الزمان
جريدة الزمان

منوعات

غدًا.. احتفالية ومعرض «بورسعيد في ذاكرة جورج البهجوري»

آية زكي -

تحت رعاية الدكتورةونيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، واللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، ينظم مشروع ذاكرة الكاريكاتير، التابع لمؤسسة عبدالله الصاوي للحفاظ على تراث الكاريكاتير المصري، بالتعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة، ممثلة في إقليم القناة وسيناء الثقافي، من خلال فرع ثقافة بورسعيد، احتفالية ومعرض بعنوان: «بورسعيد.. في ذاكرة جورج البهجوري»، في تمام الساعة الثالثة عصر يوم الاثنين الموافق 26 ديسمبر الجاري 2022، بمقر قصر ثقافة بورسعيد.


ويقام المعرض احتفالاً بالعيد القومي السادس والستين لمحافظة بورسعيد، وعيد ميلاد بهجوري التسعين، وكذلك صدور الطبعة الثانية من كتاب: بورسعيد، الذي يُعد من كلاسيكيات كتب الكاريكاتير المصري، حيث صدرت طبعته الأولى باللغتين العربية والفرنسية بالقاهرة، في فبراير عام 1957. ويشارك في الاحتفالية الفنان التشكيلي العالمي: جورج البهجوري، وعدد من رسامي الكاريكاتير، ومحبي وعشاق الفنان جورج البهجوري.


وصرح الباحث والكاتب عبدالله الصاوي منسق عام الاحتفالية، أنه يقام على هامش الاحتفالية معرض "بورسعيد.. في ذاكرة جورج البهجوري"؛ الذي يضم أكثر من 120 عمل لبهجوري، منهم الرسوم الكاريكاتيرية التي وردت بكتاب بورسعيد، ومجموعة من اللوحات الزيتية، إلى جانب عدد من البورتريهات، وأجزاء من مذكرات بهجوري بخط يده، ومجموعة صور فوتوغرافية نادرة لبهجوري يعود بعضها إلى بدايات بهجوري في عالم الصحافة في مطلع خمسينيات القرن الماضي، ورحلته في باريس، وبعض معارضه.


وأوضح "الصاوي" أن الاحتفالية تشتمل إلى جانب المعرض على العديد من الفقرات المتنوعة منها: شرح موجز بالصور لأهم انجازات مشروع ذاكرة الكاريكاتير على مدار عشر سنوات، وعرض أول وحصري لفيلم: "بورسعيد.. في ذاكرة جورج البهجوري"، وهو أول فيلم وثائقي يتناول قصة بهجوري مع بورسعيد، والفيلم من إنتاج جمعية النهضة العلمية والثقافية "جزويت القاهرة"، بالتعاون مع مشروع ذاكرة الكاريكاتير، كما يتضمن حفل الافتتاح تكريم بهجوري، واللجنة المنظمة للحدث، ورسامي الكاريكاتير المصريين الذين شاركوا في المعرض من خلال رسم مجموعة بورتريهات كاريكاتيرية مميزة لبهجوري، احتفالًا بعيد ميلاده التسعين.


وأشار "الصاوى" إلى أن الاحتفالية تتضمن العديد من الفعاليات إلى جانب المعرض والفيلم الوثائقي السابق الإشارة إليهما، حيث من المقرر أن تقيم مبادرة الكاريكاتير للجميع، التابعة لمؤسسة عبدالله الصاوي للحفاظ على تراث الكاريكاتير المصري، بالتعاون مع قصر ثقافة بورسعيد، ورشتين مجانيتين لتعليم مبادئ فن الكاريكاتير، يشارك فيها الفنان المصري العالمي: شريف عليش، والفنان: عماد عبدالمقصود رئيس قسم الكاريكاتير ونائب رئيس تحرير مجلة روزاليوسف.


وتابع "الصاوي"، كما سيقام حفل توقيع لكتاب: بورسعيد، باكورة الكتب الفنية لبهجوري، والذي صدرت طبعته الأولى بالقاهرة عام 1957، وصدرت طبعته الثانية بالقاهرة في عام 2022، بثلاث لغات: العربية والفرنسية والإنجليزية، بالتعاون بين مشروع ذاكرة الكاريكاتير، والفنان جورج البهجوري؛ احتفالًا بعيد ميلاد بهجوري التسعين.


وأكد "الصاوي" أن أهمية كتاب بورسعيد، إلى جانب كونه باكورة أعمال بهجوري، تكمن في أن بهجوري قد نجح وبجدارة من خلال هذا الكتاب، أن يوثق ولأول مرة بالكاريكاتير، الملحمة الوطنية لأهالي بورسعيد وقوات الجيش والشرطة المصرية، ضد قوات العدوان الثلاثي الغاشم عام 1956، وشكل انطلاقة قوية لفَّنان شاب لم يتجاوز عمره وقتئذٍ الخامسة والعشرين؛ سخَّر ريشته ليوثق لنا بالرسوم الكاريكاتيرية واحدة من أهم ملاحم المقاومة الشعبية المصرية في النصف الثاني من القرن العشرين، وهذا بدوره لا يبتعد كثيرًا عن الأدوار التي لعبها الكاريكاتير كونه كان أداة فاعلة ومؤثرة في التاريخ المصري لفترة طويلة، في كل المعارك والنضالات الوطنية منذ نهايات القرن التاسع عشر، وخلال النصف الأول من القرن العشرين. ومن ثم جاء چورج البهجوري ليرسخ لتراث من سبقه، ولكن بأسلوب فني تميز وتفرد به عن أقرانه.
ويذكر أن هذه الاحتفالية تأتى في إطار ما يقوم به مشروع ذاكرة الكاريكاتير من مجهودات حثيثة؛ للحفاظ على تراث الكاريكاتير المصري، وإعادة كتابة تاريخ رواده الأوائل. وجدير بالذكر أن الفنان: جورج البهجوري، الملقب ببيكاسو المصري، وأيقونة الكاريكاتير المصري والعربي؛ هو أحد أهم وأشهر رسامي الكاريكاتير المصريين والعرب. ولد بقرية بهجورة إحدى قرى مركز نجع حمادي بمحافظة قنا في 13 ديسمبرعام 1932، التحق بكلية الفنون الجميلة قسم التصوير عام 1951، وتبناه فنيًا الفنان الراحل: حسين بيكار.

كما بدأ في نشر رسومه الكاريكاتيرية في مجلة "الكاتب" ومجلة "روزاليوسف"، وهو لا يزال طالب بالفرقة الأولى، وبعد تخرجه عام 1955، إنضم إلى كتيبة رسامي الكاريكاتير الكبار بروزاليوسف، وسرعان ما أصبح من نجوم الصف الأول في مجال الكاريكاتير، ونجح في أن يصنع لنفسه مكانة متميزة في عالم الكبار، عبر أسلوب فني تفرد به بهجوري عن كل أبناء جيله ومن سبقوه في عالم الكاريكاتير.

في عام 1969 كان الميلاد الثاني لبهجوري، بعد سفره لباريس، تلك المدينة التي سحرت بهجوري، فقرر أن يعيش فيها لأكثر من ثلاثة عقود ونصف، إلا أن سحر الشرق كانت له الغلبة في النهاية وعاد بهجوري لمصر في منتصف تسعينيات القرن الماضي واستقر بها.

وخلال رحلته في عالم الفن، أقام بهجوري عشرات المعارض الفنية الفردية والجماعية داخل مصر وخارجها، وحصل على العديد من الجوائز والتكريمات على الصعيدين المحلي والدولي، ولا زالت أعماله وإبداعاته مسار دهشة وإلهام لكل محبي وعشاق فنه في كافة بقاع العالم.