الزمان
جريدة الزمان

خير أجناد الأرض

مصر تعمل على توحيد رؤيتها مع الجيوش الصديقة

أحمد سمير -

فى إطار خطة التدريبات المشتركة التى تنفذها القوات المسلحة المصرية مع العديد من الدول الشقيقة والصديقة، لتنمية العلاقات العسكرية ومواجهة التحديات المشتركة ودعم جهود الأمن والاستقرار بالمنطقة، انطلقت فى مصر، الأحد الماضى، فعاليات التدريب المشترك "سيف العرب، بمشاركة مصر والسعودية والإمارات والأردن والبحرين والسودان.

ويؤدى التدريب المشترك المتنوع والمتطور إلى رفع مستوى الكفاءة الفنية واللياقة البدنية، ثم يأتى التعليم ليعزز عملية اتخاذ القرار واللياقة الذهنية, ويؤمن التعليم والتدريب العسكرى رفع مستوى الأفراد باستمرار، وتحقيق أفضل مستوى للدفاع عن الدولة.

وينظر إلى التدريب على أنه حجر الزاوية فى القضايا المتعلقة بالموارد البشرية فى القوات المسلحة الحديثة، حيث ثبت أن تحقيق مستوى تدريب أفضل يضاعف القدرة العسكرية.

وقال الخبير العسكرى اللواء أركان حرب على حفظى محافظ شمال سيناء الأسبق, إن خطة التدريبات المشتركة تقع ضمن خطط القوات المسلحة للاستفادة من خبرات وتجارب الجيوش الصديقة والشقيقة، ومعرفة التكنولوجيات الحديثة، التى يشهدها سوق التسليح بشكل متتابع.

وأضاف محافظ شمال سيناء الأسبق أن القوات المسلحة المصرية تجرى سنويا عشرات التدريبات المشتركة، مع العديد من دول العالم، منها ما يتم فى مصر، ومنها ما يتم فى تلك الدول، بهدف التعرف على طبيعة الأرض، والعمل على الأسلحة بشكل دقيق، ومعرفة كافة تفاصيل المعدة، وكيفية مواجهة العقبات التى قد تطرأ عليها، وذلك حتى يستفيد الضابط المقاتل، مشيرا إلى أن التدريبات الأخيرة على سبيل المثال، تطور نوعى كبير فى شكل التدريبات التقليدية وغير التقليدية، خاصة فى ظل التدريب على اقتحام بؤر إرهابية مسلحة، وكيفية التعامل معها، وكلها أساليب طرأت على تعامل القوات المسلحة مع العدائيات المحتملة.

وتابع الخبير العسكرى أن القوات المسلحة المصرية تمتلك خبرات كبيرة وتعطى مفاهيم التنسيق مع جميع العناصر التى تشترك فى مثل تلك التدريبات مؤكدا أن قواتنا تستفيد من خلال المناورات الحربية، والإطلاع على المنظومات الحديثة فى التسليح، بجانب إثبات قوة الدولة المصرية فى ردع أى أعداء.

وأشار حفظى إلى أن الدول التى لديها قوات مسلحة متطورة تتواكب مع هذا التطور والتقدم فيما يتعلق فى كل المجالات العسكرية التى من ضمنها التدريب العسكرى المشترك بين الدول وبعضها الذى يعد جزءا من منظومة التطوير لرفع مستوى الكفاءة القتالية ومعرفة خبرات جديدة وحديثة تؤدى إلى التميز فى المجال العسكرى واكتساب خبرة على كافة الأصعدة العسكرية لتبادل المعلومات.

وتابع، أن القوات المسلحة المصرية تمتلك رؤية استراتيجية متطورة وتسير وفق خطى ثابتة لتحقيق الأمن والأمان للمصريين، لافتا إلى أن كل مشروعات التنموية التى تنفذها الدولة المصرية فى الداخل والتى تقع فى المياه الدولية، سبقتها رؤية استراتيجية وعسكرية، من أجل تأمينها وحفظ ثروات المصريين من أى معتدٍ.

وأشار اللواء محمد الغبارى مدير كلية الدفاع الوطنى السابق، إلى أن التدريب المشترك يستفيد منه الدول المشاركة نظرا لخبرة مصر فى مجال الحرب على الإرهاب مشيرا إلى أن التدريبات المشتركة هى إحدى مراحل تدريب القوات المسلحة، مشيرا إلى أن التدريبات المشتركة مع الجيوش الأجنبية تعمل أيضا على نقل الخبرات للقوات المصرية.

وأضاف مدير كلية الدفاع الوطنى السابق أن التدريبات البحرية المصرية مع روسيا فى البحر الأسود تضيف للقوات البحرية التعامل فى مسرح عمليات جديد، مشيرا إلى أنها المرة الأولى التى تصل فيها القوات البحرية المصرية إلى هذا البحر، مشيرا إلى أن هناك مصالح مشتركة بين بعض الدول وبعضها ومن الطبيعى أنها تتعرض لأى تهديد مما يدفع الدول للتشارك معا لصد وحماية مصالحها المشتركة خاصة أن ردع التهديدات يبدأ دائما باستعراض القوة التى ترهب المعتدى.

وأوضح الغبارى، أن التدريبات تتيح الاطلاع على معدات جديدة ونظم تسليح مختلفة ونظم قيادة وسيطرة حديثة، مضيفا أن التدريبات المشتركة بدأت منذ الثمانينيات بين الجيش المصرى والأمريكى فى مناورات «البرايت ستار» حتى وصلت إلى 21 دولة عام 1997.

وقال الخبير العسكرى إن التدريب يراعى ما هى التهديدات الحالية والمستقبلية، التى يمكن أن تواجهها مصر، خاصة أن موضوعات التدريب تشمل انتقال الإرهاب، ومواجهة العدائيات، والهجرة غير الشرعية, مشيرا إلى أن الجيش المصرى جيش رشيد يحمى ولا يهدد، ونحن نتمتع بأخلاق الفرسان.

وتابع قائلا إن عقد التدريبات المشتركة فى حقيقتها هو تأكيد لعمق ومتانة العلاقات السياسية بين الدول، وتعمل على ارتقائها إلى أعلى مستوى، وذلك فى مستهل تعليقه على التدريبات العسكرية المشتركة لدول تجمع الساحل والصحراء بقاعدة محمد نجيب العسكرية.

وأكد مدير كلية الدفاع الوطنى السابق، أن تلك التدريبات المشتركة يتم التخطيط والتنظيم لها قبل التنفيذ بمرحلة كافية، وتتم فعاليات التدريبات بالتعارف بين القوات المشاركة، ثم إجراء عرض للأسلحة المتواجدة والتى يتم استخدامها فى عملية التدريب، ثم تتدرب القوات على المهام المتعلقة بالتهديدات الإرهابية ومواجهة الجماعات المسلحة وتحرير الرهائن.

وأكد الغبارى، مصر لديها خطة تدريب مشترك، وبالتالى تشترك عناصر مختلفة، والعنصر الذى لا يشارك فى تدريبات، يشارك فى مناورة أخرى.