القاهرة تقود تدريبًا عالميًا فى البحر المتوسط
تمكنت القوات المسلحة المصرية تحقيق طفرة كبيرة فى التدريبات العسكرية المختلفة مع عدد كبير من الدول العربية والأوروبية، وهذا الأمر كان أحد العوامل الهامة التى ساعدت الجيش المصرى فى صعود عام 2020 من المستوى العاشر عالمياً إلى المستوى التاسع، وبهذا التقدم الذى حققته القوات المسلحة المصرية أصبحت محور حديث وأنظار العالم لهذا التطور السريع مما حقق عمليات ردع عديدة فى عدد من الملفات والقضايا العسكرية لبعض الدول المعادية لمصرى والتى تتربص بها.
وشهد الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، ووزير دفاع اليونان، وممثلو وزارة الدفاع القبرصية والفرنسية والإماراتية، المرحلة الرئيسية للتدريب المشترك المصرى اليونانى القبرصى "ميدوزا -10"، بحضور الفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة.
واستمرت فعاليات التدريب العسكرى عدة أيام بنطاق مسرح عمليات البحر المتوسط بجمهورية مصر العربية، بمشاركة عناصر القوات البحرية والجوية والقوات الخاصة المصرية واليونانية والقبرصية والفرنسية والإماراتية.
بدأت المرحلة الرئيسية بتقديم عرض تفصيلى على متن حاملة المروحيات "أنور السادات" تتضمن عرض الأنشطة والفعاليات التى تم تنفيذها فى مراحل التدريب المختلفة, علاوة على عرض المخطط الزمنى لتنفيذ الأنشطة خلال المرحلة الرئيسية.
كما شاهد القائد العام للقوات المسلحة والحضور، عدد من الأنشطة التدريبية للدول المشاركة فى التدريب تضمنت تنفيذ قذف جوى ضد عدد من الأهداف المعادية على الساحل بواسطة الطائرات متعددة المهام، فضلاً عن تنفيذ رماية مدفعية للوحدات البحرية بالأعيرة المختلفة ضد الأهداف غير النمطية أظهرت مدى ما تتمتع به القوات من دقة ومهارة عالية فى إصابة الأهداف، أعقبها تنفيذ إسقاط مظلى لتأمين رأس الشاطئ وذلك بتنفيذ قفزة صداقة لعناصر المظلات.
كما تضمنت الفعاليات تنفيذ تدريب حق الزيارة والتفتيش على سفينة مشتبه بها، وتنفيذ القوات الخاصة البحرية عددا من الأنشطة كفتح الثغرات وتأمين رأس الشاطئ والإغارة على هدف ساحلى أظهرت مدى القدرة على العمل المشترك بكفاءة واقتدار، وأعقب ذلك تنفيذ عملية برمائية للسيطرة على الأهداف الحيوية بواسطة وسائط الإبرار المحمولة على متن حاملة المروحيات، كذلك قيام طائرات الهليكوبتر الهجومى بتقديم الدعم النيرانى المكثف لتأمين ممر الاقتراب لوسائط الإبرار.
واختتمت الأنشطة، بتنفيذ تشكيل استعراض بحرى جوى بمشاركة عدد من الوحدات البحرية والطائرات المتعددة المهام مختلفة الطرازات من الدول المشاركة لتحية الحضور.
وكانت المراحل الأولى قد تضمنت تنفيذ العديد من الأنشطة منها اصطفاف العناصر المشاركة بالمناورة، وتنفيذ المحاضرات النظرية والعملية التى تساهم فى توحيد المفاهيم المشتركة للقوات المنفذة، والتدريب المسبق لعناصر القوات الخاصة البحرية، والقيام بتخطيط وإدارة أعمال قتال بحرية وجوية مشتركة ضد كافة التهديدات, والتدريب على أعمال الاستطلاع الجوى والبحرى واعتراض الأهداف المعادية، وتنفيذ تشكيلات الإبحار كذلك التدريب على أعمال البحث والإنقاذ وتبادل البلاغات والمعلومات بين الوحدات والقطع البحرية، وأعمال الاعتراض البحرى والدفاع ضد التهديدات غير النمطية أثناء الإبحار ومكافحة الهجرة غير الشرعية والقرصنة البحرية.
وتم نقل القائد العام للقوات المسلحة فى نهاية المرحلة، تحيات وتقدير الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، للحضور مرحباً بهم فى بلدهم الثانى مصر، مؤكداً على عمق العلاقات العسكرية التى تربط البلدان المشاركة، مشيراً إلى حرص القيادة العامة للقوات المسلحة، على تحقيق أقصى استفادة ممكنة من التدريب الذى يهدف لتبادل الخبرات والمهارات التى يتمتع بها كافة العناصر المشاركة فى التدريب , من أجل أمن واستقرار شرق المتوسط.
وقال اللواء محمد رشاد، وكيل المخابرات العامة سابقاً، إنه من الطبيعى أن يكون هناك تدريبات مشتركة بين مصر وقبرص واليونان باعتبار أن القاسم المشترك بينهم هو شرق البحر المتوسط، لافتا إلى أن المنطقة الاقتصادية هناك مقسمة بيننا وبين هذه الدول، لذلك لا بد أن يكون هناك تدريبات بحرية حتى تحمى مياهها الاقتصادية وآبار البترول هناك.
وأضاف وكيل المخابرات العامة سابقاً، أن هذا التدريب أساسى حتى لا تتعرض منصات الغاز إلى أية عمليات عدائية وتحديداً من تركيا التى تحاول التحرش باليونان مما يعرض المنطقة الاقتصادية للخطر، متابعاً، لذلك هذه التدريبات المشتركة حماية للمنطقة الاقتصادية لهذه الدول.
ولفت اللواء رشاد، إلى أن كلا من السعودية وأمريكا والبحرين والسودان والأردن وإيطاليا وألمانيا حضرت التدريب بصفة مراقب، وذلك بهدف اكتساب الخبرات دون الاشتراك وهو يحدث فى كل العالم.
ومن جانبه أشار اللواء يحيى السنجق، الخبير العسكرى، إلى أن ميدوزا -10 شاركت فيه عدد من الدول القريبة من مصر استراتيجياً واقتصادياً وهما اليونان وقبرص، لافتا إلى أن العدو الذى يهدد مصالح واقتصاد هذه الدول فى البحر الأبيض المتوسط واحد وهى تركيا.
وأضاف الخبير العسكرى، هذا التدريب كان ضروريا للقوات المسلحة بأفرعها المختلفة المتمثلة فى القوات الجوية والبرية والبحرية، فى منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط وعلى طبيعة تُشابه إلى حد كبير أرض معركة محتملة، متابعاً، بهدف تنسيق التعاون والتفاهم بين القوات المشتركة من هذه الدول فى المفاهيم والتكتيكات العسكرية.
ولفت اللواء السنجق، إلى أن هذه المناورة بدأت من 30 نوفمبر وحتى 6 ديسمبر، والتى حضر المرحلة النهائية منها وزير الدفاع مع وزير الدفاع اليونانى، موضحاً، أن هذه المناورة تهدف إلى التعرف على أسلحة الدول الأخرى ومدى كفاءتها وصلاحيتها القتالية لأية عمليات محتملة، حيث إن الدول المشاركة تمتلك أنواعا مختلفة من الأسلحة الحديثة.
وتابع، من خلال هذه المناورة يتم التعرف إذا كان هناك احتياج لمثل هذه الأسلحة التى تمتلكها الدول المشاركة، مضيفاً، كما أن هذه المناورات عبارة عن دعاية للدول المنتجة للأسلحة، والتى بدورها تُقدم تسهيلات للدول التى تشارك بأسلحتها فى مثل هذه التدريبات.
وأوضح اللواء يحيى السنجق، أن التدريبات العسكرية دائما تتم فى ظروف مناخية مختلفة قد تكون مؤثرة على سير العمليات ويكون الجندى مُدربا على مثل هذه المتغيرات التى قد تحدث خلال المعركة الحقيقية، مؤكداً أن هذه المناورة الرسالة الرئيسية فيها هى بيان مدى قوة الدول المشاركة لمواجهة أية عدو يهدد أمنهم القومى وتوضح قدرتهم على "الردع".