الزمان
جريدة الزمان

خير أجناد الأرض

مصر تتبع الدبلوماسية في أزمة سد النهضة

هبة يحيى -

اللواء محمد الغباري: من ينادي بالحل العسكري مع إثيوبيا لا يفقه أي شيء على الساحة السياسية

اللواء مختار قنديل: إثيوبيا ورطت نفسها ببناءها السد آخر بلدها

لازالت تدور مباحاثات سد النهضة الأثيوبي بين الدول الثلاث (مصر – أثيوبيا – السودان)، ولكن الجميع يتعجب لموقف القاهرة الثابت، من حيث اتباع أسلوب التفاوض والدبلوماسية دون استخدام الحل العسكري وانهاء الأمر بغمضة عين، خاصة وأن أثيوبيا ضربت بالمفاوضات عرض الحائط، ولم تلتزم بها وشرعت في ملء السد، ولكن كل هذا كان وراءه سر كبير، وحكمة تتبعها القيادة السياسية.

 

أرادت مصر اتباع الحل السلمي لأن القيادة السياسية لديها ثبات انفعالي ولا يستفزها شيء، فتفكر فى الأمر وتتريث حتى تأخذ القرار الصحيح، فالجميع يعلم فرق القوة الشاسع بين خير أجناد الأرض والجيش الأثيوبي، خاصة بعد الأسلحة التي استوردتها مصر من الخارج، والمناورات العسكرية التى قامت بها مع أكثر الدول قوة، مما يجعلها تسبق أديس أبابا في قوتها وتخطيطها العسكري.

 

لذا مصر اتخذت جانب المفاوضات فالأسد لا تستفزه الرياح وفي هذا الصدد يقول اللواء محمد الغباري مدير كلية الدفاع الوطني إن الحل العسكرى ليس الحل الأمثل، ومن ينادى بأن مصر تستخدم الحل العسكري لا يفقه أي شيء في الساحة السياسة أو العسكرية، وعليه أن يعاود دراسة الأمر جيدا، لأن اتخاذ القرارات لا يأتي بتلك الطريقة أبدا.

وأضاف اللواء «الغباري» في تصريح خاص لـ«الزمان» أن الحل العسكري سيكون صعبا في أمره لأن إثيوبيا ليست دولة جوار لنا أو بيننا وبينهم حدود، فإذا قمنا مثلا بضربة عسكرية للسد، هل أديس أبابا لن تقيمه مرة أخرى؟ بالطبع ستقيمه مجددا، وسيكون هذه المرة أقوى، وسنكون نحن مدينين لهم أمام الناس، والعامل سينظر لجيشنا على إنه معتدي، مشير إلى إنه إذا قمنا بقياس حجم الضرر لن نجد أن السد يمنع عننا المياه حقيقة إلا في حالة واحدة حينما يأتي موسم الجفاف الممتد مع موسم الأمطار.

 

وأشار اللواء محمد الغباري إلى إننا نريد تنظيم ملء السد، وعلى حد قولهم فإن السد يسع 74 مليار مكعب من المياه، وحتى إن استطاعوا ملئه في سنة واحدة، يمكننا الاعتماد على المياه في السد العالي، ولكن مشكلة نقص المياه ستواجه الأجيال القادمة في سنوات الجفاف أو بعد 10 سنوات من الآن، ومن الممكن أنه عندما سيأتي الفيضان سيكون بنسبة 25 % بدلا من 100%.

 

وأوضح الخبير العسكري والاستراتيجي أنه يمكننا التحمل ولكن إذا جاءت سنين الجفاف فيمكننا تحمل السنة الأولى والثانية، ولكن الثالثة سيكون الأمر صعبا، فلا يمكن استخدام القوة إلا إذا كان التهديد مباشر، فيكون لنا حينها حق الدفاع عن النفس، ويكون الحل العسكري مشروع، لكن إثيوبيا تعمل على استفزاز مصر، وتتسنى لها الفرصة، وتنزع يدها من المفاوضات، ولكن مصر لن تجعلها تنول ذلك، فعلى من ينادى بالحل العسكري أن يقرأ المسرح السياسي جيدا.

 

وقد أكد وزير الري السوداني، ياسر عباس أن التحرك المنفرد قبل التوصل لاتفاق بين الدول الثلاث، قد أعاد طرح المخاوف في ما يتعلق بالتأثيرات البيئية والاجتماعية، لسد النهضة على المزارعين على ضفاف النيل الأزرق، مطالبا بأن تكون الجولة الحالية من المفاوضات "جولة حاسمة عبر تحديد أجندة محددة لفترة أسبوعين مع إعطاء دور أكبر للمراقبين في تقريب وجهات النظر.

 

وقد جددت إثيوبيا خلال الاجتماع الثلاثي التزامها بنتائج مرضية لجميع الأطراف، وعلى وجه السرعة، وتضمّن البيان الاتفاق على استمرار المفاوضات لأسبوعين، واجتماعات الخبراء، بهدف التركيز على القضايا العالقة في اليومين القادمين، ونوه وزير الري الإثيوبي إلى التقدم في المفاوضات منذ بدء رعاية الاتحاد الإفريقي لها.

 

وقال اللواء أركان حرب محمد مختار قنديل الحل العسكرى مطلوب ولكن حتى لو اتخذنا لن يتم الإعلان عنه إلا قبلها بأسبوع على الأقل وقد يكون نوع من أنواع المخادع، فهو يحتاج إلى تجهيزات عديدة ومكثفة.


وأضاف "قنديل" لـ"الزمان" أنه السد يحتاج لضربه إلى 200 أو 300 طائرة ويلزم قاعدة طيران مصرية في السودان، ورادرات، ولكن نحن نتبع المفاوضات للحافظ على حقنا دون التسبب بأي خسائر لأي من الطرفين سواء لنا أو لهم، والحل العسكري لابد من الاستعداد له، وهم لن يغلقوا المياه عنا تماما ومصر لاتواجه مشكلة حتى الآن.

وأوضح أن السنوات المقبلة سيكون هناك أمطار غزيرة، فمياه الأمطار التى تسقط على إثيوبيا هي ذاتها التي تسقط على اليمن ذاتها، وأديس أبابا ستتورط لأن الأمطار ستملئ السد ويتسبب بأزمة كبيرة فهي أين ستذهب بكل هذه المياه، فهم اركتبوا خطأ ببناءهم للسد في آخر الدولة.