جريدة الزمان

اقتصاد

د. عصام الزعبلاوى رئيس الأكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية لـ«الزمان»:

ضعف مرتبات هيئات التدريس يؤثر بالسلب على مستوى البحث العلمى الذى يقدمونه

الدكتور عصام الزعبلاوى
محمد عبد المنصف -

تغيير ثقافة المجتمع أساس النهوض بالخريجين وتلبية احتياجات السوق

الدكتور عصام الزعبلاوى، أحد الخبرات الاقتصادية فى العالم العربى، سبق أن تولى العديد من المناصب التنفيذية داخل المملكة الأردنية الهاشمية، من بينها عمله وزيرًا للتعليم، كما عمل مستشارًا اقتصاديًا وتعليميًا لعدد من تجمعات الدول الأوروبية والعربية، ويشغل حاليًا منصب رئيس الأكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية، إحدى مؤسسات جامعة الدول العربية.

"الزمان"، التقت به على هامش الاحتفال بتخريج دفعة جديدة للأكاديمية، للوقوف على رؤيته فى تطوير مستوى خريجى الجامعات المصرية والعربية.

-- من وجهة نظركم.. ما أسباب تدنى مستوى خريج الجامعة العربية؟

---- هناك أربعة أسباب لتدنى مستوى خريجى الجامعات، الأول ضعف ميزانية الجامعة وبالتالى انخفاض حجم الأموال التى تنفق على الطالب فى أثناء دراسته وحتى تخرجه، خاصة فى الكليات العملية، والثانى عدم المواءمة بين ما يدرسه بالكلية واحتياجات سوق العمل الفعلية، والثالث ارتفاع أعداد الطلاب لدى الجامعة فى مصر وفى الوطن العربى عن طاقتها الحقيقية مما يعوقها عن تخريج إنسان كفء يضاهى فى مهاراته خريجى الجامعات العالمية.

والسبب الرابع ضعف مرتبات أعضاء هيئات التدريس، مما يجعلهم ينشغلون بالعمل فى أكثر من جامعة لزيادة دخلهم، وهذا يؤثر على مستوى البحث العلمى الذى يقدمونه، كما يفسر أسباب تراجع منافسة جامعاتنا عالميًا، والأخطر عدم تطوير الأستاذة للمقررات الدراسية لتلاحق متغيرات العصر خاصة فيما يتعلق باستخدام التكنولوجيات الحديثة.

-- ما روشتة الخروج من النفق المظلم خاصة أنك كنت وزير تعليم سابقًا بالأردن؟

---- أولًا لابد من التركيز على الدرجات العلمية المشتركة بين الجامعات العربية، لإكساب الخريج عناصر القوة العلمية لكل جامعة كعنصر أساسى لرقى مستوى الخريج مثلما  تفعل الجامعات الأوروبية، ومن المهم تطوير البرامج الدراسية نفسها لتصبح ذات صبغة عالمية.

-- هل هذه العناصر كافية لتخريج إنسان قادر على المنافسة فى سوق العمل؟

---- هناك عنصر أساسى هو إعادة النظر فى طريقة تقييم الخريج بعيدًا عن أسلوب الامتحان التقليدى الذى انتهى من الجامعات الأوروبية، فالعالم الآن يحدد المهارات الواجب توفرها فى الخريج ليتم تقييمه على أساسها عند تخرجه، وهذا الأمر يحتاج إلى تضافر جهود مؤسسات الدولة، فما فائدة التعليم النظرى لخريج كلية الهندسة إذا رفض أصحاب الشركات تدريبه وهذا يتطلب تغيير ثقافة المجتمع لتوفير تدريب عملى للخريج.

-- هل هناك محاولات قامت بها الجامعات لتطوير التعليم عربيًا؟

---- عندما كان الدكتور صالح هاشم أمينًا عامًا للجامعات العربية، طرح مشروع الفضاء العربى للتعليم الجامعى، على وزراء التعليم العرب للارتقاء بمستوى خريجى الجامعات العربية، وهو يقوم على التعليم الإلكترونى، والتعليم عن بعد، لإحداث نقلة نوعية فى التعليم، لنواكب الدول المتقدمة فى هذا المجال، على أن يبدأ بنموذج لجامعات إحدى الدول ولتكن مصر، ثم تنضم له بقية الدول العربية، وهنا أحب أن أؤكد أن كل عامل أو موظف يعمل بالجامعة يعطى صورة إيجابية أو سلبية عن مستوى خريجى الجامعة.

-- وما أهمية ذلك التطوير المكلف فى بلاد تعانى من انخفاض فى الدخل القومى؟

---- تخريج الجامعة لإنسان مواكب للمتغيرات العالمية فى سوق العمل يتيح له العمل فى أغلب  بلاد العالم، مما يحد من حالة البطالة التى تعانيها البلاد العربية، وعلى رأسها مصر، نتيجة انحصار فرص العمل لخريجيها على الأسواق المحلية، لعدم قدرتهم على المنافسة فى سوق العمل الأجنبية سواء الأوروبية والأفريقية والأمريكية.

-- أخيرًا.. ما الفرق بين ماجستير الأكاديمية وأية جامعة أخرى؟

---- الأكاديمية تشترط للالتحاق بها أن يكون الطالب يعمل بسوق العمل، فى جهة مصرفية بأية دولة عربية  للحصول على درجة الماجسيتر فى مجال إدارة الأعمال، وتهدف أساسًا إلى تطوير أداء مؤسساتنا نتيجة رفع مهارات العاملين بها، وهذا ما أقره جميع رؤساء المصارف على خريجينا.

-- ومتى بدأت الأكاديمية منح هذه الدرجة؟

---- بدأت الأكاديمية منح درجة الماجستير عام 1985، ونجحت خلال 30 سنة فى تخريج قرابة 17 ألف خريج من جميع الدول العربية، حيث يوجد لها أربعة فروع فى القاهرة ودمشق وصنعاء وعمان.