”وول ستريت جورنال”: لم نطلب من برنارد أي تحقيق ميداني عن ليبيا
بعدما استقبلته مرحبة.. الوفاق تتبرأ من زيارة «عرّاب الحرب الصهيوني»
القلعاوي: ليفي حاول جذب فرنسا باتجاه الوفاق لوقف التقارب المصري الفرنسي
أثارت زيارة برنارد هنري ليفي إلى ليبيا انتقادات لاذعة، إلى حكومة الوفاق الذي أنكرت إرسالها لأي دعوة رسمية إلى الصحفي اليهودي ذي الأصل الفرنسي، وهبطت طائرة ليفي الخاصة في 25 يوليو الجاري، في مطار مصراتة، وهي ثالث أكبر المدن التي تضع حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج يدها عليها، ويبدو أنه وفقا للتقارير الدولية الذي أطلع عليها "الزمان" وترجمها أنه ذهب إلى الدولة التي مزقتها الحرب لأسباب أبعد من كونه تحقيق صحفي للصحيفة الأمريكية"وول ستريت جرنال".
وذكر موقع "Courrier international" الفرنسي في تقريره الذي حمل عنوان "الخيبة.. معاناة برنارد هنري ليفي في ليبيا"، أن الفرنسي برنار ليفي وصل إلى ليبيا بزعم التحقيق بشأن وجود مقابر جماعية، تدعي حكومة الوفاق أن الجيش الوطني الليبي تسبب فيها، ونشر الموقع الفرنسي رد وزير الداخلية فتحي بشاغا على حسابه على تويتر بعد حملة إعلامية أعقبت وصول ليفي وأوضح: إن زيارة الصحفي جاءت دون دعوة رسمية من الحكومة الليبية وليس لها أهمية سياسية ولا تمثل حكومة الوفاق الوطني، في حين أن الجمهور حر في التعبير عن آرائه في أي حدث "، وتساءل التقرير عن سبب وجود ليفي في ليبيا مرة أخرى، خاصة أنه كان شريكا أساسيا في صنع قرار فرنسا في عام 2011 بالتدخل العسكري في ليبيا ضد العقيد معمر القذافي.
وفي تصريحات خاصة للزمان اعتبر الباحث في الشأن الليبي، أحمد القلعاوي، أن الحديث حول وجود مقابر جماعية "كلام فارغ" وأكاذيب، فقد أطلقت الوفاق العديد من الشائعات حول الجيش الليبي ليس لشئ إلا لاستمرار الحرب، وأكد أن ليفي لم يستطع دخول مدينة ترهونة رغم محاولاته لأنها أحدى المدن القوية ذات تأثير سياسي واجتماعي، ولو دخلها كان سيبرهن للعالم أن ترهونة ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، ويزرع بذلك فتيل حرب جديدة، وسيؤكد الأكاذيب المتداولة حول الجيش الليبي وبالتالي جذب فرنسا باتجاه حكومة الوفاق، في الوقت الذي تؤيد فيه فرنسا المبادرة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي لحقن الدماء، فهو ضد التقارب المصري الفرنسي.
وتابع أن ليفي عندما استشعر الجهود الخارجية خاصة من مصر الساعية إلى الاستقرار والوصول إلى حل سياسي بين الأطراف الليبية، جاء مسرعا لعرقلة هذه المساعي. وأورد أن الصحفي اليهودي حاول زرع الفتنة في مصر ودولا عربية الأخرى مثل ليبيا وسوريا واليمن، وحاول كذلك والجزائر إلا أن شعبها كان له بالمرصاد وكشف مؤامرته وطرده. وحول تبرأ الوفاق من الزيارة قال القلعاوي إن "إنها تهمة يحاول الكل إبعادها عن نفسه، فالحكومة تعرف مدى رفض الشارع و رواد السوشيال ميديا والإعلام الليبي لحضوره، فوصوله سبب حالة من الفوضى في المنطقة، مضيفا أن الحكومة خائفة من ردة فعل الشارع الليبي، مرجحا أن الزيارة كان من المفترض أن تكون سرية.
وكتب الموقع الإلكتروني الفرنسي" Orient XXI" مقالًا حول إخفاق زيارة ليفي، الذي غادر بعد يوم شابت فيه الزيارة جدلاً، وأضاف الموقع الفرنسي أن الزيارة لا تزال لغزا، "وإذا كان الهدف من زيارة ليفي هو استعادة صورة فرنسا في غرب ليبيا بعد دعم [فرنسا] لحفتر، فقد فشلت الزيارة تمامًا". وعرض موقع "جيروزاليم بوست" السخرية من زيارة ليفي على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أشار عماد الدين بديع المحلل السياسي في تغريدة أن زيارة الفرنسي اليهودي كانت بمثابة "إخفاق في العلاقات العامة" لحكومة الوفاق الوطني، ولفت آخرون إلى أنه جاء لرؤية "الخراب الذي ساعد في جلبه"، وبينت الأوبزرفر الليبية أن قوات الأمن في ترهونة فتحت النار على موكب ليفي.
أما موقع "Redress Information & Analysis" المهتم بشئون الشرق الأوسط قال "سيتذكر القراء الذين تابعوا تقدم انتفاضة 2011 ضد نظام معمر القذافي في ليبيا أن ليفي نزل على البلاد ظاهريًا لدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان. ولكن، كما لاحظ الكاتب المولود في إسرائيل جلعاد أتزمون، فإن الفرنسي ليس مدافعًا عن حقوق الإنسان ولكنه في الواقع منافق ومدافع عن العنصرية الإسرائيلية وقمع حقوق الإنسان الفلسطيني" ، وتابعا للموقع الداعم للشرق الأوسط قال أتزمون، "على الرغم من أن ليفي يقدم نفسه على أنه فيلسوف فرنسي، إلا أنه مجرد نموذج للدعاية الإسرائيلية.
وفي نفس السياق أكد موقع العربي الجديد في نسخته الإنجليزية أن صحيفة "وول ستريت جورنال" لم تطلب تحقيق ليبي ميداني من ليفي، وقالت كولين شوارتز المتحدثة باسم الصحيفة الأمريكية في بيان بالبريد الإلكتروني:"لقد عملت إدارة الرأي في وول ستريت جورنال مع برنارد هنري ليفي في الماضي، لكن زيارته لليبيا ليست مفوضة من قبل الصحيفة"، أورد الموقع أن ليفي كتب على حسابه الشخصي يوم الثلاثاء 28 يوليو بأن تقريره عن ليبيا سينشر بدلاً من ذلك في مجلة باريس ماتش الفرنسية.