الزمان
جريدة الزمان

مقالات الرأي مقال رئيس التحرير

فخامة  الرئيس أناشدكم: أوقفوا مذبحة التاريخ 

-

 

فخامة‭  ‬الرئيس‭ ‬أناشدكم‭: ‬أوقفوا‭ ‬مذبحة‭ ‬التاريخ‭ ‬

 

التاريخ‭ ‬سجل‭ ‬حافل‭ ‬وكامل‭ ‬بمختلف‭ ‬الوقائع‭ ‬والأحداث‭ .. ‬لذا‭ ‬تنبثق‭ ‬أهميته‭ ‬من‭ ‬حاجة‭ ‬الإنسانية‭ ‬إلى‭ ‬الوقوف‭ ‬عليه‭ ‬والإستفادة‭ ‬منه‭ .. ‬والإتعاظ‭ ‬به‭ ‬فى‭ ‬أحيان‭ ‬كثيرة‭ .. ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬يلبى‭ ‬ويفى‭ ‬بحاجة‭ ‬غريزية‭ ...‬فطر‭ ‬عليها‭ ‬الخلق‭ ‬جميعا‭ ...  ‬لذا‭ ‬تعد‭ ‬دراسته‭ ‬والوقوف‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬جوانب‭ ‬الثقافة‭ ‬التى‭ ‬تضيف‭ ‬للإنسان‭ ‬خبرات‭ ‬نوعية‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬عنها‭ ‬فى‭ ‬حياته‭... ‬

 

ومن‭ ‬هنا‭ ‬عنى‭ ‬المربون‭ ‬بتوجيه‭ ‬الابناء‭ ‬لدراسة‭ ‬تاريخ‭ ‬شعوبهم‭ ‬وأبطالهم‭ ‬ورموزهم‭ .. ‬ففى‭ ‬ذلك‭ ‬فائدة‭ ‬كبرى‭ ‬تعود‭ ‬عليهم‭ ‬بالانتماء‭ ‬والوفاء‭ ‬والإعزاز‭ ‬والتباهى‭ ‬فى‭ ‬أحيان‭ ‬كثيرة‭... ‬

 

ولاسيما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يحمل‭ ‬انتصارات‭ ‬وإنجازات‭ ‬وابداعات‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬فيه‭ ‬اخفاقات‭ ‬وانكسارات‭ ... ‬فهو‭ ‬خير‭ ‬شاهد‭ ‬على‭ ‬مرحلة‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬فئة‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬شخص‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬حدث‭ ‬فهو‭ ‬مرآة‭ ‬تعكس‭ ‬حياة‭ ‬الشعوب‭ ‬بكل‭ ‬آلامها‭ ‬وآمالها‭ ‬بل‭ ‬ثمراتها‭ ‬ونجاحاتها‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬فيها‭ ... ‬يعكس‭ ‬الحراك‭ ‬الإنسانى‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬حياة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬موت‭ .. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬فناء‭ ‬وعدم‭ .. ‬

 

لذا‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬بما‭ ‬كان‭ ‬أن‭ ‬يكتب‭ ‬التاريخ‭ ‬بأمانة‭ ‬ويسجل‭ ‬بتجرد‭ .. ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الأهواء‭ ‬والأغراض‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬نبيلة‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬جميلة‭ ... ‬فلنترك‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مرحله‭ ‬من‭ ‬مراحله‭ ‬أو‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬عقوده‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬قرون‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬يقرأ‭ ‬عنها‭ ‬فى‭ ‬ضوء‭ ‬ثقافته‭ ‬ورؤيته‭ ‬وتحليله‭ ... ‬

 

إن‭ ‬فكرة‭ ‬الإنتقاء‭ ‬لأحداث‭ ‬التاريخ‭ ‬فكرة‭ ‬ظالمة‭ ...‬لأنها‭ ‬تفرض‭ ‬علينا‭ ‬قراءتها‭ .. ‬دون‭ ‬سواها‭ ‬وكأنها‭ ‬تملى‭ ‬علينا‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ .. ‬لا‭ ‬ينبغى‭ ‬أن‭ ‬نتجاوزها‭ ... ‬

 

فضلا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬من‭ ‬أضرار‭ ‬وآثار‭ ‬تربوية‭ ‬سلبية‭ ‬للغاية‭ ‬تدفع‭ ‬النشئ‭ ‬لفقدان‭ ‬الثقة‭ ‬وعدم‭ ‬الاطمئنان‭ ‬لما‭ ‬بين‭ ‬يديه‭ ‬وخاصة‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬مصادر‭ ‬أخرى‭ ‬يكتشف‭ ‬بها‭ ‬المراحل‭ ‬الأخرى‭ ... ‬ما‭ ‬أكثر‭ ‬الوسائل‭ ‬التى‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬بها‭ ‬الطالب‭ ‬أو‭ ‬الباحث‭ ‬أو‭ ‬القارئ‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬حذفه‭ ... ‬

 

لذلك‭ ‬تعد‭ ‬فكرة‭ ‬الإنتقاء‭ ‬جريمة‭ ‬تلك‭ ‬التى‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الخداع‭ ... ‬وبتر‭ ‬الحقائق‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬إيجابيات‭ ‬وسلبيات‭ .... ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تنتفى‭ ‬مع‭ ‬مناهجية‭ ‬كتابة‭ ‬التاريخ‭ ‬التى‭ ‬تبنى‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬كافة‭ ‬المراحل‭ ‬السياسية‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬بعض‭ ... ‬

 

وأنا‭ ‬فى‭ ‬غمار‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ .. ‬أشعر‭ ‬بزلزال‭ ‬عظيم‭ ... ‬لا‭ ‬استطيع‭ ‬أن‭ ‬أصدق‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬المحروسة‭ ... ‬أرض‭ ‬أحسب‭ ‬فيها‭ ‬الرشد‭ ‬والحكمة‭ ‬والسمو‭ ‬وعظيم‭ ‬الإيمان‭ ... ‬

 

يعز‭ ‬عليّ‭ ‬أن‭ ‬يحتسب‭ ‬ضد‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬الراهنة‭ .. ‬ذلك‭ ‬الفعل‭ ‬الخطير‭ .. ‬وهو‭ ‬إنكار‭ ‬الحق‭ ‬وتغييب‭ ‬الحقيقة‭ ... ‬التى‭ ‬استدعى‭ ‬إليها‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬الرشيدة‭ ‬نفسها‭ ... ‬

 

واعتذر‭ ‬فى‭ ‬استدعاءى‭ ‬لها‭ ‬عن‭ ‬الإزعاج‭ .. ‬فلن‭ ‬يحلها‭ ‬سوى‭ ‬تدخل‭ ‬شخصه‭ ‬الكريم‭ ‬الصادق‭ ‬المنصف‭ .. ‬فى‭ ‬قضية‭ ‬لا‭ ‬اتصور‭ ‬أن‭ ‬يجيئ‭ ‬اليوم‭ ‬الذى‭ ‬يسطر‭ ‬فيها‭ ‬قلمى‭ ‬هذه‭ ‬الكلمات‭... ‬

 

 

وأنا‭ ‬أدافع‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬حق‭ ‬ساطع‭ ‬سطوع‭ ‬الشمس‭ ... ‬عن‭ ‬حقيقة‭ ‬بوضوح‭ ‬النهار‭ ... ‬وهو‭ ‬تاريخ‭ ‬أمة‭ .. ‬حياة‭ ‬شعب‭ ... ‬أيام‭ ‬وليالى‭ ‬لوطن‭ .. ‬بالام‭ ‬وآمال‭ .. ‬بأحداث‭ ‬كانت‭ ‬حلوة‭ ‬أو‭ ‬مرة‭ ... ‬لأجيال‭ ‬متعاقبة‭ ‬بذكريات‭ ‬متعانقة‭ .. ‬أو‭ ‬متنافرة‭ .. ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬مآله‭ ‬السراب‭ ... ‬والفناء‭ ‬والعدم‭ ... ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يوارى‭ ‬تحت‭ ‬التراب‭ ... ‬حتى‭ ‬بلا‭ ‬جنازة‭  ‬تُشيع‭ ... ‬يوارى‭ ‬ويدفن‭ ‬بجرة‭ ‬قلم‭ .. ‬كيف‭ ‬لقلم‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكسر‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يجف‭ ‬حبره‭ .. ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬سبيلا‭ .. ‬إلى‭ ‬طى‭ ‬صفحة‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬بشر‭ ‬أو‭ ‬تاريخ‭ ‬وطن؟‭ ... ‬

 

لتكون‭ ‬هكذا‭ ‬دفاع‭ ‬عن‭ ‬حق‭ ‬وطن‭ ‬فى‭ ‬أبسط‭ ‬حقوقه‭ ‬وهو‭ ‬عدم‭ ‬إنكار‭ ‬ذلك‭ ‬الوجود‭ ... ‬أمام‭ ‬كل‭ ‬الوجود‭ ... ‬لتكون‭ ‬قضية‭ ‬القضايا‭ ‬التى‭ ‬ليست‭ ‬قاصرة‭ ‬على‭ ‬شخص‭ ‬مهما‭ ‬عظم‭ ‬شأنه‭ ‬أو‭ ‬مهما‭ ‬تعاظمت‭ ‬السلبيات‭ ‬فى‭ ‬أخر‭ ‬أيامه‭ ... ‬

 

إنها‭ ‬قضية‭ ‬حذف‭ ‬‮«‬رئيس‭ ‬دولة‮»‬‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬وطنه‭ ... ‬حذف‭ ‬ذكره‭ ‬من‭ ‬ذاكرة‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬ذاكرة‭ ‬أبناء‭ ‬وأجيال‭ ‬ذلك‭ ‬الوطن‭ ... ‬

إنها‭ ‬قضية‭ ‬حذف‭ ‬‮«‬الرئيس‭ ‬مبارك‮»‬‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر‭ .. ‬بل‭ ‬تتعاظم‭ ‬تلك‭ ‬الجريمة‭ ‬لتكون‭ ‬مع‭ ‬سبق‭ ‬الإصرار‭ ‬والترصد‭ ‬بحذفه‭ ‬داخل‭ ‬المناهج‭ ‬المدرسية‭ ‬التى‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬يتعلم‭ ‬فيها‭ ‬الأبناء‭ ‬من‭ ‬التلاميذ‭ .. ‬ماهية‭ ‬الوطن‭ .. ‬ومعانى‭ ‬الوطنية‭ .. ‬التى‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يتعلموا‭ ‬فيها‭ ‬قيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬النبيلة‭ .. ‬من‭ ‬الوفاء‭ ... ‬والعرفان‭ ‬بالجميل‭ .. ‬التى‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬يتعلموا‭ ‬فيها‭ ‬معانى‭ ‬الحق‭ .. ‬لإتيانه‭ ... ‬والباطل‭ .. ‬وعدم‭ ‬الإذعان‭ ‬له‭ ... ‬التى‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬يتعلموا‭ ‬فيها‭ ‬أرقى‭ ‬القيم‭ ‬والمعانى‭ ‬الإنسانية‭ ‬التى‭ ‬معها‭ ‬تشيد‭ ‬هذه‭ ‬العقول‭ ‬وتبنى‭ ‬النفوس‭ ‬لتعلو‭ ‬الضمائر‭  ‬لتعلى‭ ‬على‭ ‬أكتافها‭ ‬الأوطان‭ ... ‬

 

فخامة‭  ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ : ‬

يلوذ‭ ‬بكم‭ .. ‬بل‭ ‬تلوذ‭ ‬بكم‭ ‬الكرامة‭ ‬المصرية‭ .. ‬والقيم‭ ‬الإنسانية‭ .. ‬والشيم‭ ‬الأخلاقية‭ .. ‬

يلوذ‭ ‬لكم‭ .. ‬ضمير‭ ‬الأمة‭ ‬بأسرها‭ ... ‬وألوذ‭ ‬بكم‭ ‬أنا‭.. ‬ألا‭ ‬تسمحوا‭ ‬لمخلوق‭ ‬كان‭ ‬أن‭ ‬ينال‭ ‬من‭ ‬إنجازاتكم‭ ... ‬الإنسانية‭ ‬والوطنية‭ ‬والأخلاقية‭ .‬‭. ‬وكذلك‭ ‬درجتكم‭ ‬الإيمانية‭ ‬بهذه‭ ‬الجريمة‭ ‬الشنعاء‭ .. ‬التى‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬أوافق‭ ‬أن‭ ‬تحدث‭ ‬فى‭ ‬عهدكم‭ .. ‬وتلصق‭ ‬بكم‭ .. ‬لتعكر‭ ‬صفو‭ ‬إنصافكم‭ ... ‬وكريم‭ ‬خلقكم‭ ...  ‬ونبل‭ ‬رجولتكم‭ ... ‬التى‭ ‬عهدناها‭ ‬فيكم‭ .. ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كنا‭ ‬قد‭ ‬فقدنا‭ ‬الأمل‭ ‬قبل‭ ‬ظهوركم‭ ... ‬

 

أعلم‭ ‬ثقل‭ ‬الهموم‭ .. ‬وعظم‭ ‬المسئوليات‭ .. ‬ولكن‭ ‬صدقونى‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الإنصاف‭ ‬سوف‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬رصيدكم‭ ‬العظيم‭ ‬الكثير‭ ‬أمام‭ ‬الأمة‭ ‬وكذلك‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭ .. ‬بل‭ ‬وأمام‭ ‬التاريخ‭ .. ‬الذى‭ ‬سوف‭ ‬يسجل‭ ‬لكم‭ ‬ذلك‭ ‬النبل‭ ... ‬فى‭ ‬عصور‭ ‬إنحطاط‭.. ‬وما‭ ‬كان‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬غدر‭ ‬وخيانة‭ ‬ونكران‭ .. ‬

 

إن‭ ‬قولى‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬شخص‭ ‬أو‭ ‬أشخاص‭ ‬مهما‭ ‬عظم‭ ‬شأنهم‭ ‬فقط‭ .. ‬وإنما‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوطن‭ ‬وكرامته‭ ... ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬كيانه‭ .. ‬وعلى‭ ‬قيم‭ ‬المصريين‭ ‬بأسرهم‭ .. ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬أخلاقهم‭ ‬وعلى‭ ‬دينهم‭ ... ‬فى‭ ‬تاريخهم‭ ‬العظيم‭ ‬فى‭ ‬الشرف‭ ‬والمروءة‭ .. ‬فى‭ ‬الحق‭ ‬والصدق‭ .. ‬فى‭ ‬النبل‭ ‬والوفاء‭ .‬‭.. ‬فى‭ ‬إسناد‭ ‬الفضل‭ ‬لإهله‭ ... ‬

 

حديثى‭ ‬هنا‭ ‬ليس‭ ‬عن‭ ‬الرئيس‭ ‬مبارك‭ ‬وحده‭ ‬بل‭ ‬عن‭ ‬المذبحة‭ ‬التى‭ ‬تدفن‭ ‬‮٣٠‬‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر‭ ‬والمصريين‭ ... ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬النبض‭ ‬والحياة‭ .. ‬بما‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬ذبح‭ ‬أجيال‭ ‬وعقول‭ ... ‬فحين‭ ‬يطمس‭ ‬التاريخ‭ .. ‬يكون‭ ‬طمسا‭ ‬لهذه‭ ‬العقول‭ ... ‬

فماذا‭ ‬يقول‭ ‬المصريون‭ ‬لأبنائهم‭ ‬وكذلك‭ ‬لآحفادهم‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الحقيقة‭ .. ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الحياة‭ ... ‬التى‭ ‬وهبها‭ ‬الخالق‭ ‬لهم‭ .. ‬ويتم‭ ‬إبادتها‭ ‬ببشر‭ ‬عاجز‭ ‬‭. ‬مخلوق‭ ‬عاجز‭ ... ‬الله‭ ‬يمنح‭ ‬الحياة‭ .. ‬وبشر‭ ‬يحكمون‭ ‬عليهم‭ ‬بالموت‭ ‬أحياء‭ ‬بطمسهم‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭ ... ‬

 

هل‭ ‬يقولون‭ ‬أنهم‭ ‬كانوا‭ ‬نائمين‭ ‬طيلة‭ ‬‮٣٠‬‭ ‬عاما؟‭ ‬أم‭ ‬أنهم‭ ‬كانوا‭ ‬أحياء‭ ‬عند‭ ‬ربهم‭ ‬يرزقون‭ .. ‬لا‭ ‬صدى‭ ‬لهم‭ ‬فى‭ ‬الحياة‭ ‬الدنيوية‭ ‬تركوه‭ ‬؟؟‭!!!!!!! .‬‭.... ‬أم‭ ‬أنهم‭ ‬كانوا‭ ‬ماء‭ ... ‬أو‭ ‬حبات‭ ‬من‭ ‬التراب‭ ‬منثورة‭ ‬فى‭ ‬الهواء‭ ‬؟؟؟‭!!!!! .. ‬

 

كيف‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نطمس‭ ‬التاريخ‭ ‬الذى‭ ‬هو‭ ‬أحداث‭ ‬فى‭ ‬أذهان‭ ‬الأجيال‭ ‬؟؟؟‭!!!! ... ‬كيف‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نطمس‭ ‬ذاكرتهم‭ ‬هكذا؟؟؟‭!!!! .... ‬هل‭ ‬نصيبهم‭ ‬بـ«العته‮»‬‭ ‬أو‭ ‬بإنفصام‭ ‬الشخصية‭ ‬؟؟؟‭!!!!! ... ‬لخلق‭ ‬أجيال‭ ‬مريضة‭ ‬غير‭ ‬سوية‭ .. ‬مشوهة‭ .. ‬مضلَلة‭ .. ‬مضلٍلة‭ .. ‬تائه‭ ‬بلا‭ ‬كيان‭ ‬أو‭ ‬هوية‭...‬؟؟؟‭!!!!!..... ‬

 

نرسخ‭ ‬فيها‭ ‬الكذب‭ .. ‬نعمق‭ ‬فيها‭ ‬سوء‭ ‬القدوة‭ ... ‬نستبيح‭ ‬فيها‭ ‬النكران‭ ‬وعدم‭ ‬الوفاء‭ ‬نؤصل‭ ‬الباطل‭ ‬والتزوير‭ ... ‬خاصة‭ ‬حين‭ ‬يكون‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬رئيس‭ ‬سابق‭ ... ‬تحدث‭ ‬عنه‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬واقع‭ ‬مؤلم‭ ‬حين‭ ‬جاء‭ .. ‬كان‭ ‬بطله‭ ‬الجوع‭ .. ‬أربعين‭ ‬فى‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬كانت‭ ‬بطونهم‭ ‬خاوية‭ ... ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬معدومة‭ .. ‬علاقات‭ ‬دولية‭ ‬مبتورة‭ .. ‬أوضاع‭ ‬أمنية‭ ‬مضطربة‭ ‬معلولة‭ .. ‬بعد‭ ‬مقتل‭ ‬الرئيس‭ ‬السادات‭ .... ‬حالة‭ ‬موجعة‭ ‬مؤلمة‭ ‬بعد‭ ‬اغتيال‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬بحجم‭ ‬السادات‭ ... ‬جنازة‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬بيت‭ !!!! .. ‬خوف‭ ‬من‭ ‬المجهول‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬جديد‭ ‬ومن؟؟‭!!! .. ‬كان‭ ‬نائبا‭ ‬لرئيس‭ ‬جمهورية‭ .. ‬كان‭ ‬يشيد‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬مرأى‭ ‬ومسمع‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الخلق‭ .. ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬السياسى‭ ‬والعسكرى‭ ... ‬

 

فخامة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ : ‬

كم‭ ‬أنا‭ ‬حزينة‭ .. ‬انتهت‭ ‬الهوجة‭ .. ‬تمت‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬المؤامرة‭ ... ‬إذن‭ ‬فلا‭ ‬مجال‭ ‬لذيوع‭ ‬باطل‭ ‬آخر‭ ........... ‬أرجوك‭ ..   ‬إن‭ ‬لم‭ ‬أقل‭ ‬ذلك‭ ..‬‭ ‬فهى‭ ‬شهادة‭ ‬حق‭ ‬أمام‭ ‬الله‭ .. ‬فأكون‭ ‬مجرمة‭ ‬فى‭ ‬حق‭ ‬نفسى‭ ... ‬وفى‭ ‬حق‭ ‬الله‭ .. ‬وفى‭ ‬حق‭ ‬الوطن‭ .. ‬وفى‭ ‬حق‭ ‬التاريخ‭ ... ‬

 

إن‭ ‬لم‭ ‬أستغث‭ ‬بشخصكم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬أسبق‭ ... ‬كم‭ ‬كان‭ ‬وطنيا‭ ... ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬كرامة‭ ‬وطنى‭ ..  ‬فلا‭ ‬تصدقنى‭ ‬فكم‭ ‬أكون‭ ‬كاذبة‭ ‬ومنافقة‭ ‬معكم‭ ... ‬

 

إننى‭ ‬أحمل‭ ‬للرئيس‭ ‬مبارك‭ ‬فى‭ ‬صدرى‭ ‬مكانه‭ ‬عظيمة‭ .. ‬حين‭ ‬لم‭ ‬يُكرِهُنى‭ ‬وأنا‭ ‬زوجة‭ ‬وزير‭ ‬داخليته‭ ‬ـ‭ ‬مثلما‭ ‬يقولون‭ ‬ـ‭  ‬على‭ ‬الخروج‭ ‬والظهور‭ ‬بعدما‭ ‬اعتزلت‭ ‬الحياة‭ ‬العامة‭ .. ‬احترمت‭ ‬فيه‭ ‬هذا‭ ‬المعنى‭ ... ‬ولم‭ ‬تؤثر‭ ‬علاقته‭ ‬على‭ ‬زوجى‭ ‬‮«‬وزير‭ ‬الداخلية‮»‬‭ ‬آنذاك‭ .. ‬

 

وحين‭ ‬كانت‭ ‬أحداث‭ ‬‮«‬يناير‭ ‬الأسود‮»‬‭ ... ‬قلت‭ ‬أنها‭ ‬قضاء‭ ‬الله‭ ‬وقدره‭ .. ‬فهى‭ ‬أسباب‭ ‬لتداول‭ ‬الأيام‭ .. ‬والتى‭ ‬هى‭ ‬طبيعة‭ ‬الحياة‭ ..  ‬تحليت‭ ‬بالصبر‭ ‬والحمد‭ ... ‬

 

ورغم‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬من‭ ‬قصور‭ ‬فى‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ .. ‬وهذا‭ ‬طبيعى‭ .. ‬فهى‭ ‬سنة‭ ‬الحياة‭ .. ‬لأن‭ ‬الكمال‭ ‬لله‭ ‬وحده‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬الأسباب‭ .. ‬للتغير‭ ‬والصيرورة‭ .. ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬الاحترام‭ ‬والتقدير‭ ‬حين‭ ‬عودتى‭ ‬إلى‭ ‬الكتابة‭ ‬فلم‭ ‬يصادر‭ ‬عليّ‭ ‬مصارحتى‭ ‬وأنا‭ ‬زوجة‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬رجاله‭ ... ‬

 

سيادة‭ ‬الرئيس‭ : ‬

دوما‭ ‬اتمزق‭ ‬انتصارا‭ ‬للمظلومين‭ ... ‬فى‭ ‬حياتى‭ ‬الإنسانية‭ ‬والصحفية‭ ‬كلها‭ .. ‬وما‭ ‬هو‭ ‬كان‭ ‬معروفا‭ ‬عنى‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬،،‭ ‬وإلا‭ ‬لما‭ ‬كنت‭ ‬الكاتبة‭ ‬الناجحة‭ .. ‬ولا‭ ‬تقبلنى‭ ‬الناس‭ .. ‬داعية‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭  ‬وكتابه‭ ‬الكريم‭ ‬ورسوله‭ ‬العظيم‭... ‬

 

وحين‭ ‬التزمت‭ ‬الصمت‭ ‬لنفسى‭ ‬وأكتفيت‭ ‬بالدعاء‭ ‬لبيتى‭ ... ‬إلا‭ ‬أننى‭ ‬أكتب‭ ‬إليكم‭ ‬وأقول‭ ‬أننا‭ ‬لسنا‭ ‬آلهة‭ .. ‬فعادةً‭ ‬البشر‭ ‬مهما‭ ‬بلغوا‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬أن‭ ‬يصيبوا‭ ‬ويخطئوا‭ .. ‬تلك‭ ‬هى‭ ‬سنة‭ ‬الوجود‭ .. ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬سبة‭ ‬هو‭ ‬الشراسة‭ ‬والتنكيل‭ ‬والتشفى‭ ‬والحقد‭ ‬الأعمى‭ ‬الدفين‭ ... ‬

 

سيادة‭ ‬الرئيس‭ .. ‬فخامة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ : ‬

أتعاطف‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬مبارك‭ ‬لأنه‭ ‬ابن‭ ‬المؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬التى‭ ‬انحنى‭ ‬إليها‭ ‬منذ‭ ‬الأزل‭ .. ‬وأدافع‭ ‬عنها‭ ‬للأبد‭ .. ‬فهى‭ ‬جزء‭ ‬منا‭ .. ‬أخوتنا‭ ‬وكل‭ ‬أهلينا‭ ‬فيها‭ .. ‬كانوا‭ ‬حماة‭ ‬لها‭ .... ‬ولرجالاتها‭ ‬الأحرار‭ ‬أثناء‭ ‬الاستعمار‭ ‬وبعده‭ .. ‬

 

هى‭ ‬مؤسسة‭ ‬ولكنها‭ ‬كل‭ ‬كياننا‭ ‬ونحن‭ ‬لها‭ ‬كل‭ ‬العون‭ ... ‬مؤسسة‭ ‬غرس‭ ‬فيها‭ ‬أهلينا‭ ‬الحب‭ ‬بالدفاع‭ ‬عنها‭ ‬بالغالى‭ ‬والنفيس‭ .. ‬مؤسسة‭ ‬أوصانا‭ ‬بهم‭ ‬نبيى‭ ‬‮«‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‮»‬‭ .. ‬بها‭ ‬أعظم‭ ‬الرجال‭ .. ‬أشرف‭ ‬الرجال‭ .. ‬خير‭ ‬الرجال‭ .. ‬وأنا‭ ‬أصدقه‭ ... ‬فيها‭ ‬الشهداء‭ ... ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تفوح‭ ‬رائحتهم‭ ‬من‭ ‬أبنائهم‭ ‬من‭ ‬حولنا‭ ... ‬أقارب‭ ‬أو‭ ‬جيران‭ ‬منذ‭ ‬‮٥٦‬‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭ ... ‬

 

فكيف‭ ‬لى‭ ‬أن‭ ‬أنتزع‭ ‬حب‭ ‬الرئيس‭ ‬مبارك‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬أبناء‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسة‭ .. ‬فيها‭ ‬أخى‭ ‬وابناء‭ ‬أخوالى‭ ‬وأبناء‭ ‬أعمامى‭ .. ‬واليوم‭ ‬ابناء‭ ‬اخوتي‭ ‬وأخواتى‭ ‬مناصفة‭ ‬مع‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭ ‬البواسل‭ .. ‬

 

كيف‭ ‬لى‭ ‬أن‭ ‬انتزع‭ ‬الرئيس‭ ‬مبارك‭ ‬من‭ ‬قلبى‭ ‬الذى‭ ‬رفع‭ ‬شعارها‭ ‬وكان‭ ‬رمز‭ ‬حماتها‭ .. ‬وتقلد‭ ‬فى‭ ‬مناصبها‭ .. ‬حتى‭ ‬بلغت‭ ‬عنان‭ ‬السماء‭ ‬فى‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ... ‬فهو‭ ‬أحد‭ ‬أبناء‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسة‭ ‬الغالية‭ .. ‬شرف‭ ‬الوطن‭ ‬وعصمته‭... ‬وفخره‭ ‬وأمانه‭ ‬ودرعه‭ ‬وحصنه‭ ... ‬هى‭ ‬السيف‭ ‬البتار‭ .... ‬يصعب‭ ‬عليّ‭ ‬ويعز‭ ‬على‭ ‬نفسى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬هى‭ ‬نهاية‭ ‬أحد‭ ‬أبنائها‭ .. ‬

 

إنه‭ ‬الرئيس‭ ‬مبارك‭ ‬الوطنى‭ ‬المخلص‭ ... ‬إنه‭ ‬الرئيس‭ ‬مبارك‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬قائدا‭ ‬للنسور‭ ‬الجوية‭ .. ‬صاحب‭ ‬ساعة‭ ‬الصفر‭ ... ‬بواقع‭ ‬دوت‭ ‬مزايدات‭..  ‬مثلما‭ ‬أعلن‭ ‬الرئيس‭ ‬العملاق‭ ‬السادات‭ .. ‬أنه‭ ‬ذلك‭ ‬الرجل‭ ‬الذى‭ ‬تخشى‭ ‬إسرائيل‭ ‬بأسه‭ ‬وتعمل‭ ‬له‭ ‬ألف‭ ‬حساب‭.‬

 

إنه‭ ‬الرئيس‭ ‬مبارك‭ ‬الذى‭ ‬مسح‭ ‬دموع‭ ‬الأمة‭ ‬فور‭ ‬اغتيال‭ ‬السادات‭ .. ‬ولم‭ ‬شتاتها‭...  ‬

 

إنه‭ ‬الرئيس‭ ‬مبارك‭ ‬‮«‬بعبع‮»‬‭ ‬إسرائيل‭ .. ‬بطل‭ ‬الحرب‭ ‬والسلام‭ ... ‬بطل‭ ‬الكرامة‭ ‬والمواجهه‭ ... ‬

 

إنه‭ ‬الرئيس‭ ‬مبارك‭ .. ‬الذى‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬حكمه‭ .. ‬بوادر‭ ‬المؤامرة‭ .. ‬حيث‭ ‬بدأت‭ ‬الحرب‭ ‬الخفية‭ .. ‬حين‭ ‬تحالف‭ ‬أبطالها‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬أوجه‭ ‬القصور‭ ‬فى‭ ‬عهده‭ .. ‬فرسمت‭ ‬له‭ ‬النهاية‭ ‬الأليمة‭ .. ‬

 

 

 

إنه‭ ‬الرئيس‭ ‬مبارك‭ ‬الذى‭ ‬بلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬أرذله‭ .. ‬الذى‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬الحب‭ ‬والإمتنان‭ ‬والإعتراف‭ ‬بجميله‭ .. .. ‬وفضلا‭ ‬حُرم‭ ‬منه‭ .. ‬ومعان‭ ‬ومشاعر‭ ‬وأحاسيس‭ ‬كان‭ ‬فى‭ ‬أمس‭ ‬الحاجه‭ ‬إليها‭ ‬بعد‭ ‬عطاء‭ ‬طويل‭ ‬للوطن‭ ... ‬هل‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نداوى‭ ‬بعضا‭ ‬من‭ ‬جراحه‭ ... ‬هل‭ ‬نخفف‭ ‬عنه‭ ‬آلام‭ ‬الشيخوخه‭ .. ‬هل‭ ‬نرفع‭ ‬عنه‭ ‬آلام‭ ‬الجحود‭ ‬والنكران‭ ... ‬والتى‭ ‬هى‭ ‬أشد‭ ‬ألما‭ ‬ومرارة‭ ‬من‭ ‬آلام‭ ‬العظام‭ .. ‬ونوبات‭ ‬القلب‭ .. ‬

 

إنه‭ ‬الرئيس‭ ‬مبارك‭ ‬الذى‭ ‬يتم‭ ‬حذف‭ ‬اسمه‭ ‬من‭ ‬الوجود‭ ‬الآن‭ .. ‬ليكون‭ ‬فيه‭ ‬إساءة‭ ‬بالغة‭ ‬للمؤسسة‭ ‬التى‭ ‬أغار‭ ‬عليها‭.. ‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬لى‭ ‬أن‭ ‬استعين‭ ... ‬فلا‭ ‬عون‭ ‬لى‭ ‬بعد‭ ‬الله‭ ‬إلا‭ ‬بفخامة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ... ‬الذى‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬أعلن‭ ‬له‭ ‬موقفى‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬مبارك‭ ‬فأنـا‭ ‬أخونه‭ .... ‬

 

لأنه‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لدى‭ ‬وفاء‭ ‬لأحد‭ ‬رموز‭ ‬المؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬من‭ ‬قبله‭ ..‬فلن‭ ‬يكون‭ ‬لدى‭ ‬وفاء‭ ‬لمن‭ ‬بعده‭ .. ‬

 

إن‭ ‬لم‭ ‬أدافع‭ ‬عن‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الأسبق‭ .. ‬فلن‭ ‬أدافع‭ ‬عن‭ ‬من‭ ‬يأتى‭ ‬بعده‭ ‬لاحقا‭ ... ‬إن‭ ‬لم‭ ‬أدافع‭ ‬عن‭ ‬رمز‭ ‬مصر‭ ‬‮٣٠‬‭ ‬عاما‭ ... ‬فلن‭ ‬أدافع‭ ‬عن‭ ‬صاحب‭ ‬ثورة‭ ‬‮٣٠‬‭ ‬يونيو‭ ‬التى‭ ‬تحدى‭ ‬فيها‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭ .. ‬ليرد‭ ‬شرف‭ ‬المصريين‭ ‬ويحميهم‭ ‬ويرد‭ ‬شرف‭ ‬وعزة‭ ‬وفخار‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬المصرية‭ ‬الغالية‭  ‬لأن‭ ‬الوفاء‭ ‬عنوان‭ ‬الإنسان‭ ‬لايمكن‭ ‬أن‭ ‬يتبدل‭ ‬مهما‭ ‬تغيرت‭ ‬الرجال‭ ‬وتبدلت‭ ‬الأيام‭. ‬فهو‭ ‬مبدأ‭ ‬رغما‭ ‬عن‭ ‬أنف‭ ‬الإنسان‭.‬

 

فخامة‭ ‬الرئيس‭ .. ‬لشدة‭ ‬ثقتي‭ ‬فيكم‭ ‬ونظرتي‭ ‬إليكم‭ ‬أكتب‭ ‬لكم‭  ‬دون‭ ‬حرج‭ .. ‬أكرر‭ .. ‬لشدة‭ ‬إيمانى‭ ‬بكم‭ ‬وبخقلكم‭..‬

أسطر‭ ‬كلماتى‭ ‬الحزينة‭ ‬المتألمة‭ ‬إليكم‭ ... ‬رجل‭ ‬وجدت‭ ‬فيه‭ ‬الله‭ .. ‬وجدت‭ ‬عنده‭ ‬كريم‭ ‬الخلق‭ .. ‬فاحت‭ ‬رائحة‭ ‬إيمانه‭ ‬الزكية‭ .. ‬فأنعشت‭ ‬الإسلام‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬المحروسة‭ ... ‬وجدت‭ ‬معه‭ ‬الإنسانية‭ ‬العالية‭ ... ‬والضمير‭ ‬الخالد‭ .. ‬وجدت‭ ‬فيه‭ ‬‮«‬الكاريزما‮»‬‭ ...  ‬التى‭ ‬جمعت‭ ‬حوله‭ ‬كل‭ ‬المصريين‭ .. ‬وأهابت‭  ‬منه‭ ‬أعداء‭ ‬العروبة‭ ‬والإسلام‭ ‬والمسلمين‭ ..‬

 

هذه‭ ‬قضية‭ ‬وطن‭ .. ‬قضية‭ ‬تاريخ‭ .. ‬قضية‭ ‬أجيال‭ ... ‬قضية‭ ‬تربوية‭ .. ‬قضية‭ ‬أمانة‭ ‬علمية‭ .. ‬قضية‭ ‬أمانة‭ ‬أخلاقية‭ .. ‬تحتاجكم‭ ‬حكما‭ ‬فيها‭ .. ‬قاضيا‭ ‬عادلا‭ ‬منصفا‭ ‬لها‭ ‬كما‭ ‬عهدت‭ ‬فيكم‭ ‬وكل‭ ‬المصريين‭ ‬مقاتلا‭ ‬تؤمن‭ ‬بقضيتك‭ ‬ولا‭ ‬تخشى‭ ‬فى‭ ‬الله‭ ‬لومة‭ ‬لائم‭....   ‬

من‭ ‬قلبي‭ ‬تحياتي‭ ‬ودعاءي‭ ‬وتحيات‭ ‬كل‭ ‬المصريين‭ ‬الشرفاء‭ ‬الأوفياء‭.‬

التوقيع

مواطنة‭ ‬مصرية‭ ‬