الزمان
جريدة الزمان

مرأة و طفل

استشارى العلاقات الزوجية يكشف سر الزوج النكدى وكيفية التعامل معه

أرشيفية
رباب ربيع -

تعانى زوجات كثيرات من أزمة كبيرة وهى «الزوج النكد» والذى بسببه تُصاب الزوجة بحالة نفسية متدنية مما يؤثر ذلك على مسار الحياة الأسرية وعلى نفسية الأطفال بشكل مباشر، لذلك كشف الدكتور مدحت عبدالهادى استشارى العلاقات الزوجية، عن عدد من النصائح للزوجة حتى تتعرف على طريقة تعاملها المثالية مع زوجها كثير الشجاروالنكد، إذ أكد أنه يجب أن تحرص الزوجة على أن يكون لكِ أمور أخرى ومختلفة تمامًا عن اهتماماته كحل للبحث عن بديل لكِ وحتى لا تتحول الحياة كلها إلى خلافات بينك وبينه، مشيرًا إلى أنه على الزوجة أن تجد سبيلًا بعيدًا عنه، إذ يجب أن يكون لها يوم فى الأسبوع تقضيه بعيدًا عنه، مع أقاربها مثلًا.


 وأضاف عبدالهادى أنه يجب علينا محاولة الاهتمام بهواياتك أو حتى الأولاد فتجاهل الأزمات التى يفتعلها زوجك عن طريق تجاهل العدوان والتركيز فى حياتك الخاصة، ولا يجب فقط تركيز حياتك حول دائرة زوجك، فيجب أن تكون لكِ حياتك الخاصة لأن هذا يشعره أنه قادر على التحكم فى حالتك المزاجية ويزداد الأمر سوءًا، فالزوج النكدى دائمًا ما يبحث عن أسباب الخلاف ويطرحها بقوة فى نقاشاتكم، لذلك لا يجب أن تعطيه فرصة لهذا الأمر.


خاصة أن الزوج النكدى يمثل كابوسًا مزعجًا فى رأس زوجته، فهو تعود على التكشير فى وجهك على مدار الـ24 ساعة.


وأشار عبد الهادى إلى أن بعض علماء النفس فسروا سيكولوجية هذا الرجل بأن الزوج النكدى هو الزوج الصامت الذى لا يتحدث كثيرًا مع زوجته سواء فى أمور حياتهما معًا أو فيما يخص إدارة المنزل، وهذا بالمناسبة هو طبع بعض الأزواج الذين يكتفون بالعلاقة الحميمية مع زوجاتهم ويرفضون أى أسلوب للحوار أو الحديث فيما بينهما.


ويندرج تحت مصطلح الزوج النكدى أيضًا ذلك الزوج العبوس الكشرى الذى لا يضحك «للرغيف العيش السخن» مثلما تقول أحد الأمثال الشعبية، فهو دائم البحث عن النكد حتى فى أتفه الأمور، محولًا حياة زوجته وأبنائه ‘لى جحيم.


 وربما الزوج النكدى هو الرجل الذى لم تر زوجته ابتسامته منذ زواجهما رغم أنه خارج المنزل تجد ضحته من الأذن للأذن، فهل الزوجة هى السبب فى نكد وتكشير زوجها؟ وهل لـ«الزوج النكدى» علاج؟ وما هى طرق وأساليب التعامل المثلى من الزوجة مع هذا الزوج؟


كشف عبدالهادى بعض الأمور أهمها أن الزوج النكدى يسعى إلى تحويل فشله فى عمله أو أى موقف يتعرض له مع رئيسه أو زملائه فى العمل إلى زوجته، فهو يلقى باللوم عليها فى كل الأمور حتى لو لم يكن لها دخل بها، فهو يعيد كل فشل أو مشكلة إلى زوجته لأنه فى الأساس غير راضٍ أو مقتنع بها حتى وإن لم تفعل تلك الزوجة ما يدعوه إلى النكد. 


وهناك بعض الأسباب النفسية تقف خلف طبيعة الزوج النكدى الذى اعتاد رؤية والده وهو يوبخ والدته ويصرخ فى وجه أبنائه، ولذلك عندما كبر وصار رجلًا أراد أن يكون نسخة عن والده، ووجد أن فى التكشير والصراخ وإهانة زوجته فى بعض الأحيان هو تعبير عن رجولته.


فهناك بعض الأسباب المادية التى ربما يكون لها دور فى تكوين شخصية الزوج النكدى تتمثل فى شعوره بضيق اليد وعدم القدرة على تلبية متطلبات زوجته أو بيته، خاصة إذا كانت هذه الزوجة مستواها المادى أعلى منه أو إذا كانت تعمل وتحصل على راتب أعلى يفوق راتبه، فوقتها قد يجن جنون هذا الزوج الذى لا يجد إلا النكد وسيلة لفرض شخصيته على زوجته وأبنائه.


 وقد يكون الزوج النكدى بسبب زوجته التى لا ترى وجهه إلا بقائمة طويلة من طلبات المنزل والأولاد وفلوس كسوة الشتاء والصيف والعيد الكبير والصغير ولبس المدارس ومصروفها الشخصى، فيتحول هذا الزوج الى طور فى ساقية لتلبية هذه الطلبات، ولذلك لا يكون هناك أى وقت للضحك أو الابتسامة.


ولكى تتعامل الزوجة مع الزوج النكدى ننصحها بأن تحاول أن تقترب منه وتكثر الحديث إليه وأن تحتويه وتهتم به وتسأله عن مشاكله وتبحث عن كل الوسائل المتاحة من أجل تغيير طبعه، ولكن إذا فشلتى فى تغيير طبعه عليكى أن تحاولى أن تجدى سبيلًا بعيدًا عنه لإسعادك، عليكى أن تركزى مع أولادك ولا تركزى مع تصرفاته معكى كثيرًا لأن هذا سيساعدك فى تيسير أمور حياتكما معًا.


ننصح الزوجات أيضًا عند التعامل مع الزوج النكدى أن تتجاهل الأزمات التى يفتعلها هذا الزوج بالتركيز فى حياتك الخاصة، فلا ننصحك أن تتمحور حياتك كلها حول دائرة زوجك، فيجب أن تكن لك حياتك الخاصة لأن هذا يشعره أنه قادر على التحكم فى حالتك المزاجية ويزداد الأمر سوءًا بينكما.