خبراء: أمام مصر 11 شهرا للتوصل إلى اتفاق بشأن أزمة المياه
علي مدي ساعتين استقبل مركز التحرير والدراسات والبحوث ومجموعة بيت الحكمة للثقافة الدكتور طارق فهمي استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ، والدكتور محمد فايز فرحات مدير مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والدكتور هاني رسلان مستشار المركز، ليحدثونا عن سد النهضة وحقوق مصر المائية، حيث ادار الندوة الدكتورعماد الأزرق رئيس مركز التحرير والدراسات والبحوث الاجتماعية، قبل أيام.
ومن أكد الدكتور طارق فهمي، أن مراوغة اثيوبيا في مفاوضات سد النهضة تستهدف ضرب المشروع القومي الذي بداه الرئيس عبد الفتاح السيسي للنهوض بمصر، حيث نجح في القضاء علي الارهاب الذي حاصر البلاد بعد احداث يناير 2011، وتصاعد عامي 2013 و2014.
أضاف فهمي ان السيسي نجح في ضبط الحدود مع ليبيا، باعلانة خط سيرت الجفرة خطا احمر، وما تبعه من تغير الم وقف التركي من التدخل هناك ، بل ودخول الاطراف الليبية في مفاوضات جادة للحفاظ علي بلادهم من خطر الانقسام، غير اننا نعاني اساسا من محاولات تشويش علي الانجازات يقوم بها بعض المواطنين غير الشرفاء.
وقال الخبير السياسي ان الرهان الحقيقي في كسب مصر قضية سد النهضة هو وعي الشعب، الذي كان حريصا علي متابعة جلسات مجلس الامن، لإيمانه بخطورة المسالة، لافتا الي ان امام مصر 11 شهر للتوصل لاتفاق ملزم مع الجانب الاثيوبي قبل حلول شهر يوليو 2022 موعد الملئ الثالث لبحيرة السد.
وحول نتائج طرح القضية علي مجلس الأمن، أوضح الدكتور طارق، أن مصر تقف بمفردها في مواجهة غابة من الدول الكبرى ، لافتا الي موقف كلا من الصين وروسيا وفرنسا غير المبرر في المجلس، غير ان طرح القضية علي المجلس استهدف اساسا تحميل المجتمع الدولي مسؤوليته تجاه القضية بصرف ا لنظر عن التوصيات التي سيخرج بها، لاسيما وان القضية عرضت بموجب البند السادس من ميثاق الامم المتحدة، الخاص بتقريب وجهات النظر وليس السابع الخاص بتعرض الامن والسلم الدوليين للخطر.
وقال ان البرلمان الاثيوبي نجح في خلق لوبي داخل الكونجرس الامريكي بالتركيز علي فكرة اضطهاد الملونين في العالم، مما دفع عددا من اعضاء الكونجرس للتعاطف معهم، في الوقت الذي قامت فيه دولا عربية خليجية بالاستثمار في السد، استنادا الي موافقة مصر علي اقامة السد لتنمية اثيوبيا.
اكد الدكتور طارق ان مصر لم ولن تقبل بالإضرار بمصالحها المائية، وهو ما لم تهتم به الدول الشقيقية ،لافتا الي عبث اسرائيل بالقضية بإثارة فكرة تسعير المياه، و النفط مقابل المياه، والعمل علي اقامة بنك للمياه في الشرق الاوسط مؤكدا انها تمتلك فائضا للمياه تبيعه للأردن وتبحث بيعه لسوريا، بل وبيعه لتركيا.
رفض الخبير السياسي راي الدكتور مصطفي الفقي باشراك اسرائيل في المفاوضات لأنها دولة عدوة وستظل كذلك لا تحب الخير لمصر ،لافتا الي ان اثيوبيا هي التي طالبت بدخول اسرائيل كمراقب في الاتحاد الافريقي كي تسمح لها بالاطلاع علي ادق تفاصيل الدول الافريقية، كما ان جنوب افريقيا والكونغو الديمقراطية لم ينجحا كرؤساء للاتحاد الافريقي في حلحلة القضية ولن نعول كثيرا علي الجزائر الرئيس القادم للاتحاد.
واكد الدكتور محمد فايز فرحات علي مبالغة الاعلام المصري في الدور المنتظر من مجلس الأمن، علما بان المفاوضات استمرت عشرة سنوات دون التوصل لحل ، لافتا الي رفض اثيوبيا تقديم دراسات تفصيلية عن التركيب الهندسي للسد، وكل ما نستهدفه من المجلس هو عودة اثيوبيا للمفاوضات بجديه والتزامها بالتوقيع علي اتفاق ملزم.
اكد فرحات ان قبول المجلس دراسة القضية في حد ذاته انتصارا للدبلوماسية المصرية حيث كان الكثيرين يرون ان قضايا المياه فنية ولا يجب نظرها امام المجلس وهذه اول قضية يتم نظرها امامه، مؤكدا ان هناك دولا كبري ترفض ان تكون هناك سابقة لتدويل قضايا المياه وعلي راسها الصين.
وقال ان اثيوبيا دولة ضعيفة ولكن هناك قوي كبري حريصة علي دعمها واخرها توقيع تعاون عسكري مع روسيا، واخر فني مع الصين، وان السماح باستمرار الصراعات الداخلية من شانه خلق ازمة لاجئين ومشردين في الاقليم تعوق بقوة أي تنمية مستهدفه ،وبالتالي اصبحت اثيوبيا مصدر للازمات لكل دول الاقليم .
وحول مدي جدوي اتفاقية اعلان المبادئ الموقع بين الدول الثلاث في الخرطوم خلال شهر مارس 2015، قال الدكتور هاني رسلان انه لم تكن هناك أي مرجعية للتفاوض بين الدول الثلاثة، وهذه هي المرجعية الوحيدة بدليل ان اغلب المتحدثين في مجلس الامن اشاروا اليها، ولم يكن امام مصر بديل اخر والغاؤها يعني عدم وجود أي مرجعية للعلاقات بيننا وبينهم.
وقال ان السد قار ب علي الانتهاء دون التوصل لاتفاق بما يجعل من النيل الازرق بحيرة اثيوبية فعليا، لافتا الي ان تغير تدفقات النهر من عام لآخر فقد تكون 49 مليار متر مكعب، وقد تزيد لما بين 55 و60مليار، وقد تنخفض الي 40 مليار متر مكعب، وقد يحدث جفاف طويل الاجل يؤثر علي حصة مصر من مياه النيل.