الزمان
جريدة الزمان

سماء عربية

في رسالة علمية.. العمارة الدينية في الإسكندرية والتأثيرات الوافدة

أبو الحسن الجمال -

الإسكندرية عروس البحر ومدينة السحر والجمال، وقع فى هواها المئات من الأدباء والفنانين والباحثين، وحملت وما تزال الكثير من الأسرار التى لم تتناول بعد.. واليوم نسبح فى بحرها اللجى مع رسالة علمية تكشف بعض أسرارها المعمارية، إذ تناولت العمارة الدينية فيها، منذ فتح مصر على يد السلطان العثمانى سليم الأول سنة 923هـ/ 1517م، وحتى انتهاء أسرة محمد على باشا سنة 1373هـ/ 1953م .. وقامت بهذه الرحلة المضنية الشاقة وكانت موضوعًا لرسالة دكتوراه حصلت بها الباحثة د. رحاب محمد النحاس المدرس فى قسم التاريخ والآثار المصرية والإسلامية بكلية الآداب - جامعة الإسكندرية، على الدرجة العلمية.

   عنت الباحثة بإبراز الاتجاهات الفنية التى عرفتها الإسكندرية خلال العصر العثمانى وأسرة محمد على، من خلال دراسة شاملة لفنون هذه الفترة من (بلاطات قاشانية، وصناعات معدنية، وأشغال خشبية، وصناعات رخامية، وصناعات حجرية، وصناعات جصية، وتحف زجاجية)، لإبراز مكانة الفنان الذى أبدع فى العناصر الزخرفية وأنتج تحفًا لا تقل دقة وإتقانًا وجمالًا عن مثيلاتها فى العصور الفنية السابقة على هذة الفترة.. وإلقاء الضوء على طبيعة العناصر الزخرفية، وخصائصها، ومميزاتها، وألوانها، وأشكالها وتوضيح جوانب الإبداع فيها، والتحليل والتأصيل الدقيق للوحدات والعناصر الزخرفية، كما قامت الباحثة بالوصف التسجيلى الدقيق لنماذج التحف التطبيقية التى تعرضت لها الدراسة لا سيما فى المساجد غير المسجلة فى عداد الآثار، ودراسة النقوش الكتابية من حيث الشكل والمضمون، وقراءة ونشر بعض النصوص الكتابية لأول مرة، وإعادة قراءة النصوص الكتابية التى سبق قراءتها من قبل.

وبلغت عدد القطع الفنية التى شملتها الرسالة 187 قطعة، منها 99 قطعة تنشر للمرة الأولى، وقامت الباحثة بدراسة مغايرة وجديدة للقطع التى سبق نشرها، كما أعادت قراءت بعض النصوص الكتابية، وأوضحت نوع الخط وأهم مميزاته الزخرفية.

 وفى هذه الرسالة التى تتكون من مقدمة وخمسة فصول تعرضت فيها الدكتورة لتاريخ هذه الفترة التى استغرقت أربعة قرون، وقامت فى الفصل الأول بدراسة وصفية للعناصر الزخرفية على الفنون التطبيقية بالعمائر الدينية بالإسكندرية من دخول العثمانيين إلى بداية الاحتلال الإنجليزى.. وقسمتها إلى ثلاثة مراحل: المرحلة الأولى: عمائر فى ظل التبعية العثمانية (923- 1219 هـ /1517-1804م). ومنها جامع إبراهيم تربانة، وجامع أبو على، وجامع عبدالباقى الجوربجى، وفى المرحلة الثانية: عمائر فى ظل الاستقلال – عصر محمد على (1220-1264 هـ / 1805-1847م)، ومنها جامع الشيخ إبراهيم، وجامع الحلوجى، وفى المرحلة الثالثة: عمائر فى ظل خلفاء محمد على حتى الاحتلال الإنجليزى (1265-1300 هـ / 1848-1882م)، ومنها جامع على بك جنينة، وجامع دسوقى الكلزة وجامع الموازينى، وجامع عبدالرزاق الوفائى، وجامع المغاورى، وجامع إنجى هانم، وغيرها.

 وخصصت الفصل الثانى، للدراسة الوصفية للعناصر الزخرفية على الفنون التطبيقية بالعمائر الدينية بالإسكندرية من الاحتلال الإنجليزى حتى إلغاء المَلْكِيّة (1300-1373هـ / 1882-1953م)، وتمثلت فى عمائر الفترة الخديوية ومنها جامع عبداللطيف المغربى، ومجموعة راتب باشا المعمارية، وجامع العطارين، أما عمائر الفترة الملكية، فتمثلت فى جامع أبو العباس المرسى، وجامع سيدى مجاهد، وجامع المواساة... وغيرها.

وفى الفصل الثالت قامت الباحثة بتحليل للعناصر الزخرفية على الفنون التطبيقية فى العمائر الدينية العثمانية بالإسكندرية حتى نهاية عصر أسرة محمد على، متمثلة فى الزخارف النباتية، والزخارف الهندسية، والزخارف المعمارية، وتناولت فيه بالتحليل الدقيق والشرح المفصل، وتحليل العناصر الزخرفية الظاهرة على التحف التطبيقية، وتتبعت طُرَزِها، كما تتبعت أشكالها على كل التحف التطبيقية موضوع الدراسة، وتناولت التطورات التى أدخلت عليها، وأهم مميزاتها، وأصولها.

  وجاء الفصل الرابع بعنوان «الدراسة التحليلية للعناصر الزخرفية على الفنون التطبيقية فى العمائر الدينية العثمانية بالإسكندرية حتى نهاية عصر أسرة محمد على»، ممثلة فى النقوش الكتابية والعناصر الزخرفية ذات الطابع الحضارى، وتناولت فيه بالتحليل الدقيق أهم السمات الفنية للنقوش الكتابية الواردة على التحف التطبيقية موضوع الدراسة، كما تناولت الألقاب والوظائف وأسماء الصناع والفنانين والحكام والملوك، كما تناولت أسماء الشخصيات الهامة الواردة على التحف التطبيقية وشواهد القبور، كما تناولت بالشرح المفصل، تحليلًا للعناصر الزخرفية ذات الطابع الحضارى الظاهرة على التحف التطبيقية، وتتبعت طرزها، كما تتبعت أشكالها على كل التحف التطبيقية موضوع الدراسة، وتناولت التطورات التى أدخلت عليها، وأهم مميزاتها، وأصولها.

 واختتمت هذه الدراسة بالفصل الخامس الذى تناولت فيه التأثيرات الوافدة على العناصر الزخرفية بالفنون التطبيقية فى العمائر الدينية العثمانية بالإسكندرية حتى نهاية عصر أسرة محمد على، وقسمته إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: وتناولت فيه التأثيرات التركية الوافدة على العناصر الزخرفية بالتحف التطبيقية موضوع الدراسة ثم تناولت تأثيرات الولايات العثمانية الأوروبية.

وخصصت القسم الثانى لدراسة التأثيرات المشرقية الوافدة على العناصر الزخرفية بالتحف التطبيقية موضوع الدراسة، ممثلة فى تأثيرات بلاد الشام، وتأثيرات عراقية، وتأثيرات إيرانية.

 وتناولت فى القسم الثالث التأثيرات المغربية والأندلسية الوافدة على العناصر الزخرفية بالتحف التطبيقية وهى موضوع الدراسة.