جريدة الزمان

خارجي

الـ”سى أى إيه” تحمى أردوغان

العدد الورقي -

عسكريون: المخابرات الأمريكية أجبرت قادة الجيش التركى على الاستسلام

 

إيمان إبراهيم

 

أجمع خبراء الملف العسكرى على أن ما حدث فى تركيا مؤخرًا غيّر من خريطة التوازنات فى المنطقة، مشيرين إلى ضرورة دراسة الموقف التركى وطبيعة العلاقة الحقيقية بين الرئيس رجب طيب أوردغان وبين جموع الأتراك، والكف عن النظر إلى علاقته وأعضاء الفصيل السياسى التابع له فقط، مشددين على فشل سياسات أوردغان الخارجية سواء مع روسيا وسوريا وإسرائيل وحتى مع تنسيقه التام مع "داعش" وتوتر علاقته بالأكراد.

اللواء شريف جلال خبير الملف العسكرى يشير إلى أن أمريكا وقاعدتها الموجودة على أرض تركيا "قاعدة إنجرليك الأمريكية الموجودة فى جنوب تركيا"، كانت كلمة السر فى إفشال التحرك العسكرى ضد أوردغان.

ولفت إلى أن اتصالًا جرى بين رئيس تركيا في أثناء وجوده بالطائرة الرئاسية والرئيس الأمريكى باراك أوباما، بعد أن رفضت ألمانيا وإيران وأذربيجان استقبال طائرته على أراضيها، ووافق على استقبال طائرته فى القاعدة الأمريكية على أرض تركيا.

ودخلت المخابرات الأمريكية وأجبرت قادة التحرك العسكرى التركى على عدم استكمال السيطرة على مؤسسات الدولة وهددتهم بدك مناطق تمركزهم بطائرات من طراز "إف 16" الأمريكية التى قامت باستهداف الطائرات التركية التى كانت تحلق فى سماء تركيا في أثناء التحرك العسكرى ضد أوردغان وأسقطتها خلال دقائق .

اللواء محمد إبراهيم الخبير العسكرى يشير إلى أن حوالى 60% من الجيش التركى تحرك ضد سياسة أردوغان التى أساءت لتركيا وعلاقتها بدول المنطقة، مشيرًا إلى أن الخطأ الذى وقع فيه الجيش التركى هو قبوله بعرض رجب طيب أوردغان باستقلال طائرته وأسرته للهروب خارج البلاد، مشيرًا إلى سيطرة الجيش فى الدقائق الأولى للتحرك العسكرى ضده على مقالد الأمور فى العاصمة، حيث انتشرت الدبابات فى شوارع إسطنبول وحلقت مروحيات الجيش حاملة الجنود وتمت السيطرة على التليفزيون الرسمى هناك، وبعدها أجبر قادة الجيش التركى على الاستسلام.

اللواء أحمد عبدالحليم الخبير العسكرى وعضو مجلس الشئون الخارجية، يشير إلى أن أحد أهم أخطاء عناصر التحرك العسكرى ضد أردوغان فى الجيش التركى كان قرارهم بسحب القوات التركية المتمركزة فى العراق، والأمر بقصف مراكز "داعش" على الحدود التركية، لأن أمريكا شعرت بأن القادمين على رأس السلطة فى تركيا لن يكونوا على هوى أجندتهم، وسيخالفون كل تعليماتهم، وعليه قررت الإبقاء على أجندة الإسلام السياسى المتبقى لها فى المنطقة .

اللواء أحمد جمال الدين الخبير العسكرى يقول إن هناك بعض الأمور المريبة فى سيناريو الانقلاب التركى، منها كيف استطاع حزب العدالة والتنمية حشد كل مؤيديه بالكامل خلال ساعة وبعد العاشرة مساءً؟ هذا غير ممكن بهذه السرعة إلا باستعداد سابق مهما كانت قوتهم، وكيف حصل المتظاهرون على أعلام بمقاسات موحدة؟ وما سر تغييب أعلام المعارضة التركية وسط التظاهرات المؤيدة لأوردغان؟ ولماذا تم اعتقال أعداد كبيرة من مختلف طوائف الشعب التركى؟

وتابع: إذا صدق وصف ما حدث فى تركيا بأنه انقلاب، فمبادؤه الأساسية استخدام القوة المفرطة، لكن الجيش هنا لم يستخدم أية وسيلة هجومية ضد الشعب عكس ما قام به أردوغان تجاه شعبه وجيشه.

وحول علاقة مصر بتركيا بعد الأحداث الأخيرة، يقول اللواء جمال الدين إن مصر على موقفها والتنسيق موجود لكن بحدود، وعلى تركيا قبول شروط مصر للبدء فى جولة المصالحة التى طالبت بها تركيا مؤخرًا لعودة العلاقات مع مصر، لأن تركيا تعلم قدرة مصر عربيًا وإقليميًا ودوليًا .