الزمان
جريدة الزمان

مرأة و طفل

الثقة بالنفس تخلق شخصية متوازنة للطفل

-

8 خطوات أساسية تمنح طرق علاجيّة سليمة

الثقة بالنفس من أهم العناصر المكونة لشخصية الفرد منذ نشأته وترتبط بشكل قوى باتجاهات الفرد السلبية أو الإيجابية تجاه نفسه وتجاه مجتمعه، وبالتالى هى الأساس لتكيف الفرد مع الذات والمجتمع، فهى مقدار تقييم الفرد لقدراته ومهاراته واستعمالها بفاعليّة وكفاءة فى المواقف المختلفة التى يعيشها، كما أنها من السمات الشخصية الأساسية التى تدفع الفرد لاستخدام أكبر قدر مُمكن من قدراته الجسمية والنفسية والاجتماعية واللغوية لتحقيق هدف ما يسعى لنيله، فهى مجموعة من الإمكانات والاستعدادات التى يُولد بها الفرد وتُغذِّيها التنشئة الأسرية والاجتماعية السليمة فتنشئ شخصية مستقرة قادرة على اتخاذ القرارات بشكل مستقل وتتكامل بالتوافق النفسى مما يجعل للفرد أساساً متيناً فى مقاومة الكثير من الاضطرابات التى يتعرض لها فى المواقف المختلفة كما ينتج عن ثقة الفرد بنفسه شعور حب الذات والتقدير النفسى.

أهمية الثقة بالنفس لدى الطفل

فهى تبرز أهمية الثقة بالنفس بالتوافق النفسى للطفل الذى يبعث إلى السعادة والاطمئنان الداخلى ليصل بالطفل إلى حالة من التقدير والأمان الذاتى فتجعله مُستقرّاً نفسيّاً بعيداً عن الاضطرابات، بالإضافة إلى القدرة على إعطاء العَقَبات التى يواجهها حجمها الأصلى دون تضخيم أو خوف مبالغ فيه، كما أنها تجعل الطفل ناجحاً فى أدائه للمَهام من خلال إيمانه بذاته وبالتالى ثقته بكفاءته للقيام بمهارة ما ومنها إلى الدافعية للمزيد من التعلّم والنجاح والانفتاح النفسى لاكتساب خبرات جديدة، فالطفل الواثق بذاته يُحبّ من حوله ويُعبِّر عن مشاعره بحُريّة أما الطفل غير الواثق بنفسه فإنه يخاف من التعبير عمّا يجول فى خاطره كما أنه لا يملك القدرة على اتّخاذ القرارات، فبالإضافة إلى كونه يخاف من التجمعات فإنه أيضاً يظن أن كل من حوله يراقب عيوبه الأمر الذى يقوده فى نهاية الأمر إلى العزلة والانطواء على نفسه لعدم ثقته بكفاءته الاجتماعية والذاتية.

لذلك يجب الحرص على بناء ثقة الطفل بنفسه بما أن الثقة بالنفس هى البنية الأساسية لشخصية الطفل فإن الدور الأساسى فى التنشئة السوية يقع على الأسرة والمدرسة لتمكين هذه الشخصية.

ويجب الأخذ بالاعتبار الآثار السلبيّة لضعف ثقة الطفل بنفسه وتدنّى مفهومه الذاتى عن نفسه فيجب على الوالدين علاج هذه الحالة التى قد تستمرّ مع الطفل أثناء تقدّمه فى مراحله العمريّة وتعرّضه للكثير من الأزمات والاضطرابات النفسيّة.

هناك الكثير من الطرق العلاجيّة والبنَّاءة أهمّها الآتى:

  • التعبير عن الحب بشكل غير مشروط وسخى، فالطفل يحتاج الحنان والعناق، وترك مساحة كافية له للتعبير عن مشاعره، والاستماع له باهتمام مع مُراعاة مشاعره والأخذ بها مع عدم إهمالها، وتشجيعه على الإفصاح والتعبير عمّا فى داخله دائماً.
  • الابتعاد التام عن الإيحاءات السلبيّة والجمل الهدّامة التى يُلقى بها الآباء على أبنائهم دون المعرفة بمقدار الأذى النفسى الذى تُسببه هذه الكلمات، فينتج عنها تشويه الطفل لصورته عن ذاته، فهو يصدق كل ما يُقال له، بل إنه سيخاطب نفسه بنفس الطريقة التى يُخاطبه بها أبواه، وعند تعرّضه لمشكلةٍ ما يرى نفسه غير كفء لمحاولة حلها، وتنحدر ثقته بقدراته، فتُسيطر عليه التعابير السلبية المليئة بالاستسلام، مثل لا أستطيع وغير قادر وأخاف من، لتتبعها حالة من العجز الذاتى والإحباط.
  • انتقاد السلوكيّات غير المرغوب بها الصادرة عن الطفل، وليس انتقاد الطفل نفسه، مثل ضربك لأخيك سلوك غير لائق بدل قول أنت ولد مشاغب، فتوجيه الملاحظة على سلوك الطفل يحافظ على التقدير الذاتى مع إيصال التوجيه المطلوب، أما توجيه الملاحظة للطّفل بذاته فهو يُقلّل من القيمة الذاتية لشخصية الطفل.
  • الثبات بآلية التعامل مع الطفل وعدم التذبذب بها، فلا يجب على الوالدين نهى الطفل عن السلوك السيئ مرة والتغاضى عنه مرة أخرى، مع أهميّة الاتّفاق بين الأم والأب فى اتّخاذ القرارات المُتعلقة بأطفالهم، فيُمكن أن يتميز الأب بالقسوة بينما تكون الأم لينة.
  • دفع الطفل للاختيار واتخاذ قراراته بنفسه كالألعاب التى يرغب باللعب بها، أو بملابسه التى سيرتديها، وذلك بطرح جميع الخيارات المُتاحة لديه وشرحها، وشرح الآثار المُترتّبة عليها، وترك الحرية له لاختيار القرار الذى يراه مُناسباً، مع احترام هذا القرار الذى اتّخذه، وفى حال اتّخاذه قراراً غير ملائم يجب شرح سبب رفض قراره بطريقة منطقيّة ومُقنعة بما يتناسب مع عمر الطفل، فإن ذلك يرفع لديه ثقته بأفكاره ومهاراته باختيار ما هو مُناسب لنفسه.
  • مدح الطفل وجهوده التى يقوم بها فى محاولاته بالقيام بمهاراته الاستقلاليّة أو أى مهارات أخرى، كما أن الإيحاءات الإيجابيّة وإظهار ثقة الأم بطفلها بأنّه قادر على أداء المَهمّة المُوكلة له وإخباره أنّها ليست بالمهمة السهلة لكنه استطاع التغلّب عليها والقيام بها.
  • الابتعاد عن المقارنة بينه وبين من حوله لمثل سنه وبث الاتجاهات السلبية للطفل تجاه نفسه، وأنه غير قادر على أن يجارى أصدقاءه أو إخوته، وأنّه ليس به ما يُميّزه عن غيره، بل يجب على الأم التركيز على ما يميز الطفل وإشعاره بذلك، ويجدر بالوالدين انتهاج نهج الرسول عليه الصلاة والسلام فى توزيع الأدوار وتوظيف الطّاقات لدى الأفراد دون مقارنة أو مفاضلة، حيث كان الرسول عليه الصلاة والسلام يلفت انتباه الصحابة إلى القدرات والمهارات التى يتمتّع بها كل فرد منهم، فيطلق الألقاب المحفزة لهم والملائمة لطاقاتهم ليثمر ذلك التعزيز فى إقبال كل منهم على دوره المُناسب بكامل قوته وطاقته الداخلية.
  • تشجيع الطفل لإبداء رأيه فى قضية معينة تخصه أو تتعلق بأسرته، مع إتاحة الفرصة له بتحمل بعض المسئوليات الصغيرة للاعتماد على ذاته، مع التحفيز المستمر لجميع التجارب الناجحة له، وتجاهل المُحاولات الفاشلة فى أى مهارة يقوم بها.