رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

ترجمة

بين تأييد أمريكي ورفض روسي

وزير إسرائيلي: غاراتنا في سوريا «رسالة واضحة» لإيران

نتنياهو و وزير الاستخبارات الإسرائيلي
نتنياهو و وزير الاستخبارات الإسرائيلي

قال وزير الاستخبارات الإسرائيلي «إسرائيل كاتس»، اليوم الأحد، إن بلاده استطاعت بعد قيامها بضرب المواقع الإيرانية الرئيسية في سوريا، إرسال رسالة واضحة إلى إيران بأنها لن تتسامح مع موطئ قدم عسكري إيراني على عتبة بابها، وستتصرف بحزم لمواجهة أي استفزازات أخرى، وفقًا لشبكة «سي ان بي سي» الأمريكية.  

وجاءت الغارات الجوية بعد أن اعترضت إسرائيل طائرة بدون طيار إيرانية تسللت إلى مجالها الجوي، وتم إسقاط طائرة أف -16 إسرائيلية، عند عودتها من سوريا، أمس السبت، وتعتبر هذه الأحداث أخطر مشاركة إسرائيلية في سوريا منذ بدء القتال في عام 2011، وأحدث هجوم جوي مدمر على البلاد منذ عقود.

وقال الجيش الإسرائيلي، أنه دمر موقع إطلاق الطائرات الإيرانية بدون طيار، بالإضافة إلى أربعة مواقع إيرانية إضافية، وثمانية مواقع سورية، بما في ذلك قاعدة القيادة والسيطرة الرئيسية للجيش السوري.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يراقب الحرب في سوريا عبر شبكة من الناشطين، إنه ما لا يقل عن ستة جنود سوريين وميليشيات تابعة لهم، قد قتلوا في الغارات الجوية، مضيفًا أن القوات الست تضم القوات السورية وقوات التحالف غير السورية.

وقال وزير الاستخبارات «كاتس»، لراديو الجيش الإسرائيلي " هم ونحن نعرف جيدا ما قمنا بضربه، وسوف يستغرق منهم بعض الوقت لهم لهضم وفهم ما حدث، وتسأل كيف عرفت إسرائيل كيفية ضرب هذه المواقع"، مضيفًا "كانت هذه المواقع مخفية ولدينا أجهزة استخباراتية وقدرتها على معرفة كل ما يجري هناك، وقد أثبتنا ذلك"، وفقًا لشبكة «سي ان بي سي» الأمريكية.  

وفى هجمات، يوم السبت، تعرضت الطائرات الإسرائيلية لنيران شديدة من المقاتلات المضادة للطائرات، وكان على طياري إحدى طائرات أف -16 أن يقفز قبل تحطم الطائرة في شمالي إسرائيل، وأصيب أحد الطيارين بجراح خطيرة، وأصيب الآخر بجروح طفيفة.

ولم تؤكد إسرائيل ما إذا كانت طائرتها أسقطت بالفعل بنيران العدو، التي ستعتبر أول حالة من هذا القبيل لإسرائيل منذ عام 1982 خلال حرب لبنان الأولى.

وقد أصدرت إسرائيل مؤخرًا عدة تحذيرات صارمة حول تزايد تورط إيران على طول حدودها مع سوريا ولبنان، وهو ما يؤدي إلى ثقة إيران المتزايدة في أعقاب نجاح الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية، وذلك بفضل دعم الحلفاء الرئيسيين لروسيا وإيران.

وتخشى إسرائيل من أن تستخدم إيران الأراضي السورية لشن هجمات أو إقامة ممر أرضى من إيران إلى لبنان، من الممكن أن يسمح لها بنقل الأسلحة بشكل أكثر سهولة إلى حزب الله اللبناني الذي تدعمه جماعة شيعية مسلحة تدعمها إيران لتدمير اسرائيل.

وعلى الرغم من أن إسرائيل قد بقيت إلى حد كبير خارج الصراع السوري، فقد أصابت قوافل أسلحة موجهة إلى حزب الله عشرات المرات منذ عام 2012.

كما أسقطت إسرائيل عدة طائرات بدون طيار حاولت التسلل إلى أراضيها من سوريا، إلا أن الاستيلاء على طائرة بدون طيار إيراني والاستهداف المباشر للمواقع الإيرانية ردًا على ذلك، كان تصعيدًا هائلًا في الانتقام الإسرائيلي.

وقد صرح وزير الدفاع السابق «موشيه يعالون» لراديو الجيش بأن إيران اوقفت أعمالها، مضيفًا "أعتقد الإيرانيون أن الطائرة التي كانت تحلق باتجاهنا كان لها توقيع منخفض، وهذا يعني أن الرادار لن يكتشفها، لقد فوجئوا حقا".

وقد اشتكت إسرائيل منذ فترة طويلة من تورط إيران العدوانية، وحزب الله الإيراني، في الحرب السورية، وقد أرسل كلاهما قوات لدعم الأسد الذي يبدو أنه توجه نحو النصر بعد سنوات من القتال، وقالت إسرائيل أنها لن تقبل وجودًا عسكريًا دائما من جانب إيران وحلفائها الشيعة في سوريا وخاصة بالقرب من الحدود الإسرائيلية، وفقًا لشبكة «سي ان بي سي» الأمريكية.  

وقد عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عدة مشاورات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يدعم حكومة الأسد ويحافظ على وجود عسكري كبير في سوريا، وعقب الغارات الإسرائيلية، تحدثوا مجددًا أمس السبت، حيث نقل نتنياهو عزم إسرائيل على مواجهة نوايا إيران.

وعلى الرغم من ذلك، يبدو أن وزارة الخارجية الروسية تنتقد أعمال إسرائيل بالدعوة إلى ضبط النفس واحترام سيادة سوريا.

ويتضح هذا من خلال البيان الصادر عن الوزارة، قائلة "إنه من غير المقبول على الإطلاق خلق تهديدات لحياة وأمن الجنود الروس الموجودين في سوريا بدعوة من حكومته الشرعية".

ومن ناحية أخرى، فقد أيدت الولايات المتحدة الأمريكية حليفاتها إسرائيل بشدة.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية «هيذر نويرت» إن "تصعيد إيران المحسوس للتهديد وطموحها في تقديم سلطتها وهيمنتها يجعل كل سكان المنطقة من اليمن إلى لبنان معرضين للخطر".

وأضاف البيان "أن الولايات المتحدة تواصل التراجع عن مجمل نشاطات إيران الخبيثة في المنطقة وتدعو إلى إنهاء السلوك الإيراني الذي يهدد السلام والاستقرار".