الزمان
جريدة الزمان

مقالات الرأي

أذن من طين وأخرى من عجين

-

كثيرًا ما أتساءل وأنا أقرأ ما يُكتب فى كثير من الصحف والمجلات حول أوجه السير العرجاء فى كثير من مصالحنا وهيئاتنا، أتساءل إذا ما كان هذا النقد من باب النفخ فى قربة مقطوعة، وما إذا كانت هذه المصالح والهيئات تنظر إلى صحافتنا نظرتها إلى هايد بارك أخرى الكلام فيها للتنفيس لا للتنفيذ.

        ويجب أن نفرق بوضوح بين عقبات نواجهها بسبب الضغوط الاقتصادية والعسكرية وعقبات نواجهها بسبب سوء الإدارة والتنظيم، إننا جميعًا على استعداد لتحمل أثر الضغوط علينا، لكن إذا كنا خمسة أشخاص وليس أمامنا إلا رغيف خبز فإنه ليس مقبولًا أن يختطفه شخص أو شخصان بينما المنتظمون فى الطابور يعاقبون على انتظامهم بالخروج من الطابور بلا حمص.

        ونشكو وتنشر الصحف الشكوى، وكأن المسئولين فى معظم المصالح والهيئات لكل منهم أذن من طين والأخرى من عجين، أو لعلهم أصبحوا محصنين ضدها من طول ما تعودوها، بل لعلهم يقتاتون بها قبل أن تقتات بهم.

        ذهبت يومًا أشكو لمسئول فى تنظيم القاهرة من فجوة تُركت شهورًا فى الشارع المؤدى إلى بيتى، وحين عرف أننى يمكن أن أرفع صوتى إلى أبعد من الجدران الأربعة التى تضمنا رحب بى وكأنى هبطت من السماء، فقد بُح صوته هو أيضًا من الشكوى لمن هم أعلى منه مسئولية لنقص معداته ورجانى أن نرفع صوتينا معًا.

        نحن نعرف أن عبء التنفيذ لا يجب أن يُلقى كله على عاتق أجهزة الدولة، وأن أفراد الشعب والأجهزة الشعبية مطالبة بالمشاركة فى التنفيذ عن طريق ما اصطلحنا على تسميته بالجهود الذاتية وبالرقابة أيضًا، فقد تمت تسوية الفجوة خلال أسبوع من مقابلتى للمسئول فى تنظيم القاهرة بالرغم مما أبداه من أعذار، لكن أجهزة الدولة هى القدوة وهى المشجع.