الزمان
جريدة الزمان

مقالات الرأي

الاستباق الأمنى والعدالة الناجزة

-

(مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا).. صدق الله العظيم.

لهذا فالعدالة الناجزة والاستباق الأمنى ومداهمة الأوكار الإرهابية وتفريغها من إجرامها المدَبرْ هو ما يجب اعتماده فى خططنا.. فقلوبنا جميعًا كمصريين وعرب بل كل المجتمع الإنسانى تعتصر ألمًا بل تنزف من هول الكوارث الإرهابية المتلاحقة التى توجه لصدور وقلوب الأهالى إنها جرائم بشعة تميت، تقتل الحياة، تُقطع الأوصال، تُفسد فى الأرض، ليس بمناسبة هذا الحادث الإجرامى الموجه للكاتدرائية البطرسية بالعباسية بل لكل الإرهاب الأسود والعمليات الإرهابية التى حدثت باليوم الذى سبقه بالهرم عند مسجد السلام حيث قتل ستة مصريين غير الإصابات.. أو فوق رمال سيناء أوفى كل بقعة طاهرة من أرض مصر التى دنستها أيادى وتفجيرات الإرهاب..

تدمع العيون بل تنزف القلوب دمًا وتعتصر ألمًا كل يوم على ضحايانا وشهدائنا ومصابينا الذين يتساقطون شهيدًا تلو آخر لا ذنب لهم غير أنهم أبناء مصر يدافعون عن الوطن كحراس لمرافقه وأمنه وحدوده أو وجدوا بالصدفة فى مكان التفجير أو تقصدوهم عن رؤى لفكر مريض ومغلوط من دعاة ودعوات ظالمة جائرة جاهلة ممن يدعون الفقه والشرع الدينى المنحرف، إنهم جميعًا ضحايا للإرهاب المقيت..

 بقصد أو غير قصد بحكم أعمالهم ومهامهم الوطنية كالضباط والجنود أو كما حدث بالكاتدرائية البطرسية حين داهمها الفكر الظلامى بالإرهابى المتفجر حيث حصدت أرواح بريئة بالصدفة تواجدت للصلاة والعبادة يوم الأحد ولا كان شيئًا للضحايا غير العبادة والتقرب إلى الله، أو شهداء الصدفة كالمارة بالشوارع فهم ضحايا القدر لحظة مرورهم بمكان انفجار، وجميعنا على مسافة واحدة من كل الضحايا أى كانت دياناتهم أو انتماءاتهم حتى لو لم يكن مصريًا أو عربيًا، فى النهاية الشهيد هو إنسان كان يتنفس معى ويشاركنى الحديث والفكر والمستقبل والطموح ويجاورنى فى السكن، ويعول أسرًا وأولادًا ويرتبط بهم وبمصائرهم حتى ولو كان يعيش لنفسه فقط فهو كيان إنسانى حى توقفت به الحياة فخسرناه وخسره الوطن، فكل الشهداء والضحايا هم مصابنا ونحتسبهم جميعًا شهداءً وعلينا تكريمهم جميعًا ورعاية ذويهم وأسرهم ومن تركوا وراءهم من أبناء، فالتفجيرات لا تفرق بين الديانات أو العرقيات أو المناهج السياسية أو مذنب أو غير مذنب ولا يجب أن يتحمل المسئولية غير هذا الإرهاب الأسود لهذه الجرائم البشعة؛ لهذا أعزى نفسى وأعزى وطنى وقيادات مصر وأهالى كل الضحايا وأشد على يد العدالة الناجزة فى أن لا تتباطأ أو تؤجل القصاص العادل، فمن أفسد فى الأرض يقع تحت طائلة العدالة التى يجب أن تكون ناجزة، فالإرهابيون يهدمون الوطن الذى لا يستطيع أحد أن يثنيه عن مسيرة تقدمه وخططه الطموحة للمستقبل أو الالتفاف حول قيادته الوطنية التى هى العماد والأمل.