الزمان
جريدة الزمان

خير أجناد الأرض

أحد أبطال الدفاع الجوى: أدهشنا العدو فى حرب أكتوبر.. وتل أبيب أدركت شراسة الجيش المصرى

هبة يحيى -

استكملنا معركتنا حتى استرداد سيناء كاملة.. والقوات المسلحة تبذل الغالى والنفيس لحمايتها وتطهيرها

تحتفل مصر باستعادة كامل ترابھا الوطنى، بعد تحرير سيناء قبل 38 عاما، بعد معركة من النضال والكفاح الطویل الذى خاضته مصر على كل الجبھات.

«تحیة خالدة فى ھذا الیوم المجید إلى شھدائنا الأبرار من أبناء ھذا الشعب الأصیل، تحیة لرجال القوات المسلحة الذین خاضوا أشرف المعارك، تحیة لبراعة المفاوض المصرى، وكل من شارك فى صناعة ھذه الملحمة التاریخية، عاشت مصر وطنا كریما عزیزا، نبذل من أجله كل غال ونفیس».. كلمات أثلج بها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى ذكرى تحرير سيناء، صدور العديد من أبطال القوات المسلحة وأهاليهم، الذين ضحوا بالغالى والنفيس لاسترداد آخر شبر من أرض الفيروز.

وقد ضحى العديد من أبطال مصر بدمائهم الطاهرة للدفاع عن تراب سيناء، وكان أبرز هؤلاء الأبطال اللواء الدكتور يحيى السنجق، أحد أبطال القوات الدفاع الجوى بحرب أكتوبر، الذى يروى لـ"الزمان"، كواليس تحرير أرض الفيروز فى ذكرى تحريرها، قائلا: "كنا نصنع كمينا وفخا لنضرب الطائرات الإسرائيلية بصواريخ الدفاع الجوى فجأة، فعندما نسقط طائرات العدو ننسحب منه بسرعة إلى موقع تبادلى آخر، فتأتى طائرات أخرى لقصف موقع الكتيبة التى أطلق منها الصاروخ فلا تجد به شيئا وبذلك نستهدفها من مكان آخر".

وأضاف "السنجق"، أنهم كانوا يقومون بإخلاء المكان بسرعة كبيرة رغم ثقل معدات كتيبة الدفاع الجوى، التى تتضمن الصاروخ سام 2 وسام 3 البالغ طولهم 12 مترا تقريبا، وكتائب الدفاع الجوى الواحدة تتكون من 6 قاذفات، و6 صواريخ، بالإضافة إلى مراكز القيادة وتحديد الهدف.

وأشار إلى أنه بفضل التدريب والروح المعنوية المرتفعة كانوا يتحركون بنشاط وهمة عالية، فكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية تسقط فى خليج السويس، وكنا نبلغ وزير الحربية الفريق محمد فوزى حين ذاك، بالطائرات التى نتأكد من سقوطها فقط، عن طريق أسر الطيار أأأو الحصول على حطام الطائرة.

وأوضح الخبير العسكرى أن تحرير سيناء بدأ منذ 5 يونيو 1976م، ذلك اليوم الذى احتلت فيه إسرائيل شبه جزيرة سيناء بالكامل، ولم يأخذ الجيش المصرى والقوات المسلحة المصرية حقهم المشروع فى مواجهة العدو الإسرائيلى، نتيجة أخطاء فى القيادة السياسية والعسكرية فى ذلك الوقت.

وأكد أن الجيش أراد أن يسترد كرامته ويأخذ بثأره، ويعيد شرف العسكرية المصرية إلى أمجاده، وقام بعمليات صغيرة منفصلة مرحلية أطلقنا عليها حرب الاستنزاف طبقا لإمكانات القوات المسلحة المتاحة فى ذلك الوقت، فطورنا تدريبا القوات المسلحة، وأعدنا تسليح الوحدات المنسحبة من سيناء.

وتابع: "وأضفنا وحدات وأسلحة أكثر تطورا إلى أن وصلنا إلى مرحلة التعامل مع القوات الجوية الإسرائيلية، التى كانت تتباهى بها إسرائيل وتعتبرها ذراعها الطويل، وبقدرة وكفاءة الدفاع الجوى والقوات الجوية استطعنا قطع هذا الذراع الطويل، وأعطينا فرصة كاملة لحشد القوات فى جبهة القتال، وتحقيق السيطرة الجوية على المنطقة بالكامل، ومنع القوات الجوية الإسرائيلية من التدخل فى عمليات الحشد بهذه المنطقة، ووصلنا إلى مرحلة تمام الاستعداد للقيام بعمليات فى عمق سيناء، فأصدر الرئيس أنور السادات، قراره التاريخى، بشن عمليات حربية كبيرة، لتدمير خط بارليف، والوصول إلى خط المضايق، وتحريك المياه الساكنة ما بين مصر وإسرائيل بإعادة تحرير سيناء، وإعادتها إلى الوطن الأم مصر".

وأشار الخبير العسكرى إلى أن ثقة القوات المسلحة بجميع أفرعها للقيام بهذه العملية، مكنها من تدمير خط بارليف بالكامل وعندها شعرت إسرائيل بقوة الجيش المصرى واختلافه كليا عن الجيش الذى هاجمته فى 1967م، وأيقنت أنه لا مفر من القتال أمام جيش شرس يأخذ بثأره، فانسحبت من سيناء، إلا أنها ماطلت فى تسليم منطقة طابا، فلجأت الدولة المصرية إلى التحكيم الدولى، وبدأت المعركة الدبلوماسية بين مصر وإسرائيل، تكملة إلى المعركة الحربية التى نشبت فى السادس من أكتوبر 1973م، وحكمت المحكمة الدولية بأحقية مصر فى منطقة طابا بالكامل، وصحة التحديد المصرى لنقط الحدود القديمة الفاصلة بين الدولة المصرية ودولة فلسطين فى ذلك الوقت منذ الاحتلال البريطانى والإمبراطورية العثمانية".

وأردف: "ورفع العلم على كامل الأرض المصرية فى 25 أبريل 1982م، واليوم فى العيد الـ28 لتحرير سيناء نحتفل بأرض الفيروز المصرية التى عادت إلى حضن الوطن، وقامت القيادة المصرية الحالية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، بتوجيه العناية الكافية لتنمية سيناء فبدأت بشق قناة جديدة فى السويس، حتى تسهل الملاحة البحرية الدولية فى القناة، وتخفض من عدد ساعات عبور القناة للاتجاهين، وبالتالى تخفض من تكاليف العبور للتجارة الدولية، وكما تم إنشاء المنطقة الصناعية اللوجيستية شرق بورسعيد، التى من المنتظر أن تطور المنطقة بالكامل، مما يعود بالفائدة الاقتصادية لمصر، بالإضافة إلى إنشاء العديد من المناطق الصناعية والسياحية فى سيناء ومنها المزارع السمكية فى الشمال ومصانع الأسمنت والمناجم فى وسط سيناء والسياحة العالمية بجنوب سيناء".

وأكد اللواء يحيى السنجق، أنه فى القريب العاجل بإذن الله ستجنى مصر ثمار هذه التنمية الشاملة لسيناء، أما إذا تحدثنا عن الجماعات التكفيرية التخريبية فى شرق وشمال سيناء فهى جماعات ليست مصرية ولا تنتمى إلى الوطن ولا إلى دين ونحن بريئون منهم جميعا، وهى تمول من الخارج بواسطة قطر وتركيا وأشباههم أصحاب الأقنعة من وجهين الأول معهم والآخر مع الدولة المصرية لكن انتماءهم وقلوبهم تدعو إلى التخريب واستغلال المواقف واستغلال الأزمات لجمع المال والسيطرة والنفوذ، ولكن كل ذلك لن يجدى نفعا فى خداعنا، وسنسعى دائما لتطهير هذه المنطقة فى سيناء من هؤلاء الشراذم الخارجين عن القانون والخوارج وسنحتفل مرة أخرى بتطهير سيناء كما نحتفل اليوم بعودة سيناء عام 1982م".

وأكد أن القوات المسلحة لم تقصر فى جهودها فى تطهير سيناء بل زادت فى الفترة الأخيرة، وتفهمت إسرائيل هذا الوضع وأصبح من القوات المسلحة المصرية العمل فى الحدود الوسيطة دون أى تحذيرات أو قيود بما نصت عليه اتفاقية السلام كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل برعاية أمريكية، ومن المؤكد أن هذه الرقابة على هذه المناطق التى تهدد الأمن المصرى ستستمر للأبد لأن هناك أطماعا كثيرة وأهدافا توسيعية تعمل على خلق المشاكل للدولة المصرية.