جريدة الزمان

منوعات

«طلباتك أوامر وبوجي وطمطم».. شباب يخلق النجاح من رحم الصعوبات

فايزة نصر -

 

مُحاولات متواصلة من الشباب للحصول على "الرزق"بعيدًا عن الشركات ذوات الرواتب الضئيلة والشهادات التى لا تجدي نفعًا، العديد من المشروعات الصغيرة التي يلجأ إليها الشباب المصري للقضاء على البطالة وتخطى مرحلة الجلوس على المقاهي فى الأونة الأخيرة، دون جدوى والكثير حقق نجاح كبير من تلك الأفكار البسيطة.

 

"كرولس ميلاد"، أبرز النماذج التى تخطت مرحلة الجلوس فى المنزل بلا عمل، فقد امتهن العديد من الوظائف بدءًا بأحد مكاتب السياحة مرورًا بـ"الكاشير"ولكنها جميعًا لن تكن مجدية ولا تغطي مصروفاته، ما دفعه للتخطيط لخوض تجربة مشروع صغير أيمانًا بأنه مع الوقت يُحقق أرباح مضاعفة، فكان يخطط للتعامل مع ٣ أفراد على أمل أنهم فيما بعد يرشدون آخرين عليه ولكن المشروع أخذ ينمو ويتطور ويلقى رواجًا وتشجيع من الكثير مما أخذ يُبث له العديد من الخطوات الهادفة لتطوير هذا المشروع حتى يُغطى الجُمهورية بأكملها.

 

أكد "ميلاد" لم أكن أهدف للحصول على المال؛ لذلك كانت الأسعار التى حددتها فى البداية قليلة ولكن مع الوقت كان لابد من زيادة الأسعار ولا أعتقد أنى سأضطر للزيادة مرة أخرى وقبل الإقدام على هذه الخطوة استشار العملاء المعتاد على التعامل معهم وبعكس ما كان يتوقع، حيث أنهم شجعوه وأكدوا على ضرورة الزيادة  منذ بداية المشروع ومنهم من أهدى لي بعض الأشياء لكي تساعدني مثل "العجلة" التى وفرت عليّ جهد كبير وآخرى أهدتلي"مساكه" لمعاونتي على حَمل الشنط.

 

وأضاف "كرولس"أن العديد من الأشخاص ومنهم مسنين لديهم سيارات تواصلوا معيّ ولكن ذلك صعب حاليًا؛  لأن ضغط الشغل لن يكون مجزي لدفع رواتب، أنا الأوردارات التي تأتيني من ٦:٥  يوميًا بما يِقرب من ٥٠أو ٦٠جنيهًا يوميًا ولن يقبل أحد بالعمل مقابل ١٠أو ١٥جنيهًا، بجانب أن فكرة عمل شباب معي محتاج لنظام وتخطيط دقيق واختيار جيد للأفراد؛ فلابد من أختيار أفراد أمنين ويكونوا من منطقتي الظاهر عشان أكون ضامنهم أكتر، وهناك محلات خصيصًا أتعامل معها فى حالة تواجدي بالقرب منها ولكن ليس دئمًا ففي حالة شراء كليو أو أثنين يصعب عليه تخفيض السعر ولكن هذا يتم إذا كنت أشترى كميات أكبر.

وأخيرًا يقول أنه بالفعل عُرض عليه التمويل من قِبل أحدهم ورحب جداً بذلك ولكنه يرى أنه مازال ف البداية يجب الإنتظار على ذلك بعض الوقت؛ لأنه يتطلب تنظيم كبير جداً وهناك عدة أفكار يُخطط لها من بينها أن يوفر أشخاص لمهن مختلفة مثل "النجارة" يكون عارفهم ومضمونين وأسعارهم قليلة ويقترح ذلك على عملائه، بحيث يوفر للمواطن كافة إحتيجاته بأقل الأسعار وبشكل مضمون وأمن.

 

وتتوالى النماذج المُشرفة التي نعجز عن وصف إبداعها، "چيهان مُهاب"ربة منزل وأم لثلاث أبناء ولكن ذلك لما يكن عائقًا لوصول أعمالها للعالمية، عُرفت "چيهان"بـ  "عرايس بوجى وطمطم"منذ ثلاث سنوات، فقد بدأت الكروشية حبًا وعشقًا،  مما دفعها للعديد من الأعمال "مفارش،بلوزات وشنط وملابس الأطفال والبلوڤرات" ومع الوقت تطورت الموهبة وكان ذلك فى محيط  الأهل والأصدقاء ولكن دفعها لأتخاذ الموهبة مشروعًا صغيرًا؛ ضيق الحالة المادية وإقبال الأشخاص على الأعمال وخصيصاً بعد البدء فى تنفيذ العرائس التى تتشابه بأصحابها ولست مجرد عرائس من الكروشية فقط.

 

وتروى "چيهان مُهاب" أنها تتذكر أول عروس قامت ببيعها بتكلفة خمسة وعشرين جنيهًا ولكن حاليًا أصبح الأسعار ٢٥٠جنيهًا شاملة مصاريف الشحن التى تبلغ ثمانين جنيهًا وهذه الأسعار تُعتبر ضئيلة مقارنة بمن يعمل فى هذه المهنة؛ بما تسبب بإلقاء اللوم عليها من البعض.

وأضافت "صاحبة بوجي وطمطم" أن الخامات لا تُمثل عبئًا وخصيصًا فى العرائس ولكن يعود إلي المجهود الشاق أثناء التنفيذ ومع ذلك أستخدم الخامة التركية الأكثر ثمنًا مقارنة بالخامات المصرية والصينية، كما أن عرائسى "أولادى" تتنقل عبر القارات، فهناك أم أرسلت لي صورة لأبنتها بصحبة العروس من السويد التى قُمت بتنفيذها منذ عامًا؛ لتخبرنى أنها لازالت أبنتها تحب تلك العروس عن الآخريات، وصديقتى التى نفذت لها شخصيتين من العروس "لها ولخطيبها" وتم وضعهم على أحد الطاولات فى الخطبة، قد أخبرتنى أنهم خطفوا الأنظار من الحضور متعدد الجنسيات.

 

ولم تكن "أمل" أقل نجاحًا، فقدت بدأت بتصميم الكروشية لأطفالها، يشمل (كوتشيات اطفال وبلرينات حريمى وجونتات) وعرض النتيجة على الأقارب والجيران ومع التطور ومطالبة الأفراد بمثل هذه الأشياء، أخذته مشروعًا لتُحسن وضعها المادى وكان ذلك منذ عامًا برأس مال مائتين جنيهًا، فكانت تمارس المهنة بشكل دائم ومتطور مما جعل أعمالها تتطور أكثر وتُزيد الإقبال عليها.

 

 قالت "أمل" أن البداية كانت تأخذ مقابل قليل ولكن مع زيادة سعر الخامات أضطرت لرفع ثمن بعض الأشياء وعلى الرغم من أنه كان صغير إلا أن البعض غضب من ذلك وذلك كان رغمًا عني، فالربح الذى حققته منذ بدأي لم يتخطى الـ ١٥٠٠جنيهًا، وانا بتمنى المشروع يكبر ولكن ظروفى لا تسمح؛ لأنى لدى طفلين تؤام بجانب وضعي المادية.