اللواء سعد الجمال يكتب: «مصر في الأمم المتحدة»
في انتصار مدوي ورفع لاسم مصر أمام أكبر محفل دولي عالمي ومن منبر الأمم المتحدة ألقي الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة مصر أمام الجمعية العامة للمرة السادسة على التوالي في خمس سنوات لما لها من أهمية قصوى في صياغة مسارات العلاقات الدولية، حيث يتسابق كبار القادة والزعماء لعرض مواقف دولهم وتعزيز العلاقات الدولية التي أصبحت تدار بشكل جماعي بعد انتهاء حقبة الثنائية القطبية ولمناقشة كل هموم وقضايا المجتمع الدولي من قضايا الأمن والسلم إلى إدارة الصراعات الاأمريكية والدولية ومكافحة الإرهاب فضلا عن قضايا التنمية المستدامة ومكافحة الفقر والصحة.
وتحدث السيسي رئيسا لمصر ورئيسا للاتحاد الأفريقي بكل الوضوح والشفافية والحزم لتوضيح الرؤي المصرية في كافة القضايا الدوليه منها الإقليمية وباعتبار مصر دولة مؤسس للأمم المتحدة وللاتحاد الأفريقي والجامعة العربية
وطالما كانت لها جهودها وإسهاماتها ورؤيتها في كافة القضايا التي تهم العالم أجمع.
وقد أكد الرئيس في كلمته على العديد من المعاني موضحا الموقف المصري الواعي والجاد تجاه كافة القضايا كما وجه العديد من الرسائل فيما يتعلق بالأزمات والصراعات:
-منها احترام الملكية الوطنية للحلول ضاربا مثلا بمصر وما حققته في مجال مكافحه الإرهاب والهجرة غير الشرعية والإصلاح الاقتصادي وكذا المقاربة الإفريقية لوضع الحلول الإفريقية لحل النزاعات داخل القارة كما حدث في إفريقيا الوسطى والسودان.
- ان القضيه الفلسطينية وضرورة وجود حل عادل وفقا للشرعية الدولية وإنشاء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريفة وإعادة حقوق الفلسطينين وأن الأمر يحتاج إلى قرارات جريئة في هذا الشأن.
- الحلول السياسية هي الأساس والمحور لحل الأزمات والصراعات في سوريا وليبيا واليمن ووقف معاناه الشعوب في هذه الدول وقف نزيف الدم والثروات.
-ضرورة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وتشجيع التحول الديمقراطي الذي يجري فيها مؤخرا.
- مبادرة مصر لمنتدى السودان هذا العام للسلام والتنمية في إفريقيا وضرورة قيام المؤسسات والعالمية والإقليمية والدولية بتمويل التنمية الاإفريقية باعتبار إفريقيا قارة الفرص الواعدة.
ضروره إنهاء التدخلات الأجنبية غير العربية في اليمن ووقف تهديدات الملاحة الدولية والاعتداءات الغاشمة على المنشآت النفطية السعودية.
- مصر تطالب باتباع منهج كامل لمكافحة الإرهاب ومواجهة كافة التنظيمات الإرهابية والجهات والدول التي تقف وراءها تمويلا وإعلاما وتوفير الملاذات الآمنة لها.
- أهمية تطوير مجلس الأمن حتى يستطيع ممارسة دوره بفاعلية ومواجههة القصور في إصدار قراراته وأهمية التمثيل الأفريقي فيه.
سد النهضة طال الحديث عنه
وقد قدمت مصر العديد من المبادرات والرؤى القيمة فى هذا الموضوع تعزيزا لعلاقات الصداقة مع دول حوض النيل وإيمانا بحق إثيوبيا في التنمية ولكن تبقى مياه النيل بالنسبة لمصر والشعب المصري مسألة حياة ووجود ومازلنا نأمل وبعد أكثر من أربع سنوات أن نصل للنتائج المرجوة.
وتزامنا مع الوجود المصري في الأمم المتحدة، شارك الرئيس السيسي في قمتين أفريقيتين هما قمة المناخ وألقى كلمة مصر وأفريقيا أمامها مطالبا بضرورة التحرك الدولي السريع لمواجهة آثار التغيرات المناخية، وباعتبار أن أفريقيا أكثر القارات تضررا رغم كونها أقل القارات مساهمة فى حدوث هذا التغير المناخي، موضحا أهمية الوصول للانتصارات النظيفة والتركيز على الصحة العامة للبشر وتخفيف درجة حرارة الأرض وتقليل الإشعاعات الكربونية؛ كذا قمة الصحة العامة والتي استعرض فيها الرئيس المبادرات الرئاسية غير المسبوقة للحفاظ على صحة المصريين من خلال مبادرة ١٠٠ مليون صحة والتي كشفت على أكثر من ٦٠ مليون مواطن ضد أمراض الفيروس الكبدي والأمراض غير السارية، فضلا عن مبادرات الصحة للمرأة والطفل والبدء فى تنفيذ أكبر منظومة تأمين صحى شامل وأن يسعى لتعميم التجربة أفريقيا.
وقد تعددت نشاطات الرئيس فى نيويورك باجتماعات منفصلة وزخم مستمر مع القادة والزعماء من كل أنحاء العالم لعل أبرزها لقاء قمة مع الرئيس الأمريكي ترامب، أكد فيها السيسى على أن مشكلة عدم الاستقرار فى الشرق الأوسط ترجع إلى وجود الإسلام السياسي الذى يسعى للوصول للسلطة وهو مرفوض فى مصر بغير رجعة؛ كما أكد على التفاهم الكبير بشأن معظم القضايا مع الرئيس الأمريكى في اجتماعاتهم المنفصلة؛ وقد أشاد الرئيس الأمريكي بدوره بشخص الرئيس السيسي وتقديرة الشخصي له وشدد على حرص الإدارة الأمريكية على تفعيل أطر التعاون الثنائي والاستراتجيى المشترك وخاصة على الصعيد الاقتصادى.
كما عقد السيسى قمة مصرية _ أردنية _ عراقية تناولت كافة ملفات القضايا التي تهم المنطقة والأمة العربية وتدعيم التعاون المشترك بين الدول الثلاثة وتنسيق المواقف بينهم سياسيا واقتصاديا.
وقد كان للنشاط الهائل للرئيس دورا في عقد لقاءات مستمرة ثنائية مع رؤساء ووزراء كل من لبنان وفرنسا وروسيا وإيطاليا وباكستان والمجر والنرويج وإسبانيا فى نشاط دبلوماسي رفيع المستوى لدعم العلاقات وأطر التعاون بين مصر وسائر دول العالم.
هذا هو الدور الذى تستحقه مصر وهذا هو مكانها بين الأمم لتعود منارة الحضارة للعالم الحديث كما كانت للعالم القديم.
تحية تقدير واعتزاز للرئيس السيسي رئيس مصر الذي حمل المسئولية بكل الوعي و الإدراك والفهم العميق لما يجب أن يكون عليه الدور المصري والشعب المصري تجاه العالم كله و تحقيقا لنجاحات خارجية ما هي الا انعكاسات لنجاحات داخلية
حمى الله مصر ورعاها شعبا و قيادة.