الزمان
جريدة الزمان

تقارير

منظومة التشخيص والعلاج عن بعد تنقذ حياة ملايين المرضى

هاني جمعة وآية زكي -

مع التطور التكنولوجى الكبير الذى يشهده العالم، كان للقطاع الطبى نصيب من هذا التطور، حيث إنه حاليا يتم إدخال منظومة التشخيص والعلاج عن بعد باستخدام تكنولوجيا المزامنة، التى تتيح لأى طبيب فى وحدة صحية بسيطة أن يعرض حالة المريض الذى يدخل عليه لإجراء الكشف الطبى إذا احتاج الأمر لعرضه على استشارى، حيث إنه بمجرد عرض الأشعة الخاصة به على الأجهزة التى تتصل بالإنترنت، ومتصلة بالمستشفيات يستطيع الأطباء الاستشاريون أن يعطوا توجيهاتهم للطبيب المعالج فى الوحدة الصحية بالتشخيص المناسب للمريض.

وقد أعلنت وزارة الصحة والسكان عن إنشاء وتشغيل 127 وحدة للتشخيص عن بعد موزعة بالمستشفيات العامة والمركزية والوحدات الصحية، ضمن مبادرة إنشاء 300 وحدة للتشخيص عن بعد على مستوى محافظات الجمهورية، بالتنسيق والتعاون مع وزارتى التعليم العالى والبحث العلمى، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فى إطار جهود الدولة للتحول الرقمى بالقطاع الصحى، ويستهدف المشروع المناطق النائية والفقيرة فى المحافظات كخدمة مجانية تقدمها وزارة الصحة للمواطنين بهذه المناطق، حيث يتم تجهيز وحدة مخصصة لعرض الحالات من خلال التقنيات الحديثة وشبكة بين الوحدات الصحية بالأماكن الفقيرة بكبرى مستشفيات وزارة الصحة والجامعات بهدف توفير تشخيص أولى للحالات العاجلة من خلال ربط طبيب الوحدة بالدكتور الاستشارى لوصف الحالة بشكل دقيق.

وفى سياق متصل، قال الدكتور خالد عادل، صيدلى إن الهدف من إنشاء وحدات الكشف عن بعد هو توفير الاستشارات الطبية للمرضى أصحاب الحالات الحرجة، ويتم من خلالها عرض الحالات المرضية الصعبة على الاستشاريين والأخصائيين لتشخيص الحالة المرضية فى أى وقت وأى مكان وفى أسرع وقت ممكن لإنقاذ حياة المريض، وذلك من خلال التطبيقات والتقنيات الحديثة، وفى وجود طبيب استشارى.

وأشار إلى أن ربط الوحدات بمختلف مستشفيات وزارة الصحة والمستشفيات الجامعية ومراكز العلاج الرئيسية لتقديم الاستشارات الطبية للمرضى، وأنه سيتم علاج المواطنين المصريين عن بعد هى التجربة الأولى من نوعها لإتاحة الفرصة للاستشارة المباشرة عن بعد وهو ما يسهل الكثير على المريض.

وأردف الدكتور محمد طارق، صيدلى، أن منظومة الكشف عن بعد ستسهل الكثير على المرضى خاصة فى المحافظات البعيدة، وسيكون هناك تعاون مع مجموعة أطباء استشاريين متخصصين بمستشفيات وزارة الصحة على مستوى الجمهورية، وإتاحة إرسال التحاليل والأشعة واستقبال التقارير الطبية بالحالة بالكامل، وهو ما يسهل عملية التشخيص الأولى فى حالة صعوبة التواصل المباشر بين المريض والطبيب، موضحاً، أن تحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطن المصرى وتخفيف العبء عنه، وأنه يمكن للطبيب فى أى محافظة القيام بعمل أشعة ويكون لايف مع طبيب آخر من محافظة أخرى، ويمكنه طلب توجيه الأشعة على أى جزء بالجسم ويمكن أن يراه فى نفس الوقت صوت وصورة، مع إتاحة استشارة من طبيب من الخارج إذا لزم الأمر للوصول للتشخيص الصحيح.

وأشار إلى الدكتور ممدوح الشريف، صيدلى، أن وزارة الصحة والسكان بدأت فى منظومة الاستشارات الصحية عن بعد، فهذه المنظومة تتيح الفرصة لقطاع كبير من الجمهور للتواصل مع أساتذة متخصصين من مختلف مستشفيات الجمهورية لتشخيص حالته الصحية وللمتابعة الدورية لبعض الأمراض، مؤكداً، أن العلاج والاستشارة عن بعد أصبحا أمراً ضرورياً مع التطور التكنولوجى الذى يشهده العالم، وإمكانية التواصل مع أطباء خارج الدولة بالمريض بدلا من السفر للخارج، وتعد منظومة التشخيص عن بعد فرصة للمريض لاستشارة أكثر من طبيب خارج مصر والأخذ بأكثر من رأى فى حالته الصحية والوصول للعلاج الذى يناسب حالته وذلك فى الحالات الحرجة والطارئة.

من جانبه كشف الدكتور محمد فوزى السودة رئيس هيئة المستشفيات التعليمية التابعة لوزارة الصحة والسكان لـ"الزمان"، أن هناك تطورا كبيرا فى منظومة التشخيص عن بعد، وذلك من خلال افتتاح بعض وحدات الأشعة التشخيصية عن بعد، حيث تتيح هذه الخدمة عرض الأشعة الخاصة بالمرضى فى الأماكن النائية والبعيدة على الأطباء فى المستشفيات، مما يوفر على المريض عناء وتكاليف السفر إلى القاهرة من أجل عرضها على الأطباء الاستشاريين، مؤكدا أن افتتاح مركز الأشعة عن بعد يأتى فى إطار اضطلاع هيئة المستشفيات التعليمية بدورها الريادى فى التدريب والتعليم الطبى المستمر، لتقديم خدمة طبية متميزة داخل وحدات الهيئة، على أيدى فرق طبية حاصلة على أعلى مستوى من التدريب والخبرات المكتسبة.

وأضاف أنه لم يكن ليتسنى لنا افتتاح مثل هذا المركز لولا أن الهيئة تزخر بمجموعة متميزة من الكوادر الطبية، حيث يوجد بالهيئة 1800 علمى وسيتم قريبا تعيين 1200 ليصبح المجموع 3000 طبيب علمى، مما أتاح لنا افتتاح هذا المركز وتشغيله بأيدى أبناء الهيئة، دون الحاجة إلى الاستعانة بأى جهة أخرى، مشيرا إلى أن هذا المركز يعتبر أول مركز على مستوى القطاع الصحى الحكومى فى تقديم خدمة كتابة تقارير الأشعة عن بعد بما فيها أشعة الطوارئ مما يساهم فى إنقاذ أرواح الكثيرين.

وأوضح أن التكلفة الكلية للمركز بلغت 5 ملايين جنيه، ويقوم بتقديم الخدمة على مدار 24 ساعة، وقد تم التعاقد مع كبرى الشركات العالمية لتوفير البرنامج الخاص بالمركز، وفى نفس الوقت تم التعاقد مع الشركة لإدخال PACS فى 13 مستشفى ومعهدا، لتمتزج الخدمة الرقمية والأرشفة الطبية الكاملة مع خدمة الكتابة عن بعد فى نموذج ذو معايير عالمية، وذلك حرصا منا على تقديم خدمة طبية متكاملة داخل وحدات الهيئة، ونرحب بتقديم المساعدة لأى جهة صحية ترغب فى الاستفادة من هذه الخدمة، ويتيح المركز تقديم هذه الخدمة المتميزة للمرضى من المحافظات النائية مثل مطروح والوادى الجديد وأسوان على أيدى نخبة من الاستشاريين فى مجال الأشعة، دون الحاجة إلى تحمل مشقة السفر إلى القاهرة، وكل هذا من شأنه رفع كفاءة الخدمة الطبية المقدمة للمريض المصرى، وهو هدف نسعى جميعا لتحقيقه.