الفريق سعدالدين الشاذلى.. 10 سنوات على رحيل مُهندس نصر أكتوبر
"رجل العبور وصاحب خطة المآذن العالية"، ألقاب وصف بها القائد سعد الدين محمد الحسينى الشاذلى، القائد العسكرى الذى خاض حروبا مختلفة فى مصر بداية من حرب العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، ثم حرب اليمن عام 1965 حتى 1966، ثم حرب الاستنزاف عام 1967، وشارك بعدها فى خطة إعادة بناء القوات المسلحة المصرية قبل حرب أكتوبر التى وصلت بنا إلى طريق النصر، حيث كان قائد أركان القوات المسلحة المصرية ومؤسس وقائد أول فرقة سلاح مظلات فى مصر وكذلك كان مؤسساً لسلاح الصاعقة والقوات الخاصة فى مصر، بعدما تلقى تدريبا فى هذا المجال فى الولايات المتحدة الأمريكية كأول مصرى وعربى يتلقى هذا التدريب الخاص.
يعد أحد أبرز القيادات المهمة فى تاريخ العسكرية المصرية الحديثة، وأحد الأبطال الذين عزفوا أنشودة نصر السادس من أكتوبر عام 1973، والعقل المدبر للهجوم المصرى الناجح على خط بارليف.
حياته
ولد فى 1 أبريل 1922، نشأ الشاذلى فى دلتا مصر بقرية شبراتنا التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية، والتحق بالكلية الحربية فبراير 1939، وكان أصغر طالب فى دفعته كان عمره وقتها 17 سنة، ثم تخرج برتبة ملازم فى يوليو 1940، تم انتدابه للخدمة فى الحرس الملكى من 1943 إلى 1949، وشارك فى حرب فلسطين عام 1948 ضمن سرية ملكية مرسلة من قبل القصر، بدأت علاقته بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر قبل ثورة 23 يوليو، بسبب علاقاتهم الأسرية، فضلاً عن كونهم ضباطا مدرسين فى مدرسة الشؤون الإدارية، ثم انضم للضباط الأحرار بناء على طلب من عبدالناصر فى 1951.
رجل العبور
كما كان الشاذلى أمين عام مساعد جامعة الدول العربية للشؤون العسكرية وسفير سابق لدى إنجلترا والبرتغال ومحللا عسكريا، ويُعد من أهم الأعلام العسكرية العربية المعاصرة، وصف بأنه الرأس المدبر للهجوم المصرى الناجح على خط الدفاع الإسرائيلى بارليف فى حرب أكتوبر عام 1973 وهو من وضع خطة العبور كاملة.
خطة المآذن العالية
خطة كشفت عن قدرة الشاذلى العظيمة فى التكتيك العسكرى والقيادة والمناورة خلال حرب أكتوبر العظيم، وضعها للهجوم على إسرائيل واقتحام قناة السويس، مستخدماً فلسفة على عدم قدرة إسرائيل على تحمل الخسائر البشرية، والثانى إطالة مدة الحرب، فهى فى كل الحروب السابقة كانت تعتمد على الحروب السريعة، ويوم 6 أكتوبر 1973 وفى الثانية وخمس دقائق ظهرًا بتوقيت القاهرة، هاجمت القوات المصرية الجيش الإسرائيلى بطول الجبهتين، ونفذ الجيش المصرى خطة المآذن العالية، التى وضعها الشاذلى بنجاح لا شائبة فيها لكن حدثت واقعة الثغرة التى تسببت فى خلاف بينه وبين الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
الرئيس السيسى يُكرم الشاذلى
"أنا واثق من أن مصر وليس السادات سوف تكرمنى فى يوم من الأيام بعد أن تعرف حقائق وأسرار حرب أكتوبر، ليس التكريم هو أن أمنح وسامًا فى الخفاء، لكن التكريم هو أن يعلم الشعب بالدور الذى قمت به، سوف يأتى هذا اليوم مهمًا حاول السادات تأخيره ومهما حاول السادات تزوير التاريخ"، كلمات الفريق سعد الدين الشاذلى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، قالها فى مذكراته بعدما تعمد الرئيس أنور السادات إغفال دوره الكبير فى انتصار أكتوبر 1973، وعدم تكريمه فى مجلس الشعب كما فعل مع باقى القادة الذين قلدهم الأوسمة أمام عدسات التليفزيون، بينما أرسل إليه وسام نجمة الشرف مع ضابط صغير فى الخفاء، حقق الشاذلى ملاحم وطنية ولمع اسمه مع رفاقه خلال حرب أكتوبر العظيمة، فردت له القوات المسلحة اعتباره بعد الأزمة التى حدثت بعدما تم نفيه خارج البلاد خلال عهد السادات، وكرمه الرئيس السيسى عام 2015.
وفاته
تُوفى الفريق سعد الشاذلى يوم الخميس الموافق فى 10 فبراير 2011 م، بالمركز الطبى العالمى التابع للقوات المسلحة، عن عمر بلغ 89 عامًا قضاها فى خدمة وطنه بكل كفاءة وأمانة وإخلاص، بعد معاناة طويلة مع المرض، وقد شيّع فى جنازة عسكرية وشعبية مهيبة بحضور آلاف الضباط والجنود من أفراد القوات المسلحة بعد صلاة الجمعة.
قال عنه القادة الإسرائيليون
الجنرال موشيه ديان (وزير الدفاع الإسرائيلى الأسبق): "المصريون كانوا يملكون قائدا عظيما يعرف باسم الشاذلى كان قائداً للهيئة العامة لأركان حرب القوات المصرية إنه حقاً من أذكى القادة العسكريين إننى أقولها للتاريخ فقط وليس لمصلحة فهو من أشجع الضباط المصريين."
الجنرال أرييل شارون (قائد فرقة ضباط احتياط أثناء حرب أكتوبر 1973: "إن الشاذلى من أذكى الضباط المصريين عسكرياً إنه محترف بكل المقاييس يجب على أن أعترف بذلك."