عروض 6 شركات عالمية لتنفيذ مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر
تواصل وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، سعيها الدءوب نحو تحسين خدماتها لكافة المواطنين وتحديث إستراتيجيتها المتكاملة الأركان من أجل الوصول إلى هدف التحول لمركز إقليمى للطاقة حتى 2035، وذلك من خلال مصادر متنوعة للطاقة النظيفة، خاصة الطاقة المتجددة، لتصبح من خلال هذه الإستراتيجية نقطة مركزية على خارطة الطاقة تصل بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، وبالتالى تستمر بعمل دراسات مكثفة نحو التوسع بإنشاء مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر وتواصل سعيها لإبرام عدد من الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون فى هذا المجال.
ولا تزال أروقة وزارة الكهرباء، تشهد انعقاد غرف مغلقة واجتماعات مكثفة، لدراسة كافة الخطط الإستراتيجية الجديدة والانتهاء من التحالفات والتعاقدات مع الشركات المسئولة للبدء فى تنفيذ مشروع توليد هيدروجين أخضر من طاقة كهربائية متجددة، وذلك فى إطار سعيها الدائم لتحسين مستوى خدماتها لكافة المواطنين وتحديث إستراتيجيتها طويلة المدى للتحول إلى مركز للطاقة الخضراء فى الشرق الأوسط.
وفى هذا الصدد، كشفت عدد من المصادر المسئولة من داخل وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، عن التفاصيل الكاملة للعروض التى تلقتها الحكومة خلال الأيام الماضية لإنشاء مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
وأشار إلى أن الوزارة قد تلقت حتى الآن عروضًا من 6 شركات وتحالفات تضم كل من؛ «سيمنس» و«إينى» و«ديمى» و«مبيتسوبيشى» و«سكاتك -أوراسكوم- فرتيجلوب» و«إيجاس»، موضحة أن هذه الشركات سبق ووقعت بروتوكولات تعاون مع التحالف الأخير فى شهر أكتوبر الماضى.
كما نوهت المصادر إلى أن هناك 3 شركات أبدت رغبتها الشديدة بالتعاون مع صندوق مصر السيادى من أجل تنفيذ مشروعات للهيدروجين الأخضر، بقدرة 100 ميجاوات، أسوة بما حدث مع تحالف «سكاتك- أوراسكوم»، التى سبق ووقعت اتفاقية لإنشاء محلل كهربائى لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة تصل إلى 100 ميجاوات مع هذا التحالف المكون من عدة شركات مشتركة بين« أوراسكوم للإنشاء والصناعة وشركة بترول أبوظبى الوطنية بمشاركة صندوق مصر السيادى».
وأفادت المصادر بأن تحالف «سكاتك- أوراسكوم»، يضع خطة زمنية محددة للانتهاء من تنفيذ أول مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر فى مصر وذلك بشهر أكتوبر القادم 2022.
كما كشفت المصادر عن توقيع بروتوكول تعاون بين الشركة القابضة للكهرباء وتحالف ديمى البلجيكى والشركة القابضة للغازات وشركة أبو قير لإنشاء وإدارة الموانئ للتعاون فى إنشاء مشروع إنتاج وتخزين الهيدروجين الأخضر، إذ يتولى التحالف البلجيكى كافة تفاصيل دراسات الجدوى للمشروع، ومتابعة التقييمات الفنية والتجارية لمشروعات إنتاجه المستهدفة فى مصر، هذا بالإضافة إلى توقيعها عدة اتفاقيات مع شركة سيمنس للطاقة للتعاون فى وضع أسس لإنتاج الهيدروجين والصناعات القائمة عليها بمصر، مع إمكانات التصدير للخارج، إلى جانب إجراء المشاورات والمفاوضات بشأن إمكانية تنفيذ المشروع بنظام (EPC +Finance).
من ناحيته، أكد أيمن حمزة المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أن مصر تواصل سعيها الدائم للمضى قدماً فى خطتها للتحول إلى مركز إقليمى للطاقة، حيث نفذت وزارة الكهرباء حتى الآن عدداً من المشروعات القومية لتوليد الطاقة المتجددة، لافتًا إلى أن الوقت حان للدخول فى إنتاج الهيدروجين الأخضر الذى يعتبر وقودا خاليا من الكربون، خاصة أن مصدر إنتاجه هو الماء.
وأشار إلى أن التوسع فى محطات إنتاج الهيدروجين يؤدى إلى خفض تكلفة الاستثمارات وينتج عنه تراجع فى تكلفة إنتاج الهيدروجين أيضًا، موضحًا أن مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر المزمع تنفيذه من خلال تحالف «سكاتك -أوراسكوم- فرتيجلوب» والصندوق السيادى يعد أكبر مشروع فى العالم وأول تطبيق عملى على أرض الواقع.
ونوه حمزة بأن مصر تهدف من خلال هذا المشروع الضخم بزيادة إنتاج الهيدروجين الأخضر من أجل تصديرها إلى أوروبا، موضحًا أن الدول الأوروبية لديها اهتمامًا كبيرًا بخفض انبعاثات الكربون، وبالتالى فإن الدولة المصرية لديها خطة وإستراتيجية طويلة المدى لتحسين هذا النوع من الطاقة.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الكهرباء والطاقة سبق وعقدت عدة اجتماعات مشركة بين جميع الشركات المتعاقدة معها للاستفادة من خبرتها فى هذا المجال، ولتكون من الدول الرائدة بها على المستوى العالمى، حيث أنها مصدر مهم لزيادة الدخل، خاصة أن الدولة تعتبر قطاع الطاقة مسألة تتعلق بالأمن القومى نظرا لأهميتها فى جميع مجالات الحياة.
وبالتالى فإن جميع الاتفاقيات التى قامت مصر بتوقيعها، تمكن الدولة من البدء فى الدراسات لتنفيذ مشروع تجريبى لإنتاج الهيدروجين الأخضر فى الداخل كخطوة نحو التوسع بهذا المجال وصولاً إلى إمكانية التصدير، وذلك اتصالاً بالتوجه العالمى للحد من انبعاثات الكربون وتخفيف آثار تغير المناخ، وتماشياً مع إستراتيجية الاتحاد الأوروبى لخفض الانبعاثات المعروفة بـ«الاتفاق الأخضر» خلال الفترة الزمنية 2035-2050.