جريدة الزمان

تقارير

خطة «الطالب المتدين» لمواجهة الامتحانات

أرشيفية
عبد الفتاح أبوريشه -

بالتزامن مع اقتراب امتحانات الفصل الدراسى الأول فى المدارس والجامعات نرى المساجد وقد امتلأت عن آخرها بالطلاب فى أثناء وبعد الصلوات الخمس يرفعون أكف الضراعة نحو السماء داعين المولى عز وجل أن يمنحهم التوفيق والنجاة من كابوس "الامتحانات" الذى يؤرق أذهانهم لمدة زمنية محددة فى موسم وحقبة جديدة تشبه الموسم الرمضانى فى تزاحم الطلاب على الدعاء والعبادة.

وبالمقارنة بين غرفة الطالب المصرى قبل الامتحانات وفى أثناء الاستعداد لها تجد مشهدين مختلفين تمامًا وصورتين أكثر تباينًا عن بعضهما بعضًا، فقبل الامتحانات تجد الغرفة غير مرتبة، والكتب مبعثرة يمينًا ويسارًا والأقلام فى ناحية والمساطر فى ناحية أخرى، فيما تختلف تمامًا عن فترة الإعداد لدخول الامتحانات فتجد الطالب وقد جهز أدواته الدينية قبل أدواته التعليمية إذ تحتوى غرفته على مصحفه الذى قد أعد فيه وردًا يوميًا يقرأه قبل أو بعد المذاكرة بعكس الأيام العادية وبحسب كل طالب، كما تجد مسبحته "سبحته" لا تغادر يده يسبح ويحمد ويهلل ويستغفر طمعًا فى أن يساعده الله عز وجل فى اجتياز هذا النفق المظلم.

كما تجد الملصقات الدينية وصور الجداول تغرد على جدران الحجرة، فضلًا عن سجادة الصلاة المفروشة دائمًا على الأرض والتى توحى بأن الطالب لا يكاد يترك الصلاة حتى يعود إليها من فرط حبه الشديد لها وحرصه الدائب عليها، وفى نفس المناخ العام الذى يعيشه الطالب تجده يمنع نفسه مع أصدقائه من التلفظ بألفاظ خارجة أو مسيئة، كما يحرم نفسه من مشاهدة التلفاز.

وفى خضم هذا الجو الروحانى الذى يخلقه الطالب قبل الامتحانات وأثنائها تجده يحشد الحشود ويعد العدة لمواجهة طوفان الكتب والمذكرات بالدعوات، فيجند أسرته كاملة لتولى هذه المهمة، كما يجند الجيران، والأقارب، والأصدقاء للدعاء له، حتى أنه لتتحول صفحته على مواقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" إلى قناة دينية ينشر من خلالها آماله وتمنياته بخصوص الامتحانات، فتارة يدعو على المدرس الفلانى أو الدكتور صاحب المادة الفلانية لأنه يقرر منهجًا كبيرًا، وتارة يمدح المدرس الفلانى لأجل تلخيص المنهج فى مذكرة بسيطة.

أمرٌ جميلٌ أن تعود إلى الله سبحانه وتعالى وتعبده وتتوسل إليه لكى تنجو من اختبار الدنيا ألا وهو امتحان الفصل الدراسى الأول ولكن ما هو أجمل أن تعبد الله فى كافة الظروف والأحوال فلا تقربك منه امتحانات وأزمات، كما لا تبعدك عنه الأفراح والمسرات فمعرفته فى الرخاء تهبك النجاة فى الشدائد ولا تكن كالذين قال الله عنهم: "فَإِذَا رَكِبُوا فِى الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ".