رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

في ظل صعوبة زيادة المساحة محليا

محصول الأرز بين الإستيراد وزراعته بحوض النيل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

منذ أن أطلت علينا أزمة استيراد الأرز الذي كنا نصدره حتى سنوات قليله بسبب قلة المياه، تضاربت أراء الخبراء بين مؤيد لزراعته في دول حوض النيل، ومؤيد للتوسع في زراعته محليا بطرق حديثة الزمان فتحت الملف على الحقيقة.

خبير: 3 سيناريوهات لزراعة الأرز.. ومن الصعب التوسع في زراعته بحوض النيل 

«برديس»: تعميم الأصناف الجديدة من تقاوي الأرز أفضل من زراعته بحوض النيل

«إفريقية النواب»: لم نناقش فكرة زراعة الأرز بدول حوض النيل

في البداية نفى فؤاد حسب الله، عضو لجنتي الزراعة والشؤون الأفريقية بمجلس النواب، أن يكون المجلس ناقش فكرة زراعة الأرز في دول حوض النيل، لافتا إلى حاجة المحصول لبيئة مناسبة قد لا تتوفر لدى هذه الدول.

أوضح حسب الله لـ«الزمان»، أن زراعته هناك يتطلب توقيع اتفاقيات تعاون مع دول الحوض، بعد القيام بدراسات تفصيلية عن طبيعة الجو ونسبة الرطوبة، ونسبة الملوحة في التربة ونوعيتها، مشيرا إلى حاجته إلى تربة عالية الملوحة خاصة كلوريد الصوديوم.

وأكد عضو لجنتي الزراعة والشؤون الإفريقية، أن الموقف المائي لمصر صعب، لدرجة يستحيل معها التوسع في مساحات زراعة الأرز، لذلك طلبنا من وزير الزراعة وقف تصديره نهائيا، والتوسع في زراعة الأصناف الهجين عالية الانتاجية لزيادة انتاجية الفدان من 4 إلى 5.5 طن، لخفض الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك.

وقال حسب الله، إن استيراد الأرز أمر لا بديل عنه لمواجهة نقص المياه، في ظل زيادة الطلب عليها حيث ارتفعت معدلات استهلاك مياه الشرب من 7.6 مليارات متر مكعب عام 2007، إلى 11 مليار متر مكعب عام 2017.

أضاف عضو لجنتي الزراعة والشؤون الإفريقية، أن المياه المخصصة للصناعة ارتفعت هي الاخري من 7.5 مليار متر مكعب  عام 1997 إلى 18 مليار متر مكعب عام 2017، أما الزراعة فتستهلك نحو 65 مليار متر مكعب.

أكد برديس سيف الدين عمران، عضو لجنة الزراعة والري بمجلس النواب، أن الحل الأمثل لمواجهة أزمة الأرز نتيجة خفض مساحته من مليوني فدان إلى 724 ألف فدان، هو تعميم زراعة الأصناف قليلة استهلاك المياه، والتي تروي مرة كل عشرة أيام، على كل الأراضي المزروعة بالأرز.

أوضح عمران لـ«الزمان»، أن هذه الأصناف تحقق إنتاجية عالية من نفس الموارد المتاحة، مشيرا إلى أن تناول الأرز اصبح  جزء من ثقافة الشعب المصري الذي  لاتخلو مائدة مواطن منه خاصة في مناطق الواحات.

طالب عضو لجنة الزراعة والري باستثناء الواحات من  حظر زراعة الأرز، نظرا لاعتمادها في مياه الري علي المياه الجوفية، وليس مياه النيل، وأن معدل استهلاك الأصناف الجديدة من المياه تعادل باقي المحاصيل.

وقال سيف الدين عمران، إن التوجه لزراعة الزر خارج مصر داخل دول حوض النيل حل غير عملي، بل أنه يزيد من تفاقم أزمة المياه القائمة معهم، كما أنها بلاد ذات طبيعة مغايرة عنا، كما أنه من الصعب التوسع في زراعة أي محصول لديهم دون سابق تنسيق.

وأشار برديس سيف الدين عمران، إلى أن أي مصاريف محلية لزيادة انتاجية الأرز، أفضل من التوسع في الاستيراد من الخارج بالعملة الصعبة، خاصة بعد ارتفاع سعر صرف الدولار، ما يعني أن سعر المستورد سيكون أعلى بكثير من المحلي.

قدر الدكتور حمدي موافي رئيس برنامج الأرز الهجين، حجم العجز المتوقع بين ما ننتجه من الأرز، وما سوف نستهلكه  بعد خفض مساحة زراعته من أكثر من مليون فدان إلى 724 ألف، و200 فدان بنحو 1.1 مليون  طن أرز أبيض.

أوضح موافي لـ«الزمان»، أن متوسط انتاجية الفدان 4 طن، وهو ما يعني أن إجمالي الانتاجية ستكون 2.897 مليون طن أرز شعير، تنتج 1.825 مليون طن أرز أبيض، في الوقت الذي يصل فيه معدل الاستهلاك إلى نحو 3.232 مليون طن، على أساس أن متوسط استهلاك الفرد 40.4 كيلو جرام في السنة.

وحول أمكانية التوسع في زراعة الأرز داخل دول حوض النيل، أكد حمدي، أن إنتاج هذه الدول لا يكفي استهلاكها المحلي، وتسد العجز بالاستيراد من الخارج، ومن ثم يصبح التفكير في الزراعة هناك أمر غير ذي جدوي، إلا إذا قمنا باستصلاح مساحات جديدة من الأراضي بالتعاون معهم وهو أمر غير واقعي.

أشار حمدي، إلى إمكانية توقيع بروتوكول مع هذه الدول لزراعة، أصناف الأرز الهجين بما يحقق لها الاكتفاء الذاتي من نفس المساحة المزروعة، ويسمح لها بتصدير فائض لمصر، حيث تزيد هذه الأصناف انتاجية الفدان بمعدل1 إلى 1.5 طن.

ووضع رئيس حملة الأرز الهجين، سيناريوهين بخلاف ما تنفذه الحكومة حاليا، لتحقيق الاكتفاء الذاتي محليا الأولى زراعة  1.2 مليون فدان، لافتا إلى إمكانية سد العجز بين الإنتاج والاستهلاك بزراعة 350 ألف فدان أرز هجين، مع 850 ألف فدان تقليدي،  حيث يكون الإنتاج المتوقع من التقليدي 3.024 مليون طن أرز أبيض، مع عجز حوالي 208 ألف طن أرز أبيض، بنسبة عجز 6.44%، وإكتفاء 93.56%، في مقابل إنتاج أرز أبيض يتراوح من 3.245-3.355 مليون طن، مع وجود فائض يتراوح من 13-123 ألف طن، في حال تطبيق سيناريو الأرز الهجين، وهذا السيناريو معقول جدا لتخفيض مساحة الأرز تدريجيا، وقابل للتعديل لزيادة المساحة المنزرعة بالأرز الهجين، وتحقيق فائض يفي بمتطلبات الإحتفاظ بالإكتفاء الذاتي من الأرز مع خفض المساحة المنزرعة.

وأضاف حمدي، أن السيناريو الثاني يقوم زراعة 1.1 مليون فدان، حسب برنامج وزارة الري المعلن منذ عام 2010 حتى 2017، فإن أنسب سيناريو لتقليص الفجوة في هذه الحالة هو زراعة 600 ألف فدان أرز تقليدي، مع زيادة مساحة الأرز الهجين إلى 500 ألف فدان.

أوضح رئيس حملة الأرز الهجين، أن الإنتاج الكلي المتوقع من 4.9-5.15 مليون طن أرز شعير، تعطي 3.087-3.245 مليون طن أرز أبيض، نتيجتها إما عجز 145 ألف طن أرز أبيض بنسبة عجز 4.49%، أو فائض 13 ألف طن أرز أبيض بنسبة 0.4%، مقارنة بنسبة عجز 14.23%، عند زراعة مساحة 1.1 مليون فدان بالأرز العادي.

موضوعات متعلقة