الزمان
جريدة الزمان

خير أجناد الأرض

اللواء يحيى السنجق: بعض الدول تضع مصر في موقف حساس بملف أثيوبيا

اللواء يحيى السنجق
هبة يحيى -

لازالت الأمور تتصاعد بين مصر وأثيوبيا بشأن ملف سد النهضة، حيث لم يتم التوصل لأي حل حاسم حتى الآن بين الطرفين، وقد جددت أديس أبابا المتعنتة تمسكها بقيادة الاتحاد الأفريقي لمفاوضات سد النهضة، رافضة تصريحات السودان بشأن تبعيّة إقليم "بني شنقول"، المُقام عليه السد ووصفتها بأنها غير مقبولة.

وفي هذا الصدد يقول اللواء يحيى السنجق الخبير العسكري والاستراتيجي، إن أثيوبيا منذ عشر سنوات تقريباً متبعة سياسة التسويف والإطالة لاستغلال الوقت في بناء السد، وهناك معارضة واضحة من مصر والسودان، وللأسف الشديد هي نجحت في ذلك، ولم تحترم الاتفاقات الدولية، أو سياسة حسن الجوار ما بينها وما بين دول مصب نهر النيل، طبعاً مصر وجدت أن الموقف خطر جداً عليها وعلى أمنها، لأن المياه مسألة أمن قومي، فلجأت للأسلوب الدبلوماسي لفترة طويلة، على أساس عدم المساس بالمصالح المصرية، وحقوقها الأزلية في مياه نهر النيل.

وأضاف اللواء دكتور "السنجق" في تصريح خاص لـ"الزمان" أن أثيوبيا راوغت وماطلت وتنصلت من أي اتفاق مسبق أو لاحق، فلجأت مصر الى تصعيد الموقف دولياً، المتمثل في الاتحاد الافريقي والامم المتحدة، ولكن تلك الجهات لم تقم بدور اساسي لحل النزاع ما بين اثيوبيا ومصر والسودان على اساس العدل في توزيع مياه النيل، وما زالت مصر متمسكة بالحل السلمي، وتدخل الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا، الا ان البعض ممن لهم نفوذ دولي ومصلحة يعرقلوا اي حل سلمي حتى الان، ويضعوا مصر في موقف حساس، وهو إما الموافقة على الملئ الثاني لسد النهضة، بمقدار 13 ونصف مليار متر مكعب، أو القيام بعمل عسكري.

وبشأن الصورة المنتشرة حول الفتحتين اللتا يصلا منها الماء، وادعاء البعض أن الدائرة منهم لا يتعدى قطرها متر، أوضح اللواء يحيى السنجق أن هذا أمر غير صحيح، بل قطرهما أكبر من ذلك، وأثيوبيا خصصت فتحتين فقط لا غير حتى يخفضوا من ارتفاع المياه لإمكان التعلية المتوقعة للتخزين في الفيضان التالي، بالتالي سيؤثر على حجم المياه الواصلة للسودان ومصر، مما يؤدي إلى تأثر مساحات الزراعة في السودان ومصر بآلاف الأفدنة.

وأشار إلى أن هناك دول لها مصلحة في بناء السد ولها استثمارات مالية كبيرة في ذلك، وبالنسبة لموقف الولايات المتحدة فهو موقف ما زال غامض وهي بتطالب بالسلام، وبتطالب بالحرية والمساواة والعدل، لكنها لم تقف موقف المحاظ على السلام والعدل في المنطقة، وطلبت مصر من الولايات المتحدة بالطريق الدبلوماسي سرعة التدخل، حيث أن الوقت يضيع ويجب اتخاذ قرار حاسم إما سلماً أو حرباً قبل بداية الفيضان في شهر يوليو 2021.

وأكد اللواء يحيى أنه إذا وصلنا إلى هذا التاريخ ولم تتدخل الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والدول العربية والدول الإفريقية لحل هذا النزاع السلمي، سنقولها بمنتهى الصراحة لا يوجد حل بديل أمام مصر الا العمل العسكري، ولا ولا تهدف مصر الى ذلك من الخطوة الاولى، ولكنها تركت هذا الحل اخر ورقة في جعبتها، واعتقد ان الرئيس عبدالفتاح السيسي قال في يوم من الايام منذ أسابيع قليلة ان مياه النيل خط احمر، ولن يسمح بتخفيض متر مكعب واحد من مياه النيل من حصة مصر.