رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خير أجناد الأرض

مصر تحبط عمليات إرهابية كبرى بدول الخليج

خبراء عسكريون: المخابرات العامة قدمت معلومات هامة عن الخلايا الإرهابية.. والرئيس السيسى دعم اليمن عسكريًا

فى الوقت الذى تحاول فيه دول إقليمية ودولية جاهدةً، إلى تقزيم دور مصر تجاه المنطقة العربية، والتى بدأت بوادر هذا المخطط مع عام 2011 عبر ما يسمى بـ«الربيع العربى» الذى أطاح بثلاث دول عربية وكانت مصر فى طريق لولا عناية الله ويقظة القوات المسلحة ووعى الشعب المصرى.

تضرب مصر نموذجًا جديدًا فى كيف تكون الشقيقة الكبرى التى قد تحرم نفسها من «اللقمة» فى سبيل إطعام أشقائها الصغار، لما لا؟!.. وأحداث التاريخ أكبر شاهدًا على ذلك، غير أن هذه المرة تقدم الشقيقة الكبرى نموذجًا فى مدى خوفها وحرصها على أمن أشقائها فى الخليج، فى ظل التهديدات التى تواجههم من جماعات الحوثيين المدعومة من إيران.

وكشفت قيادات سابقة فى القوات المسلحة لـ«الزمان» أن الأجهزة الأمنية المصرية وفى إطار الشراكة واتفاقيات التعاون بينها وبين دول مجلس التعاون الخليجى وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات تمكنت مصر من إحباط عدد من العمليات الإرهابية الضخمة داخل الدول الثلاث كانت تستهدف منشآتها الحيوية والأمنية ومواطنيها .

وأضافوا أن المخابرات العامة المصرية قدمت معلومات هامة خلال الشهور الثلاثة الأخيرة، جاءت تحت تقرير حمل طابع «سرى للغاية» إلى معاونيها فى السفارات المصرية، والتى قامت بدورها بمّد القائمين على الأجهزة الأمنية فى الدول الثلاث، والتى كان لها أكبر أثر فى توقيف العشرات من عناصر الخلايا المتطرفة الذين خططوا لتنفيذ عمليات إرهابية داخل أراضيها .

وتابعت أن رجال المخابرات العامة المصرية يتابعون عن كثب تطورات الأوضاع فى المنطقة، فى ظل ما يُحاك للدول الخليج من مخططات إيرانية، وحال رصدهم من شأنها أن تحبط تنفيذ عملية إرهابية، يقومون على الفور بتقديمها فى الوقت المناسب إلى نظرائهم فى تلك الدول .

ومنذ وصول الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى سُدة حكم مصر عام 2014، وهو يضع نصب أعينه أمن دول الخليج، وسبق أن أعلنها صراحة خلال ترشحه للرئاسة أن دولته على أهبة الاستعداد للدفاع عن «أشقائها» فى الخليج فى حال تعرضهم لـ«تهديد مباشر»، وأن الجيش المصرى سيكون فى «مسافة السكة» فى حال تطلب الأمر، مؤكدًا أن القوات المصرية العسكرية هى «جيش كل العرب».

وشدد السيسى على أن مصر «تحترم إرادة الشعوب ولا تتدخل فى شؤون الدول الأخرى ولكنها قادرة على صد أى هجوم، والرد على أى اعتداء أو تهديد مباشر سواء عليها أو على أشقائها»، مؤكدًا أنه لا توجد أفضال بين الأشقاء وإنما كل الحب والتقدير والاحترام، وأن مصر لو كان لديها ما يكفى من الإمكانيات لما كانت ستتوانى عن تقديم كل الدعم لأشقائها العرب.

وفى عام 2015 ترجم السيسى ما وعد به فى 2014، إذ تم إيفاد عناصر من القوات المسلحة للدفاع عن الأمن القومى وأمن الخليج والبحر الأحمر ومضيق باب المندب، إذ تشارك مصر فى التحالف العربى الذى تقوده المملكة العربية السعودية ضد الانقلابيين الحوثيين فى اليمن ودعمًا للرئيس الشرعى للبلاد عبد ربه منصور هادى.

ولعبت المخابرات العامة المصرية دورًا بارزًا فى إحباط عملية متطرفة داخل الأراضى الكويتية، ففى 14 /7/ 2017، تمكنت السلطات الأمنية فى الكويت، بناءً على معلومات من نظيرتها المصرية، من ضبط خلية تابعة لتنظيم «داعش» تضم خمسة متهمين كويتيى الجنسية، بعضهم شارك فى عمليات قتالية بالعراق.

وتبين من التحقيقات أن هؤلاء الإرهابيين اعترفوا بتلقى دورات فى علوم التنظيم الإرهابى والفكر الضال المنحرف إلى جانب تدريبات متقدمة على حمل السلاح وشاركوا فى الأعمال القتالية فى كل من سوريا والعراق.

وبناءً على دعم من  المخابرات المصرية، تمكن أمن الدولة فى المملكة العربية السعودية من إحباط مخطط لاستهداف وزارة الدفاع السعودية، إذ أعلنت رئاسة أمن الدولة فى المملكة العربية السعودية، فى 7 أكتوبر 2017، عن ضبط خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم داعش الإرهابى، وتم القبض على 5 أشخاص ودهم 3 مواقع مرتبطة بخلية داعش فى الرياض، وقتل 2 من أفراد تنظيم داعش فى موقعين منفصلين، وتم ضبط أسلحة نارية ومواد كيمياوية تستخدم لصنع متفجرات مع الخلية الداعشية.

ويقول اللواء محمد نور الدين، الخبير الأمنى والاستراتيجى، إنه فى إطار الشراكة واتفاقيات التعاون التى التى أبرمتها دول مجلس التعاون الخليجى وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت مع مصر خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، فى ظل التحديات الضخمة التى تهدد أمن الخليج العربى، تستلزم كلًا من طرفى الاتفاقية بتبادل المعلومات حول نشاط العناصر والجماعات الإرهابية المتواجدة على أراضيهما، وتبادل الخبرات والتدريبات لرفع كفاءة العاملين بالأجهزة الأمنية.

ويضيف نور الدين أن المخابرات العامة المصرية باعتبارها من أقوى الأجهزة فى المنطقة وصاحبة تاريخ طويل فى إجهاض المخططات الإرهابية، تقوم بتقديم كل سبل الدعم إلى أشقائنا فى دول الخليج وتتعاون معهم فى الحفاظ على أمن بلدانهم، باعتبار أمن الخليج جزءًا لا يتجزأ من أمن مصر القومى.

ويرى اللواء خالد عكاشة، عضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب، أن الأجهزة الأمنية المصرية لعبت ومازالت تلعب دورًا كبيرًا فى الحفاظ على أمن دول الخليج، من خلال تقديم المعلومات فى وقتها المناسب حول أنشطة العناصر والجماعات المتطرفة التى تحاول استهداف أمن بلادها، والتى بدورها تقوم أجهزة هذه الدول بتحليلها واتخاذ ما يلزم .