدرة على البناء الداخلي المتماسك ورؤية إقليمية تستفيد من البنيان الداخلي المفترض.

وقال إنه مع بدء الأمين العام الجديد للجامعة العربية السفير أحمد أبو الغيط لمهام منصبه فىيتوقيت لا يحسد عليه، فإن الجامعة في حاجة إلى صياغة ورقة عمل على نحو سريع تضع القادة والحكومات أمام مسئولياتهم الخطيرة في تلك المرحلة. والأكثر أهمية أن تبلور ورقة العمل طريقة تعاون الدول الرئيسية في النظام العربي وهى اليوم مصر والسعودية والإمارات والجزائر والمغرب لوضع تصور جديد لنظام عربي متطور يعالج آثار إخفاق جامعة الدول العربية في مهمتها على مدى سبعة عقود.ولفت الكاتب إلى أن العرب يعلمون أن هناك قوى عالمية تريد بقاء حالة الشرذمة في المنطقة وهناك من يريد تحويل الدول إلى دويلات ويعلمون أن الدول الهشة ستكون تحت إمرة دول كبيرة خارج العالم العربي، ودون الاستيقاظ من حالة السبات الحالية ودون تدبر ما يمكن فعله ستكون السنوات القليلة المقبلة هى الأصعب بالنسبة لنا ولن يجدى مع حالنا المسكنات. فقد بدأ العرب التفكير في الجامعة العربية قبل الوحدة الأوروبية، وها هى تجربة أوروبا تنمو وتكبر وتتعرض لأزمات ولكنها في جميع الأحوال أثمرت عن ظهور كيان قادر على الدفاع عن نفسه والبحث عن سبل البقاء معا في تجمع إقليمي كبير يخدم مصالح الدول الأعضاء.

فيما تناول الكاتب فهمي عنبة رئيس تحرير صحيفة الجمهورية في مقاله الصادر صباح اليوم الحديث عن الحرب في العراق عام 2003 حيث بدأت توابعه تهز العالم بعد أن تبين للجميع وجود إصرار أمريكي بريطاني ليس على تدمير العراق والتخلص من صدام حسين فقط.. ولكن على تغيير خريطة الشرق الأوسط وتفتيت الدول العربية وتدمير جيوشها وهو المخطط الذي بدأ تنفيذه بوش وبلير ومازال مستمرا إلى اليوم.

وقال الكاتب إن جميع الحجج التي ساقها بوش وبلير عند غزو العراق باتت بمثابة مسرحية كوميدية ولكنها سوداء فهل هناك في العالم من يصدق أن دخول القوات الأمريكية والبريطانية جاء ليحرر الشعب العراقي من ديكتاتورية صدام ويقيم في المنطقة واحة للديمقراطية تكون نموذجا للدول المجاورة؟!.

ولفت الكاتب إلى أن بلير لم يعتذر حتى الآن للشعب العراقي الذي يعاني منذ 13 عاما من تداعيات الغزو الذي بشر بالحرية والديمقراطية فإذا به يأتي بداعش التي قتلت منذ يومين 250 عراقيا في مذبحة بشعة ما كانت تحدث لولا انهيار الجيش العراقي والقضاء على أغلب مؤسسات الدولة.

وتساءل الكاتب لماذا لا تطالب جامعة الدول العربية بتعويضات عن ضحايا الغزو الأمريكي - البريطاني للعراقيين.. وفي نفس الوقت تعد ملفا لتقديم بلير وبوش إلى المحكمة الجنائية الدولية؟! ..هل يمكن أن تتبنى الجامعة ولو مرة واحدة قضية عربية واضح فيها الحق وبأسانيد وبقرار لجنة من أهل المعتدين أنفسهم.. أم أنه لا حقوق لشهداء العراق ولا اعتذار لأي عربي؟!.

بينما دعا الكاتب جلال دويدار في عموده الصادر صباح اليوم الجمعة في صحيفة الأخبار إلى أن نتساءل عن الهدف الذي يحكم ما تقوم به العناصر الإرهابية من أعمال إجرامية ليس من هدف لها سوى الموت والتدمير والتخريب.

وأكد الكاتب أنهم أشاعوا بالخداع والتضليل أن هدفهم الدفاع عن الإسلام الذي روجوا أنه يتعرض للتآمر. أصبح واضحا وجليا أن ما يقومون به من ممارسات لا تستثني أحدا حتى السعودية دولة المقدسات الإسلامية القائمة على مباديء الشريعة الإسلامية .. لافتا إلى أنهم بذلك يؤكدون فعلا وواقعا أن لا مباديء لهم ولا دين وأنهم ليسوا سوى مجموعة من الخوارج المجرمين الذين يستبيحون كل شىء.

وقال إن كل الأحداث تشير إلى أن دافعهم لارتكابها أهداف مريبة تسعى إلى ضرب أمن واستقرار الدول والشعوب. الشواهد والدلائل والتجارب وما تتعرض له معظم دول العالم كشفت أن قوى أجنبية بعينها كانت وراء ظهور هذه التشكيلات الإرهابية.

وأضاف أنه بالنسبة لنا في مصر ومعنا كل دول المشرق والمغرب العربي فإن بؤرة هذا الإرهاب تمثلت في جماعة الإرهاب الإخواني التي تأسست بدعم ومساعدة الاستعمار البريطاني. الاغتيالات الإرهابية التي وقعت وتبنتها هذه الجماعة على مدى تاريخها على الأرض المصرية.. فضحت طبيعتها وأيدلوجيتها القائمة على سفك الدماء واستخدام الدين للخداع والتضليل دون أي ارتباط أو التزام بمبادئه وقيمه.

وأشار الكاتب إلى أن الدراسات والأبحاث برهنت على أن كل التنظيمات الإرهابية خرجت من رحم هذه الجماعة حتى وإن كانت تحمل أسماء مختلفة استمرارا للتخفي والخداع. وهذه المسيرة التآمرية الإجرامية أكدت وتؤكد أن الجماعة هى أس البلاء الإرهابي الذي أصبح عبئا على الإسلام وكل الدول العربية والإسلامية وعائقا أمام تقدمها وانطلاقها.