جريدة الزمان

منوعات

صاحب مصنع يصطحب عماله إلى الملاهى لـ«تحسين مزاجهم»

«لو ده جنان.. ابسطهم وزوّد إنتاجك»!

آية الشيخ -

"الإنتاج مش بس بيع أو شراء أو شغل.. هو في الأساس إدارة تقدر تربط ما بين المنتج ومُصنّعه".. مبدأ حملة المهندس عبده ظانا، مالك مصنع للصناعات الهندسية، بعد أن حاول تخفيف تأثيرات الظروف الاقتصادية الأخيرة التي كان لها تأثير كبير على الحالة النفسية للعمال بمصنعه، والتي انعكست على أدائهم في العمل.

 لاحظ "ظانا" الهدوء في سوق العمل، في الوقت الذي شعر بأن عماله دون استثناء "مسحولون" بسبب الأحوال الاقتصادية، فما كان منه إلا إخبارهم بعدم تدوير الماكينات بالمصنع، ومر على أحد المحلات التجارية الشهيرة وأحضر معه كمية كبيرة من الوجبات الغذائية تكفي لإفطار عماله، وجلس معهم جميعًا وتناولوا الإفطار سويًا.

 بعد أن تناول الإفطار معهم، طالبهم بإغلاق المصنع والاتجاه إلى الأتوبيس، وقادهم إلى مدينة الملاهي "دريم بارك"، وقضى اليوم وسط عماله محاولًا رسم البسمة على وجوههم التي أرهقها العمل ومشاغل الحياة اليومية: "خدت كل رجال المصنع وطلعنا على دريم بارك قضينا أحلى يوم تقريبا عشناه سوا وكلنا بدون استثناء كنا طايرين من الفرح".

 رأى السعادة في أعينهم، وأدخل الفرح إلى قلوبهم، لكن سعادته كانت الأكبر، فهو من صنعها، قائلًا: "أنا كنت أسعد واحد في الدنيا ولعبنا سوا وهزرنا سوا وأكلنا سوا وتعبنا سوا برضوا وكان من أحلى أيام حياتي"، وبعد انتهاء اليوم حرص "ظانا" على توضيح أسباب اصطحابه لعماله لمدينة الملاهي: "مش بقول كده لأي سبب ولا لأي هدف غير إني أعرف.. كل الناس اللي اتريقت عليّ وقالت عليّ واحد فاضي ولّا واحد تافه ولّا واحد أهبل أنك لو هاتبقى فاضي أو أهبل أو تافه وتسعد اللي حواليك بأي طريقة كانت حتى لو بسيطة فكون كده".

لا يرى أن الأمر تافه على الإطلاق، لكنه كما أكد لـ"الزمان": "الرحلة القصيرة أثرت بالإيجاب على العمال"، ولاحظ ذلك في أدائهم وإنتاجهم اليومي، متمنيًا أن تكون مبادرة لأصحاب المصانع لكي يرسموا البسمة على وجوه عمال آخرين: "لعل وعسى أن حد يستفيد من ده ويعمل أي حاجة مش لازم دي أو التصرف ده بعينه لكن على القليل يراعي الظروف الحالية والحالة الاقتصادية اللي مأثرة بنسبة 100% على الحالة النفسية للموظفين".

إسعاد الآخرين كما يرى "ظانا" قد يكون بكلمة حلوة أو شوكولاتة على الأقل، لأنها ستنعكس على الإنتاج بشكل غير متوقع لأن المنتج مرتبط بقوة بمُصنّعه: "فالاهتمام باللي بيصنع المنتج هو ربط أساسي بالاهتمام بالمنتج.. عمالي هم الأساس لحم كتافي من شغلهم وعرقهم، وهما دول رأس مالي الحقيقي".

أبدى شعبان خليفة، رئيس النقابة العامة للعاملين بالقطاع الخاص، إعجابه الشديد بتصرف صاحب العمل لأنه استطاع اللعب على وتر نفسية عماله، وعلى دراية بكيفية تطوير إنتاجه وتنميته لأنه بدأ من العامل، مؤكدًا أن المصري بسيط جدًا، والتصرفات البسيطة تؤثر على نفسيته.

ولفت خليفة لـ"الزمان" إلى أن صاحب العمل استطاع أن يكسب حبهم ونشاطهم وجدهم في العمل: "على ثقة أن العمال هيشتغلوا معاه ومش هيأخروا عنه لأنه قدرهم وحاول تحسين حالتهم المزاجية لكي تنعكس على إنتاجهم وجدهم".

وتابع رئيس النقابة العامة للعاملين بالقطاع الخاص: "أكتر حاجة بتتعب العامل إنه ميكونش حاسس بالأمان الوظيفي أو الراحة النفسية أو الاستقرار الوظيفي.. ولكنى على ثقة بأن الحالة المزاجية للعمال جعلت من إنتاجهم الضعف حتى لو أن السوق هادئ بشكل عام"، متمنيًا أن تكون مباردة طيبة من أصحاب الأعمال لتخفيف التأثيرات السلبية للقرارات الاقتصادية الأخيرة من على كاهل العامل.