” من آذى ذمياً فقد آذانى ” - بقلم الهام شرشر
ضربت مصر عبر تاريخها الطويل المثل فى حسن الجوار والمعاملة كما أعطت النموذج والمثل فى حسن تطبيق تعليمات وتوجيهات النبى صل الله عليه وسلم فى معاملة غير المسلمين......
فإذا كان النبى يشدد صلوات الله عليه على أن «لهم مالنا وعليهم ما علينا» ليرسم بذلك صورة مضيئة لطبيعة العلاقة التى تجمع بين المسلمين وغيرهم.....
وعلى هذا النهج سار المسلمون الأوائل مما حقق على أيديهم فتح مصر فكانوا بحق كما شهد التاريخ طوق نجاة لإخوانهم من أبناء الديانة المسيحية فوقفوا بجوارهم ودافعوا عن حقوقهم وشاركوا فى رفع الظلم عنهم كما نالوا ما يستحقون من معاملة كريمة.....
وحافظوا على ما أوصى به الحبيب صل الله عليه وسلم، كما أشار إليها القرآن الكريم فى كثير من آياته إلى ضرورة حسن معاملتهم والتلطف معهم......
وامتد هذا الأمر الكريم النابع من توجيهات الدين الحنيف عبر تاريخ مصر منذ أن دخلها الإسلام ويكفى تلك الرواية المحفورة فى ضمير ووعى المصريين والتى يحكى فيها عن هذه المسابقة التى جرت بين شاب مسيحى وابن والى مصر، فلما فاقه القبطى أذاه.......
فعلم بذلك عمر بن الخطاب فأمر القبطى بضرب ابن والى مصر، ورد عمر بذلك كرامة القبطى التى أهدرت ليعطى بذلك النموذج فى العدالة المطلقة التى لاتفرق بين مسلم وغيره.... وبين غنى وفقير.... وبين قوى وضعيف...
وتاريخ مصر كان وسيظل مؤكداً على قوة العلاقة ومتانة الصلة التى تجمع بين نسيج الأمة فى مصر « المسلمين والأقباط » لايفرق بينهما قانون ولايحد من علاقاتهم شرع .
أقول هذا الكلام العابر بمناسبة هذه الحادثة المؤسفة العارضة والتى لايمكن أن تؤثر فى العلاقة التى تجمع بين المسلمين والأقباط.... فما حدث فى قرية "الكرم" والتى تقع فى مدينة أبو قرقاص بالمنيا مهما كانت أسبابه ودوافعه ومهما بلغت نتائجه ..... فلابد أن نعمل جميعا على إحتوائه ولا نعطى الفرصة لتستغل هذه الحادثة فى ضرب الكيان الواحد للأمة، وإحداث الفجوة بين شقيها.
وننتهز هذه الفرصة لنعرب عن خالص امتنانناً للسيد رئيس الجمهورية الذى تأثر بالحادثة واتخذ قراراً فورياً بعلاج ما ترتب عليها على نفقة الدولة.... مما يعكس حرصه البالغ على وحدة الصف وتوحيد الجهود من أجل البناء والتعمير.... لا من أجل التخريب والتدمير..... كما نشكر الجهود التى قام بها "بيت العائلة " بالأزهر الشريف الذى سارع بالتوجه إلى منطقة الحادث واشترك مع غيره من الجهات التنفيذية والسيادية فى عودة الأمور إلى ما كانت عليه من هدووووووووووووووووء..... ولايسعنا فى النهاية إلا أن ندعو الله عزوجل ونحن على أبواب شهر رمضان الفضيل أن يحفظ مصر وأهلها... ونسيجها من كل مكروووووووه وسووووووووووووء.
حفظ الله مصر قوية فتية ..