«الكمبوست».. سماد طبيعى للحصول على نباتات طبية وعطرية «أورجانيك»
مع توجه الدولة نحو التوسع فى زراعة الأراضى الصحراوية من أجل زيادة الرقعة الزراعية، كان للكثيرين من المهتمين بالزراعة العديد من الأفكار الحديثة من أجل الحد من مخاطر المبيدات الحشرية التى يتم رشها للتربة، وذلك من أجل تنقيتها من الحشرات ودودة الأرض، ومع الاستخدام المفرط فى هذه المبيدات فإن ذلك يؤدى إلى القضاء على دودة الأرض، والتى لها دور كبير فى إنتاج الأسمدة العضوية التى تساعد على خصوبة التربة، ومن هنا يسعى الكثير من المهتمين بالزراعة باستخدام "الكمبوست"، أو السماد العضوى، والذى يتم إنتاجه من مخلفات القمامة، ويساعد بشكل فعال فى زيادة خضوبة التربة، ويعمل على إنتاج محاصيل جيدة ذات خصائص طبيعية "أورجانيك"، ويستخدم هذا السماد بشكل كبير فى زراعة النباتات الطبية والعطرية.
من جانبه كشف نبيل محروس رئيس مجلس أمناء مبادرة "ازرع شجرة" لـ"الزمان"، أن فكرة زراعة النباتات الطبية والعطرية وغيرها من الثروات النباتية والرغبة فى عدم إفساد فوائدها بتسميدها بالأسمدة الكيمياوية، إلى فكرة إنتاج السماد العضوى من خلال إعادة تدوير المخلفات العضوية التى تمثل مشكلة للسكان، حيث يتم استخدام المخلفات الحيوانية التى تمثل مشكلة بيئية وصحية كبيرة فى فترة الأضاحى، عن طريق تجميعها فى حفرة كبيرة، ويتم تغطيتها بالمولاس والخميرة البيرة لتتحلل فى ساعات وتضيع رائحتها الكريهة، وينتج عنها سماد عالى الجودة، وإلى جانب ذلك كان يتم جمع ورق الشجر وفرمه لعمل "كمبوست" نباتى، أما الجزء الثالث، والذى ما زال غير معروف بالدرجة الكافية فى مصر، فهو استخدام أنواع معينة من دودة الأرض تشمل "الريدبيلجر" أو "التايجر" أو "الزاحف الأفريقى"، والتى تم استيرادها من الخارج وتتغذى على المخلفات العضوية وتحولها لسماد، يسمى بالفيرمى كمبوست ويعرف عالميا باسم الذهب الأسود.
وأضاف أنه بإمكان هذا الدود الذى استورده عام 2016 بسعر 6 آلاف جنيه للكيلو، تحويل كل 2 طن مخلفات إلى طن سماد، عبارة عن مسحوق يشبه شاى الخرز، ويسمى فى العالم بالذهب الأسود، أو "الفيرمى كمبوست"، يمكن أن يباع الكيلو منه بـ20 جنيها للكميات الصغيرة، ويصل سعر الطن منه إلى 10 آلاف جنيه، فضلا عن أن الدود نفسه يتكاثر، ويمكن أن يتحول كيلو الدود الذى يتراوح سعره الآن بين 700 إلى 1000 جنيه، إلى 4 كيلو بعد شهرين، بما يجعله مشروعا مربحا للشباب فضلا عن فوائده البيئية العظيمة، حيث إننا إذا تم عمل مكمورة كبيرة فى مكان ووضعنا فيها المخلفات العضوية وتركنا عليها كميات من الدود، ستتحول المخلفات إلى ذهب أسود، خاصة أن الدول الأوروبية سبقتنا بـ44 سنة.
وأوضح أن هناك مزايا كثيرة لـ"الذهب الأسود"، حيث له قدرة على قتل الآفات مباشرة أو مساعدة النبات على مقاومتها، بما فى ذلك قدرته على القضاء على أحد الأمراض الخطيرة التى تُصيب التربة المصرية، والمعروف باسم "النماتودا"، الذى يصيب جذور النباتات بالتعفن، فضلا عن قدرته الفائقة على مضاعفة نمو النبات عدة مرات عن حجمه المعتاد، وزيادة إنتاجيته من الثمار، وتشتمل التدريبات التى نقوم بها هى زراعة النباتات الطبية والعطرية، فضلاً عن تأسيس وإدارة المناحل أو صناعة الفيرمى الكمبوست، بالإضافة إلى تمكين المرأة، بمشروعات بيئية تدر عائدا عليها، مثل عمل مشروع صغير فى بلكونتها أو السطح أو المنور لزراعة النباتات الطبية والعطرية واستخدامها فى غذاء الأسرة، والعمل فى إعادة تدوير المخلفات العضوية وتحويلها لسماد عضوى، ودربنا 400 سيدة مجانا على إعادة تدوير المخلفات والزراعة.
وكشف أحمد قنديل، صاحب مشتل، أنه تمكن بالفعل من استعمال "الفيرمى كمبوست" من الاستغناء عن نحو 70% من الأسمدة الكيماوية التقليدية، مشيرا إلى أن النتائج التى يحققها فى الإنتاجية أفضل من الأسمدة الكيماوية، فضلا عن أنه لا يتسبب فى الأضرار الصحية المعروفة التى تنتج عن هذه الأسمدة، ما جعل أوروبا كلها تستعمله الآن فى الزراعات العضوية.
وفى سياق متصل كشف الدكتور أحمد عبدالمجيد مدير معهد بحوث المبيدات، أن هناك ضرورة كبيرة من أجل الاعتماد على الأساليب الحديثة والآمنة فى مكافحة الآفات الاقتصادية التى تصيب المحاصيل الزراعية خاصة فى ظل التغيرات المناخية وتداعياتها على القطاع الزراعى، مؤكداً أنه مما لا شك فيه أن تغير النظم المناخية له العديد من التأثيرات على الإنتاج الزراعى الذى يرتبط بشكل وثيق بالأمن الغذائى، ولذلك نظم معهد بحوث وقاية النباتات برنامج تدريبى فى مجال الاستراتيجيات الحديثة فى مكافحة الآفات الاقتصادية بضرورة الاعتماد على الأساليب الحديثة والآمنة فى مكافحة الآفات الاقتصادية التى تصيب المحاصيل الزراعية وخاصة فى ظل التغيرات المناخية وتداعياتها على القطاع الزراعى.
وأضاف أنه تم التركيز فى هذا البرنامج على أثر التغيرات المناخية المباشرة أو غير المباشرة على الآفات الزراعية وأعدائها الحيوية علاوة على الحشرات النافعة مثل نحل العسل، واشتمل البرنامج على عدة محاور أهمها التعرف على الأساليب الحديثة والآمنة فى مكافحة الآفات مثل استخدام المواد الطبيعية والمركبات الحيوية والمستخلصات النباتية وطرق المكافحة الحيوية مثل المفترسات والطفيليات، وذلك للحد من استخدام المبيدات الكيميائية، وما ينتج عنها من تلوث بيئى بهدف الوصول إلى غذاء صحى وآمن خالٍ من الملوثات الكيميائية، وكذلك التعريف بمخاطر دودة الحشد الخريفية والطرق المختلفة لمكافحتها.
أما مراد مسعود رئيس مركز ومدينة أبشواى بالفيوم فأكد أنه استقبل لجنة من جمعية روح الحياة للتنمية والحوار والمنفذة لمشروع تدوير المخلفات الزراعية والعضوية بتمويل من مرفق البيئة العالمية برنامج المنح الصغيرة لبحث ما تم تنفيذه على أرض الواقع من تطبيق عملى لمشروع تدوير المخلفات الزراعية والعضوية واستخراج وتصنيع "الكمبوست" كسماد عضوى أورجانيك لزيادة خصوبة التربة وإمداد النباتات بجميع احتياجاته من العناصر الغذائية الكبرى والصغير، وتحسين قوام التربة وتفكيك الأراضى الثقيلة والاحتفاظ بالمياه فى الأراضى الرملية، مؤكداً أن الوحدة الواحدة توفر ما يعادل عدد 6 شكائر سماد عضوى أورجانيك للفلاح فى الموسم الزراعى الواحد بالإضافة إلى الغاز المستخرج للوقود.
وأضاف أنه تم مناقشة إنشاء وحدات البيوجاز والتى تعمل على استخراج الغاز الناتج من تحلل المواد العضوية لإنتاج غاز نظيف بديل للغاز الطبيعى وأسطوانات الغاز المنزلى، حيث يتم توصيله بالبوتاجاز بديلاً عن أسطوانات الغاز، مشيراً إلى أنه تبنى فكرة المشروع، وتم بالفعل وتم إنشاء عدد 4 وحدات بيوجاز ووحدة إنتاج "كمبوست" بالوحدة المحلية بشكشوك كمرحلة أولى، وتم عقد بروتوكول بين جمعية تنمية المجتمع بشكشوك والجمعية الإنجيلية ببنى سويف لتقديم الندوات والمحاضرات لتوعيه الفلاحين بأهمية الكمبوست فى زراعة محصول أورجانيك خالٍ من الكيماويات الضارة وتوفير السماد الطبيعى بدل الكيماوى.