مبادرة جديدة لإنقاذ ليبيا.. والجيش الليبي يسقط مخطط عودة داعش
أعلن الجيش الليبي، أن التنظيمات الإرهابية في مالي أسست خطوط اتصال مع الإرهابيين في ليبيا، لنقل الأسلحة والمقاتلين، مشيراً إلى أن القيادة العامة للجيش تراقب منذ فترة حركة التنظيمات الإرهابية في المنطقة.
ومن جهته، أوضح الباحث والصحفي المختص بالشأن الليبي، عبدالهادي ربيع، لـ«الزمان»، أن العلاقات ما بين التنظيمات الإرهابية في ليبيا ومنطقة الساحل والصحراء خاصة مالي ممتدة ليس فقط منذ 2011 ولكن ما قبل ذلك، خاصة تنظيمي الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة الإرهابيين.
وأضاف ربيع: «تعامل نظام القذافي أيضا مع الجماعات الإرهابية بنظارة ذات عدستين، إحداهما شفافة والأخرى سوداء، حيث حارب التنظيمات الإرهابية المعارضة له في ليبيا، في حين دعم عدد منها وبنى علاقات معها في بعض الدول العربية والإفريقية باعتبارها في وجهة نظره حركات تحرر شعبية، إضافة إلى التوافق في العدو الواحد وهو الغرب وأمريكيا تحديدا».
وأشار إلى أن القذافي، لم يكن يجد بأسا في استقبال بعض قادة هذه الجماعات داخل ليبيا من الدول المختلفة سواء باعتبارهم لاجئين في دولته، أو إيمانا منه بالزعامة المطلقة على إفريقيا والعرب، وهو ما أسهم في إطلاق المساجين من التنظيمات الإرهابية من السجون الليبية 2008، فيما عرف حينها بالدراسات التصحيحية، وهو ملف خطير وأكثر نقاطه لم تترح بعد في الإعلام والصحافة.
وكشف أنه بعد سقوط نظام القذافي، وانهيار الجيش الليبي 2011، لم تجد الجماعات المسلحة من كل دول إفريقيا أي مقاومة أثناء دخولها إلى الصحراء الليبية وانتشرت وأنشأت ولايات لها في درنة وسرت وبنغازي وصبراتة وغيرها، ودخلت في حروب مع الأهالي وبقايا الجيش الليبي، وعملت فيما بعد ضمن المليشيات كمرتزقة.
ويقول ربيع، إن العلاقة بين الإرهاب في ليبيا ودول الساحل والصحراء أشبه بالأواني المستترقة حيث يستفيد كل منهما من الآخر، فمع فوضى السلاح في ليبيا استفادت هذه الجماعات جنوبا بتوفير الإمدادات اللازمة، مبينا أنه مع الحرب في ليبيا وفد عدد من الإرهابيين الأجانب ليعملوا كمرتزقة أو خلايا لضرب الخطوط الخلفية للجيش الليبي.
وأكد أن الجماعات الإرهابية، استفادت من العلاقات مع بعض القبائل خاصة التي تنتشر داخل ليبيا وخارجها من دول الجوار والتي تمتد إلى المحيط غربا حيث يجتمعان معا في مبدأ عدم إيمانهما بالحدود، خاصة أن ليبيا لديها حدود صحراوية مفتوحة مع 6 دول.
ونوه بأن بعض العناصر الإرهابية يتم تهريبهم إلى الداخل الليبي ضمن أفواج الهجرة غير الشرعية، في أمان بعيد عن كشفهم على اعتبار أن الهجرة يتم الإفراج عنهم سريعا، لاكتظاظ مراكز الاحتجاز.
واستطرد: «حاليا بعد أن قضى الجيش الليبي على الجماعات الإرهابية شرقا وجنوبا، أصبحت الجماعات الإرهابية بالشكل التنظيمي المعروف لم تعد موجودة بشكل جلي، ومع ذلك بدأت عدد من الخلايا خاصة من تنظيم داعش، تعود إلى الغرب الليبي في مدن مثل بني وليد وصبراتة -حي الدبابشة-، وترهونة وغيرها».
وتابع: «هذا بالإضافة إلى عناصر ما يعرف بسرايا الصحراء على الحدود مع النيجر وتشاد والسودان، والتي لم تتوقف هجماتها عن مؤسسات الدولة الليبية يوما، ولكن تكون الهجمات وفقا لقدرات التنظيم والتي هي مؤخرا في تراجع عالميا».
واختتم ربيع: «لهذه الجماعات الإرهابية، تأثير محتمل على العملية السياسية ولكن لا يجوز التحجج بها لتأجيل الانتخابات لاعتبارات منها أن انتظار تحسن الوضع الأمني لإجراء الانتخابات يعني أنه لن تجرى الانتخابات في هذا العام وربما أيضا الذي يليه، إضافة إلى أن هذه الجماعات الآن مشتتة، ومفرقة ولا تستطيع تجميع قواها وإحداث ضرر جسيم، بالعملية السياسية بسبب التراجع الدولي للإرهاب عالميا».
• مبادرة سيف القذافي
وفي سياق منفصل، تقدم المرشح الرئاسي الليبي، سيف الإسلام القذافي، بمبادرة لحل مشكلة الانسداد السياسي والخروج من الوضع الراهن، إثر تعثر إجراء الانتخابات في موعديها السابقين. ويرى المحلل السياسي الليبي أسعد أبوقيلة، أنه وسط خلافات كبيرة بين أمريكا وروسيا في مجلس الأمن الدولي حول ليبيا، بالإضافة إلى الخلافات داخل ليبيا، هناك أمل جديد لإنقاذ ماتبقي من ليبيا وهو مبادرة قائد المصالحة الوطنية الدكتور سيف الإسلام معمر القذافي.
وبين أبوقيلة، لـ«الزمان»، أن المبادرة اقترحت تأجيل إرجاء الانتخابات الرئاسية وإجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها بلا تأخير –فبراير المقبل- وانتخاب برلمان جديد لتجنيب البلاد الحرب والانقسام، وإنقاذ ماتبقى من خارطة الطريق المفروضة على الليبيين، واحترام إرادة 2.5 مليون ناخب تسلموا بطاقاتهم التي تؤهلهم للاقتراع.
وأكد أن المبادرة تقطع الطريق على المبررات لمرحلة انتقالية جديدة على أن يكون للبرلمان الجديد اتخاذ ما يلزم لاستكمال الانتخابات الرئاسية بما يضمن الوصول للمرحلة الدائمة التي من خلالها يمكن لليبيين بناء وطنهم واستعادة سيادتهم وصون مقدراتهم دون أي تدخل خارجي وبعيدا عن المناكفات السياسية لدول وأجندات محلية وأجنبية.
وكشف أبوقيلة، أن مجلس الأمن الدولي، لم يتخذ أي قرار بشأن ليبيا، موضحا أن مصادر دبلوماسية عزت ذلك إلى ما وصفته بـ«الانقسامات العميقة» بين أعضائه حيال الملف الليبي.
وأكد أن المشروع البريطاني المعني بتمديد البعثة الأممية الحالية في ليبيا قوبل بالرفض من روسيا، موضحا أن روسيا أرادت تعيين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مبعوثًا جديدًا، لكن لندن لم تقبل الطلب الروسي كما رفضته واشنطن.