نكشف تكنولوجيا جديدة لاستئصال المرارة بالمنظار
يعتبر التهابات المرارة من أصعب الآلام التى يشعر بها المريض عندما يصاب بنوبة الالتهاب مما تجعله يشعر بألم فظيع لا يستطيع تحمله، وهذا ما يدفع آلاف المصابين بمرض المرارة إلى تناول المسكنات ومضادات الالتهاب من أجل التخفيف من الألم الذى يشعرون به، إلا أن هناك عددا كبيرا من الأطباء والمتخصصين أجمعوا أن الحل الأمثل لالتهابات المرارة المتكررة هى أن يتم استئصالها، وحاليا يتم توافر تكنولوجيا حديثة فى علاجها، وذلك من خلال استخدام المناظير الداخلية، والتى يتم بها استئصال المرارة بشكل سريع وآمن ولا يسبب أى مضاعفات للمريض.
وقد كشف بعض المتخصصين فى مجال الجراحة العامة، أن التهابات المرارة المتكررة تكون بسبب تجمع حصوات فى داخل كيس المرارة، وذلك بسبب العادات الغذائية الخاطئة فضلا عن حدوث مشاكل فى الكبد سواء بسبب تليفات الكبد أو الإصابة ببعض فيروسات الكبد، أو بسبب الإصابة بمرض السكر أو النقرس، وهذا ما يؤدى فى النهاية إلى تراكم الحصوات فى المرارة، وتؤدى فى النهاية إلى إصابة الشخص بالالتهابات المتكررة نتيجة تراكم الحصوات فى القنوات المرارية، والتى تؤدى إلى انسدادها، وهنا تحدث الكارثة، حيث يتم إغلاق القنوات المرارة وتعود العصارة الصفراوية على البنكرياس فتؤدى إلى مشاكل خطيرة، مؤكدين أن المرارة تحدث بعض المضاعفات فى الحالات التى لا يعالج فيها التهاب المرارة، مثل الإصابة بالعدوى، وتضرر أنسجة المرارة، وتمزق المرارة، وأنه يتم تشخيص التهاب المرارة من خلال اختبارات الدم، وفحوصات المرارة التصويرية، وفحص تصوير حركة الصفراء فى الجسم، حيث يتتبع التصوير إنتاج الصفراء فى الكبد، وتدفقها إلى الأمعاء الدقيقة لتشخيص مكان الانسداد.
الدكتور كريم على عضو النقابة العامة الصيادلة كشف لـ"الزمان" أن المرارة تعتبر من أكثر أجزاء جسم الإنسان أهمية لما لها من أهمية كبيرة فى الجهاز الهضمى، حيث إنه عندما يتناول الإنسان الطعام فإنه يمر بالمرىء ثم إلى الجهاز الهضمى وبالتالى إلى الأمعاء الدقيقة، ويعمل الجهاز الهضمى على تكسير وهضم الطعام، وهنا ترسل المرارة العصارة الصفراوية التى تقوم بهضم الطعام من خلال إخراج سائل صفراوى يتم إنتاجه من الكبد وبالتالى يتركز داخل المرارة ٢٠ ضعف التركيز الذى ينزل به من الكبد.
وأضاف أنه بعد نزول العصارة من الكبد فإن المرارة تخرجها حينما يتم تركيزها، وعندما يتناول الإنسان طعاما دسما، وبالتالى فإنه عندما يتم إجراء جراحة عن طريق المنظار لاستئصال المرارة فإن ذلك يؤثر على جسم الإنسان وجهازه الهضمى، ولكن يجب أن يتم إجراء بعض الفحوصات وتناول الأدوية قبل الإقبال على عملية إزالة المرارة، مشيرا إلى أن أكثر الأسباب التى تؤدى إلى تكوين حصوات المرارة هى عدم تناول الدهون الحيوانية، حيث إنه عندما يتم تناول الدهون بكميات معتدلة فإن المرارة تنقبض حتى يتم إخراج العصارة من أجل هضم الدهون وبالتالى الامتناع عن تناول الدهون يؤدى إلى عدم عمل المرارة وبالتالى تترسب العصارة الصفراوية ويتم تكوين الحصوات داخل المرارة وهنا يتم إجراء عملية استئصال المرارة.
من جانبه كشف الدكتور عبدالعال دياب استشارى الجراحة والمناظير، أن هناك 6 طرق لعلاج التهاب المرارة، مشددا على أن الاستئصال بالمنظار هو أفضل طريقة للقضاء على الالتهاب المتكرر للمرارة، لافتا إلى أن هذه الطرق العلاجية تتمثل فى الصوم، حيث يمنع تناول الطعام والشراب لفترة معينة التقليل من الإجهاد الواقع على المرارة، إضافة إلى أخذ بعض السوائل الوريدية، وذلك لمنع الإصابة بالعدوى، علاوة على تناول المضادات الحيوية وذلك فى حالات الإصابة بالعدوى، وكذلك تناول المسكنات وذلك للتخفيف من الألم الناتج عن التهاب المرارة، وإزالة الحصوات وذلك من خلال التنظير، حيث يتم إزالة أية حصوات تعيق عمل المرارة، مؤكدًا أن استئصال المرارة هو الأمثل فى الحالات التى يتكرر فيها حدوث الالتهاب.
وأضاف أن المرارة أشبه بكيس يبلغ طوله نحو 10 سم يتواجد على السطح السفلى للكبد، وتتمثل وظيفتها فى تركيز الصفراء أو ما يسمى عصارة المرارة التى يفرزها الكبد من خلال امتصاص الماء والصوديوم، مشيرًا إلى أنه عند الأكل تتقلص المرارة ما يؤدى إلى انتقال سائل الصفراء منها إلى الأمعاء الدقيقة، ما يساعد على تحليل الطعام المهضوم، موضحا أن التهاب المرارة يحدث فى الغالب عند وجود حصى فى جسم المريض، ما يسبب انسداد فى الممر الواصل بين المرارة والأمعاء، فيتراكم سائل الصفراء داخل المرارة ما قد يسبب التهابا فيها، لافتا إلى أنه يوجد نوعان أساسيان من التهاب المرارة، وهما التهاب المرارة الحاد، ويحدث هذا النوع من الالتهاب فى المرارة بشكل مفاجئ، ما قد يسبب آلامًا حادة فى منطقة البطن، إضافة إلى الغثيان، والقىء، وارتفاع درجة حرارة الجسم، والنوع الثانى هو التهاب المرارة المزمن، حيث يستمر هذا النوع من الالتهاب لفترات طويلة، وقد يكون التهاب المرارة المزمن مصحوبًا بألم معتدل فى البطن أو قد لا يكون مصحوبًا بأية أعراض.
وأوضح أنه لا تؤدى 60% - 80% من حالات حصى المرارة إلى ظهور أية أعراض المرارة أو مضاعفات، بينما يتطور لدى 10% منهم أعراض خلال 5 سنوات قادمة، بينما يتطور لدى 20% منهم أعراض فى غضون 20 سنة، مؤكدًا أن العارض الأساسى يعد هو الألم، ويكون هجوميا ويكون عادةً فى الجهة اليمنى العلوية من البطن، وقد يمتد أحيانًا إلى الظهر أو الكتف، وعادةً ما يظهر بعد ساعة من الأكل ويستمر نحو 15 دقيقة، وقد يستمر يومًا كاملًا فى بعض الأحيان، مؤكدا أن حصى المرارة تعد السبب الأساسى لالتهاب المرارة، إضافة لذلك يوجد بعض العوامل التى تزيد من احتمالية الإصابة، منها التقدم فى السن، حيث تزداد نسبة ظهور حصى المرارة مع التقدم فى السن، وبالتالى التهاب المرارة، بالإضافة إلى الحمل، حيث إن النساء الحوامل أو بعد حالات عديدة من الحمل، وسن اليأس، خاصة لدى النساء اللواتى يتلقين علاج ببدائل هرمون الإستروجين، أو النساء اللواتى يتناولن أقراصًا لمنع الحمل، والعائلة والوراثة إذ يعد التهاب المرارة أكثر شيوعًا بين أبناء عائلات الأشخاص المصابين بالحصى، إضافة إلى الإصابة ببعض الاضطرابات مثل داء كرون وتليف الكبد ومرضى السكر، والمتلازمة الأيضية، علاوة على عوامل أخرى مثل الانخفاض الحاد فى الوزن، واستهلاك كميات كبيرة من الأغذية المصنّعة.