الزمان
جريدة الزمان

تقارير

«السوق السوداء» تتلاعب بمعاناة مرضى وباء كورونا

آية زكي -

بدأت وتيرة الموجة الثانية لفيروس كورونا المستجد فى الارتفاع وزيادة نسبة الإصابات مرة أخرى بشكل كبير وملحوظ، فقد تجاوزت أعداد الإصابات اليومية ٦٠٠ حالة وبالتزامن مع تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا من خلال بيان الإصابات اليومى لوزارة الصحة والسكان، بدأ معها الجشع التجارى خاصة فى احتكار الأدوية لدى بعض الصيدليات التى استغلت أزمة "كوفيد - 19".

وأقدم بعض المواطنين، على تخزين عدد من الأدوية المرتبطة بتقوية المناعة والمضادات الحيوية، من أجل رفع أسعارها واستغلال الأزمة وهو الأمر الذى خلق سوقا سوداء لبيع هذه المنتجات خارج رقابة المنظومة الصحية، حيث شهدت الصيدليات هذه الأيام إقبالاً كبيراً على أدوية المناعة والفيتامينات وأدوية البرد، فمع زيادة أعداد الإصابات اليومية بفيروس "كورونا"، بدأ السحب على الأدوية وتناولها بطريقة عشوائية من قبل المواطنين، اعتقاداً منهم فى حمياتهم من الفيروس اللعين وبدأ بعض ضعاف النفوس تخزين الأدوية وسحبها من السوق وحرمان المريض الذى يحتاجها.

وقال الدكتور أسامة رستم، نائب رئيس غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات: "بدأنا فى الاستعداد للموجة الثانية من فيروس كورونا منذ عدة أشهر حتى لا يتكرر ما حدث من أزمة فى الأدوية مثل ما حدث فى الموجه الأولى".

وأضاف: "أنه لا يتوقع حدوث أى نقص فى أدوية الفيتامينات خلال الفترة القادمة، فكافة شركات الأدوية استعدت جيداً للموجة الثانية من كورونا، وضاعفت حجم إنتاجها من الأدوية التى نحتاجها فى مواجهة فيروس كورونا خلال الفترة المقبلة".

وأشار"رستم" لـ"الزمان"، إلى أن مخزون الدواء فى مصر حاليا يكفى لمدة لا تقل عن تسعة أشهر، وأكد على توافر فيتامينات (الزنك وفيتامين سى) وجميع المضادات الحيوية بجميع الصيدليات باختلاف أسماء الشركات ولكن بنفس المادة الفعالة.

وأكد نائب رئيس غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات، أن ضعاف النفوس يخزنون الأدوية وهذا هو الذى يؤدى إلى ارتفاع سعرها أو اختفائها من السوق، مناشداً، سرعة الإبلاغ عن هؤلاء الذين يتلاعبون بأمراض ومتعاب المرضى والتصدى لهم بكل حسم وحزم، موضحاً؛ أن على المواطن دور كبير لمواجهة الموجة الثانية من فيروس كورونا وضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، مشيرا إلى أن الوضع يزداد خطورة مع زيادة عدد الإصابات اليومية.

وحذر من سحب المواطنين كميات من الأدوية من الصيدليات خلال الفترة القادمة بدون الحاجة لها، مشيراً إلى أن الأدوية يستخدمها المريض أو من يشعر بأى أعراض ويشتبه فى إصابته بفيروس كورونا فقط لتجنب حدوث أزمة، منوهاً؛ أنه لا بد من عدم صرف الأدوية إلا تحت إشراف الطبيب المختص وبخاصة هذه الأيام.

ونصح المواطنين باستبدال استعمال هذه الأدوية بتناول الأطعمة التى تحتوى على نفس الفيتامينات الموجودة بأدوية المناعة والحديد، نظراً لفوائدها وعدم تسببها فى مشاكل صحية مع كثرة تناولها.

واتفق معه فى الرأى، الدكتور على عوف، رئيس الشعبة العامة للأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، قائلا إن شركات الأدوية بدأت مبكراً فى الاستعداد للموجة الثانية من فيروس كورونا، متابعاً: إن مخزون الدواء فى مصر حاليا يكفى لمدة عام فلا داع للقلق.

وأشار رئيس الشعبة العامة للأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية فى تصريحات لـ"الزمان"، أن تخزين المواطنين لبعض أنواع الدواء هو الذى يؤدى إلى ارتفاع سعره واختفائه من الأسواق ولكن الوضع مطمئن والشركات استعدت بصناعة كميات كبيرة لتفادى ما حدث أثناء الموجة الأولى.

وأشار "عوف" إلى أن الطلب على أدوية المناعة بالصيدليات هذه الأيام شهدت ارتفاعاً بالتزامن مع الموجة الثانية وارتفاع أعداد الإصابات اليومية، حيث قفز الطلب على أدوية المناعة من الفيتامينات والحديد والزنك بنسبة تصل إلى 300%، مؤكداً أن جميع أدوية المناعة متوفرة بالصيدليات ولا يوجد نقص بأى منها.

وأضاف أن هناك بين 30 و40 شركة أدوية تنتج هذه النوعيات وضخها بالأسواق بالكميات المطلوبة لكل صيدلية لحل مشكلة نقص الأدوية التى حدثت فى السابق والاكتفاء الذاتى للمواطنين.

وفى سياق متصل؛ حذر عدد من الصيادلة، من عودة المواطنين إلى التهافت على الصيدليات لشراء الأدوية الخاصة بتقوية المناعة، والفيتامينات والأدوية ذات الصلة بالبروتوكول الخاص بعلاج فيروس كورونا المستجد، من أجل تخزينها بكميات كبيرة فى المنازل نتيجة قلقهم وخوفهم من الفيروس بالتزامن مع زيادة أعداد الإصابات اليومية مما ينذر بأزمة جديدة، نحن جميعاً فى غنى عنها.

وقال الدكتور أحمد ممدوح، صيدلى، إن فى بداية فصل الشتاء وبداية الموجة الثانية بدأ السحب على أدوية المناعة والبرد بشكل كبير، متابعاً: حتى الآن لا يوجد أزمة فى الأدوية فى جميع الصيدليات ولكن المواطن نفسه هو الذى يصنع تلك الأزمة عند شراء زيادة عن حاجته وبدون سبب اعتقاداً منه أنه يأمن نفسه عند شراء وأخد هذه الأدوية لمواجهة الموجة الثانية لفيروس كورونا.

وأشار إلى أن من الضرورة التصدى لفوضى تجارة الأدوية التى ظهرت هذه الأيام من تخزين للأدوية أو النصب على المواطنين باسم علاج للقضاء على الوباء من خلال بيع عقاقير تحت إدعاء أنها علاج لفيروس كورونا واستغلال المرضى، مشيراً إلى أن فى هذه الظروف الصعبة تكثر عمليات النصب حيث يوجد الكثير من مستغلين الأزمة لكسب أموال كسبوبة لهم للربح والنصب على المواطنين.

وأوضح الدكتور أسامة محمد، صيدلى، أنه لا بد من سرعة التعامل مع ظاهرة تخزين الأدوية والإفراط فى استخدام الفيتامينات قبل تزايدها الفترة القادمة والمتوقعة مع ارتفاع الإصابات وهو ما يتطلب تفعيل دور هيئة الدواء فى الرقابة على الصيدليات لمنع شراء الدواء بدون روشتة معتمدة من الطبيب أو بيع الأدوية خارج الصيدليات عبر الإنترنت كما يحدث هذه الأيام، وأن بيع الدواء يكون فى الصيدلية فقط مع مراعاة استشارة وإشراف صيدلى بروشتة طبية للتصدى على من يستغلون الظروف وحاجة المواطنين ويسحبون الكميات من السوق لتخزينها.

وتابع: "لا بد من الحذر من أى بروتوكولات منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى من صفحات غير معروفة وهو ما يمثل خطورة كبيرة على صحة المواطنين".

فيما حذرت المؤسسات الدينية المواطنين والشركات من تخزين أدوية المناعة المستخدمة فى علاج كورونا، مع تصاعد وتيرة الموجة الثانية لفيروس كورونا، مؤكدين أن احتكار تلك الأدوية من الكبائر، وربحها حرام شرعاً، وقالت لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر إنه لا يجوز ولا يحل شرعا بأى حال من الأحوال ما يقوم به البعض من اصطناع وافتعال الأزمات باحتكار القوت والعلاج الضروريين للناس.

وأكدت دار الإفتاء المصرية أن تخزين أدوية المناعة وغيرها من الفيتامينات المدرجة ضمن بروتوكولات علاج فيروس كورونا، أو غيره من الأمراض دون الحاجة إليها تحسبا لزيادة ثمنها فيما بعد يحرم شرعا، ومن كبائر الذنوب، محذرة فى فتوى لها على الموقع الرسمى، من الإضرار بالمواطنين، فهذا النوع من الاحتكار أشد فى الحرمة وأغلظ فى المنع.

وأضافت: تخزين الأدوية بهذه الطريقة استغلال لضروريات الناس وقت الأزمات واشتداد عوزهم للعلاج ويتنافى مع معانى الرحمة والتعاون والمواساة التى نادى بها الدين الإسلامى الحنيف، بل فيه أيضا دليل قاطع على شح صاحبه وتقصيره فى المسئولية المجتمعية تجاه بنى وطنه الحاملين لهذا الفيروس.