محافظ شمال سيناء: الرئيس السيسي وجه بتخفيض تكلفة الوحدة السكنية للأهالي بنسبة 55% ما موعد انتهاء مبادرة سيارات المصريين بالخارج؟.. وزيرة الهجرة تجيب محافظ شمال سيناء: لا توطين لأي فلسطيني.. وإعادة 3 آلاف إلى غزة قريبا الخارجية: اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية مستقرة والطرفان ملتزمان بها الهلال الأحمر المصري: نراجع شاحنات مساعدات غزة للتأكد من خلوها من أسلحة أو مخدرات أو غيرهما الخارجية: اتصالات مكثفة للتأكيد على رفض مصر لأي محاولة لاقتحام لرفح الفلسطينية بريا الرئيس السيسي يعلن انطلاق البطولة العربية العسكرية للفروسية بحضور الرئيس السيسى.. انطلاق بطولة الفروسية بعرض الموسيقى العسكرية بدء فعاليات افتتاح البطولة العربية العسكرية للفروسية بحضور الرئيس السيسي رئيس الوزراء: مصر تدعم جهود استضافة البحرين القمة العربية 33 فى مايو الزمالك يصدر بيانا بشأن إيقاف القيد بسبب مستحقات خالد بو طيب الرئيس السيسي يشدد على ضرورة وقف الحرب ويحذر من أي عمليات عسكرية في رفح الفلسطينية
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

اللواء محمد رشاد وكيل المخابرات الأسبق: إسرائيل تتعامل مع الإرهابيين فى سيناء بمنطق المنفعة المتبادلة

اللواء محمد رشاد وكيل جهاز المخابرات الأسبق
اللواء محمد رشاد وكيل جهاز المخابرات الأسبق

اللواء محمد رشاد وكيل المخابرات الأسبق:

إسرائيل تتعامل مع الإرهابيين فى سيناء بمنطق المنفعة المتبادلة

جهاز المخابرات يؤدى دوره فى إطار تأمين الدولة

حسام خيرالله ليس له أى علاقة بعملية «الكربون الأسود»

للحوار مع اللواء محمد رشاد وكيل جهاز المخابرات الأسبق، مذاقه الخاص فقد شارك فى صنع الكثير من الأحداث القومية، وكان شاهد عيان على العديد من المواقف التى غيرت وجه التاريخ المصرى، قضى أكثر من ربع قرن فى خدمة الأمن القومى المصرى، أكسبته خبرات عميقة عن خطط إسرائيل لإضعاف مصر عسكريا وسياسيا، من خلال دعمها للإرهاب المتواجد على أرض سيناء، وإستراتيجيات القوى الإقليمية والعالمية، فى التأثير على الوضع الاجتماعى والاقتصادى والسياسى لمصر.

 بداية ما هو مشوار حياتك حتى وصولك إلى المخابرات؟

تخرجت من الكلية الحربية عام ١٩٥٨م، وعملت كضابط مشاه واستطلاع، وحاربت فى اليمن سنة ونصف، وعدت إلى مصر عام ١٩٦٤م، فتم نقلى إلى الشرطة العسكرية لمدة ٣ سنوات، وبعد ذلك ذهبت إلى المخابرات العامة من عام ١٩٦٦م إلى عام١٩٩٣م.

وما هى طبيعة الملفات التى كلفت بها فى المخابرات؟

توليت ملف الشئون العسكرية الإسرائيلية، بالإضافة إلى مسئوليتى عن تجميع كل المعلومات العسكرية وكان عملا شاقا جدا، فمن المعروف أنه بعد نكسة ١٩٦٧ أصبحنا نملك كمية ضعيفة من المعلومات عن إسرائيل وكان إلزاما علينا أن نستكمل قاعدة المعلومات مرة أخرى، وبالفعل نجحنا فى توفير هذه القاعدة قبل حرب ١٩٧٣.

كيف ترى العمليات العسكرية فى سيناء؟

 العملية سيناء 2018 هامة جدا ولكنها تأخرت قليلا حتى يتم توفير قاعدة معلومات عن الجماعت الإرهابية فى سيناء، لأن أول بند فى الحروب هى العدو بمعنى أن تشرح لجنودك طبيعة العدو وإمكانياته وقواته ونقاط ضعفه وأماكن تمركزه وهو ما كان ينقص القوات المسلحة وبمجرد توافرها بدأت العملية فورا، و«سيناء 2018» كانت مهمة للغاية للقضاء على الإرهاب لأن الإرهاب عبارة عن أشباح ويحتاج لهجوم كاسح.

وهل حققت العملية «سيناء 2018» أهدافها؟

 العملية حققت ثلاثة أهداف رئيسية وهى:

أولا: منع الجماعات الإرهابية من التعامل مع الأهداف الثابتة مثل «الكمائن الثابتة» سواء للشرطة أو الجيش، وثانيا: استطاعت القضاء على تجمعاتهم وتدمير أماكن ومخازن السلاح، وأخيرا تدمير البنية التحتية للجماعات الإرهابية مما جعلهم صيدا سهلا وبالتالى يسهل اصطيادهم.

ولماذا تعقد الموقف بهذا الشكل فى سيناء؟

مشكلة سيناء تتركز فى الأنفاق والتى زادت بشدة خاصة وقت حكم الإخوان، وكانت حماس وهى الجناح العسكرى لجماعة الإخوان المسلمين، لذلك زادت سيطرتها فى سيناء وخلال حكم الإخوان حصلت على غطاء سياسى لتلك الزيادة وكانت حماس تتخذ من مصر مخازن للسلاح وكانت الأنفاق أحد أماكن تخزين الأسلحة، ولكن ما أن جاءت ثورة 30 يونيو حتى قضت على كل أحلامهم الإرهابية.

ألا ترى أن إسرائيل لعبت دورا فى انتشار الإرهاب بسيناء؟

إسرائيل تتعامل مع الإرهابيين من منطلق المنفعة المتبادلة، وهذا واضح للجميع بدليل عدم قيام تلك الجماعات بتنفيذ أى هجمات ضد تل أبيب، والسبب من وجهة نظرى هو أن التنظيمات الإرهابية أو غالبيتها مخترقة من المخابرات الإسرائيلية بالإضافة إلى مافيا توريد السلاح الإسرائيلية والمصالح المشتركة مع الإرهابيين، أضف إلى ذلك أن إسرائيل من مصلحتها استمرار الإرهاب فى سيناء لاستنزاف قدرات الجيش المصرى.

هل هناك أطراف أخرى تحرك الجماعات الإرهابية فى سيناء؟

نعم جماعة الإخوان المسلمين والدليل واقعتان أولهما حينما تم اختطاف 7 جنود فى عهد الرئيس الأسبق محمد مرسى، وتصريح مرسى وقتها «يهمنا سلامة الخاطفين والمخطوفين»، والواقعة الثانية تصريح البلتاجى الشهير الذى أكد فيه أنه بمجرد عودة الشرعية لمرسى ستنتهى العمليات الدائرة فى سيناء، وهذا يدل على أن كل تلك الجماعات الإرهابية ولدت من رحم جماعة الإخوان الإرهابية.

هل بالفعل إسرائيل تحاول خلق جيل جديد من المصريين يقبل بفكرها؟ وما هى وسائلها؟

إسرائيل تعلم تماما أنها غير مقبولة على المستوى الشعبى بالرغم من توقيع اتفاقية كامب ديفيد، وتعمل جاهدة على خلق جيل جديد من الشباب يقبلها، وهناك 7 مواقع إسرائيلية موجهة ضد الشباب المصرى هدفها خلق جيل جديد يقبل بوجود إسرائيل وفكرها، كما أن إسرائيل تقتحم الأسرة المصرية من خلال نشر فكر الانحلال فيما بين الشباب والبنات وتدعوهم لنبذ الأفكار والعادات والتقاليد المصرية.

ما هى حقيقة عملية الكربون الأسود؟

أولا هناك معلومة يجب تصحيحها للتاريخ وهى أن حسام خيرالله ليست له أى علاقة بموضوع الكربون الأسود، وإنما الشخص المسئول عن العملية بالكامل هو عميد مهندس يدعى "حسام خيرت وهو خريج كلية الفنية العسكرية وعمل ملحقا بالمكتب الفنى للمشير أبوغزالة، وكان الهدف من العملية هو جمع معلومات عن تكنولوجيا تطوير الصواريخ، وعندما انكشفت العملية قامت المخابرات المصرية بنسف الفيلا التى يقيم بها حسام خيرت وأصبح فى عداد الموتى عند المخابرات الأجنبية ولكن فى الحقيقة هو توفى منذ قريب، وهذه شهادة للتاريخ بأن بطل عملية الكربون الأسود هو حسام خيرت وليس حسام خيرالله.

هل من الممكن أن تحدثنى عن دورك فى ملف الجاسوسة هبة سليم؟

بدأت القضية عندما التقطت مجموعة مكافحة التجسس عنوانا للتراسل على محل لبيع الأنتيكات فى باريس ترد إليه رسائل مكتوبة بالحبر السرى.

حينها بدأنا التنسيق مع المخابرات الحربية لمعرفة من اطلع على تلك المعلومات، وقمنا سويا بتحديد 7 أشخاص منهم نقيب أو رائد وقتها فى القوات الخاصة فى الجيش فاروق الفقى، الذى كان يتعاون مع هبة سليم.

 وكان رأى قائد الأمن الحربى أنه ضابط ملتزم لا يجب أن يوضع تحت المراقبة لكننا فى عملنا لا نستثنى أحدا فبدأنا بمراقبة الـ7 مراقبة دقيقة، واكتشفنا أنه المتعاون مع هبة من خلال أحد الخطابات التى أرسلها لها وكان مكتوب فيه "أنا روحت إسكندرية ويا ريتك كنتى معايا".

 وتم القبض عليه، واعترف على هبة، ثم بدأنا بالبحث عنها، فاكتشفنا أنها كانت طالبة فى قسم الأدب الفرنسى فى كلية الألسن جامعة عين شمس، والذى كان رئيسه معارا لجامعة السوربون وقتها، وهو الذى رشحها للموساد لأنه كان يعرف أنها مهتزة عائليا، وبالفعل قام برفع درجاتها فى الامتحانات حتى وصلت فى الترتيب العام للثانية على الكلية ثم منحتها جامعة السوربون منحة خاصة لأنها لم تكن تقبل سوى الطالبة الأولى.

وعلى هذا الأساس سافرت إلى باريس وبدأت العمل فى المكاتب الفنية للسفارة المصرية بتوصية من والدتها التى كانت تدير صالة للقمار يجتمع فيها بعض المسؤولين المصريين.

وكيف تم توقيف الجاسوسة هبة؟

فى تلك الفترة كانت تجمعنا علاقات طيبة جدا مع المخابرات الليبية، وبدأنا التنسيق معها لأن والد هبة كان يعمل مدرسا فى ليبيا، فذهب فريق من المخابرات المصرية إلى هناك وجرى التواصل معه وإخباره أن ابنته ستتورط مع مجموعة فلسطينية فى خطف طائرة ونحن نريد أن نمنع هذا، فاقتنع الرجل، وطلبنا أن ينفذ التعليمات التى نمليها عليه وبالتنسيق مع المخابرات الليبية جرى إدخاله الى المستشفى وزورنا تقريرا طبيا يقول إنه على وشك الموت وعندما اتصلت ابنته بزميله فى السكن أخبرها أنه سيموت وأنها يجب أن تأتى لزيارته فورا.

عندها جن جنون هبة سليم وطلبت من ضابط المخابرات الإسرائيلية أن تذهب لزيارة والدها فرفض، وأرسل "الموساد" طبيبا لبنانيا ليتبين حقيقة الأمر، وعندما اطلع على التقرير أوصى بأن تزور هبة سليم والدها فى أسرع وقت لأنه فى النزع الأخير

وبالفعل أعدت المخابرات الإسرائيلية جيدا لتلك الزيارة حيث سافرت هبة من باريس الى روما ثم أريتريا ومنها إلى ليبيا حيث كان من المقرر أن تلقى نظرة خاطفة على والدها ثم تعود أدراجها على متن الطائرة نفسها، ولما حطت الطائرة على الأراضى الليبية جرى اعتقالها من قبل ضباط المخابرات المصريين والليبيين ثم استقلوا جميعا طائرة إلى القاهرة.

ما هى قصة تدمير الحفار الإسرائيلى الشهيرة بنيجيريا؟

كان لدينا زميل فى الإدارة الاقتصادية فى مجموعة إسرائيل بالمخابرات يدعى "نبيل الشافعى" التقط ذات يوم خبرا خاصا باستئجار إسرائيل حفارا للحفر فى قناة السويس عقب نكسة 67، فبدأنا على الفور بكتابة مذكرة مشتركة ونبهنا لخطورة هذا الموضوع وطالبنا بضرورة التعرض لهذا الحفار قبل وصوله إلى منطقة خليج السويس، ورفعنا مذكرة لرئاسة الجهاز ثم قامت رئاسة الجهاز برفعها إلى رئاسة الجمهورية.

وحصلنا على تصديق من الرئيس جمال عبد الناصر لمواجهة هذا الحفار ومنعه من الوصول عن طريق تدميره فى أى مجال على الساحل الأفريقى، وبدأنا فى متابعة الحفار وعندما اكتملت قاعدة المعلومات توجهنا بها إلى جهاز العمليات الخاص بمواجهة هذا الحفار فى الميادين المختلفة، فنجاح مشروع مثل الحفار الإسرائيلى كان بمثابة استنزاف لكل موارد حقول البترول فى خليج السويس بما يؤثر بشكل كامل فى مخزون البترول الموجود فى الخليج، حيث يعتبر هذا المخزون جزءا من الأمن الاقتصادى الذى هو بالضرورة جزء من الأمن القومى.

هل كنتم تعتمدون على المشاهير من الفنانين والفنانات فى بعض العمليات؟

لم يحدث أبدا أن كان أحد الفنانين هدفا رئيسيا لنا، لكن كان أحيانا هدفا فرعيا لعميل نتابعه فكنا نتفق معهم على تحقيق المعلومات التى نحتاجها، من خلال اتصاله أو اتصالها بهذا الشخص، فالمخابرات العامة لا تدفع أحدا لفعل شيء، ولم ندفع أى فنانة لممارسة شيء مع هدف إلا إذا كان بينهما علاقة مسبقة، وهدفنا جمع المعلومات بالإضافة إلى مكافحة التجسس.

ما تقييمك لدور المخابرات الحالى فى اصطياد الجواسيس؟

جهاز المخابرات جهاز وطنى يخدم مصر بالدرجة الأولى ويؤدى دوره فى إطار تأمين الدولة ومعالجة كل القضايا التى تهدد الأمن القومى خارجيا وداخليا، لكن مع تطور الأحداث خاصة فى الداخل أصبح هناك عبء على جهاز المخابرات العامة؛ لأن مصر أصبحت مستهدفة من قوى كثيرة، فنحن نتعامل مع قوى خارجية تستهدف مصر بالدرجة الأولى، ففى الماضى كان التركيز على إسرائيل لكن الآن أصبح هناك أطراف أخرى، وللأسف تشارك فيها أطراف عربية مثل قطر وأطراف إقليمية مثل تركيا، ففى ظل هذه التطورات تؤدى المخابرات دورها لكنها تواجه تحديات صعبة، خاصة فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب الذى تحارب فيه الدولة أشباحا وليست قوات نظامية