مواجهة الأمطار والسيول بالاستثمار فى إنتاج الهيدروجين الأخضر
تواصل وزارة الكهرباء والطاقة المتمثلة فى هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، وضع خطط جديدة لرفع كفاءة إنتاج محطاتها، وذلك من خلال استغلال الأحوال الجوية وسقوط الأمطار، خاصة أنها تعمل حاليًا بقدم وساق، لتطبيق الخطط الإستراتيجية الموضوعة لمواجهة موسم الأمطار، منعًا لحدوث أية أعطال أو انقطاعات فى التيار، وذلك من خلال إجراء أعمال الصيانة للخطوط وشبكات النقل والتوزيع والمحولات طوال فصل الشتاء.
وفى هذا الصدد، فإن هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، تستهدف حاليًا خططًا عالمية للتوسع فى مشروعات توليد الكهرباء من خلال طاقتى الشمس والرياح والدخول بمجال الهيدروجين الأخضر، لتلبية احتياجات المواطنين المستقبلية فى مضاعفة قدراتها الإنتاجية من الطاقة بشكل مستمر وهو ما حدث خلال الفترة الأخيرة، بجانب كافة الخطوات التى تتخذها الحكومة ووزارة الكهرباء لتصنيع المكونات اللازمة لتوليد الطاقة عن طريق الرياح لتوفيرها للمنطقة، بالإضافة إلى تصنيع الأدوات الخاصة بمحطات الطاقة الشمسية محليًا، هذا إلى جانب تنفيذ خطتها الرئيسية بأن تصل نسبة مشاركة الطاقات المتجددة من الحمل الأقصى إلى 20% بنهاية عام 2022 ولكن نجح القطاع بالفعل فى الوصول لهذه النسبة بنهاية هذا العام 2021، ولذلك تم حالياً إجراء الدراسات اللازمة لزيادة هذه النسبة خاصة أنها تخطط لأن تصل النسبة إلى ما يزيد عن 42% بحلول عام 2035.
وفى هذا الإطار، شهدت الآونة الأخيرة قيام الهيئة باستيراد العديد من مهمات الطاقة المتجددة، وبخاصة مستلزمات محطة طاقة الرياح بخليج السويس المقرر تنفيذها قريبًا فضلًا عن مشروعات الخلايا الشمسية، حيث تم استيراد 2749 من البطاريات و186 من مغيرات التيار مما يشير إلى الدور المتنامى لهذه المشروعات فى تلبية جانب من الطلب على الطاقة الكهربائية.
من ناحيته، أكد الدكتور محمد الخياط رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، فى تصريحات لـ«الزمان»، أن الدولة المصرية تمتلك حاليًا أكبر قدرات الكهربائية فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يمكن إنتاجها تصل إلى حوالى 30 جيجا وات من طاقة الرياح و60 جيجا وات من الطاقة الشمسية، لافتًا إلى أن إنتاجية الطاقة الكهرومائية وصلت أيضًا خلال الربع الأول من العام المالى 2021/2022 إلى حوالى 4044 جيجاوات ساعة، بينما سجلت مشروعات طاقة الرياح حوالى 1664 جيجاوات ساعة، فيما بلغت الطاقة المنتجة من الخلايا الشمسية المتصلة بالشبكة حوالى 1246 جيجاوات ساعة، هذا فضلاً عن حوالى 3 جيجاوات ساعة مولدة من مشروعات الوقود الحيوى.
كما كشف الخياط أن هيئة الطاقة المتجددة نجحت فى الانتهاء من تنفيذ محطة خلايا شمسية بقدرة 50 ميجاوات، بالزعفرانة، إلى جانب الإعلان عن بدء التشغيل التجارى لمحطة طاقة رياح بقدرة 250 ميجاوات بنظام الإنشاء والتملك والتشغيل BOO، فى خليج السويس.
وأشار أيضًا إلى أنه من ضمن استعداد الهيئة للموسم الجديد، هو استكمال مشروعات الطاقة الشمسية والمتعلقة بنظام تعريفة التغذية والمقدرة 1465 ميجا وات فى منطقة بنبان التى تعد أكبر تجمع للخلايا الشمسية على مستوى العالم بمشاركة القطاع الخاص والتى تم ربطها بالشبكة نهاية العام الماضى، موضحًا أنه رغم ما حققته هذه المنطقة من زيادة فى توليد الطاقة خلال العام الماضى إلى أنه تم وقف العمل نهائياً لجميع المشروعات الجديدة التى يتم طرحها بنظام تعريفة التغذية فى الوقت الحالى والتى كانت تعتمد على تحديد توفير الأرض للمستثمر وتحديد سعر الكيلو وات الذى تقوم الشركة المصرية لنقل الكهرباء بشرائها إلزاميا وبيعه على الشبكة.
وأضاف الخياط أن القطاع الخاص يجرى حاليًا العديد من المشروعات الهامة وذلك بالتعاون مع الحكومة، وذلك فى مراحل مختلفة من التطوير وبإجمالى قدرات تصل إلى 2800 ميجاوات من طاقة الرياح وحوالى 700 ميجاوات من الطاقة الشمسية، مما يفتح فرص كبيرة للتنمية المستقبلية، لتشارك فى تعزيز فرص الهيدروجين الأخضر، وتحلية المياه، هذا بخلاف السيارات الكهربائية.
كما نوه بأنه من المقرر البدء قريبًا بتنفيذ المشروعات التجريبية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، لافتًا إلى الاتفاقية التى تم توقيعها مؤخرًا لهذا المشروع الذى تتراوح قدرته بين 50 – 100 ميجاوات، كمادة وسيطة لإنتاج الأمونيا الخضراء، وذلك بين كل من صندوق مصر السيادى، وشركة «سكاتك النرويجية» للطاقة المتجددة، وشركة «فيرتيجلوب» المملوكة لشركتى «أوراسكوم الهولندية OCI N.V، و«أدنوك» الإماراتية، لتحديد جوانب المشروع وما تحتاجه من المعرفة والبنى التحتية والقدرات المطلوب تواجدها فى مصر، من أجل وضع صورة واضحة لنموذج عمل لهذه الصناعة باعتبارها من الصناعات الحديثة.
ووجه الخياط بأهمية تعاون القطاع مع الشركات العالمية للبدء فى المناقشات والدراسات البحثية تمهيدًا لتنفيذ مشروعات تجريبية لإنتاج الهيدروجين الأخضر فى مصر وذلك كخطوة أولى نحو التوسع بهذا المجال، لافتا إلى أن الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء، يواصل التأكيد بسرعة التحديث إستراتيجية الطاقة 2035 لتشمل الهيدروجين الأخضر والأزرق وأيضا الرمادى كمصدر للطاقة، مؤكداً استعداد القطاع للتعاون مع مختلف الأطراف فى هذا المجال.
وأوضح رئيس هيئة الطاقة المتجددة، أن القطاع سبق ونجح بالتعاون مع شركة سيمنس الألمانية وشركائها المحليين فى تنفيذ ثلاثة محطات من المحطات العملاقة لتوليد الكهرباء فى كل من بنى سويف البرلس والعاصمة الإدارية الجديدة لإضافة 14400 ميجاوات وذلك باستخدام أحدث تكنولوجيا عالمية فى هذا المجال بكفاءة تصل إلى أكثر من 60% لخفض استهلاك الوقود وتقليل الانبعاثات.